متى يكون جفاف الحلق خطير

متى يكون جفاف الحلق خطير؟ من الأسئلة التي كثيرًا ما ترددت إلى الأذهان. وانتشر البحث عنها على مواقع ومحركات البحث. فجفاف الحلق من المشكلات الشائعة جدًا ولا سيما مع حلول فصل الشتاء، وقد يكون بسيطًا أو مزمنًا.
بدايةً يمكن القول أنّ جفاف الحلق هو: شعورٌ بالنَشفان في الحلق، إذ يحدث نتيجةً لتعرضه للجراثيم والفيروسات، وأيضًا عدوى الجهاز التنفسيّ.
حيث يمكن وصفه بأنّه حالةٌ مرضيّةٌ بسيطةٌ يمكن علاجها بطرقٍ بسيطةٍ. ولكن ماذا لو استمرّ هذا الجفاف لفترةٍ زمنيّةٍ تجاوزت الأربعة عشر يومًا؟ أو لاحظ المريض أنّ الأعراض تزداد حدّةً وسوءًا. هنا عزيزي القارئ وجب عليك فهم الإشارات التي يرسلها جسدك. واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي توصلك إلى شطّ الأمان وتَحول دون الوصول إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ.
متى يكون جفاف الحلق خطير؟ ما أسبابه، أعراضه، مضاعفاته، كيفية الوقايّة منه. وذلك ما سنتحدث عنه مُطولًا في سطورنا التاليّة. فقط تابع معنا.

متى يكون جفاف الحلق خطير

كما سبق وأشرنا أنّ جفاف الحلق قد يكون بسيطًا، فهو ليس بحالةٍ طبيّةٍ خطيرةٍ بمفرده. ولكن في بعض الحالات قد يكون عارضًا من أعراض مشكلاتٍ طبيّةٍ أُخرى تتطلب العلاج. حيث هناك مجموعةٌ من الأعراض المصاحبة للجفاف والتي تؤكد لك أنّه عليك زيارة الطبيب، ومن أبرزها:

  • ضيق التنفس.
  • آلامٌ شديدةٌ في الحلق، متزامنةً مع صعوبةٍ في البلع والتنفس.
  • وخروج صفيرٍ خلال عمليّة التنفس.
  • تسارع التنفس، إضافةً إلى أوجاعٍ في الصّدر.
  • كذلك، الشخير أثناء النوم، ويكون بصوتٍ مرتفعٍ.
  • وارتفاع درجات حرارة الجسم، متجاوزةً للحدّ الطبيعيّ (٣٨) درجة مئويّةٍ.
  • سعالٌ مستمرٌ، وخروج المخاط بشكلٍ متكررٍ من الحلق.
  • فضلًا عن،ظهور بقعٍ بيضاءٍ على اللّوزتين، أو احمرارٍ على اللّسان بشكلٍ متواصلٍ ولفترات زمنيّةٍ طويلةٍ.
  • وظهور كتلةٍ على الرّقبة.
  • إضافةً إلى، الشعور بالتعب والإجهاد خاصّةً خلال فترات النهار.

أسباب جفاف الحلق

لا بُدّ من الإشارة أنّه هناك العديد من أسباب جفاف الحلق، وهي:

  • جفاف الحلق الناتج عن الجفاف العام للجسم: لعلّ من أبرز أسباب جفاف الحلق هو الجفاف العام للجسم، سواءً كان بسبب عدم تناول السوائل الكافيّة أو فقدان السوائل بسبب أمراض الجسم مثل: السكريّ، الإسهال، والتعرق الشديد. كما من الممكن حدوث الجفاف العام والذي يليه جفاف الحلق كنتيجةٍ للعيش في البيئة الصحراويّة.
  • جفافُ الحلق الناتج عن التنفس الفمويّ: خاصّة في أثناء النوم، إذ هناك صلة وثيقةٌ بين جفاف الحلق والنوم بفمٍ مفتوحٍ. كما يترافق عادةً بالتهاب الطرق التنفسيّة العلويّة، ورائحة الفم الكريهة، وإنهاك الجسد بشكلٍ عامٍ.
  • جفافُ الحلق الناتج عن الحساسية المزمنة: فالحساسية هي ردٌّ فعلٍ طبيعيٌّ يقوم به الجسم تجاه موادٍ غير مؤذيةٍ، ولكنها مزعجةٌ على سبيل المثال: القش والغبار، وبعض أنواع العطور. كما تجدر الإشارة إلى أنّ الحساسيّة تختلف شدّتها من شخصٍ إلى آخرٍّ، ومن أبرز أعراضها جفاف الحلق واللّسان.
  • جفاف الحلقِ الناتج عن ارتجاع الحمض من المعدّة: إذ يعدّ ارتجاع الحمض عاملًا أساسيًّا في جفاف الحلق وما يرافقه من سعالٍ وتخرشٍ في الحلق.
  • جفاف الحلق الناتج عن إجهاد الصّوت: لا شكّ أن إجهاد الصوت يساهم بشكلٍ رئيسيّ في جفاف الحلق. وهذا ما نشاهده بكثرةٍ عند أصحاب المهن التي يتطلب عملها الكلام بشكلٍ متواصلٍ، على سبيل المثال: المعلمين ومقدميّ البرامج والمغنين. وأيضًا للأطفال الحصّة الأكبر في إجهاد حنجرتهم.
  • جفافُ الحلق الناتج عن سرطانات الحنجرة: رغم نِدرةِ تشخيص الفحص الطبيّ لجفاف الحلق على أنّه عارضٌ لسرطان الحنجرة. على الرغم من ذلك، فمن الممكن توقع الإصابة به. لذا عليك زيارة الطبيب إذا استمرّ جفاف الحلقِ لفترةٍ طويلةٍ.
  • جفاف الحلق الناتج عن الأدويّة: جميعنا نعلم أنّ رغم فوائد الدواء التي لا تعدّ، إلّا أنّ له آثارًا جانبيّةً. قد تتمثل بجفاف الحلق مثلًا أو تؤدي إلى تفاقمه في حالة الإصابة به. ومن هذه الأدويّة:
    • أدويّة الضغط.
    • مضادات الاكتئاب.
    • المسكنات.
    • مضادات الهيستامين.

أسباب أُخرى لجفاف الحلق

ولأخد العلم بأنّ هذا النوع من الجفاف يكون بسيطًا وغير مزعج، ويزول خلال فترةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ. لا شكّ أنّ هناك أسبابٌ أُخرى لجفاف الحلق:

    • التدخين
    • تعاطي الماريجوانا.
    • التهاب المجاري التنفسيّة العلويّة.

شاهد أيضًا: علاج البلغم العالق في الحلق.

الأعراض المرافقة لجفاف الحلق

تختلف الأعراض المرافقة لجفاف الحلق، كما تختلف باختلاف المسبب، وهي:

  • الأعراض المرافقة لجفاف الحلق الناجم عن العدوى التنفسية، وهي:
    • السّعال الحاد، ويكون متزامن مع بحة الصوت.
    • التهاب الحلق وظهور بقع بيضاء تظهر على اللّسان والحلق.
    • إضافةً إلى الصعوبة في التنفس.
  • الأعراض المرافقة لجفاف الحلق الناجم عن المشاكل الهضميّة، وهي:
    • صعوبة البلع.
    • الشعور بالحرقة.
    • التقيؤ.
  • كما أنّ هناك أعراضٌ أُخرى تتمثل بالتالي:
    • التعب العام للجسم، مصحوبًا بالآلام.
    • ضعف عضلات الجسم.
    • انخفاض في ضغط الدّم.
    • تشوش الرؤيّة.
    • وأيضًا، الحمى.
    • وكذلك: تضخم الغُدد اللمفاويّة.

مضاعفات جفاف الحلق

لأن جفاف الحلق عارضٌ ينذرك بالإصابة بأحد الأمراض الخطيرة، فإنّ التوانيّ في العلاج، وعدم السعيّ لمعرفة السبب الكامن وراء جفاف الحلق قد ينتهي بك إلى مضاعفاتٍ لا تُحمدُ عقباها. لذلك يتوجب عليك استشارة الطبيب وتشخيص السبب الرئيسيّ لإصابتك ثم البدء بخطّة علاجٍ، قد تقتصر على تغيير بعض العادات فقط في حالاتٍ بسيطةٍ. ومن جهةٍ ثانيّةٍ قد تكون خطيرةً تحتاج إلى علاجٍ طويل الأمد.

ومن المضاعفات المحتملة في حال الإهمال: التفاعلات الدوائيّة الضارة، الحمى الروماتيزميّة، مضاعفات التهاب الحلق.

شاهد أيضًا: التهاب الحلق عند الأطفال الأسباب الأعراض و طرق العلاج.

هل جفاف الحلق من أعراض كورونا

كَثُرَ السؤال عن العلاقة بين جفاف الحلق المفاجئ وفيروس كورونا. حيث يعتبر جفاف الحلق عارضًا أساسيّا من أعراض الإصابة بالفيروس. إذ يصيب الحلق أوّلًا ويسبب التهابه خلال يومين إلى سبعة أيامٍ من التقاط الفيروس، ويترافق بجفاف الحلق لمدّة ثلاثة أو أربعة أيامٍ مع صعوبةٍ في التنفس، ثمّ يدخل إلى القصبات الهوائيّة والرئتين مُحدثًا الضرر الأكبر وهو الالتهاب الرئويّ.

هل جفاف الحلق يؤكد الإصابة بفيروس كورونا

مع استحواذ فيروس كورونا على كلّ اهتمامنا، والخوف المرافق لانتشاره. قام الناس بربط كل عارضٍ صحيٍ بفيروس كورونا. لا ننكر أنّ جفاف الحلق من أعراض كورونا ولكن من الخاطئ القول أنّ كلّ جفاف حلقٍ هو إصابةٌ حتميّةٌ بالكورونا. وهنا عزيزي القارئ عليك بزيارة ٍ سريعةٍ إلى الطبيب قبل إطلاق الأحكام المسبقة بالإصابة.

كيف يتم تشخيص جفاف الحلق

ينبغي على المريض والذي يعاني من شكوى جفاف الحلق بشكلٍ مستمرٍ ومتفاقمٍ مراجعة الطبيب. وهنا يقوم الطبيب بإجراء مسحةٍ للحلق لمعرفة نوع البكتريا المسببة لهذا الجفاف.

أمّا في حال اشتبه الطبيب بالإصابة بسرطان الحنجرة، فيأخد خزعةٍ وإرسالها إلى المخبر، قبل البدء بخطّة العلاج.

الطرق الطبيعية لعلاج جفاف الحلق

جفاف الحلق مرضٌ كأيّ مرض يأخد أبعاده، ثمّ ما يلبث أن يشفى في حال اتخاذ التدابير المناسبة. وللفتِ الانتباه قليلًا إنّ جفاف الحلق إذا لم يكن مصحوبًا بأحد الأعراض التي ذكرناها سابقًا، فإنّه ليس بالوضع الخطير، ويمكن علاجه ببعض الطرق المنزليّة. إليك أبرزها:

  • غرغرة الفم بالمياه المالحة: حيث يعتبر الملح من المواد التي تحتوي على خصائص عاليّةٍ التعقيم. وينصح بالغرغرة بالماء المالحة مرتين يوميًّا ممّا يخفف من تهيج الحلق.
  • تناول المشروبات الدافئة مع العسل: قد أثبت العسل فعاليّةً كبيرةً في تهدئة الحلق، وتخفيف جفافه بفضل خواصه المطهرة والمهدئة.
  • شرب كميات كافيّة من السوائل: فإنّ شرب السوائل سواء كانت باردة أو ساخنة دورٌ كبيرٌ في علاج جفاف الحلق.
  • ترطيب الهواء: ذلك من خلال استخدام أجهزة الترطيب الكهربائية، أو الاستفادة من بخار إبريق الماء الساخن، حيث يعتبر الهواء الرّطب من أهم علاجات جفاف الحلق.
  • حبوب المَص: إذ أثبتت حبوب المَص قدرةً كبيرةً على تحفيز اللّعاب والتخفيف من جفاف الحلق، وللحصول على أفضل النتائج فعليك انتقاء الحبوب الخاليّة من السُكر.
  • الراحة الكافيّة للحلق: يحدث جفاف الحلق بعد التحدث لفتراتٍ طويلةٍ لذا ننصح بالراحة والهدوء لترك الفرصة للحنجرة للتأمين.

أدوية علاج جفاف الحلق

كما قيل لكلّ داءٍ دواءٍ، ولكن يجب أخد السبب الرئيسيّ لجفاف الحلق بعين الاعتبار قبل وصف الدواء. فإنّ الخيارات العلاجيّة الدوائيّة المقترحة عندما يكون السبب هو:

  • الحساسيّة: الأدوية المضادة للهيستامين ومضادات الاحتقان.
  • ارتجاع الحمض: مضادات الحموضة.
  • الارتجاع المعدي المريئي: مثبطات المضخة البروتونيّة.
  • التهاب الحلق البكتيري: المضادات الحيويّة.
  • التهاب اللّوزتين البكتيريّ: المقشعات ومذيبات البلغم.
  • كما قد يصفّ الطبيب المُسكنات والتي تُباع دون وصفةٍ طبيّةٍ، على سبيل المثال: الباراسيتامول أو الآيبوبروفين.

الوقايّة من جفاف الحلق

إنّ الوقايّة خيرٌ من ألف علاجٍ ، لذلك من المهم اتباع مجموعةٍ من التعليمات والإرشادات التي تساعد على الوقايّة من الإصابة، لعلّ أبرزها:

  • التنفس من الأنف وليس من الفم.
  • مضغ اللّبان أو مصِ الحلوى الصلبة الخاليّة من السكر.
  • الحرص على تناول كمياتٍ كافيّةٍ من السّوائل، على سبيل المثال: الماء والعصائر الطبيعيّة.
  • تجنب السوائل التي تحتوي على نسبةٍ عاليّةٍ من الكافيين والتي تسبب إدرار البول وبالتالي حدوث الجفاف.
  • الابتعاد عن التدخين.
  • لا تستخدم غسول الفم الذي يحتوي على الكحول.
  • أضف بعض الترطيب إلى الغرفة باستخدام أجهزة الترطيب أو بخار الماء.
  • تجنب استخدام أدويّة مضادات الاحتقان والهيستامين دون استشارة الطبيب.

إنّ صحتك أغلى ما تملك، فلا تفرط بها. ولا تتوانى في استشارة الطبيب عند أيّ شعورٍ يقلق راحة جسدك. ومن منصة كيف نتمنى أن يكون  مقالنا متى يكون جفاف الحلق خطير قد نال إعجابكم.

Scroll to Top