متى كانت أول توسعة للحرم المكي الذي يعتبر أعظم مسجد في الإسلام والذي يوجد في مكة في المنطقة الغربية للمملكة العربية السعودية. كما توجد ضمنه الكعبة المشرفة أول بيت إسلامي لعبادة الله تعالى. كما يعتبر الحرم المكي أكثر المناطق قداسة لدى المسلمين، فهو قبلتهم أثناء الصلاة والدعاء. وقد سمي بالمسجد الحرام بسبب تحريم القتال فيه منذ دخول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة. ونظرًا لمكانة المسجد الحرام لدى المسلمين فقد حظي باهتمام الخلفاء الراشدين ومن بعدهم الحكام والملوك المتعاقبين. كما عملوا على توسيعه لاستيعاب أعداد المسلمين المتزايدة. ولكي تتعرف عزيزي القارئ على أول توسعة للحرم المكي، وغيرها من المعلومات عن المسجد الحرام تابع معنا سطور مقالنا التالية.
متى كانت أول توسعة للحرم المكي
أول توسعة للحرم المكي كانت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب في العام 17 للهجرة. وقد تم فيها زيادة مساحة المسجد الحرام لما يقارب 560 م2. وقد جاءت هذه التوسعة بعد قيام سيلٍ جارف يدعى سيل أم نهشل (وذلك نسبة إلى السيدة التي جرفت بهذا السيل)، بجرف حجار المسجد من مكانها. مما دفع الخليفة عمر بن الخطاب إلى إصدار الأوامر بإرجاع الحجارة إلى مكانها. ولأن المسجد الحرام لم يكن له أسوار تحيط به، أمر الخليفة بشراء المنازل المحيطة به. ومن ثم أمر بهدم هذه المنازل بهدف توسيع الحرم المكي، وقد رفض العديد من أصحاب المنازل أخذ ثمن بيوتهم. كما امتنع البعض عن بيع منازلهم. فما كان من الخليفة عمر بن الخطاب إلا أن يضع أثمان بيوتهم في خزانة الكعبة حتى أخذوها فيما بعد. ثم تم بناء جدار قصير حول المسجد الحرام، وقال الخليفة : ” إنما نزلتم على الكعبة فهَو فناؤها، ولم تنزل الكعبة عليكم “.
شاهد أيضًا: شروط الحج ٢٠٢٢ كما أقرتها المملكة العربية السعودية 1446
مراحل توسعة الحرم المكي في العهد السعودي
بعد أول توسعة للحرم المكي توالت عبر الزمن التوسعات ومنها ما تم في العهد السعودي والذي تم وفق المراحل التالية:
- فتح طريق خلف الصفا، ورصف طريق المسعى بالإسمنت. كما تم إشادة طابقين للمسعى.
- إشادة بناء لسقي ماء زمزم.
- كما تم إشادة مبنى مكون من ثلاثة طوابق، وزيادة مساحة المطاف. كما تم تجهيز مجرى للماء في قبو زمزم وتركيب صنابير للمياه.
- بالإضافة إلى ذلك تم استبدال الشمعدانات الستة الموجودة بحجر إسماعيل بخمسة شمعدانات نحاسية تعمل بالكهرباء.
- علاوة على ذلك تم في العهد السعودي إزالة مظلة زمزم، والمقامات الأربعة، وباب بني شيبة.
- كما تم تركيب درج متحرك خاص بالكعبة المشرفة، وقد نقش عليه بالذهب وأحيط بالفضة.
- تشييد سقف جديد للكعبة بدل السقف القديم.
مشروع توسعة المسجد الحرام في عهد الملك سعود
تمت التوسعة للحرم المكي في عهد الملك سعود في أول أيام شهر ربيع الآخر من عام 1375 هجري. حيث وضع حجر الأساس لهذا المشروع في يوم 5/ أبريل/ 1956 ميلادي الموافق 23/ شعبان/1375 هجري. حيث كانت مساحة الحرم المكي حوالي 28 ألف متر مربع، ويمكنه استيعاب حوالي 50 ألف مصلي. ليستمر مشروع توسعة المسجد الحرام حوالي 10 سنوات.
شاهد أيضًا: كيفية الحصول على تصريح للصلاة في المسجد الحرام من تطبيق العمرة
مساحة الحرم المكي الشريف
توجد الكعبة المشرفة في وسط الحرم المكي، والذي يبلغ نصف قطره 87552 كيلو متر من كافة الاتجاهات. حيث يوجد في شمال الحرم المكي مسجد العمرة أو التنعيم في المدينة المنورة. بينما يوجد غربه مدينة جدة الحديبية أو العلمين. أما من الشرق فتقع نجد الجعرانة. كما يحده من الجنوب من جهة عرفة منطقة نمرة.
أكبر توسعة للمسجد الحرام
كان الملك فهد بن عبد العزيز أول من قام بأكبر توسعة للحرم المكي. وذلك من خلال توسيع الحرم من الجهة الغربية للمسجد الحرام. كما تم تشييد بناء لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين سنويًا. بالإضافة إلى ذلك جهزت الساحات الخارجية المخصصة للصلاة. وبهذه التوسعة بلغت مساحة الحرم المكي حوالي 356 ألف متر مربع، لتصبح هذه التوسعة أكبر توسعة للمسجد الحرام منذ 14 قرن.
توسعات الحرم المكي عبر العصور
تعددت التوسعات التي أجريت على الحرم المكي بدايةً من أول توسعة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. حتى التوسعات التي تمت في العهد السعودي. وفيما يلي بعض هذه التوسعات:
توسعة الحرم المكي في عهد الخليفة عثمان بن عفان
أجريت في عهد الخليفة عثمان بن عفان عام 26 هجري توسيع الحرم المكي ليصبح حوالي 4390 م2 ، حيث بلغ مقدار التوسعة حوالي 2040 م2. والتي تم من خلالها هدم المنازل المحيطة بالمسجد الحرام وضمت أراضيها لحرم المسجد الحرام. كما أن الخليفة عثمان بن عفان يعتبر أول من أدخل الأروقة المسقوفة والأعمدة الرخامية للمسجد الحرام. ولكن تعرض الخليفة لامتناع بعض أصحاب البيوت عن بيع بيوتهم واستلام ثمنها، فأمر بهدمها فوق رؤوس أصحابها. فصاحوا به فقال: ” جرّأكم علي حلمي عنكم، فقد فعل بكم عمر هذا فلم يصح به أحد”. ثم أصدر الأوامر بحبسهم. ولكن طلب عبد الله بن خالد بن أسيد أمير مكة الصفح عنهم. فأطلق سراحهم وأخذو ثمن بيوتهم.
شاهد أيضًا: كم عدد حجاج الداخل والخارج 1446-2022
توسعة الحرم المكي في ظل الدولة الأموية
- أجريت أول توسعة للحرم المكي في ظل الدولة الأموية عندما أمر عبد الله بن الزبير بإعادة بناء الكعبة بعدما نشب فيها حريق أثناء حصار جيش يزيد بن معاوية لمكة وذلك في عام 60 هجري.
- بينما أجريت توسعة أخرى للحرم المكي في عهد الوليد بن عبد الملك عام 91 هجري. وذلك بعد أن تعرض المسجد الحرام لسيل جارف، فعمل على زيادة مساحة المسجد. كما جلب أعمدة من مصر والشام لإعادة بناء المسجد.
توسعة الحرم المكي في ظل الدولة العباسية
- كانت أول توسعة للحرم المكي في ظل الدولة العباسية تحت إشراف أبي جعفر المنصور خلال الفترة الممتدة من عام 137 إلى عام 140 هجري. حيث أمر بزيادة مساحة الركن الشامي، كما شيد منارة بالركن الشمالي والغربي بالإضافة إلى ذلك أمر بتبليط حجر إسماعيل بالرخام وأمر بتغطية فوهة نبع زمزم بشباك.
- بينما تمت توسعة أخرى للحرم المكي في عهد المعتضد بالله خلال الفترة الممتدة بين عام 281 هجري وعام 284 هجري، حيث هدم دار الندوة لتصبح من أروقة المسجد كما بنى 12 باب من الداخل، و3 أبواب من الخارج.
- كما تمت توسعة أخرى في عهد المقتدر بالله في عام 306 هجري، حيث أمر بإضافة مساحة دارين للسيدة زبيدة إلى مساحة المسجد الحرام. كما شيد بابًا كبيرًا والذي عرف باسم باب إبراهيم.
شاهد أيضًا: ما الذي يقال للعائد من العمرة
وفي ختام مقالنا حول السؤال الذي يطرحه الكثيرون وهو متى كانت أول توسعة للحرم المكي نكون قد وضحنا أن أول توسعة كانت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. لتتوالى بعدها التوسعات عبر العصور. حتى وصل شكل المسجد الحرام إلى ما تراه الآن، ولربما ستستمر هذه التوسعات مع التزايد في عدد الحجاج والمعتمرين سنويًا.