متلازمة تيتز هي متلازمة تصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، وهذه المتلازمة نادرًا ما تصيب الرضع والأطفال صغار السن. وتتساوى نسب الإصابة بين الذكور والإناث. ومن الجدير بالذكر أن هذه المتلازمة سميت بهذا الاسم نسبة للعالم الالماني تيتز. وهي عبارة حالة التهابية تصيب غضاريف المفاصل التي تربط عظم القص الواقع ضمن القفص الصدري مع عظام الأضلاع الصدرية. ولا بد من الإشارة على أنها آفة حميدة نادرة الحدوث، سببها غير معروف حتى الآن بشكل دقيق. وتتظاهر بألم حاد في الأضلاع الصدرية الأربعة العلوية، وفي 70 إلى 80% من الحالات تكون الإصابة بالضلعين الثاني والثالث. وهنا في هذا المقال سنوضح أسباب هذه المتلازمة، وكذلك أعراضها، وطرق علاجها.
متلازمة تيتز
في الحقيقة عندما نذكر متلازمة تيتز يجب التفريق بين حالتين مرضيتين تحملان نفس الاسم. الشكل الخلقي للمتلازمة، والشكل المكتسب لهذه المتلازمة. وهنا في هذه المقالة سنتطرق إلى هذين النوعين:
أولًا الشكل الخلقي للمتلازمة
وهي مرض وراثي نادر الحدوث يصاب به الجنين، يحدث نتيجة خلل في الجينات المسؤولة عن تصبغ الخلايا الميلانينية .حيث نلاحظ على المولود الأعراض التالية:
- خلل في الأذن الداخلية يؤدي لفقدان حاسة السمع.
- كذلك تكون بشرة المولود شاحبة تميل للون الفاتح.
- كما أن عيون المولود تكون زرقاء اللون.
- كذلك يكون شعر المولود أبيض، يتحول مع الوقت إلى اللون الداكن.
ثانيًا الشكل المكتسب للمتلازمة
على الأغلب عندما نذكر هذه المتلازمة فإننا نقصد المتلازمة المكتسبة. وهي نادرة الحدوث تصيب الجهاز العضلي الهيكلي وخاصةً الغضاريف التي توجد في المفاصل القصية الضلعية. حيث تصاب بالالتهاب والتورم. وأكثر ما تحدث هذه المتلازمة في فصلي الشتاء والربيع. إذ تظهر الأعراض نتيجة التهاب الغضاريف وتورمها، وتكون على شكل نوب متكررة. وتستمر عدة أيام وقد تستمر عدة سنوات وفي أغلب الأحيان تزول من تلقاء نفسها. ويشعر المريض بالأعراض التالية:
- يظهر تورم في منطقة الإصابة، قوامه كثيف، يقيس 4 سم تقريبًا، ويكون مؤلمًا بالجس، ومن ثم يتحول هذا التورم إلى صلابة على شكل المغزل.
- يشعر المريض بارتفاع الحرارة في المفصل المصاب
- كذلك قد يتعرض المصاب لحالات دوخة وإغماء تحدث فجأة.
- كذلك قد تتطور الحالة ويصاب المريض بالشلل.
- ويعاني من ألم حاد في الصدر يتصف بما يلي:
- ألم خفيف إلى متوسط الشدة، يظهر بشكل فجائي، أو يتطور بالتدريج، في جانب واحد من الصدر.
- ومن الممكن أن ينتشر هذا الألم إلى الرقبة والكتف والزراعين.
- هذا الألم يزداد بالتنفس العميق والسعال، وكذلك أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
أسباب متلازمة تيتز
لا تزال أسباب هذه المتلازمة غير معروفة ولكن حسب رأي بعض الباحثين تتهم العوامل التالية:
- تعرض الشخص للإصابات الرضية المتكررة في منطقة الصدر.
- التعرض المستمر لالتهاب المجاري التنفسية.
- نوب السعال الشديد.
- ممارسة التمارين الرياضية العنيفة.
- حالات القيء الشديد قد تؤدي إلى الإصابة بهذه المتلازمة.
تشخيص متلازمة تيتز
يتم تشخيص متلازمة تيتز بالقيام بالإجراءات التالية:
الفحص السريري
الذي يعتبر الأهم وذلك باستجواب المريض ومعرفة طبيعة الألم، كذلك عن طريق جس الورم مكان الإصابة.
الفحص المخبرية
وتفيد في التوجه نحو التشخيص، حيث نجد بتحليل عينة الدم:
- ارتفاع في سرعة الثفل التي تشير إلى وجود حالة التهابية في الجسم.
- ارتفاع عدد الكريات البيض وانقلاب الصيغة نحو اليسار.
- ارتفاع قيمة البروتين الارتكاسي.
الفحص الشعاعي
- الأشعة السينية إذ تظهر وجود كثافة على شكل المغزل في الأضلاع العلوية. ولكن على الأغلب لا تعطي تشخيصًا دقيقًا بسبب توضع الأضلاع خلف القلب والرئتين.
- المرنان المغناطيسي ونلجأ إليه لتأكيد التشخيص، لأنه يعطي صورة متعددة الطبقات نستطيع من خلالها الوصول إلى التشخيص الدقيق.
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية .
- وتخطيط القلب الكهربائي لنفي وجوء أذية في العضلة القلب
التشخيص التفريقي
وهنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الإصابات التالية ونفرقها عن المتلازمة:
- الرض على الصدر والأضلاع
- آلام الثدي عند النساء
- الروماتيزم
- الورم المتوضع في منطقة الصدر
- آلام الذبحة الصدرية.
- التهاب الغضروف الضلعي.
علاج متلازمة تيتز
في هذا المقال سوف أتطرق لعلاج متلازمة تيتز في الحالتين كما أسلفنا سابقًا:
علاج متلازمة تيتز الخلقية
حتى هذه اللحظة لا يوجد علاج لمتلازمة تيتز الخلقية باستثناء بعض الإجراءات التي تساعد المريض على التأقلم مع الوسط المحيط. كما يمكن اللجوء إلى عملية زرع القوقعة في بعض الحالات.
علاج متلازمة تيتز غير الخلقية
وهي موضوع مقالتنا وهنا نلجأ إل الطرق التالية:
المراقبة
بعض الحالات لا تتطلب أي علاج، وإنما فقط الانتظار ومراقبة المريض بانتظار الشفاء العفوي.
إجراءات يوصي بها الطبيب
في حال الألم المزعج ينصح الطبيب ببعض الإجراءات ضمن المنزل وذلك لتخفيف حدة الألم مثل:
- تجنب ممارسة التمارين الرياضية . ولكن أحيانًا وحسب حالة المريض ينصح الطبيب بإجراء تمارين رياضية تخفف الألم وخاصةً تمارين التمدد.
- الابتعاد عن أي نشاط أو حركة مجهدة.
- الراحة المطلقة.
- وضع كمادات باردة أو ساخنة فوق منطقة الألم وذلك لتسكين الألم.
العلاج الدوائي
قد يساعد استخدام بعض العقاقير الدوائية في تخفيف الألم والتورم وكذلك معالجة التهاب الغضاريف الذي تسببه هذه المتلازمة. ومن هذه الأدوية:
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية التي تخفف الألم والالتهاب المرافق مثل الأسبيرين والأيبوبروفين
- مضادات الالتهاب الستيرويدية والليدوكائين والتي يتم حقنها مباشرةً في مكان الإصابة. لتخفيف الألم في حال عدم جدوى المسكنات بالطريق العام.
العلاج الجراحي
في حال استمرار الألم بالرغم من العلاجات السابقة يلجأ الطبيب إلى الجراحة. حيث يقوم باستئصال بعض الغضاريف المصابة.
والخلاصة لا داعي للقلق أبدًا فهذه المتلازمة حميدة لا تشكل خطرًا على حياة المريض. وبنفس الوقت هي نادرة الحدوث. وقد تشفى تلقائيًا دون الحاجة لأي علاج. ولكن بسبب الطبيعة البشرية وعدم القدرة على تحمل الألم. ينصح الأطباء بمسكنات الألم.