تمثل متلازمة هيلب أحد الأشكال الشديدة لمتلازمة ما قبل الإرتعاج PREECLAMPSIA والتي تترافق مع نسبة مراضة مرتفعة. ويعتبر الإرتعاج وما قبل الإرتعاج (الإرجاج وما قبل الإرجاج) شكلين خطيرين من أشكال ارتفاع التوتر الشرياني عند الحامل خلال فترة الحمل. حيث تلعب اضطرابات ارتفاع التوتر الشرياني أثناء الحمل دورًا كبيرًا في مض ووفيات الأمهات. فقد تسبب عدة اختلاطات مختلفة الخطورة لدى الأم ومنها (انفكاك المشيمة في وقت باكر مثلًا، أو تخثر منتشر داخل الأوعية، أو قصور كلية أو كبد) وغير ذلك. بينما قد يتعرض الجنين والوليد لخطورة الخداج أو تحدد النمو أو الموت. من الممكن أن تتحرض هذه المتلازمة بوجود عوامل خطورة عديدة، ومنها (عمر الأم أكبر من 34 سنة، تعدد الولادات، أو من الممكن أن يحدث عند النساء صاحبات العمر الحملي 36 أسبوع أو أقل). سنتحدث في مقالنا الرائع عن متلازمة هيلب HELLP التي تشير إلى وجود مشاكل في الدم والكبد.
متلازمة هيلب HELLP syndrome
متلازمة هيلب هي إحدى مضاعفات الحمل التي تؤثر على الدم والكبد. وهي حالة طبية طارئة تحتاج إلى علاج سريع لأنها مهددة للحياة. قد تشعر الحامل في بداية الحالة بأعراض مختلفة الشدة مثل:
- رؤية ضبابية.
- ألم في الصدر.
- ألم في الجزء العلوي الأيمن أو الأوسط من البطن.
- زيادة الوزن والتورم بسرعة.
- التقيؤ.
- الصداع والتعب الشديد.
- نزيف الأنف أو نزيف آخر لا يتوقف، وهذا أمر نادر الحدوث.
- النوبات أو التشنجات، وهي نادرة الحدوث أيضًا.
لكنها قد تتطور وتزداد سوءًا حتى تنتهي باختلاطات خطيرة ومميتة ومؤذية جدًا للأم والطفل معًا. كما تعتبر متلازمة هيلب نادرة الحدوث. وعادةً ما تتطور في الثلث الثالث من الحمل، لكنها قد تحدث أحيانًا في الأسبوع الذي يلي ولادة الطفل. بينما تشير هذه المتلازمة إلى حدوث المشاكل التالية لدى الحامل:
- انحلال دموي hemolysis: تتحلل خلايا الدم الحمراء في وقت مبكر جدًا وبسرعة كبيرة. فيؤدي ذلك إلى إصابة المرأة بفقر الدم نتيجة انخفاض مستويات خلايا الدم الحمراء.
- ارتفاع الخمائر الكبدية elevated liver enzymes: تشير إنزيمات الكبد المرتفعة إلى أن الكبد لا يعمل بالشكل الصحيح.
- انخفاض تعداد الصفيحات low platelet levels: عندما تكون مستويات الصفيحات الدموية منخفضة، يزداد خطر حدوث النزيف في الجسم.
مضاعفات متلازمة هيلب
يستقر معظم المرضى الذين يعانون من متلازمة HELLP في غضون 24-48 ساعة. بالمقابل قد تتعرض المرأة لخطر متزايد من حدوث ما يلي:
- تسمم حملي أو ارتفاع ضغط الدم الناتج عن الحمل.
- ولادة مبكرة.
- تحدد نمو الجنين داخل الرحم.
- انفكاك المشيمة في حالات الولادة في المستقبل.
- بالإضافة لازدياد خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية فيما بعد.
من جهة أخرى ترتفع نسبة المراضة والوفيات لدى معظم الأمهات، وذلك بسبب حدوث ما يلي:
- التخثر المنتشر داخل الأوعية (DIC).
- انفصال المشيمة.
- الفشل الكلوي الحاد.
- الوذمة الرئوية.
بينما تنتج المراضة والوفيات عند الجنين عن (الخداج، أو انفكاك المشيمة، أو الاختناق داخل الرحم).
سبب متلازمة هيلب وعوامل الخطورة
سبب متلازمة هيلب غير معروف، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابتك بها، وهي كالتالي:
- تسمم الحمل: وهو أكبر عامل خطر. تتميز هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم، وعادة ما تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. وبالرغم من ذلك قد يظهر في وقت مبكر من الحمل أو بعد الولادة (في حالات نادرة).
تشمل عوامل الخطر الأخرى لـ HELLP ما يلي:
- أن تكون الأم فوق 35 سنة.
- متعددة الولادات (ولدت مرتين أو أكثر).
- السمنة.
- وجود حمل سابق.
- الإصابة بمرض السكري أو أمراض الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تاريخ تسمم الحمل.
تشخيص متلازمة هيلب
لمعرفة ما إذا كنت مصابة بمتلازمة هيلب أم لا، يعتمد الطبيب غالبًا على الفحص السريري لديك. حيث يقوم بإجراء فحص جسدي للتحقق من وجود:
- ألم في البطن وخاصة في الجانب العلوي.
- تضخم في الكبد.
- تورم في الساقين.
- ارتفاع ضغط الدم.
يمكن لبعض الاختبارات والإجراءات الطبية أن تساعد طبيبك في التأكد من التشخيص الصحيح، على سبيل المثال:
- فحوصات الدم للتحقق من مستويات إنزيمات الكبد، وعدد الصفائح الدموية، وعدد الكريات الحمراء.
- تصوير شعاعي من أجل البحث عن أي نزف.
- اختبارات البول للتحقق من وجود بروتينات غير طبيعية.
علاج متلازمة هيلب
في أغلب الأحيان يكون العلاج النهائي للنساء المصابات بمتلازمة هيلب هو تحريض ولادة الطفل والمشيمة بأسرع وقت ممكن. بالإضافة لذلك قد تحتاج العديد من النساء اللاتي يعانين من متلازمة هيلب خلال فترة الحمل إلى نقل أحد أشكال منتجات الدم (خلايا الدم الحمراء، أو الصفائح الدموية، أو البلازما). كما قد نحتاج أحيانًا لتزويد الأم بأدوية الكورتيكوستيرويدات من أجل تحسين نمو رئتي الجنين المعرض للولادة باكرًا.
إذا كانت لديك علامات أو أعراض HELLP، فاتصلي بمقدم الرعاية الصحية أو خدمات الطوارئ. فقد تحتاجين إلى الولادة في أسرع وقت ممكن لأن المضاعفات يمكن أن تزداد سوءًا وتسبب الأذية لك ولطفلك.