ما هي متلازمة شيهان وما علاقتها بالولادة وأسبابها وطرق العلاج

ما هي متلازمة شيهان؟ هل سمعتم بهذا المرض من قبل؟ ربما لا. ولكن من المؤكد أنكم سمعتم عن الأمراض النادرة التي تلي الولادة. متلازمة شيهان واحدة من هذه الأمراض الناتجة عن بعض الولادات الصعبة.

بسبب النزف الشديد الذي تتعرض له المرأة عند الولادة بإصابتها بمرض شيهان. وذلك لأن نقص الدم الشديد يعني نقص كمية الأوكسجين التي ينقلها هذا الدم إلى كافة أجهزة الجسم. الأمر الذي يعرض أعضاء الجسم لخطر التوقف عن العمل أو الموت. إلا أن العضو الذي يتأثر من نقص الدم المحمل بالأوكسجين في متلازمة شيهان هو الغذة النخامية. فما الذي يحدث لها بالضبط.

هيا بنا نتعرف ما هي متلازمة شيهان، وما علاقتها بالولادة.

أسباب متلازمة شيهان 

تعد الغدة النخامية مايسترو الغدد الصم. فهي تتحكم في عمل جميع الغدد الأخرى. وتنظم إفراز كل الهرمونات الضرورية في الجسم. كما تتربع في مركز الجمجمة في القسم السفلي من قاع الدماغ.

وكثيرًا ما تؤدي ولادة التوائم، أو انخفاض ضغط الدم الناتج عن النزف الشديد أثناء الولادة، بالإضافة إلى نقص كمية الأوكسجين أو تضرر المشيمة أثناء الولادة إلى مرض شيهان.

وهو الأمر الذي يؤدي إلى قصور الغدة النخامية. حيث لم تعد هذه الغدة قادرة على إنتاج الكميات الكافية من الهرمونات الضرورية للجسم، أو  حتى التحكم بالإفراز الهرموني في الغدد الأخرى. وبما أن الغدة النخامية هي أم الغدد في الجسم. لذا سيؤثر تنخرها نتيجة النزف الحاصل أثناء الولادة في آلية عمل العديد من الغدد الهامة. وفي الحالات الشديدة سيجد الأطباء أن الغدة الكظرية لم تعد قادرة على إنتاج كميات كافية من هرمون الكورتيزول اللازم لتنظيم ضغط الدم ووظيفة القلب الوعائية، والجهاز المناعي بأكمله. علاوة على ذلك يسبب قصور الغدة النخامية خللًا في الإشارات الكيميائية المرسلة من هذه الغدة إلى باقي الغدد المسؤولة عن الوظائف الهامة في الجسم. فكثيرًا من النساء المصابات بمتلازمة شيهان ستعاني من عدم انتظام  في ضغط الدم، وعدم المقدرة على إنتاج حليب الرضاعة بشكل طبيعي، بالإضافة إلى مشاكل في العمليات الأيضية في الجسم. فيضطر الطبيب للتدخل من خلال وصف الأدوية الهرمونية المناسبة للمريضة. وقد يستمر التدخل الطبي مدى حياة المريضة. والجدير بالذكر أن القسم الأمامي من الغدة النخامية هو الأكثر تضررًا في متلازمة شيهان. وهو المسؤول عن إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية المسؤولة عن العمليات الاستقلابية في الجسم. والهرمون المنظم لإفراز الإستروجين. كما يفرز الهرمون المنشط للجريب المحفز لعملية الإباضة لدى النساء.

المضاعفات وعوامل الخطر

هل سمعتِ يومًا عن إصابة إحدى النساء بعد الولادة بالنوبة الكظرية؟ إنها النوبة المهددة للحياة. فكثيرًا ما تظهر هذه النوبة على شكل غيبوبة، أو صدمة كبيرة في الجسم نتيجة الانخفاض الكبير في الضغط، وقد تودي بحياة المرأة. وعلى الرغم من أن النوبة الكظرية أخطر المضاعفات إلا أنها نادرة الحدوث. وقد تتعرض المرأة خلال الولادة للنزف، ولكن ليس كلُ نزيفٍ دليلًا على الإصابة بمتلازمة شيهان. فهي تحدث نتيجة النزف الشديد أثناء الولادة والانخفاض الشديد في ضغط الدم.

أعراض الإصابة بمتلازمة شيهان

كثيرًا ما تتأخر أعراض مرض شيهان بالظهور لدى النساء. وقد تعاني المرأة المصابة من العديد من المشاكل الخطرة في العديد من وظائف أجهزة الجسم لديها. وقد تتناول الأدوية اللازمة لسنوات، دون أن يدرك الطبيب المشرف على حالتها أنها مصابة بمتلازمة شيهان.

أما الأعراض الأكثر شيوعًا لهذا المرض والتي يمكن ملاحظتها منذ الأسبوع الثاني بعد الولادة فهي:

  • لن تعد الأم قادرة على إنتاج الحليب اللازم لطفلها الرضيع.
  • ضعف القدرات الذهنية، وزيادة الوزن بشكل ملحوظ.
  • التعب الشديد، ومشاكل في وظائف القلب الوعائية.
  • انخفاض كل من ضغط الدم وسكر الدم.
  • يعد انقطاع الدورة الشهرية، أو ندرتها لفترة طويلة بعد الولادة من أهم أعراض متلازمة شيهان.

تشخيص متلازمة شيهان

قد يلجأ الأطباء للعديد من الإجراءات الطبية للتأكد من احتمالية الإصابة بمرض شيهان. ومنها:

  • المعلومات التشخيصية الهامة، وأهمها انقطاع الدورة الشهرية لفترة طويلة بعد الولادة، وعدم إنتاج الحليب لدى الأم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير الشعاعي لمعرفة مدى التغير في حجم الغدة النخامية.
  • تحليل الدم الهرموني.
  • اختبارات على الغدة النخامية كتزويد المريضة بالهرمونات ودراسة الاستجابة.

علاج متلازمة شيهان

تعد البدائل الهرمونية وصفات دوائية ستتناولها المريضة بمتلازمة شيهان طيلة حياتها. حيث يعوض الدواء هيدروكورتيزون أو بريدنيزون النقص الحاصل في هرمونات غدة الكظر. كما تعطى المريضة تركيبة من الاستروجين والبروجسترون. ولكن قد تختلف جرعة هذه التركيبة بعد سن انقطاع الدورة الشهرية. بالإضافة لذلك تعطى المريضة أدوية داعمة لمستوى هرمون الدرق، بالإضافة إلى هومون النمو الذي يحمي العظام ويخفض الكوليسترول في الدم.

وتبقى المراقبة والرعاية الطبية الجيدة أثناء فترة المخاض والولادة العامل الأكبر في حماية النساء من متلازمة شيهان النادرة الحدوث.

Scroll to Top