تتعدد المشاكل الصحية التي تعترض المرأة، فكل مرحلة عمرية تحدث فيها تغيرات في الجسم وهرموناته، ومن أشيع الأمراض التي تصيب النساء، قرحة عنق الرحم، التي تحدث تلفًا في الأنسجة المغلفة لمنطقة الرحم، فما هي قرحة عنق الرحم وأهم أعراضها؟
في الحالة الطبيعية عند النساء، تكون خلايا سطح عنق الرحم صلبة، وعندما تصاب السيدة بقرحة عنق الرحم، تخرج الخلايا الرخوة المبطنة للعنق، إلى السطح الخارجي لعنق الرحم، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة في الإفرازات المهبلية، بالإضافة إلى نزيف في غير أوقات الدورة الشهرية، وبعد الجماع، كما تسبب قرحة عنق الرحم آلامًا شديدةً.
تكثر الأقاويل التي تربط بين الإصابة بالعقم وبين الإصابة بقرحة عنق الرحم، إلا أن الدراسات دحضت كل تلك الشائعات، حيث يوجد العديد من النساء المصابات بقرحة عنق الرحم ويتمتعن بخصوبة عالية، فما هي قرحة عنق الرحم وأهم أعراضها؟ سنتحدث عنها بالتفصيل خلال مقالنا.
أسباب قرحة عنق الرحم
قرحة عنق الرحم هي عبارة عن تآكل في عنق الرحم، حيث تخرج الخلايا المبطنة للعنق إلى الخارج، كما تتشكل القرحة حول فوهة الرحم وتكون كثيرة الاحمرار، بسبب تآكل الخلايا المغلفة لسطح عنق الرحم، وتتعدد الأسباب التي تؤدي للإصابة بقرحة عنق الرحم، وفيما يلي أهمها:
- الأمراض المنقولة من خلال العلاقات الجنسية.
- الالتهابات المزمنة التي تصيب الرحم وعنقه وتطورها، تؤدي للإصابة بقرحة عنق الرحم.
- إصابة منطقة عنق الرحم بالأورام الخبيثة والسرطانية.
- الولادة المتكررة، التي تسبب الكثير من التغيرات والجروح لعنق الرحم، ما يؤدي للإصابة بالقرحة في العنق.
- استخدام وسائل منع الحمل، مثل الأدوية الحاوية على هرمون الإستروجين، أو اللولب، والتي قد تسبب الإصابة بقرحة عنق الرحم.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، يؤدي للإصابة بالالتهابات المسببة للقرحة.
- قد تحدث القرحة في بعض حالات الزواج المبكر.
- الإصابة بالتهابات في منطقة الحوض.
- تعرض بطانة الرحم للأمراض، يؤثر كثيرًا على الرحم، وقد يتسبب بالإصابة بقرحة عنق الرحم.
- وجود التصاقات في منطقة الرحم.
- إصابة المرأة بمرض السل.
- إصابة المرأة بالأورام الحميدة في منطقة عنق الرحم.
- المرأة التي تعاني من تعسر تصنع عنق الرحم، التي تعد من الآفات المسبقة لمرض السرطان.
أعراض قرحة عنق الرحم
يمكن أن تتعرض المرأة لقرحة عنق الرحم دون الشكوى من أي أعراض، حيث تكتشف عبر الفحص المهبلي الروتيني، لكن في بعض الحالات تشكو السيدات من بعض تلك الأعراض:
- خروج إفرازات مهبلية كثيفة، ذات لون ورائحة غير طبيعية، كما يمكن أن تحتوي أحيانًا على نقط دموية.
- حدوث نزيف مهبلي، نتيجة تآكل الأوعية الدموية المغذية لعنق الرحم، قد يحدث في النزف بعد الجماع، وفي غير أوقات الدورة الشهرية.
- التعرض لآلام في منطقة الظهر، بسبب وصول التقرح إلى الأعصاب، وهو من الأعراض المتأخرة لقرحة عنق الرحم.
طرق تشخيص قرحة الرحم
يوجد عدة طرق لتشخيص الإصابة بقرحة عنق الرحم، من أبرزها:
- استخدام السونار، عبر الكشف الإكلينيكي “السريري”، من قبل أخصائي أمراض النساء والتوليد.
- إجراء مسحة لعنق الرحم، التي يمكن من خلالها اكتشاف خلايا غير طبيعية.
- زراعة إفرازات عنق الرحم، لبيان نوع البكتيريا المسببة للقرحة.
- إجراء منظار عنق الرحم، والذي يشاهد عبره بشرةً متقرحةً ومنفصلةً عما حولها.
- أخذ خزعة من عنق الرحم.
طرق علاج قرحة الرحم والوقاية منها
تتعدد أساليب علاج قرحة عنق الرحم، ومن أهم العلاجات المتبعة ما يلي:
- في حال كانت أسباب القرحة متعلقةً بالتغيرات الهرمونية والفيزولوجية، خصوصًا بعد الزواج والولادة، فإنها تزول بمرور الوقت، أو بالعلاج الطبي تجنبًا لحدوث مضاعفات.
- أما إذا كان السبب كيميائيًا، يجب الامتناع عن استعمال الدوشات المهبلية.
- وإذا حالات الالتهابات المسببة للقرحة، تعطى مضادات حيوية وعلاجات موضوعية.
- وعند استمرار القرحة بالتزامن مع التعرض لالتهابات مزمنة في عنق الرحم، وفي حال عدم الاستجابة للعلاج الطبي، يلجأ إلى العلاج بالكي بالتبريد أو بالحرارة.
- حيث يعتمد الكي بالتبريد على تدمير طبقة سطحية للغشاء المبطن لعنق الرحم، عن طريق تبريد المنطقة إلى 80 درجة تحت الصفر، لتنمو بعدها خلايا جديدة خالية من أي مرض.
- وللوقاية من الإصابة بقرحة عنق الرحم، يمكن اتباع مجموعة من الإرشادات:
- الحذر دائمًا من حدوث الالتهابات المهبلية المتكررة، من خلال الكشف المبكر والعلاج.
- الالتزام بقواعد النظافة الشخصية الصحية.
- عدم المبالغة في استخدام الدوشات المهبلية الحاوية على المواد الكيميائية الضارة.
- المواظبة على الفحص الدوري لعنق الرحم، وإجراء مسحة للعنق كل سنة أو سنتين، فهي من الوسائل الناجحة للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم.
مضاعفات قرحة عنق الرحم
تعتبر قرحة عنق الرحم من المشاكل الصحية غير الخطيرة، وهي شائعة جدًا بين النساء، ولا ترتبط أبدًا بسرطان عنق الرحم، لكن قد تسبب بعض المضاعفات للمرأة، ومن أبرز تلك المشكلات:
- الأمراض المنقولة جنسيًا: حيث تسبب إصابة النساء بالكلايميديا المنقولة جنسيًا.
- مشكلات الحمل: من الممكن أن تسبب قرحة عنق الرحم حدوث نزيف مهبلي لدى الحامل في الشهور الأخيرة، دون خطورة حدوث الإجهاض.
- التهاب وتهيج بطانة الرحم: في حالات إهمال القرحة، تتطور الحالة إلى التهاب يمتد إلى بطانة الرحم.
- التليّف الرحمي: حيث تتجمع بعض الخلايا في الرحم، مسببةً ألمًا أسفل البطن.
- مشكلات اللولب: فقد تسبب قرحة عنق الرحم، عدم ثبات اللولب، أو الإصابة بالتهاب بطانة الرحم.
- الانتباذ البطاني الرحمي: يقصد به نمو نسيج خارج الرحم كالنسيج الداخلي لبطانة الرحم، حيث يكون ذلك النسيج عادةً بالمبيضين أو في قناتي فالوب.
قرحة عنق الرحم من الحالات الصحية الشائعة التي تصيب النساء، ومن الممكن أن تكون قرحةً بسيطةً في البدايات، لذا يجب عدم إهمالها، حتى لا تتطور لمراحل متقدمة وتسبب القرحة الغددية التي تتكون فيها الزوائد اللحمية حول عنق الرحم.