تشير المنشآت المعمارية التقليدية والعريقة التي بنيت في العصور القديمة إلى مهارة الإنسان وعظمة جميع الحضارات السابقة. ويتساءل كثيرون عن ما هي عجائب الدنيا السبع بالترتيب، وهل هي موجودة حتى الآن ضمن بناء الحضارات الحديثة. فضلًا عن ذكرها في الكتب الإرشادية السياحية التي اشتهرت قديمًا بين سياح اليونان في القرنين الأول والثاني قبل الميلاد. بالإضافة إلى ذلك، فقد أشارت بعض الأبحاث الحديثة على بقاء عجيبة واحدة سليمة منهم وهي الهرم الأكبر في الجيزة. وفي المقابل اختفت بقية العجائب بسبب الضرر الذي لحق بهم من عوامل بيئية وكوارث طبيعية متعاقبة على مر العصور. وظهر ما يسمى بعجائب الدنيا الجديدة في وقتنا الحاضر.
لمحة تاريخية عن عجائب الدنيا السبع
بدأ اليونانيون بفتح المدن والبلاد منذ القرن الرابع قبل الميلاد، حيث سجلّوا المناطق السياحية في العالم أجمع ووصلوا حتى حضارات البلدان القديمة. على سبيل المثال، الحضارة الفرعونية والفارسية، وكان ذلك من يد الإنسان القديم وصنعه. بالإضافة إلى ذلك سارع اليونانيون القدماء إلى تدوين ما اكتشفوه وكان ذلك على مخطوطات وكتب ورقية. أهمها كتاب الشاعر اليوناني أنتيباتر الصيداوي منذ 145 سنة قبل الميلاد. الذي ضمّ أهم عجائب ومعالم الدنيا السبع. بالإضافة إلى ذلك، فقد كان تمثال رودس آخر هذه العجائب السبع من حيث تاريخ العمارة، وفي المقابل كان أوّلها زوالًا. إذ حصل زلزال في عام 225 سنة قبل الميلاد كبير الحجم أدّى إلى دماره كليًّا. في حين بقيت العجائب الستّ السابقة صامدة لمدة أكثر من 70 سنة. ومن بعدها وبسبب الحروب والعوامل الطبيعية مثل عوامل الجو والبيئة، فقد اضمحلّت (زالت) بقيّة العجائب الأخرى.
ما هي عجائب الدنيا السبع بالترتيب
ألّف كل من أنتيباتر الصيداوي وفيلون البيزنطي كتب عديدة ضم فيها أبرز الأبنية وما ضمته الحضارات القديمة من تراث وعمارات كما كتب في بعضها عن أجمل الأماكن السياحية في العالم وعجائب الدنيا السبع كما هي بالترتيب من الأقدم إلى الأحدث:
- الهرم الأكبر بالجيزة.
- حدائق بابل المعلقة.
- هيكل أرتميس.
- تمثال زيوس.
- ضريح موسولوس.
- تمثال رودس.
- منارة الإسكندرية.
الهرم الأكبر بالجيزة أول عجائب الدنيا السبع
يحتّل الهرم الأكبر المرتبة الأولى ضمن الترتيب السابق لعجائب العالم، حيث يعتبر واحدًا من 3 أهرامات خصّصت لفرعون مصر القديم ومن خصائصه أيضًا:
- بناه المصّريون القدماء في عام 2561-2584 قبل الميلاد.
- صرح حضاري موجود حتى الآن.
- يقع في أجمل المناطق السياحية في مصر وتحديدًا الجيزة (ضمن أهرامات الجيزة).
- يسمّى حديثًا بهرم خوفو.
- يتكوّن من 3 مليون حجر من الأحجار الكريمة وهذا ما يجعله ثقيلًا بشكل هائل مع ارتفاع يصل حتى 150 مترًا.
حدائق بابل المعلقة ثاني عجائب الدنيا السبع
تعتبر هذه الحدائق العريقة من ملكيّة الملك نبوخذ نصر الثاني الخاصّة في القديم، وقد أشارت الأبحاث إلى أنها تعود إلى مدينة بابل في العراق بينما أشارت أخرى إلى أنّه يعود أصلها إلى مدينة نينوى، ومن أهميّتها:
- بنيت على يد الكلدانيون في عام 600 قبل الميلاد.
- سبب دمارها زلزال وقع بعد القرن الأول قبل الميلاد.
- تتواجد حاليًا في مدينة نينوى في العراق.
- تعتبر حدائق بابل المعلّقة من العمارات العريقة التي كانت تحوي بداخلها على العديد من أماكن العبادة والقلاعات والتراث الحضاري.
- يبلغ طول الجدران الخارجية 90 كيلومترًا، وسماكتها ما يقارب 25 مترًا أما ارتفاعها حوالي 100 مترًاً.
هيكل آرتميس ثالث عجائب الدنيا السبع
يعود بناء هذا الصرح إلى العصر الهلنستي، يحتوي متحف لندن البريطاني بعض بقاياه المصنوعة من الرخام، ومن ميّزاته أيضًا:
- بناه الليديون واليونانيون في عام 550 قبل الميلاد.
- أحرقه الهيروستراتوس عن سابق الإصرار في عام 350 قبل الميلاد، وأكمِلَ على دماره من قبل القراصنة القوط في 260 ميلادي.
- كان موجود في سلجوق في محافظة إزمير أجمل المناطق السياحية في تركيا.
- مكوّن من الأعمدة الضخمة المصنوعة من الرخام وبلغ عددها 40 عمودًا.
- أُعيد بناؤه في القرن الثاني قبل الميلاد لأول مرة.
تمثال رودس رابع عجائب الدنيا السبع
تم تشييده تكريمًا للإله زيوس على يد النّحات اليوناني فيدياس وذلك في العصر القديم ومن أهم صفاته:
- تم بنائه على يد اليونانيين في عام 465 قبل الميلاد.
- سبب دماره وزواله فيضان في القرن السادس من التاريخ الميلادي.
- كان موقعه في مدينة أوليمبيا في اليونان.
- يبلغ ارتفاعه 15 مترًا، يعتمد على قاعدة خشبية كبيرة مسطّحة.
- يتألف جسم التمثال من مادتي الذهب والعاج، حاملًا بيده صولجانًا مكوّنًا من كافّة المعادن. وفي المقابل يحمل في يده اليمنى تمثالًا عريقًا لآلهة النصر الإغريقية، بينما العرش الذي يحتضنه فهو مزيج من الأحجار الكريمة والذهب والخشب ذو الجودة العالية.
ضريح موسولوس خامس عجائب الدنيا السبع
يعود بناؤه إلى موسولوس حاكم إقليم كاريا ومؤسس مدينة هاليكارناسوس الواقعة في تركيا حاليًا، ومن أهم خصائصه:
- بني على يد الكاريون واليونانيون في عام 351 قبل الميلاد.
- سبب دماره فيضان في عام 1495 ميلادي.
- كان متواجد في مدينة بودروم في تركيا.
- مكوّن من قاعة كبيرة ومجموعة من الأعمدة العملاقة مثل أعمدة الرجاجيل حيث يصل عددها حتى 40 عمود. بالإضافة إلى الهرم المدرّج إلى 25 درجة.
- وصل ارتفاعه إلى 45 مترًا، وقد زيّن بمجموعة متنوعة من النقوش التي تحمل معاني الصيد والحروب والتضحيات.
تمثال رودس سادس عجائب الدنيا السبع
يعتبر التمثال الأضخم في فترة العصر الهلنستي وقد شيّد في جزيرة رودس اليونانية ومن هنا اكتسبت أهميّتها الاقتصادية والتجارية في ذاك الوقت، ومن أهم ميّزاته:
- بناه اليونانيون في عام 290 قبل الميلاد.
- دمره زلزال في عام 225 قبل الميلاد.
- كان تكريمًا للحرب التي نشأت بين بلطيموس وجنود أنتيجونيوس في مصر.
- موقعه سابقًا في مدينة رودس في اليونان.
- يشير إلى إله الشمس هيليوس.
منارة الإسكندرية سابع عجائب الدنيا السبع
تقع منارة الإسكندرية في جزيرة فاروس الكائنة ضمن محافظة الإسكندرية في مصر، وقد كانت فكرة إنشائها من نصيب بطليموس الأول، وقد كانت تضاء يوميًا من خلال ضرب النار في قمّتها، ومن صفاتها:
- بنيت على يد اليونانيون في عام 280 قبل الميلاد.
- سبب دمارها زلزال قام بتحطيمها في عام 1480 ميلادي.
- تقع في مدينة الإسكندرية في مصر.
- يصل ارتفاعها إلى 100 متر، وذات كلفة باهظة الثمن.
وتبقى المعالم الأثرية شاهدة على عظمة الحضارات القديمة، وإن زالت جميعها بفعل العوامل البيئية وعلى مرّ العصور فإن ما دوّنه المؤلفون القدماء باقي إلى الأزل.