يتألف جسم الإنسان من عدة أعضاء أكبرها هو الجلد الذي يغطي الجسم بشكلٍ كاملٍ، لحماية باقي الأعضاء. ومن الممكن أن يتعرض الإنسان خلال حياته للإصابة بالجروح الجلدية، عندها سيلاحظ التفاوت في درجة هذه الجروح. فمنها ما يكون عميقًا يستدعي زيارة المستشفى أو الطبيب للحصول على العلاج. والآخر قد يكون سطحيًا مترافقًا بنزيفٍ سطحيٍ يتوقف بمفرده. مما يدل على أن الجلد مؤلفٌ من عدة طبقات، لكلٍ منها خصائصها التي تنفرد بها عن الأخرى. هذا الأمر جعل الإنسان يتساءل بفضولٍ عن ما هي طبقات الجلد ومكوناتها.
وقبل الإجابة عن هذا التساؤل لا يجدر بنا أن ننسى الحديث عن الناحية الجمالية لهذا العضو، التي تشغل بال الكثيرين وخاصةً النساء. فكما هو معروفٌ أن لكل شخصٍ ما يميزه عن غيره شكليًا، وذلك لاختلاف مواصفات الجسم بين إنسانٍ وآخر. ويعتبر الجلد من أبرز الأمور المسؤولة عن تلك الاختلافات، بسبب تواجده بأكثر من شكل وطبيعة. كذلك يأتي بدرجاتٍ متفاوتةٍ في اللون، كالأبيض والأسمر والحنطي وغيرها من المسميات التي تدل على درجةٍ محددةٍ من اللون. كما أن الجلد يتميز بحساسيته العالية للمؤثرات الخارجية التي قد تسبب له تأثيرات سيئة. مما يتطلب حمايته بشكلٍ دائمٍ والحفاظ عليه كي يبقى جميلًا وخاليًا من العيوب قدر الإمكان.
تعريف طبقات الجلد وما هي مكوناتها
بالعودة إلى سؤال ما هي طبقات الجلد ومكوناتها الذي أصبح ضروريًا على كل شخصٍ أن يتعرف عليها. نجد أنها عبارة عن 3 طبقاتٍ رئيسيةٍ تتوضع بعضها فوق بعض بشكلٍ متتالي، ولكل واحدةٍ منها مكوناتها ومهمتها المختلفة عن الأخرى. وتتمثل من الخارج إلى الداخل وفق ما يلي:
- البشرة: وهي الطبقة السطحية الخارجية للجلد، التي تحميه من العوامل الخارجية كالماء مثلًا، وتكسبه لونه الخاص . كما أنها تتألف من ثلاثة أنواع من الخلايا وهي :
- الخلايا الصبغية.
- خلايا لانغرهانس.
- خلايا الأعصاب الحسية أوميركل.
- إضافةً إلى وجود 5 طبقات فرعية وهي الطبقة القاعدية والطبقة الحرشفية والحبيبية والظاهرية والقرآنية.
- الأدمة: وهي الطبقة الوسطى التي تقع تحت البشرة مباشرًة وهي الأكثر سماكة بين طبقات الجلد الثلاث. وتأتي مؤلفةً من طبقتين هما الطبقة الشبكية والطبقة الحليمية. وفي الواقع تحتوي طبقة الأدمة على عدة أجزاء وهي :
- الأوعية الدموية.
- الأوعية اللمفاوية.
- بصيلات الشعر.
- الغدد العربية.
- نهايات عصبية حسية.
- مادة الإيلاستين.
- الكولاجين.
- تحت الجلد : وهي الطبقة الداخلية العميقة من الجلد، التي تتألف من شبكة خلايا دهنية والكولاجين. حيث أنها تعمل كجدارٍ عازل للحفاظ على حرارة الجسم وامتصاص الصدمات. وتتمثل مهمتها الرئيسية بحماية الأعضاء الداخلية الموجودة في الجسم. كما أنها تعتبر المخزن الاحتياطي للدهون كي تمد الجسم بالطاقة.
ما هي وظائف طبقات الجلد
لطبقات الجلد عملٌ هامٌ جدًا في الجسم فهي كالدرع المسؤول عن الحماية، الذي يملك وظائف عديدة منها :
- منع فقدان الماء من الجسم.
- تنظيم درجة حرارة جسم الإنسان.
- منع دخول البكتيريا إلى داخل الجسم.
- تخزين الماء والدهون الذي يحتاجهم الجسم.
- إنتاج فيتامين د عند التعرض لأشعة الشمس.
- الإدراك العصبي الحسي.
- تشكيل حاجز بين البيئة الخارجية والجسم.
ما هي أنواع جلد الإنسان
لجلد الإنسان ثلاثة أنواع تختلف من شخص لآخر وهي:
- الجلد الطبيعي: يتصف بكونه ناعمًا ومرنًا وغالبًا ما تظهر عليه طبقة دهنية وخاصةً فوق الأنف والذقن، فهما منطقتان غنيتان بالغدد الدهنية. بينما تقل الدهون في الوجنتين والصدغين.
- الجلد الجاف: ذو المظهر المشدود والملمس الخشن إضافةً للمسامات الضيقة. ويكون إفراز الغدد الدهنية في هذا النوع قليلٌ جدًا مما يجعله أكثر حساسيةً اتجاه التغيرات الجوية.
- الجلد الدسم: وهو نوع سميك ولامع جدًا نتيجة كثرة الدهون المتشكلة عليه مما يعرضه لظهور البثور وحب الشباب بكثرة، لكنه يعتبر مقاومًا عنيدًا للتغيرات الجوية أكثر من الأنواع الأخرى.
كيفية الحفاظ على الجلد وطبقاته
- الابتعاد عن الإجهاد والتعب النفسي قدر الإمكان فبوجودهما يزداد إفراز المواد الدهنية مترافقًا بزيادة مستويات الهرمونات التي تقلل قدرة البشرة على محاربة البكتيريا.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس الحادة بشكلٍ مباشر.
- المحافظة على تقشير البشرة وتنظيفها باستمرار وخاصةً بشرة الوجه.
- الاعتماد على نظام غذائي صحي فالغذاء له دور كبير في مظهر الجلد وصحته.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية لزيادة تدفق الدم الأوكسجين في الجسم مما يغذي خلايا الجلد ويحافظ على حيويتها.
- الامتناع عن التدخين .
- الحذر والابتعاد عن مصادر النار كالخباز الذي يجب عليه استعمال القفازات العازلة للحرارة حمايةً ليديه.
- تجنب التعامل مع الأشياء الحادة كالسكين أو الإبر قدر الإمكان. كونها تتمكن من اختراق الجلد مسببة الخدوش والجروح في طبقاته.
بعض الأمراض التي تصيب الجلد
هناك أمراضٌ عديدةٌ تصيب الجلد نتيجة أسبابٍ مختلفةٍ والتي يصعب إحصاؤها، ولكن سنساعدك في التعرف على أشهرها وهي:
- الصدفية: ينتمي لفئة الأمراض الجلدية الشائعة التي تؤثر على دورة خلايا الجلد الحياتية، وتنشأ الصدفية نتيجة تراكم الخلايا على سطح الجلد بشكلٍ سريعٍ. مما يشكل قشورًا سميكةً ذات لونٍ فاتحٍ، أو طبقةً سميكةً حمراء اللون، هذه الطبقات تؤدي إلى الحكة الشديدة.
- الأكزيما: هذا المرض الجلدي الذي يظهر نتيجة التهاب الجلد وحساسيته المرتفعة اتجاه المواد الكيميائية والمعطرة، وغالبًا ما يأتي المرض بشكلٍ وراثي.
أخيرًا لا يسعنا سوى التذكير بأهمية الجلد بطبقاته ومكوناته جميعها، الأمر الذي يجعل حمايته ضرورةً وواجبًا على أي شخصٍ، كي يبقى بصحةٍ جيدة. وأيضًا يجب الانتباه إلى أي تغيير سواء في اللون أو الشكل، فحديثًا بات كثيرٌ من الأطباء يعتمدون في التشخيص الأولي للمرض على التغيرات الظاهرة في الجلد مما يسهل عليهم تحديد التحليل المطلوب بشكلٍ أدق.