ما هي رأس السنة الميلادية عنوان يحمل بين طياته الكثير من المعاني. لأنه يطوي وراءه عامًا مليئًا بالأحداث من جهة ويحتفل بولادة عامٍ جديدٍ من جهة أخرى. وقد عُرفت رأس السنة بأنها مساء اليوم الأخير من السنة وهو الواحد والثلاثين من شهر كانون الأول. وقد جرت العادة أن يتم الاحتفال بهذا اليوم في جميع أنحاء العالم، إذ يتعبر من الاحتفالات التقليدية القديمة. لذلك نجد أن دول العالم على اختلاف طقوسها تحتفل بهذا اليوم سواء بذبح القربان للآلهة أو من خلال إقامة المهرجانات والاحتفالات.
فإذا أردت عزيزي القارئ معرفة المزيد من المعلومات عن هذا اليوم إليك مقالتنا هذه على موقع كيف نضعها بين يديك. سنتعرف من خلالها على الاحتفالات المقامة في هذا اليوم في مختلف بلدان العالم. بالإضافة للاعتبارات الدينية التي تكلّل هذا اليوم.
ما هي رأس السنة الميلادية
لقد كان التقويم الميلادي الروماني قديمًا مكوّن من عشرة أشهر، وقد جرت العادة أن يتم الاحتفال برأس السنة الميلادية في يوم الاعتدال الربيعي. وقد اعتمد هذا التقويم في القرن الثامن قبل الميلاد. واستمر ذلك إلى أن جاء الملك الروماني التالي الذي أضاف شهري كانون الثاني وشباط. فأصبح التقويم الميلادي مكون من اثني عشرة شهرًا. ولكن هذا التقويم سقط مع مرور القرون.
أما بالنسبة للتقويم الحالي فقد ظهرت بوادره في العام 46 قبل الميلاد. عندما شاور الإمبراطور يوليوس قيصر علماء الفلك والرياضيات وتم الاتفاق على وضع التقويم الميلادي وهو مشابه إلى حدٍ ما التقويم الحديث المستخدم إلى يومنا هذا.
ومع مرور الزمن غير المسيحيون الأوروبيون يوم رأس السنة الميلادية من 1 كانون الثاني إلى أيام أخرى ذات أهمية دينية. مثلاً يوم الخامس والعشرين من كانون الأول الموافق ليوم ميلاد السيد المسيح واستمر العمل به حتى عام 1582. حيث تم إعادة يوم 1 كانون الثاني كيوم لرأس السنه الميلادية. مع العلم تختلف طقوس الاحتفال في هذا اليوم باختلاف الدول وحتى المناطق ضمن الدولة الواحدة، ولكن بشكل عام يعم الفرح والاحتفال في أجواء تزينها مشاعر التفاؤل بقدوم العام الجديد.
احتفالات رأس السنة الميلادية
تختلف الطقوس الاحتفالية التي يتبعها الناس للاحتفال بيوم رأس السنة الميلادية باختلاف البلد. إذ يذبح الهندوس القربان تمجيدًا للآلهة. أما الشعب في اليابان يزور المعابد والأضرحة المقدسة لديهم. وفي الصين يحتفلون عبر إقامة المهرجانات وتقديم عروض للآلهة، ويحتفلون بالزينة والألعاب النارية. وفي ألمانيا يقام في برلين واحدًا من أكبر الاحتفالات في كل أوروبا إذ يحضرها أكثر من مليون شخص. وفي فرنسا تقام وليمة خاصة بالمناسبة ويتم الاحتفال مع الأصدقاء والعائلة أو حفلات خاصة بالمناسبة.
وأما الدنمارك يتم الاحتفال واستقبال العام الجديد مع رسالة من ملكة الدنمارك تهنئ بها شعبها بحلول العام الجديد. وفي اليونان هناك تقليد متبع وهو خبز فطيرة الملك عند العشاء حيث يتم وضع عملة نقدية معدنية في داخلها ومن يصادفها يقال أنه سيحالفه الحظ في العام المقبل. وكذلك في الدول العربية يقوم المسيحيون بزيارة الكنائس ويحتفلون بالزينة والألعاب النارية.
اعتبارات دينية لرأس السنة الميلادية
تعتبر هذه الليلة في بعض الدول وخصوصًا أوروبا الوسطى ليلةً مقدسة يطلق عليها “ليلة القديس سلفستر” وكما أن الكنيسة الكاثوليكية تعتبر 1 كانون الثاني ذكرى خاصة بمريم العذراء. فهو يوم مقدس لجميع البلدان المسيحية ويتوجب على جميع المسيحيين الكاثوليك حضور الصلوات الدينية ضمن الكنائس في هذا اليوم.
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
يعتبر من الأمور الهامة للمسلمين النظر إلى الحكم الشرعي للاحتفال بهذا اليوم، يوم رأس السنة الميلادية فهو أمر هام من الناحية الدينية والعقائدية لذا فقد أجمع العلماء إلى أنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال به ولكن يتوجب عليهم أن يهنئوا بعضهم بعض على انتهاء عامٍ سابق وبداية عامٍ جديد.
وكما هو معروف ٌ لنا أن يوم 1 كانون الثاني هو يوم إجازة في جميع أنحاء العالم، وذلك احترامًا للثقافات والطوائف المختلفة في الدول التي تحتفل وتقدّس هذا اليوم.
عشية رأس السنة الميلادية
العديد من التجمعات المسيحية لديهم طقوسهم الدينية الخاصة. ومنهم لديه ما يسمى بعشية رأس السنة الميلادية هذه الليلة المعروفة لدى المسيحية البروتستانتية واللوثرية والميثودية. حيث يزورون كنائسهم بعد منتصف الليل لأداء طقوسهم الخاصة لشكر الله على انتهاء العام واستقبال العام الجديد بالأناشيد الدينية والصلوات مع بعضهم البعض. بالإضافة إلى إحياء ذكرى البابا سلفستر الأول. وكذلك تقام الحفلات والولائم والألعاب النارية. حيث يطلق على هذه الليلة في بعض دول العالم اسم ليلة القديس سلفستر . وتشمل هذه البلدان: النمسا، وفرنسا، وألمانيا، والتشيك، وإيطاليا، وسويسرا وغيرها. وبالتالي أصبح من التقاليد المعتادة حضور قداس مساء يوم رأس السنة الميلادية. حيث يبدأ هذا القداس من الساعة التاسعة والنصف مساءً فتعج الكنائس بالمسيحيين القادمين للمشاركة بهذا الاحتفال الجماعي الرائع.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالتنا هذه بعد أن تعرفنا على معلومات تفصيلية وتاريخية لرأس السنة الميلادية مع أهم الطقوس والاحتفالات التي تقام في هذا اليوم فضلًا عن الاعتبارات الدينية لهذا اليوم في جميع أنحاء العالم.