رعبٌ وخوفٌ وهلعٌ وهروب من وحشٍ سريع الوصول والانتشار، لينتفض العالم بأسره لمعرفة ما هي حقيقة فيروس هيهي الجديد. قصصٌ روائية من محض الخيال تبني هواجسها من الواقع وتحلق بها لتنسج قصةَ وعنوانَ واسمَ فيروسٍ جديد آتٍ من الصين. فيا لها من ألعوبة كبيرة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي لترمي كرةَ أكاذيبها بين الناس في أغلب المجتمعات العربية.
ماذا حدث في مدينة هيهي الصينية
Heihe أو خيخه كما تلفظ هي مدينة صينية تقع في مقاطعة هيلونغجيانغ شمال الصين على الحدود الروسية والضفة الجنوبية لنهر أمور.
ويبلغ عدد سكان خيخه (Heihe) في المناطق الحضرية حوالي مئتي وإحدى عشرة نسمة. بينما يبلغ إجمالي عدد سكان Heihe على مستوى المحافظة مليون ونصف نسمة تبعًا لإحصائيات 2015.
تعد هيهي واحدة من أقدم المدن الخمس الصينية. حيث بدأ الناس يستقرون بهيهي منذ بداية العصر الحجري. وتمتاز هذه المدينة بامتلاكها الموارد الطبيعية التي تجعل منها مركزًا سياحيًا مرموقًا. حيث يعد نهر أمور (هيلونغ جيانغ) وهايخه وبحيرة Wudalianchi (zh) مقصدًا للكثير من السياح للتجول برحلاتٍ إلى البراكين المحلية.
شهد شهر أكتوبر في عام ألفين وواحد وعشرين قصصًا وحكايا تنسج حول هذه المدينة الصينية. كما تناقلت أكبر الصحف والمواقع الإلكترونية أخبارًا جارَةً فيها اسم مدينة هيهي الصينية لتشكل منه اسمَ فيروسٍ جديد يجتاح الصين بأكذوبة مفتعلة. ويبقى السؤال ما هي حقيقة هيهي الصيني سريع الانتشار؟
حقيقة أم شائعة فيروس هيهي يثير الرعب في العالم
جرت العادة في الصين أن تصدر الحكومة الصينية مع حلول فصل الشتاء في بعض مقاطعاتها دعوة السكان لتخزين المواد الغذائية تحسبًا لموجات الشتاء القارس. وهذا ما جرى في مدينة Heihe الصينية.
فتزامنًا مع خطة الحكومة الصينية لحماية مواطنيها من خلال السيطرة الحثيثة على كورونا عبر استراتيجيتها صفر كوفيد، أصدرت وزارة التجارة الصينية هذه الدعوة التحذيرية لمواطنيها في شهر أكتوبر تحسبًا لطوارئ فصل الشتاء.
وبالفعل هطلت بعد فترة أمطارًا غزيرة وحدثت الفيضانات مما أدى لارتفاع سعر الخضار. إلا أن هذا البيان قد أثار الكثير من التكهنات والإشاعات مع انتشار إصابات كورونا في هذه المدينة.
ومع تنامي هذه التكهنات ظهرت إشاعات جديدة في مواقع التواصل الاجتماعي بظهور فيروس جديد في الصين يدعى هيهي. الأمر الذي أحدث ضجةً عالمية حول أعراض هذا الفيروس الخطيرة المتمثلة بالسقوط المفاجئ للمصاب والرعشة المخيفة في جسده والتفشي السريع للمرض.
ويبقى السؤال الأهم ما هي هيهي الصيني سريع الانتشار الذي يسعى العالم للسيطرة عليه؟ ربما يكمن الخبر اليقين عند منظمة الصحة العالمية.
منظمة الصحة العالمية تنفي ظهور فيروس هيهي
وضعت منظمة الصحة العالمية عبر وكالة فرانس برس حدًا لشائعات هيهي. حيث نفت وجود فيروس أو متحور جديد باسم هيهي. وقالت المنظمة أن تسميات متحورات كورونا هي على شكل ألفا وبيتا وغاما ودلتا ومو. الأمر الذي أكد أن حالات الإصابة التي ظهرت في مدينة خيخه في الصين كانت تسلسلًا جينيًا لدلتا وليس فيروسًا جديدًا. كما تحدثت المنظمة أنها تطلق عادةً الأحرف اليونانية على المتحورات لتسهيل معرفة الأعراض من قبل غير المختصين. بينما لن يتم تسمية متحورات باسم المدن أو البلدان.
هيهي أحد متحورات كورونا التي تقوي الفيروس
أكد الخبراء والأطباء أن الإصابات التي ظهرت بالصين ناتجة عن أحد متحورات فيروس كورونا. إلا أنها لن تكن خطرة. حيث ظهرت على شكل أعراض مشابهة لأعراض كورونا. كما أن هذا المتحور لم يشابه بخطورته أعراض متحور دلتا.
دائمًا ما يظهر المتحور عبر عدد من الجينات المختلفة عن شفرة السلالة الأساسية. الأمر الذي يسبب تغيرًا في شدة الفيروس وانتشاره. وقد ظهر خمسة آلاف متحور جيني لكورونا خلال تفشي هذا الفيروس. إلا أن متحوري دلتا ومو كانا أقوى هذه المتحورات. كما تحدث هذه التغيرات الجينية التي تسبب ظهور المتحور خلال حدوث العدوى من شخص مصاب لآخر سليم. حيث يفقد الفيروس بعضًا من بروتيناته مما يؤدي لتغيرٍ في صفاته وظهوره إما بشكل أقوى وأكثر فتكًا أو ضعفه وظهوره بأعراض أخف. وما بين المتحورات الأضعف والأشد فتكًا نجد أن متحور (مو) الذي تم رصده لأول مرة في كولومبيا كان أكثر المتحورات مقاومةً للقاحات إلا أن انتشاره بطيء للغاية.
طرق الوقاية من متحورات كورونا بعد هيهي
من المعروف عن اللقاحات أنها لا تحد من الإصابة بالفروسات. إلا أنها تخفف من حدتها وتأثيرها في جسم المصاب، حيث تسيطر على الفيروس وتسرع الشفاء.
وبالمقابل فإن الالتزام والتقيد التام بالإجراءات الاحترازية من أهم الوسائل الناجعة لاحتواء الفيروس. فتقيدك بهذه الإجراءات يحميك ويحمي أفراد أسرتك من تداعيات فيروس كورونا الخطيرة. كما تعد الأجسام ذات المناعة القوية هي الأكثر مقاومة للمرض، في ظل ضجة الأمراض المناعية على مستوى العالم.
استجابة متحورات كورونا للقاح بعد إصابات مدينة هيهي
أكد العديد من الأطباء والخبراء حول العالم أن أغلب متحورات كورونا تستجيب بشكل فعال للقاحات التي تعد أجسامًا مضادة. وهي تمثل ما يقارب ستين إلى سيعين بالمئة من شكل الفيروس. كما أوضح علماء الفيروسات أنه لا وجود للاختلاف الكبير بين أعراض متحورات الفيروس.
ويبقى اتباعك لنظام غذائي صحي وممارستك الرياضة الدورية وحصولك على فترات نوم مثالية أهم الوسائل لتقوية مناعتك ضد الفيروسات. كما يعد التزامك التام بالإجراءات الاحترازية عامل الأمان لك ولأسرتك.