ما هي حبوب الهربس؟ هل تبحث عن جوابٍ لهذا السّؤال؟ عزيزي القارئ سواء كُنت هنا لتحصل على جوابٍ لاستفسارك أو وصلت بمحضّ الصّدفة، ودفعك فضولك لتتعرف على حبوب الهربس. سنقدّم لك من خلال هذا المقال معلوماتٍ مفيدّةٍ جدًا. لذلك تابع معنا ما تخفيه السّطور القادّمة من عباراتٍ على أملِ إرضاء غايتك.
في البدايّة، الهربس هو مجموعة من الفيروسات التي تصيب الجلد والخلايا العصبيّة، كذلك الأغشيّة المخاطيّة للإنسان. حيث يتجلّى في هيئة طفحٍ جلديٍّ ذي شكلٍ غير مرغوبٍ يحوي مجموعةً من التقرحات والفقاعات المملوءة بالسوائل. كما لا تتمثل الصورة المزعجة للفيروس فقط في مظهره غير الجماليّ بل بالأحاسيس غير السّارة. وما يرافقه من انزعاجٍ وآلامٍ تسبب توترًا وضيقًا للمريض. ومن أكثر الأخبار غير المفرحةٍ أنّه ملازمٌ للإنسان. فما أن يصيبك مرّةً واحدةً حتى يتخذ من جسدك مكانًا له متخطيّا لجهازك المناعيّ. ومسببًّا لمضاعفاتٍ وآثارٍ لا تُحمد عقباها. ما هي حبوب الهربس؟ أسبابه، علاجه، كيفية الوقاية منه. ذلك ما سنتحدث عنه بالتفصيل.
ما هي حبوب الهربس
كما سبق وأشرنا، الهربس هو اسمٌ يطلق على أمراضٍ فيروسيةٍ معديّةٍ بشكلٍ كبيرٍ. فينتج عنه التهاب الجلد وظهور الحبوب. حيث يعود الأصل في الإصابة بالهربس إلى فيروس Herpes Virus. ويتمثل بصورةٍ أساسيةٍ بحويصلاتٍ أو فقاقيع مائيةٍ صغيرةٍ صفراء وتميل في بعض الأحيان للّون الأبيض.
إضافةً إلى ما سبق، يتركز ظهور حبوب الهربس على الشفتين والمناطق المحيطة بها، كذلك الأعضاء التناسليّة بنسبةٍ كبيرةٍ. ومع ذلك فإنّ احتمال الإصابة بهذا الفيروس في مناطق أُخرى من الجسم واردةٌ. كما أنّه يصيب مختلف الأعمار فلا فرق بين الطفل والبالغ أو الكَهلِ إلّا في تفاوت درجات حدّة الأعراض. ولا شكّ أنّ أصحاب المناعة الضعيفة من مختلف الفئات أكثر تهديدًا وعُرضةً لتفاقم الفيروس.
أنواع حبوب الهربس
تحدثنا سابقًا أنّ الهربس عدوى فيروسيّة تصيب مناطق الجسم .وتتركز الإصابة على مناطق الفم، والأعضاء التناسليّة، ما جعل أنواعه تتمثل بصورةٍ أساسيّةٍ على:
- الهربس الفموي: يصيب منطقة الفم والشفتين، إضافةً إلى الأماكن المحيطة بهما، قد يمتدّ في بعض الأحيان إلى الرّقبة والذقن. كما أنّه يظهر على هيئة تقرحاتٍ مؤلمةٍ تعرف أحيانًا ببثور الحمى. حيث ينتقل عن طريق سوائل الفم و الرذاذ، كذلك العطاس والسّعال.
- الهربس التناسليّ: وهو الذي يصيب الأعضاء التناسليّة. إذ يظهر في هيئة تقرحاتٍ في منطقة الأعضاء التناسليّة و منطقة الفرج والشرج. وينتقل فقط عن طريق الاتصال الجنسيّ مع شخصٍ مصاب بالفيروس.
أعراض الهربس
تختلف أعراض الهربس باختلاف نوعه، لذلك من الطبيعي أن تكون أعراض الهربس الفموي مختلفة عن أعراض الهربس التناسلي وفق التالي:
أعراض الهربس الفموي
ينبغي الحديث عن أعراض الهربس الفمويّ، حيث تتمثل بما يلي:
- بثورٌ مؤلمةٌ، إضافةً إلى تقرحاتٍ حول الفم.
- كذلك، حكةٌ، حرقانٌ حول الفم، وفي داخله.
- تورم الشفاه، وجفافها.
- ارتفاع درجات حرارة الجسم.
- كما قد تظهر بثورٌ على اللّسان.
- وأيضّا شاعت في بعض الحالات ظهور أعراضٍ مشابهةً للإنفلونزا، وتتمثل بما يلي:
- الصّداع.
- تضخم الغدد الليمفاويّة.
- أوجاع العضلات.
- الحمى.
أعراض الهربس التناسلي
ينبغي الإشارة إلى أنّه عديم الأعراض وقد تصحبه أعراضٌ طفيفةٍ ، كما من الممكن ألّا يتم التعرف عليه في بعض الحالات. ولعلّ أكثر ما يميز الهربس التناسليّ هو ظهور واحدٍ أو أكثر من التقرحات التناسليّة أو الشرجيّة. علاوةً على ذلك، قد يكون مصحوبًا بعدّة أعراضٍ أُخرى، وهي:
- الشعور بالألم والحكّة في المناطق المصابة، خاصّةً عند لمسها.
- كذلك، ظهور بثورٍ بيضاءٍ أو تحاديب ذات لونٍ أحمرٍ.
- ألمٍ شديدٍ عند التبول.
- إضافةً إلى، الجُلب: وهي القشور الناتجة عن التئام جروح التقرحات.
أسباب ظهور الهربس
أسباب ظهور الهربس الفموي
ينتشر بشكلٍ شائعٍ جدًا لدى الأفراد الذين يعانون من نوبةٍ أو تقرحاتٍ نشطةٍ. ولعلّ من أبرز أسبابه:
- الاتصال الشخصيّ عن طريق التقبيل.
- الجنس الفمويّ مع شخص مصابٍ بالهربس الفمويّ.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدّة محفزاتٍ تؤدي إلى تكرار حدوث الهربس الفمويّ في كثيرٍ من الأحيان، وهي:
- الإصابة بالحمى الحديثة.
- و الضغط العاطفيّ أو النفسيّ.
- الحيض لدى النساء محفزٌ أساسي للهربس للهربس الفمويّ.
- إضافةً إلى التعرض الشّديد والمستمر لعوامل الجو، على سبيل المثال: الشّمس والرياح.
أسباب الهربس التناسلي
ينتقل بشكلّ أساسيّ عن طريق الاتصال الجنسيّ. ويصيب بشكلٍ خاصٍ المتعددين في العلاقات الجنسيّة بشكل غير آمنٍ. ومن أبرز أسبابه:
- ملامسة الجلد للمنطقة المصابة سواء كان عن طريق الجنس الفمويّ أو الشرجيّ أو المهبليّ.
- العدوى من خلال الأصابع من شخص مصاب يلامس الأعضاء التناسليّة للشخص الآخر.
كما يجب القول إنّ هناك مجموعةٌ من المحفزات التي تعمل على تنشيط الهربس التناسليّ، وهي:
- التعرض للأشعة فوف البنفسجية لفتراتٍ زمنيّةٍ طويلةٍ، قد يحدث ذلك من خلال كراسي الاستلقاء للبرونزاج.
- الاحتكاك في مناطق الأعضاء التناسليّة وخاصةً في حال استخدام الملابس الضيقة جدًا.
- كما أن الضغط العصبيّ والتوتر من محفزات الهربس التناسليّ.
- وكذلك، الدورة الشهريّة لدى النساء وما يرافقها من ضغوطٍ وآلامٍ.
- ولا شكّ أن ضعف الجهاز المناعي أكبر محفزٍ للهربس التناسليّ، وقد نجد ذلك عند مرضى العلاج الكيميائيّ للسرطان.
مضاعفات الهربس
الهربس الفموي
إن الهربس الفمويّ كأيّ مرضٍ آخرٍ قد يصل إلى نتائج غير محمودة في حال الإهمال. وقد تنعكس نتائجه على مناطق أُخرى في الجسم، منها:
- اليدين: وهذا ما يسمى باسم الهربس whitlow، وهو شائعٌ بشكلٍ خاصٍّ عند الأطفال الذين يمصون إبهامهم، ما ينقل العدوى من الفم إلى الأصابع.
- العيون: قد يسبب فيروس الهربس عدوى تصيب العين، فتؤدي إلى تندبٍ في العين، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى تشوش الرؤيّة. وفي بعض الحالات الشديدة قد تنتهي بفقدان البصر.
- الجلد: إذ يمكن أن ينتشر الهربس الفمويّ في الجلد بعد انتقال العدوى، ويعتبر الأشخاص المصابون بالأكزيما أكثر عرضةً للإصابة بالهربس المنتشر في جميع أنحاء الجسم.
الهربس التناسليّ
تتمثل مضاعفات الهربس التناسليّ بما يلي:
- تزيد التقرحات التناسليّة من احتماليّة انتقال أنواعٍ أخرى من العدوى المنقولة الجنسيّة كالإيدذ.
- تسبب مشاكل في المثانة، حيث يحدث التهاب في الأنبوب الذي ينقل البول إلى المثانة.
- كما قد يؤدي التورم الناتج عن الحكة إلى انسداد القناة البوليّة، ممّا يستلزم إدخال مسطرةٍ لتصريف البول من المثانة.
- التهاب المستقيم، إذ تلتهب بطانة المستقيم وهذا شائع بشكلٍ خاصٍّ عند الذكور الذين يمارسون الجنس مع ذكور مثلهم.
شاهد أيضًا: خطورة مرض الهربس الفموي وطرق الوقاية منه.
تشخيص مرض الهربس
مضاعفات الهربس الفمويّ
نظرًا للتشابه الكبير بين الهربس الفموي والعديد من أنواع العدوى الأخرى، ولاسيما ردود الفعل التحسسيّة. فإنّ تشخيصه يعتمد بشكلٍ أساسيّ على فحص الدم أو خزعة PCR، لتأكيد الإصابة بالهربس الفمويّ. ولكن قد يقوم بعض الأطباء بتشخيص البثور على أنّها هربس فمويّ من خلال مكان ظهورها.
مضاعفات الهربس التناسلي
كما أشرنا سابقًا فإنّ الهربس التناسليّ على صلةٍ وثيقةٍ بالاتصال الجنسيّ. لذلك فإن تشخيصه يتطّلب زيارة الطبيب المختصّ. حيث يتم بدايةً السّؤال عن الأعراض، والفترة الزمنيّة التي تمت الإصابة بها، وعن الشركاء الجنسسيين. بعد ذلك يتم أخد مسحة بواسطة قطعة قطنٍ صغيرةٍ لأخذ بعض السوائل من البثور أو القروح وإرسالها للاختبار.
علاج مرض الهربس
علاج الهربس الفموي
لعلاج الهربس الفمويّ يتوجب استشارة الطبيب الذي بدوره سيقدّم العلاج بعد أخد كامل المعلومات الشخصيّة للمريض، وهي:
- تفصيل شخصيٌّ يتضمن الاسم والعمر.
- تسجيل الحالة المتوقعة من قبل المريض.
- السّؤال عن الصّحة العامة، والتاريخ المرضيّ السّابق للإصابة.
- التأكد من عدم خضوعه لعلاجاتٍ معينةٍ أو الالتزام بدواءٍ بصورةٍ مستمرةٍ.
بعد أخذ كامل المعلومات السّابقة يبدأ الطبيب خطّة العلاج. إذ يؤكد الطبيب على:
- الحفاظ على المنطقة المصابة نظيفة وجافةً بشكلٍ تامٍ.
- يصف بعض الأدويّة المضادّة للفيروسات، والتي تُؤخذ عن طريق الفم، ومن أبرز هذه الأدوية وأكثرها انتشارًا:
- الأسيكلوفير.
- الفامسيكلوفير.
- فالاسيكلوفير.
- كما يوصيّ بدهن مجموعةٍ من المراهم الموضعيّة للفيروسات، مثل:
- الأسيكلوفير.
- البنسيكلوفير.
- كما بإمكان المريض استخدام التخدير الموضعيّ أو بعض الأدويّة المضادّة للفيروسات التي لاتحتاج وصفةٍ طبيّةٍ.
الهربس التناسلي
إنّ الهربس التناسليّ عدوى دائمة ومستمرة من الصعب جدًا علاجها بشكل نهائيّ. ولكن يمكن تخفيف حدّة الأعراض من خلال:
- استخدام الأدوية المضادة للفيروسات كما في حالة الهربس الفمويّ.
- استخدام كريمات الدهن الموضعيّة مثل الأسكيلوفير، وكريمات مسكنة للألم مثل ليدوكائين ٥% والتي تخفف الألم عند التبول.
- تأكد من النظافة الشخصية وغسل اليدين جيدًا عند لمس التقرحات التناسليّة.
شاهد أيضًا: كيف نعالج مرض الهربس التناسلي.
الوقاية من مرض الهربس
الوقاية من الهربس الفموي
بما أنّ الهربس الفمويّ ينتشر من خلال التلامس الجلديّ، أو الاتصال الفمويّ الشخصيّ أو الفمويّ فإنّ أفضل طريقةِ للوقايّة هي تجنب هذا التلامس أو التواصل، وخاصّةً مع الأشخاص التي تظهر لديهم التقرحات بشكلٍ واضحٍ. لذا عليك اتخاذ الإجراءات التاليّة:
- تجنب التقبيل والتلامس الجلديّ مع الناس أثناء وجود البثور، حيث تشكل هذه البثور بيئة مناسبةً لانتشار الفيروس، لاسيما في حال تشرب السائل منها.
- عدم مشاركة الأغراض الشخصيّة، على سبيل المثال: المناشف، ومرطب الشفاه.
- عدم تناول الطعام مع أحد في نفس الطبق أو شرب المياه في نفس الكأس، أو استخدام أيّ من أدوات الطعام التي يستخدمها شخص آخر.
- المحافظة على النظافة الشخصيّة، وخاصّة اليدين إذ ينبغي تجنب لمس وجهك قبل غسل يديك جيدًا.
الوقاية الهربس التناسلي
تتمثل طرق الوقايّة الأساسيّة من الهربس التناسليّ باقتصار العلاقة الجنسيّة على شخصٍ واحدٍ، كَون المسبب الأساسيّ له هو العلاقات الجنسيّة. كما عليك اتخاذ بعض التدابير، وهي:
- تنظيف منطقة التلامس في ظلّ ظروفٍ صحيّةٍ.
- استخدام الواقيّ الذكري في كل مرة تمارس فيها الجنس. مع ذلك قد ينتقل الهربس إذا كان الواقيّ الذكريّ لا يغطي المنطقة المصابة.
- تجنب العلاقة الجنسيّة في حال كان أحد الشريكين يعاني من بثورٍ أو تقرحاتٍ .
هل يختفي الهربس نهائيا من الجسم
لعلّ من أكثر الأسئلة شيوعًا هي عن إمكانيّة التخلص من الهربس بشكل تامٍ. لكن ومع شديد الأسف فإنّه بمجرد الإصابة بالفيروس لمرّة واحدة. فقد حصل على إقامةٍ دائمةٍ في جسدك حتى بعد اعتقادك بأنّك قد شفيت من المرض. إذ يستقر الفيروس في العقد العصبيّة ويبقى خاملًا، وفي ترقبٍ دائمٍ لانتهاز فرصته في مهاجمة الجسم مرّةً أُخرى. ولا شكّ أنّ انخفاض مناعة الجسم أكثر ما يعرضك لتكرار الإصابة. لذلك في حال كان لديك إصابةً سابقةً عليك اتخاذ كامل الإجراءات لرفع مناعتك، وتجنب المحفزات التي تنشط الفيروس.
وأخيرًا، يمكن القول الصّحة هي هبةٌ من اللّه، وينبغي على الجميع توخيّ الحذر والاحتياط من مسببات أيّ مرضٍ. وباعتبار أن مرض الهربس من الأمراض الجلدية المزعجة لا بد من مراجعة الطبيب عند ظهور أي عارض.