ما هي تأثيرات متلازمة ما قبل الحيض على الصحة النفسية للمرأة

تعاني الكثير من النساء من تأثيرات متلازمة ما قبل الحيض وآثارها على الصحة النفسية للمرأة. حيث تشمل هذه التأثيرات الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء. مثل الآلام المختلفة في الجسم، والصداع في الرأس. وصولًا إلى التقلبات المزاجية المفاجئة والشعور بالقلق والهياج. قد تتفاقم هذه الأعراض النفسية عند البعض وتتطور لتصبح أكثر حدة وخطورة، حيث من الممكن أن تصل إلى حد الاكتئاب أو التفكير في أذى النفس أو حتى الانتحار. من الأعراض الحادة لمتلازمة ما قبل الحيض أيضا، ما يسمى الاضطراب المزعج السابق للحيض. قد تحتاج بعض النساء إلى استشارة طبيب في حال تطور الأعراض وزيادة حدتها. من المفيد معرفة التأثيرات النفسية المرافقة لمتلازمة ما قبل الحيض. وكيف من الممكن التخفيف من حدتها، ومتى يصبح من الضروري الحصول على المساعدة الطبية. وما هي أهم الإجراءات والنصائح التي تساعد في علاج وتخفيف هذه الأعراض. سنركز في فقرات هذا المقال على الإجابة عن جميع هذه التساؤلات وغيرها من التساؤلات التي تخطر على بال المرأة فيما يخص متلازمة ما قبل الحيض وتأثيراتها النفسية المختلفة والمتفاوتة.

تأثيرات متلازمة ما قبل الحيض على الصحة النفسية للمرأة

يتغير تركيز الهرمونات في جسم المرأة بشكل كبير من يوم إلى آخر خلال الدورة الشهرية. فبعد الانتهاء من فترة الإباضة، والتي تحدث في منتصف الدورة الشهرية تقريبًا، تبدأ الهرمونات الأنثوية في الانخفاض، وأهم هذه الهرمونات الأستروجين والبروجسترون. ويؤثر الارتفاع والانخفاض في مستويات هذه الهرمونات بشكل مباشر على الناقلات العصبية داخل الدماغ، وهي مواد كيميائية من أهمها السيروتونين والدوبامين، ولهاتين المادتين تأثير مباشر على الحالة النفسية والمزاجية للجسم، كما أنهما تؤثران على النوم والطاقة. حيث يسبب انخفاض مستوى السيروتونين والدوبامين إلى ظهور مجموعة من الأعراض النفسية من أهمها:

  • الشعور بالحزن والانخفاض في الطاقة.
  • نوبات من القلق والتوتر والتهيج العاطفي.
  • الغضب السريع وحدة الطباع والانفعال.
  • اضطرابات مختلفة في النوم، مثل الأرق أو الإفراط في النوم.
  • الشهية الدائمة للطعام.
  • الشعور بالحاجة إلى البكاء بدون وجود سبب.
  • الحساسية النفسية المفرطة.

تختفي عادة جميع هذه الأعراض حين تعود مستويات الأستروجين والبروجسترون إلى الارتفاع مجددًا، وذلك مع بداية دورة طمثية جديدة.

الأعراض النفسية الشديدة لمتلازمة ما قبل الحيض

تعتبر أعراض متلازمة ما قبل الحيض شديدة وتحتاج إلى الاستشارة الطبية إذا تطورت لتشمل ما يلي:

  • الاكتئاب المزمن والمستمر ونوبات القلق.
  • الطباع الحادة.
  • نوبات من الهلع.
  • تقلبات حادة ومفاجئة في المزاج.
  • نوبات مفاجئة ومتكررة من البكاء.
  • فقد الاهتمام بالنشاطات والهوايات، والانعزال عن الأشخاص.
  • الاضطراب ثنائي القطب.
  • التفكير في أذى النفس أو الانتحار، وحتى محاولة الانتحار.

كيفية التخفيف من التأثيرات النفسية لمتلازمة ما قبل الحيض

يساعد القيام ببعض التغييرات في النظام الغذائي وفي أسلوب ونمط الحياة في السيطرة على المشاعر السلبية والتخفيف من التقلبات المزاجية المرافقة لمتلازمة ما قبل الحيض.

الطعام الصحي يخفف من التأثيرات النفسية لمتلازمة ما قبل الحيض

ينجم التغير المستمر في مستويات السكر في الدم عن عدم تناول الوجبات بشكل منتظم، وتناول كميات غير متوازنة من الطعام، وكل هذا يسبب مشاعر التوتر والغضب السريع. من الممكن تجنب هذه المشاكل من خلال تناول الطعام الصحي وعلى شكل وجبات صغيرة ومتعددة، حيث من الجيد تناول ثلاث وجبات رئيسية في اليوم، ويتخلل هذه الوجبات وجبتان خفيفتان. يجب أن يشمل الطعام الصحي على كميات كافية من البروتين المتواجد في اللحوم الخالية من الدهن، والبيض، والسمك، والفول، والعدس. كما يجب الإكثار من الخضار والفواكه لغناها بالفيتامينات والأملاح المعدنية. والتخفيف من أكل السكريات.

المواظبة على ممارسة الرياضة يخفف من تأثيرات متلازمة ما قبل الحيض

تساعد ممارسة التمارين الرياضية لفترات منتظمة على التخفيف من المشاعر السلبية، وتزيد من إفراز الهرمونات التي تعزز من الحالة المزاجية الإيجابية ومشاعر السعادة والرضى.

يساعد النوم لساعات كافية على التخفيف من تأثيرات متلازمة ما قبل الحيض

يسبب النوم المضطرب وغير الكافي توليد القلق والشعور بالإحباط وسرعة الانفعال، لذا فإن النوم لساعات كافية ليلًا من شأنه أن يحسن الحالة المزاجية ويعزز المشاعر الإيجابية.

التقليل من الكافيين يخفف من تأثيرات متلازمة ما قبل الحيض

يؤدي الكافيين إلى تحفيز الجهاز العصبي الودي، مما يسبب ارتفاع في إفراز الأدرينالين في الجسم، لذا يسبب الإفراط في تناول الكافيين زيادة في حالات القلق والتوتر.

 السيطرة على التوتر تخفف من تأثيرات متلازمة ما قبل الحيض

يجب الحد من القلق والتوتر من خلال ممارسة الرياضات التي تؤدي إلى الاسترخاء، مثل اليوغا، وعمل جلسات تدليك ومساج.

اضطرابات المزاج المرتبطة بالدورة الشهرية

تتغير الحالة النفسية للمرأة بتغير أيام الدورة الشهرية، بسبب التغيرات الهرمونية الحاصلة، حيث تمر بالأطوار التالية:

  • طور الحيض: يبدأ هذا الطور في اليوم الأول من الدورة الشهرية، ويستمر من ثلاثة وحتى سبعة أيام. ويترافق هذا الطور بمشاعر الإحباط والتقلبات المزاجية.
  • الطور الجريبي: يبدأ هذا الطور في اليوم الأول من الدورة الشهرية، ويستمر لمدة أسبوعين، ويزداد في هذا الطور إفراز هرمون الأستروجين فيؤدي إلى الشعور بالطاقة والحيوية، والقدرة على تحمل الأعباء والضغوطات.
  • طور الإباضة: تتراوح مدة هذا الطور ما بين 16 إلى 32 ساعة، وتكون حدة المشاعر والعواطف الإيجابية في ذروتها.
  • طور الجسم الأصفر: مدة هذا الطور أسبوعين تقريبًا وتتغير الحالة النفسية والعاطفية للمرأة خلاله على نحوٍ سلبي، حيث تشعر بالتعب وقلة النشاط، وشرود في الذهن، وسرعة الغضب، والحزن، وتعاني من تقلبات في المزاج.

والجدير بالذكر أن سوء الحالة النفسية والعاطفية أثناء متلازمة ما قبل الحيض قد يضطر بعض النساء إلى اللجوء إلى تناول مضادات الاكتئاب للحد من المشاعر السلبية المرافقة.

Scroll to Top