أبدع الله في صنع الطبيعة وأضفى عليها جمالًا ورونقًا وجعل لها عناصر أربعة تكمل وجودها، وهي: الماء، والهواء، والنار، والتربة. بالإضافة إلى أنه جعل لكل عنصر دور لا يمكن الاستغناء عنه، والذي يدخل في دورة الحياة. كما خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وخصص بعضًا من تلك العقول والأدمغة الذكية في صناعة السلع الرأسمالية الضرورية جدًا في الإنتاج خلال مسيرة الحياة. وفي مجالات كثيرة ونذكر على سبيل المثال: الصناعة، والزراعة، والتجارة. مما جعل منها أهميةً لا تقل عن أهمية عناصر الطبيعة.
ومن ناحيةٍ أخرى، قدمت تلك السلع للبلاد التي تشتهر بها مكانةً صناعيةً عاليةً ومرموقةً مقارنةً مع غيرها. ونظرًا لتنوع الأعمال والاختراعات، تبقى الصناعات التي تعتمد على المواد الخام (الأولية) والطبيعية أهم الصناعات وأكثرها نجاحًا في وقتنا الحاضر. بالإضافة إلى أن الدول التي تعود بإنتاج محلي وعالمي كبير تنافس به الدول الصناعية الأخرى، تعتمد في نجاحها وتفوقها على طرق عديدة وأساليب مبتكرة. ونذكر من بينها صناعة الأدوات، والماكينات المحلية، والكبيرة والتي تعرف باسم السلع الرأسمالية.
ما مفهوم السلعة الرأسمالية
تعود تسمية السلعة الرأسمالية إلى المنتجات والماكينات المعقدة، وهي تلك الأنظمة التي تستخدمها المعدات الكهربائية في إنتاج السلع والخدمات للمواطنين. وبالرغم من استخدام الشركات الاقتصادية لتلك السلع في إنتاج المواد الاستهلاكية، إلا أنه لا دور للمستهلكين بها. بالإضافة إلى ذلك، فإن للإنسان دور في صنع جميع السلع الرأسمالية وتتصف بأنها موجودات مادية على أرض الواقع. إذ يستطيع الإنسان رؤيتها بالعين المجردة، ولمسها باليد. ونظرًا لأهميتها فقد صنفت من ضمن عوامل الإنتاج الأساسية في أي دولة صناعية متقدمة بجانب كلًا من العنصرين التاليين وهما: الأرض الزراعية، واليد العاملة، والخبيرة.
لمحة حول قطاع السلع الرأسمالية
يشار إليه من قبل بعض التجار ومدراء الاعمال، باسم القطاع الذي يهتم بالصناعات وتوزيع منتجاتها. بالإضافة إلى ذلك، يشمل هذا القطاع مجموعةً من الشركات الضخمة التي تصنع الآليات والمعدات الكهربائية والماكينات التي تساهم في عملية الإنتاج والابتكار. وبالإضافة إلى تنوع هذا القطاع، فهو يشمل العاملين البناة، والمهندسين، والمنظمين أيضًا. ولا شك أن الدول الاقتصادية الكبيرة معتمدة بشكل أساسي على تلك القطاعات في مضمار صناعتها مما جعل منها دول متقدمة اقتصاديًا وتجاريًا.
أمثلة عن أهم السلع الرأسمالية
أطلقت بعض الأبحاث الحديثة عليها اسم رأس المال الاقتصادي، أو رأس المال الحقيقي، وأيضًا السلع المنتجة والمعمرة. تتعدد شمولية السلع الرأسمالية لتشمل الكثير منها في أنحاء العالم. وعلى سبيل المثال، نذكر أهمها:
- الآلات والمعدات الكهربائية: ومثال على ذلك: أجهزة تقطيع الفواكه واللحوم، وأجهزة التمارين الرياضية، أو تلك الأجهزة التي تنتج العديد من السلع الغذائية وتوزعها على المستخدم.
- الإلكترونيات الصناعية: ودورها في إنتاج الحواسيب واللاسلكيات وأجهزة الهواتف الذكية.
- المكنات الزراعية: وتتميز بدعمها الاقتصاد عن طريق الزراعة، إذ تعتني بالآليات الزراعية مثل الحفار، والجرار مما تدعم الإنتاج المحلي.
- بعض السلع الرأسمالية الأخرى: ونذكر منها الآلات الموسيقية، والمراسم الفنية، وأجهزة تصفيف الشعر وإلى ما شابه ذلك.
- هناك بعض السلع الرأسمالية الأساسية: هي تلك السلع التي تشمل الفضاء ومنظومة الدفاع وعلى سبيل المثال: الطائرات، والصواريخ.
هل يوثر انخفاض السلع الرأسمالية على الاقتصاد
بالطبع نعم، تدخل السلع الرأسمالية بشكل أساسي في مجال الاقتصاد، كما تدخل في بقية المجالات. وتساهم بدعم المنتجات الصناعية وانتشارها في السوق من خلال جودة تصنيعها والإقبال الشديد على استهلاكها. وكتناسبٍ طردي، فكلما انخفض إنتاج السلع الرأسمالية، شهد اقتصاد تلك الدول انهيارًا أكبر.
وبالرغم من صعوبة تصنيع تلك السلع إلا أنها تدخل وبشكل أساسي في الإنتاج المحلي والمنافسة الاقتصادية العالمية. إذ تعتمد الدول الحديثة على توفير كافة المستلزمات الضرورية لإنتاج السلع الرأسمالية، مستخدمةً الدماغ البشري في ذلك. مما جعل تلك الدول حريصةً على دمج ومزج العقل البشري بما يناسبها اقتصاديًا. فتراها قد أبدت اهتمامًا في تدريب مهندسيها وتزويد عمالها بالخدمات والترفيهات اللازمة. بالإضافة إلى ذلك سنحت الفرصة لهجرة العقول البشرية العربية إليها، وبذلك شهدت الدول العربية النامية تراجعًا اقتصاديًا وعلميًا كبيرًا.
هل يوجد رابط بين السلع الرأسمالية والسلع الاستهلاكية
كما ذكرنا سابقًا، فإن السلع الرأسمالية تعتمد على إنتاج مواد أساسية واستهلاكية عن طريق المعدات والآلات الميكانيكية، لا علاقة للمستهلكين بها. بينما السلع الاستهلاكية هي سلع نهائية، تصل إلى يد المستخدم لتستهلك ويعاد إنتاجها لاحقًا. وكمثالٍ بسيط عن السلع الاستهلاكية نذكر الملابس والمواد الغذائية.
يتمثل الفرق بين السلع الرأسمالية والاستهلاكية بالهدف من الاستخدام. ونذكر أوجه الاختلاف بين الشكلين كما يلي:
- المشتري للسلع الرأسمالية هم مصنعون، في المقابل المشتري للسلع الاستهلاكية هم مستهلكون.
- تنتج السلع الرأسمالية المواد الاستهلاكية وتلك الأخيرة تستخدم للأغراض الشخصية.
- يحدد المستهلكون سعر السلع الاستهلاكية، والتي قد تكون مرتفعة الثمن. من ناحيةٍ أخرى، تحدد الشركات سعر السلع الرأسمالية والتي قد تكون زهيدة.
ونختصر الفرق السابق على شكل مثالٍ بسيط:
تعتبر فاكهة البرتقال مادةً مستهلكةً تشترى من قبل المستخدمين. في المقابل تعتبر سلعةً رأسماليةً في حال جرى عصر البرتقال ليكوّن العصير الطبيعي وليعاد توزيعه من جديد.
هل تعتبر السعودية مالكة للسلع الرأسمالية
تعتبر السعودية من أغنى الدول الآسيوية بالثروات النفطية، إذ تمتلك آبارًا من البترول والغاز، فتكرر النفط لإعادة استخدامه فيما بعد. وبالرغم من امتلاكها تلك الميزة، فإنها تعتبر من الدول التي تملك سلعًا رأسماليةً قويةً لكن في المقابل تملك شعبًا مستهلكًا بشكل أكبر.
وفي النهاية، فإن دور السلع الرأسمالية في نقل دول العالم إلى قمة التنمية الاقتصادية جعل من مصنعيها أداةً يبتكرون بها تلك السلع باستمرار. وفي المقابل، نأمل أن ينقل استيراد السلع الرأسمالية في الدول النامية من كونها دولًا مستهلكةً إلى دول منتجة.