ما هي أسباب مرض الديسك وطرق علاجه

هل تجلس يومًيا لساعات وتحني ظهرك ورقبتك للأمام ممسكا بهاتفك الجوال؟ هل تعلم أن هذه الوضعية الخاطئة قد تسبب لك آلامًا مزمنة في الرقبة والعمود الفقري سببها مرض الديسك؟ فهل تعلم ماهي أسباب مرض الديسك وما هي طرق علاجه وتخفيف الآلام الناجمة عنه؟
يعاني معظم الناس مع تقدم السن من آلام العمود الفقري وآلام الرقبة، حيث تتطلب منهم بعض الأعمال اليومية القيام بحركات ووضعيات خاطئة للرقبة والعمود الفقري. وتسبب هذه الوضعيات الخاطئة تآكل بطانة العمود الفقري مسببة آلامًا مزمنة وخاصة عند كبار السن.
ويصاب معظم الأشخاص بعد سن الأربعين بمرض الديسك على الرغم من أن أعراضه قد لا تظهر عليهم، وقد لا يشعرون بالآلام المصاحبة له. كما وينتشر الديسك بشكل أكبر بين السيدات. ولتتعرف على أهم المعلومات عن مرض الديسك، فقد جمعنا لك في المقال التالي تعريفًا لمرض الديسك وما هي أسباب الإصابة به، وطرق علاجه.

ما هو مرض الديسك

مرض الديسك أو مرض الفقرات التنكسي هو حالة مرضية مرتبطة بالعمر، تحدث عندما يتلف أو يتمزق واحد أو أكثر من الأقراص الغضروفية الموجودة بين الفقرات في العمود الفقري، مما يسبب الشعور بالألم والوخز، وتنتشر هذه الآلام والتنميل لتصل إلى أسفل الساق. حيث تعمل الأقراص الغضروفية الموجودة بين فقرات الظهر كوسائد تمنع احتكاك الفقرات ببعضها وتمتص الصدمات، وتسمح لك بالانثناء والالتفاف والحركة بشكل مريح. ولكن مع تقدم السن تقل مرونة تلك الغضاريف وتتيبس، وتتلامس الفقرات وقد تضغط على الأعصاب المجاورة مسببة آلامًا ومشاكل أخرى.

أسباب الإصابة بمرض الديسك

  • جفاف الأقراص الغضروفية بين الفقرات: والتي تدعم الهيكل المرن للعمود الفقري. حيث تتكون الغضاريف بين الفقرات من عدة طبقات، هي الطبقة الخارجية الليفية الصلبة، وطبقة النواة الجيلاتينية والتي تحوي كمية من الماء تكسبها المرونة. ومع تقدم السن تفقد تلك الأقراص الماء الموجود فيها وتصبح رقيقة وتفقد قدرتها على امتصاص الصدمات.
  • إصابة بنية القرص الغضروفي بتمزقات أو تشققات: يمكن أن تؤدي الإصابات إلى تشققات في غضاريف العمود الفقري. وقد تكون هذه التشققات قريبة من الأعصاب، مسببة الضغط على تلك الأعصاب والشعور بالألم.
  • انفتاح الأقراص الغضروفية وتكسرها لأجزاء: قد يسبب ذلك انتفاخها نتيجة تسرب المادة الجيلاتينية إلى الخارج. وقد تضغط على الحبل الشوكي مسببة آلام شديدة وتسمى هذه الحالة انفتاق الفقرات.
  • الالتهاب حيث تهيج البروتينات الموجودة في محيط الأقراص الغضروفية الأعصاب المحيطية بالغضاريف. وقد تسبب تهيج الأعصاب المتوجهة نحو الساقين(العصب الوركي).

وكنتيجة لتلك الأسباب السابقة يمكن أن تتشكل نتوءات عظمية في العمود الفقري في أماكن فقدان الغضاريف. حيث تضغط على الأعصاب الشوكية وعلى الحبل الشوكي مسببة ألمًا شديدًا أثناء الحركة والجلوس.

ماهي العوامل التي ترفع خطر الإصابة بمرض الديسك

تسرع بعض العوامل  من الإصابة بمرض الديسك مثل:

  • تقدم السن فمرض الديسك أكثر شيوعًا لدى كبار السن.
  • نمط الحياة الكسول وقلة ممارسة التمارين الرياضية.
  • الجنس حيث تصاب النساء بالديسك أكثر من الرجال.
  • عوال الإصابة الحادة مثل السقوط أو التعرض لحادث وإصابة العمود الفقري قد يكون بداية لمرض الديسك.
  • الاستعداد الوراثي لأمرض المفاصل والاضطرابات العضلية الهيكلية.
  • التدخين أو أي شكل من أشكال النيكوتين.
  • البدانة.
  • وضعيات الجلوس السيئة والوقوف لفترات طويلة.
  • الضغط المفرط على أسفل الظهر بسبب الرياضة أو رفع الأثقال المتكرر أو العمل في مهمة تتطلب جهدًا بدنيًا كبير ولمدة طويلة والتي تضغط بشكل كبير على الغضاريف المبطنة للفقرات.

ماهي أعراض الإصابة بمرض الديسك

  • آلام شديدة أو معتدلة في منطقة الرقبة والمنطقة القطنية تأتي وتذهب وقد تستمر لأسابيع أو شهور.
  • آلام الرقبة وينتشر الألم للكتف واليد والذراعين.
  • آلام الظهر وينتشر الألم للفخذين والأرداف.
  • الشعور بالوخز أو التنميل في الأطراف وبشكل خاص في القدمين.
  • آلام أثناء الجلوس أو الانحناء ورفع الأثقال نتيجة تقلصات عضلية أسفل الظهر.
  • صعوبات القيام بالأنشطة اليومية.

مضاعفات الإصابة بمرض الديسك

  • الجنف لدى البالغين حيث ينحني العمود الفقري.
  • انفتاق الفقرات أو انتفاخها.
  • الانزلاق الفقري حيث تتحرك الفقرات من مكانها.
  • تضيق القناة الشوكية حيث تتضيق مساحات الأنسجة حول الحبل الشوكي.
  • تيبس العمود الفقري أو السلسة التنكسية ناتجة عن تآكل الغضاريف حيث يتأثر تدفق الدم للمنطقة المتضررة ويقل وصول المواد الغذائية والأوكسجين اللازمين لاستعادة الغضاريف المتآكلة، كما وتتقلص العضلات والأربطة والمفاصل الجانبية حول القرص والتي تثبت العمود الفقري بشكل تدريجي، وينتج عنها نوبات تهيج دورية وومتكررة لآلام أسفل الظهر.

علاج مرض الديسك

هنالك عدة خيارات للعلاج نذكر منها:

  • العلاج الفيزيائي مثل القيام بتمارين التمدد وتقوية العضلات والركوع والاستلقاء.
  • العلاج الدوائي مثل تناول مسكنات الألم والأدوية غير الستيرويدية المسكنة للألم مثل الإيبوبروفين ومرخيات العضلات والمنشطات.
  • حقن الستيرويد ومخدر موضعي بالقرب من أعصاب العمود الفقري أو الغضاريف أو المفاصل المجاورة للمفصل المشوه لتقليل عوامل الالتهاب وتخفيف الألم الناتج.
  • استخدام تيار لحرق الأعصاب الحسية ومنع إشارات الألم من الوصول إلى دماغك عن طريق إدخال قسطرة وتسخين الغضروف مما يساهم بتقليص المادة الجيلاتينية، وقد تستمر فعالية هذه الطريقة في تسكين الألم لأكثر من عام.
  • استخدام مشد للرقبة والظهر.
  • العلاج المنزلي وهو علاج يسكن الآلام لكنه ليس علاج طويل الأمد لمشكلة الغضاريف، ويشمل العلاج المنزلي تمارين المشي والسباحة قد تساهم بتقوية عضلات الظهر وتخفيف الألم، ووضع كمادات الثلج والكمادات الساخنة بالتناوب كل 15 دقيقة ونكررها ثلاث إلى أربع مرات يوميًا يساهم بتخفيف الألم والالتهاب.

هل الجراحة ضرورية لعلاج الديسك

قد لا تكون الجراحة ضرورية لكن  إذا جربت طرق مختلفة للعلاج ولا تزال الآلام مستمرة ولا تخف، عندها تكون الجراحة ضرورية لتخفيف الضغط على العمود الفقري في الحالات التالية:

  • استئصال القرص الغضروفي: إزالة أجزاء القرص الغضروفي المتمزق والذي يضغط على الأعصاب.
  • إزالة الصفيحة الفقرية: إزالة جزء صغير جدًا من العظام في أسفل العمود الفقري.
  • استئصال النتوءات العظمية والمتشكلة بعد تخرب الغضروف.
  • وصل فقرتين بالعمود الفقري بهدف تحسين الحركة.

لا يمكن علاج مرض الديسك بشكل نهائي والشفاء منه، وهو مرض حتمي بعد تجاوز سن الأربعين وجزء أساسي من سن الكهولة، ولكن يمكن التخفيف من أعراضه وتأخير الإصابة به من خلال اتخاذ الوضعيات الصحيحة بالجلوس والحركة، وتجنب الضغط بشدة على الغضاريف بين الفقرات والذي يسبب تلفها وتخربها.

Scroll to Top