كثيرة هي الأعباء التي تصادف المرأة خلال حياتها. فعلى سبيل المثال تعاني من متلازمة ما قبل الطمث وتأثيراتها، وكذلك الدورة الشهرية وآلامها، ومن ثم الحمل والولادة ومتاعبها، وأخيرًا مرحلة انقطاع الطمث. ومشاكله من اضطرابات نفسية، وهشاشة عظام، والهبات الساخنة. وكل وظائف جسم المرأة التي يتحكم بها الأستروجين، وخاصة المشاكل المتعلقة بالجهاز التناسلي لديها. وفي هذا المقال سنلقي الضوء على إحدى هذه المشاكل، وهي الحكة الفرجية، أسبابها، وطرق علاجها.
في الحقيقة إن الحكة الفرجية هي حالة شائعة جدًا تصيب المرأة في مختلف مراحل حياتها، وتؤدي إلى الإزعاج والإحساس بعدم الراحة فما هي أسبابها؟
أسباب الحكة الفرجية
في الحقيقة إن الحكة الفرجية عرض لمجموعة من الأمراض التالية:
- الأمراض الجلدية: فعلى سبيل المثال الالتهابات الجلدية، والحزاز المسطح، والصدفية، كلها تتظاهر بالحكة المهبلية عندما تصيب الأعضاء التناسلية. فعلى سبيل المثال الحزاز المسطح: آفة جلدية تصيب الفرج والشرج، وتؤدي إلى ترقق الجلد وبالتالي حدوث حكة فرجية وبثور في منطقة الإصابة. ومع مرور الوقت تؤدي إلى اضطرابات هرمونية ونقص مناعة.
- الأمراض المنقولة عن طريق الجنس: بشكل مماثل إن بعض الحلات الالتهابية المنقولة عن طريق الجنس تسبب حكة حادة تزيد أثناء الليل، يجب معرفة أعراضها:
- حرقة تناسلية حادة.
- كمانجد رائحة المفرزات المهبلية تصبح كريهة جدًا.
- ونجد حكة شديدة في منطقة المهبل والفرج.
- وافرازات مهبلية غير طبيعية.
- كذلك الإصابات الفطرية: وخاصةً داء المبيضات البيض.
- العدوى الفيروسية: التي تؤدي إلى ظهور الثآليل التناسلية.
- كذلك عندما يغلب التفاعل الحامضي على سائل المهبل تكثر العصيات اللبنية وتحدث الحكة.
- بالمقابل عندما تكون الملابس الداخلية ضيقة جدًا تؤدي إلى الحكة نتيجة الاحتكاك.
- كما إن التحسس لبعض المواد الكيميائية كالصابون وغيره يسبب حكة شديدة.
- سرطان الجلد عندما يصيب المنطقة الفرجيةيؤدي بالتأكيد إلى حكة شديدة..
- ومثله سرطان الفرج المنتشر.
- و أيضًا الإصابات ما قبل السرطانية في منطقة الفرج
- وأخيرًا في بعض الأحيان يصعب تحديد سبب الحكة نتيجة اشتراك أكثر من سبب. يشترط في هذه الحالة أخذ خزعة وزرعها لتحديد السبب ووضع العلاج المناسب.
المواد المسببة للحكة والحساسية
توجد مجموعة من العوامل المسؤولة عن الحساسية وبالتالي الحكة من الضروري معرفتها:
- الصابون.
- والعطور.
- كذلك المحارم المعطرة.
- وأيضًاحمام الفقاعات.
- كما إن الواقي الذكري من النوع المطاطي يسبب الحكة الفرجية .
- والبودرة المعطرة.
- كذلك الغسولات المهبلية.
- ومجموعة من الأدوية التي تؤدي إلى الحكة والتحسس.
- الملابس الداخلية المصنوعة من النايلون.
- أيضًا المزلقات.
تشخيص الحكة المهبلية
كي يكون العلاج فعالًا في أي مرض لابد من التشخيص الدقيق من أجل معرفة الأسباب ومعالجتها. اذا نتبع الوسائل التشخيصية التالية:
- الإجراء الأول: هو القصة المرضية حيث يقوم الطبيب باستجواب المريضة وهذا يعتبر الحجر الأساس بالتشخيص.
- أما الثاني : فيكون بالفحص السريري لمكان الإصابة.
- ثالثًا التنظير المهبلي: حيث يتم إجراء التنظير لرؤية المهبل بشكل دقيق.
- وبعد ذلك يرسل الطبيب عينة من المفرزات إلى المخبر لفحصها والبحث عن الخمائر، والبكتيريا، وداء المشعرات، والفطريات.
- ومن الممكن أيضًا إرسال عينة من المفرزات للزرع، وذلك للبحث عن العصية اللبنية.
- كما يمكن أخذ خزعة من الجلد وفحصها نسيجيًا لتشخيص وجود
- الثآليل التناسلية.
- سرطانات الجلد وخاصة داء باجيت.
- الحالات السابقة للسرطان.
- سرطان الفرج الثانوي.
- الحزاز المسطح. الصدفية.
- كذلك التهابات الجلد.
أعراض الحكة المهبلية
- في البداية قد لا تتظاهر الحكة الفرجية بأي أعراض ولكن مع تقدم الإصابة لأي سبب كان نجد الأعراض التالية:
حكة فرجية.
حرقة بالبول.
مع مرور الوقت نجد بقع بيضاء اللون تنمو في منطقة الفرج.
كذلك قد تتطور الحالة فنجد حكة شرجية أو نزوف شرجية.
وأحيانًا نجد بثور وتقيحات في المنطقة.
كما يحدث ألم شديد وحكة أثناء الجماع.
تعليمات يجب اتباعها في حال الحكة الفرجية
- بسبب اشتداد الحكة في الليل يجب على المريضة أن تكون هادئة قدر الإمكان.
- الابتعاد كليًا عن ارتداء سراويل النايلون.
- الاستحمام مرة واحدة في اليوم بالماء الدافئ والابتعاد عن الشامبو والصابون.
- ارتداء ولابس داخلية قطنية ذات تهوية جيدة، وملابس خارجية فضفاضة.
- الامتناع عن الحك لأن هذا يسبب خدوش تزيد من شدة الحكة.
- عدم ركوب الخيل والدراجات النارية.
- استخدام الفوط اليومية لأنها تمتص المفرزات المرافقة للحكة وتترك المنطقة جافة، على أن يتم استبدالها كل ساعتين حتى ثلاث ساعات. كما يجب أن تكون هذه الفوط لا تحوي مواد محسسة حتى لا تزيد الحكة.
- يجب توخي الحزر عند استخدام السدادات القطنية.
- كما يجب عدم استخدام الكريمات الحاوية على الكورتيزون لأكثر من عدة أيام.
- أما الكريمات الآمنة فهي كريمات الفازلين ذات الأساس المائي، كما إن استخدام كريمات الكورتيزون ذات التركيز المنخفض مفيد في حالات الحكة الفرجية.
- الابتعاد عن الأدوية التي تسبب التحسس.
معالجة الحكة المهبلية
إن علاج الحكة الفرجية يعتمد على التشخيص الدقيق لأننا هنا نقوم بعلاج الأسباب:
- في حال عدوى الخميرة المهبلية: نقوم باستخدام الأدوية المضادة للفطور. وهي متوفرة بعدة أشكال دوائية، كريمات وحبوب وتحاميل.
- أما في حال التهاب المهبل الجرثومي: فيتم وصف الأدوية المضادة للالتهاب، والتي تتوفر بأشكال صيدلانية مختلفة. مرهم، وكريمات، وحبوب، وعند العلاج بالمضادات الحيوية يجب أن تكون دورة العلاج كاملة.
- وفي حال كان سبب الحكة الأمراض المنقولة عن طريق الجنس فيتم العلاج كما يلي:
- المضادات الحيوية إذا كانت العدوى جرثومية.
- مضادات الطفيليات إذا كانت العدوى بأحد أنواع الطفيليات.
- ومضادات الفيروسات إذا كانت العدوى فيروسية.
وفي هذه الحالات يجب الالتزام بالعلاج الدوائي والامتناع عن الجماع حتى تزول الأعراض.
- وإذا كان سبب الحكة الفرجية انقطاع الطمث: فإننا نستخدم كريمات الأستروجين، أو حبوب الأستروجين، وأحيانًا نقوم بتثبيت حلقة مهبلية.
- كذلك يمكن استخدام المراهم المخصصة للأطفال الحاوية على الزنك وفيتامين D من أجل شفاء الجلد.
- كما يمكن استعمال الكريمات المضادة للبروستاجلاندينات المضادة للحكة بمختلف أسبابها.
- إذا كانت درجة التهيج والحكة شديدة نعطي مضادات الهيستامين، أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.
وفي الختام تعد الحكة عرضًا مزعجًا لكثير من الأمراض، لذا لا تترددي عزيزتي المرأة بزيارة الطبيب عند الشعور بالحكة ليصف لك الدواء المناسب.