تعتبر عملية الولادة عملية شاقة وصعبة جدًا على المرأة، وتتطلب قوة جسدية كبيرة لتحمل آلام المخاض والتي تعادل آلام كسر كل عظام الجسم، كما وتسبب الولادة للأم العديد من المضاعفات الخطيرة التي قد تهدد حياتها. فإذا كانت كمية الدم النازفة من الرحم كبيرة جدًا تفوق الكمية الطبيعية، يسمى هذا النزف بنزف الخلاص. فهل تعلم ما هو نزف الخلاص وما أهم أسبابه؟
بعد خروج الجنين من الرحم أثناء الولادة، يتبعه نزيف مهبلي، وهو عبارة عن أغشية مخاطية ونسج ودم يفرزها الرحم بعد الولادة بهدف استبدال بطانة الرحم. حيث يستمر النزيف لحوالي 36 يومًا بعد الولادة، ويتغير لونه من الأحمر إلى الأحمر البني ثم يصبح أفتح. ولكن في بعض الحالات قد يصبح دم النفاس أكثر غزارة، ويستمر لمدة أطول، ويرافقه أعراض خطيرة، قد تثير القلق. و تسمى هذه الحالة نزف الخلاص، ويعتبر نزيف الخلاص من أكثر أسباب وفاة النساء بعد الولادة شيوعًا حول العالم. وسنقدم لك عزيزي القارئ في هذا المقال تعريفًا دقيقًا لنزف الخلاص، وماهي أهم أسبابه. تابع معنا القراءة.
ما هو نزف الخلاص وأعراضه
هي حالة خطيرة تلي الولادة بيوم واحد أو بعدة أسابيع، حيث تعاني المرأة من نزيف مهبلي حاد بعد الولادة، يتمثل بقطع دم متجلطة كبيرة، وهذا النزيف لا يخف ولا يتوقف مع مرور الوقت. كما ويرافق النزيف أعراض أخرى مثل تشوش الرؤية، والقشعريرة، والضعف والإعياء الشديدين وقد يرافق ذلك حالات من الإغماء. كما وتزداد احتمالية إصابة المرأة بنزيف الخلاص إذا كانت تعاني من بعض الأمراض الرحم أو مشاكل المشيمة أثناء الحمل، أو بعض الأمراض التي تؤثر على تخثر الدم.
ومن المعلوم أن من الطبيعي جدًا أن تفقد المرأة بعض الدم بعد الولادة، حيث تفقد حوالي نصف لتر من الدم أثناء الولادة المهبلية، كما وتفقد حوالي لتر من الدم أثناء القيصرية، وذلك بسبب الجرح في الرحم الذي يخرج الطبيب منه الطفل. ولكن في نزف الخلاص يمكن أن تفقد المرأة كمية أكبر من الدم مما يسبب لها انخفاضًا حادًا في ضغط الدم، وإذا لم يتم علاج النزف بسرعة، قد يسبب ذلك عدم حصول أعضاء الجسم على الكمية الكافية من الدم، وبالتالي حدوث صدمة تنتهي بالموت. وتشمل أعراض نزيف الخلاص ما يلي:
- فقدان كميات كبيرة من الدم مع قطع دم متخثرة حيث يستمر النزيف ولا تقل كميته ولا يتوقف.
- ضربات القلب تصبح سريعة.
- يزداد معدل التنفس.
- انخفاض ضغط الدم وظهور أعراض الصدمة.
- الشعور بالتوتر والنعاس والدوار والضعف.
- الشعور بالبرد والقشعريرة.
- الغثيان أو التقيؤ وقد تصل بعض الحالات لفقدان الوعي.
- شحوب الوجه.
- تورم وألم في منطقة العجان.
متى يحدث نزف الخلاص
تعتبر المشيمة هي العضو الذي ينقل للجنين الغذاء والأوكسجين كما ويخلصه من فضلاته أثناء الحمل، وترتبط المشيمة بأوعية دموية موجودة في جدار الرحم. وبعد الولادة يتقلص الرحم عادة لإخراج المشيمة، وتساعد التقلصات الرحمية على الضغط على الأوعية الدموية النازفة والتي كانت ملتصقة بالمشيمة أثناء الحمل، فإذا لم تكن تلك التقلصات الرحمية كافية لإغلاق الأوعية الدموية المفتوحة، يستمر النزيف وقد يتزايد تدفقه، مسببًا مضاعفات خطيرة للمرأة قد تنتهي بالموت.
الأسباب الرئيسية لحدوث نزيف الخلاص
- ارتخاء عضلات الرحم أو عدم انقباض عضلات الرحم بما يكفي لإغلاق الأوعية الدموية في مكان انفصال المشيمة عن الرحم.
- تمدد الرحم بشكل كبير أثناء الحمل كما في حالة الحمل التوأمي أو الحمل بطفل كبير الحجم.
- الولادات المتكررة قد تضعف جدران الرحم.
- زيادة كمية السائل الأمينوسي حول الجنين.
- عندما تكون الولادة متعسرة وطويلة أكثر من 14 ساعة أو قصيرة جدًا.
- حدوث تمزق في الرحم نتيجة ندبة في الرحم كما في حالة ولادة قيصرية سابقة أو إذا أجريت عملية جراحية سابقًا في الرحم.
- حدوث تمزق في أنسجة المهبل أو عنق الرحم نتيجة استخدام الطبيب لبعض الآلات التي تساعد على سحب الجنين أو القيام بخزع في منطقة العجان.
- عند حدوث تمزق في الرحم وانقلابه.
- اضطرابات المشيمة مثل المشيمة الهابطة حيث تلتصق المشيمة بعنق الرحم وتغطي جزءًا منه، أو المشيمة الملتصقة بقوة في جدار الرحم بحيث يصبح من الصعب جدًا فصلها عنه، او المشيمة المحتبسة والتي تخرج بعد الولادة بحوالي نصف ساعة أو ساعة وعندها يجب أن يتأكد الطبيب من عدم بقاء أي جزء من المشيمة داخل الرحم وإزالته في حال بقائه.
أسباب دوائية تزيد من احتمال الإصابة بنزف الخلاص
- التخدير العام أثناء العمليات القيصرية.
- تناول أدوية محرضات المخاض وهي الأدوية التي تحتوي هرمون الأوكسيتوسين والتي تساعد على انقباضات الرحم.
- تناول الأدوية التي توقف انقباضات الرحم و التي تؤخذ لتأخير حالات الولادة المبكرة.
أسباب مرضية تزيد من احتمال الإصابة بنزف الخلاص
- أمراض الدم مثل مرض مثل مرض فون ويلبراند والذي يضعف تخثر الدم وإيقاف النزيف بعد الولادة كما قد يسبب في تشكل ورم دموي وحدوث جلطة في أعضاء الجسم.
- العدوى مثل التهاب المشيمة والسائل الأمينوسي.
- الركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل والإصابة بالتسمم الحملي.
- البدانة أي زيادة الوزن وكمية الدهون بالجسم بشكل كبير كأن يكون مؤشر كتلة جسمك أكثر من 30.
علاج نزيف الخلاص
يعتمد العلاج بشكل أساسي على سبب حدوث نزيف الخلاص، ويشمل العلاج ما يلي:
- تناول الأدوية التي تحرض على تقلص الرحم وإغلاق الأوعية الدموية المفتوحة مثل دواء Pitocin.
- نقل الدم للمريضة.
- تزويد المريضة بالأوكسجين.
- تعويض السوائل عن طريق الوريد.
- تدليك الرحم باليد بهدف مساعدته على التقلص وإيقاف النزيف وطرح القطع الدموية المتخثرة الموجودة فيه.
- إزالة القطع المتبقية من المشيمة في الرحم ووضع شاش أو بالون داخل الرحم لمساعدته على وقف النزيف.
- البحث عن الأوردة النازفة ضمن الرحم وحقنها بمادة تساعد على التخثر أو وضع غرز في الرحم.
- وفي حال لم تنجح تلك الطرق السابقة قد يلجأ الطبيب لاستئصال الرحم لإيقاف النزيف.
عزيزتي الأم تعتبر الرضاعة الطبيعية من أهم الطرق الطبيعية لمنع حدوث نزيف الخلاص، حيث يحفز هرمون الأوكسيتوسين المفرز من الجسم أثناء الرضاعة على انقباض عضلات الرحم، ووقف النزيف في وقت مبكر. كما أن ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة قد تساعد بإيقاف النزف والتخلص من البطن الناتج عن الحمل، وعودة جسمك لشكله الطبيعي.