مرض الشلل الرعاشي هو مرض عصبي يؤثر على الخلايا العصبية المسؤولة عن إفراز الدوبامين في مناطق معينة من الدماغ. مما يؤدي إلى ظهور مجموعة معقدة من الأعراض. من أهم أعراضه تراجع القدرة على التحكم بحركة الجسم تدريجيًا. وهو من الأمراض التصاعدية أيضا، والتي تبدأ بأعراض بسيطة وتتصاعد شدة هذه الأعراض وتسوء مع مرور الزمن. فعلى سبيل المثال، تختفي في المراحل الأولى من المرض الكثير من تعابير الوجه. لكن الوضع يزداد سوءًا مع الوقت لتختفي جميع تعابير الوجه. كما يعاني المريض من رعاش مستمر في الجسم أيضا، يبدأ هذا الرعاش خفيفًا، لتزداد شدته مع تقدم مراحل مرض باركنسون، ويصل لمرحلة التسبب بإعاقة كاملة للمريض عن الحركة. وعلى الرغم من أنه من الأمراض التي من غير الممكن علاجها، إلا أنه يمكن استخدام بعض الأدوية التي تساعد على التخفيف من الأعراض المرافقة بشكل كبير. سنتناول من خلال هذا المقال موضوع مرض الشلل الرعاشي، ما هي أسبابه وأهم أعراضه؟ ما هي الطرق الممكنة للتخفيف من الأعراض المرافقة؟ وهل من الممكن أن يتعايش المريض مع هذا المرض؟
ما هو مرض الشلل الرعاشي
عند الإصابة بمرض الشلل الرعاشي، فإن بعض الخلايا العصبية المتواجدة في الدماغ تبدأ بالتحطم والتلف لأسباب غير معروفة. تقع على عاتق هذه الخلايا مسؤولية إنتاج مادة كيميائية تسمى الدوبامين. والتي تعمل كناقل عصبي. حيث تقوم بنقل الإشارات التي يرسلها الدماغ إلى الجسم، بهدف التحكم بحركة العضلات في جميع أنحاء الجسم. بالإضافة إلى مهمتها بحمل الرسائل التي تتحكم بالاستجابات العاطفية للإنسان. وبالتالي فإن أي خلل في توازن الدوبامين سيؤثر سلبًا على الصحة البدنية والعاطفية والعقلية أيضا. وفي حال انخفاض مستويات الدوبامين، فإن الدماغ يصبح نشيطًا بشكل غير طبيعي. وتبدأ بعدها أعراض مرض الشلل الرعاشي بالظهور أيضا، دون معرفة الأسباب وراء هذه الحالة. حيث تبدأ الأعراض بالظهور بشكل تدريجي، ليبدأ المرض بارتعاش أو رجفة تكاد لا تكون محسوسة، ومن غير الممكن ملاحظتها بالعين المجردة. ويأخذ بعدها المرض بالتطور ليبدو وجه المصاب بدون تعابير، وتضعف قدرته على الكلام أيضا، كما تزداد الأعراض شدة كلما تقدمت مراحل المرض.
ما هي أعراض مرض الشلل الرعاشي
هناك العديد من الأعراض التي ستبدأ بالظهور على الشخص حال إصابته بالشلل الرعاشي، ومن أهم هذه الأعراض:
- الإصابة بالرجفة أو الرعاش حيث يبدأ الرعاش في أحد طرفي الجسم، الأيمن أو الأيسر، ليمتد إلى الطرفين مع تقدم مراحل المرض.
- بطء الحركة وصعوبة القيام بالنشاطات اليومية، وتصبح أبسط المهام تستغرق وقتًا طويلًا في الإنجاز.
- عدم القدرة على المشي.
- الإصابة بتصلب في العضلات وقد يتعرض أي جزء من الجسم إلى التيبس.
- عدم القدرة على التوازن، والسقوط المتكرر.
- تراجع في قدرة الجسم على القيام بالحركات اللاإرادية، مثل القدرة على البلع.
- صعوبة أو تراجع في القدرة على النطق، وحدوث تغيرات في الصوت وطريقة الكلام.
- صعوبة القدرة على الكتابة، والكتابة بخط صغير وتكون الكلمات متقاربة جدًا.
- الإحساس بالقلق والاكتئاب الدائمين.
- فقدان حاسة الشم.
- عدم القدرة على النوم.
- التعرض للنسيان ومشاكل الذاكرة.
- حدوث تغيرات في تعابير الوجه، فيبدو الوجه بلا مشاعر، وذلك لأن الدماغ يفقد القدرة على التحكم بعضلات الوجه.
- تغير في طريقة الوقوف والمشي، وظهور عدم تناسق في الحركات.
- الانحناء في القامة بسبب فقدان السيطرة على عضلات الجسم، وبالتالي عدم القدرة على الوقوف باستقامة.
ما هي أسباب الإصابة بمرض الشلل الرعاشي
لا يوجد أسباب واضحة للإصابة بهذا المرض، ولكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض الشلل الرعاشي ومن هذه العوامل:
- تزداد احتمالية الإصابة مع تقدم العمر.
- عامل الوراثة، حيث تزداد احتمالية الإصابة بالمرض عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
- الجنس، حيث يتعرض الرجال للإصابة بمرض الشلل الرعاشي بنسب أعلى من السيدات.
- التعرض إلى المواد السامة، مثل الاستخدام المتكرر للمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب.
كيفية التعايش مع مرض الشلل الرعاشي
تساعد بعض التغييرات في أسلوب حياة المريض في جعل الحياة مع مرض الشلل الرعاشي أكثر سهولة، ومن الإجراءات التي يُنصح باتباعها عند الإصابة بالمرض هي:
- اتباع نظام غذائي صحي وتناول الأطعمة الصحية، وبالأخص الأطعمة الغنية بالألياف، وشرب كميات كافية من السوائل.
- تناول الطعام بهدوء وببطء، وبالأخص عند بدء ظهور مشاكل البلع.
- الحفاظ على استقامة الظهر أثناء الجلوس.
- تناول الأطعمة الطرية، أو المهروسة، لأنها أسهل في البلع من الأطعمة الصلبة.
- شرب السوائل مع الوجبات، بهدف تسهيل مضغ الطعام وبلعه.
- تجنب تناول الوجبات الدسمة، والتقليل من السكريات والكربوهيدرات.
- إضافة كميات أكبر من الملح إلى الطعام، لأن مريض الشلل الرعاشي معرض للإصابة بانخفاض ضغط الدم.
- تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- التعود على شرب كوب من الماء قبل النهوض من السرير، لضبط ضغط الدم.
- المواظبة على ممارسة الرياضة، من أجل تقوية العضلات، وزيادة مرونة الجسم، والقدرة على التوازن.
- اتباع إجراءات السلامة في مكان الإقامة، مثل الإضاءة الجيدة للسكن ليلًا، واستخدام مانعات الانزلاق في الحمام والمطبخ، وذلك لأن المريض يكون معرض للسقوط في أي وقت.
- استخدام الأدوات المساعدة على المشي عند الحاجة.
علاج مرض الشلل الرعاشي
لا يوجد أي علاج كامل لمرض الشلل الرعاشي، ولكن هناك مجموعة من التمارين العلاجية التي ينصح بممارستها، مثل تمارين التمديد وتمارين التوازن. كما قد تساعد العلاجات الفيزيائية والطبيعية على تحسين النطق والحركة. وهناك العديد من الأدوية التي قد يوصي الطبيب باستخدامها بهدف التخفيف من أعراض المرض، وأهم هذه الأدوية دواء ليفودوبا وهو مادة كيميائية طبيعية تتحول إلى دوبامين عند وصولها إلى الدماغ.
في نهاية المقال يُنصح بطلب المساعدة طبية في حال حدوث أي تغيير في طبيعة الجسم والشعور بأي عارض يشبه أعراض الشلل الرعاشي، لأن التشخيص المبكر يساعد على الحد من شدة الأعراض المرافقة.