يختلف السن الطبيعي للبلوغ بين الإناث والذكور، حيث تبلغ الأنثى عادةً قبل الذكر، ويعرف سن البلوغ بأنه السن الذي يتطور الطفل فيه عاطفيًا وجسديًا، منتقلًا بذلك من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب. يحدث خلال مرحلة البلوغ عدة أمور متسلسلة تسبب تغيرات نفسية وجسدية كالقدرة على التكاثر. يختلف السن الطبيعي للبلوغ من أنثى لأخرى وفقًا لعدة عوامل بعضها وراثي وبعضها غير وراثي. يبدأ جسم الأنثى بالتغير مع بداية مرحلة البلوغ، وذلك عندما تقوم غدة تحت المهاد بإنتاج الهرمون المسؤول عن توجيه الغدد التناسلية، بالتالي تحفيز الغدة النخامية على إفراز الهرمونات التناسلية التي تساهم في نمو الغدد الجنسية أو المبيضان. حيث تفرز هذه الغدد هرمون الإستروجين المسؤول عن تطور عدة خصائص جنسية. سنتحدث في مقال اليوم عن السن الطبيعي للبلوغ عند الإناث، وذلك لتجنب ظاهرتي البلوغ المبكر أو البلوغ المتأخر، وللوقاية من المضاعفات الناتجة عنهما.
السن الطبيعي للبلوغ
يختلف السن الطبيعي للبلوغ من طفلة إلى أخرى، حيث تبدأ علامات البلوغ بالظهور عند الإناث بعمر من 8 إلى 13 سنة، وبعمر وسطي هو 11 سنة. أما عند الذكور، تبدأ علامات البلوغ بالظهور من عمر 9 إلى 15 سنة، وبعمر وسطي هو 12 سنة. كما تستغرق علامات البلوغ حتى تكتمل عند الذكور فترة أطول من الإناث، حيث يحتاج الذكر إلى ست سنوات لاكتمال البلوغ، بينما تحتاج الأنثى إلى أربع سنوات. يكتمل نمو الإناث الجسدي الطبيعي في سن 11 إلى 12 عامًا، بينما يكتمل النمو الجسدي عند الذكور في سن 14 عامًا. قد تظهر علامات البلوغ عند الأنثى قبل السن الطبيعي فيسمى بالبلوغ المبكر، وقد تتأخر هذه العلامات فيسمى بالبلوغ المتأخر.
علامات البلوغ
تتشارك الإناث والذكور بعدة علامات تدل على البلوغ، مثل: نمو شعر الجسم وظهور حب الشباب، لكن يوجد بعض العلامات المختلفة بينهما:
علامات البلوغ عند الذكور
- زيادة حجم الأعضاء التناسلية.
- زيادة حجم الخصيتين وكيس الصفن.
- كما تلاحظ زيادة في الطول.
- تغير الصوت.
- نمو كتلة الجسم العضلية.
علامات البلوغ عند الإناث
- نمو الثدي وازدياد حجمه.
- حدوث تغييرات جسدية كتوسع الوركين.
- كما يلاحظ بدء ظهور الدورة الشهرية، وقد تكون غير منتظمة في بداية مرحلة البلوغ.
عوامل تؤثر في سن البلوغ
يوجد عدة عوامل قد تؤثر على سرعة الوصول إلى فترة البلوغ، أبرزها:
- الوزن الزائد: حيث تصل الأنثى التي تعاني من زيادة الوزن إلى مرحلة البلوغ في سن مبكر عن غيرها من قريناتها النحيلات، وتصل الأنثى التي تعاني من سوء التغذية إلى مرحلة البلوغ في سن متأخر عن غيرها.
- صحة الجسم العامة والغذاء: تساعد الأنظمة الغذائية والصحة الجيدة في الوصول المبكر إلى مرحلة البلوغ.
- الوراثة والجينات: حيث تلعب الجينات دورًا هامًا في الوصول إلى مرحلة البلوغ، فإذا كانت الأم قد وصلت إلى مرحلة البلوغ في سن مبكر، ستصل الفتاة في سن مبكر أيضًا.
- الجنس والعرق: قد تصل الأنثى التي تعود أصولها لعرق معين إلى مرحلة البلوغ قبل غيرها من الإناث اللاتي يتبعن إلى مجموعات عرقية أخرى.
اضطرابات البلوغ المبكر
يعرف البلوغ المبكر Precocious puberty بأنه التغيرات الجسدية والعاطفية التي تحصل للأنثى في عمر مبكر جدًا (قبل الثامنة)، وقد يسبب البلوغ المبكر مشاكل عاطفية واجتماعية، أو حتى صحية كالإصابة بالمبيض متعدد الكيسات. يرافق ظاهرة البلوغ المبكر عند الإناث عدة أعراض، أبرزها:
- النمو السريع، حيث تبدو الأنثى أطول بفرق ملحوظ من قريناتها.
- نمو الثديين بشكل ملحوظ.
- ظهور شعر العانة.
- رقة ونعومة الصوت.
- ظهور حب الشباب.
- يلاحظ انحناء الجسم.
- يلاحظ أيضًا نزول الطمث بشكل غير منتظم.
لا يوجد سبب مباشر لحدوث البلوغ المبكر، لكن تنتج هذه الظاهرة عادةً عن عدة أسباب، أبرزها:
- وجود ورم أو إصابة في الجهاز العصبي المركزي عند الأنثى.
- الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
- الإصابة بفرط نشاط الغدة الكظرية.
- وجود ورم في الغدة النخامية أو الغدة الكظرية.
- التعرض للهرمونات الجنسية صناعيًا عن طريق المكملات الغذائية أو بعض العقاقير.
- وجود ورم في المبيضين.
اضطرابات البلوغ المتأخر
تعرف ظاهرة البلوغ المتأخر بأنها تأخر النضج الجنسي والجسمي عند الأنثى خلال الفترة الطبيعية للبلوغ، ويرافق هذه الحالة ظهور عدة علامات وأعراض، أشهرها:
- عدم نضج ونمو الثديين عند الأنثى بعمر 13 سنة.
- عدم ظهور الدورة الشهرية عند الأنثى بعمر 16 سنة.
- وجود فارق زمني لا يقل عن الخمس سنوات بين بداية نضج الثديين ونزول الطمث.
أغلب حالات البلوغ المتأخر تكون طبيعية، حيث تتمتع الطفلة بصحة جيدة ومعدل نمو طبيعي، لكن تعود ظاهرة البلوغ المتأخر عند الإناث إلى عدة أسباب، أشهرها:
- حدوث تلف في المبايض أو عدم نضجها بشكل كامل.
- سبب وراثي.