يحدث الحمل عندما تتحد النطفة الذكريّة مع العروس الأنثوية وتعطي بيضة ملحقة. ولكن في بعض الأحيان قد يحدث بعض المشاكل عند التلقيح أو التعشيش. كما هي الحال في الحبل العنقودي. الذي يحدث عندما لا يتطور الحبل السري بالشكل الصحيح. وتتكون كتلة سرطانية في الرحم وتمنع تطور الحبل السري، وبدلًا من ذلك يتكون نسيج محفظي ضام سائل. ويمكن أن يرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل التي تزيد من إحتمالية حدوث الحبل العنقودي، ومنها العمر بالرغم أن الحبل العنقودي قد يحدث للجميع بإختلاف أعمارهم. لكن قد يكون العمر عامًا مؤهبًا. وجدت الدراسات أن النساء الذين تجاوزو 35 سنة هنَّ أكثر عرضة للحمل العنقودي. يلعب التاريخ العائلي دور في حال حدوث الحمل العنقودي في العائلة. وفي بداية الحمل، تكون أعراض الحبل العنقودي مشابهة تمامًا أعراض الحمل الطبيعي. ولكن بعد الثلث الأول من الحمل قد تظهر أعراض أخرى. مثل النزف، وقد يحدث نزف دموي غامق، في الثلث الثاني من الحمل، وهذا مؤشر واضح على وجود تشوه في الحمل. بالإضافة إلى ذلك، قد تلاحظين وجود تكيسات أو جلطات في الدم، وهذا دليل أخر على عدم تشكل الحبل السري. وقد تعاني بعض النساء من آلام في منطقة الحوض والخصر في بداية الحمل. وفي سطور مقالنا التالي سنعرض أهم المعلومات عن الحمل العنقودي وأسباب وخياراته العلاجية.
أسباب الحمل العنقودي
لايوجد سبب واضح حول هذا التشوه الحاصل في أثناء التلقيح، ولكن يمكن القول أن السبب لايتعلق بالضرورة بطريقة التلقيح. يحصل الحبل العنقودي عند النساء من جميع الأعراق بشكل متساوٍ. ويحدث عادةً نتيجة أختلاطات تحدث في دنا DNA الكتلة الجنينية، إذ يُنتج مبيض النساء عددًا كبيرًا من البيوض، وبعضها يحوي على شيفرة وراثية مشوهة. وفي بعض الأوقات، تُخصب البيضة المشوهة بالنطفة الذكرية وتكون جميع جينات البيضة الملحقية من الأب، على عكس الطبيعي عندما تكون الجينات نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم. بالإضافة إلى ذلك، قد تلقح البويضة أكثر من نطفة واحدة مما بسبب أيضًا تشكل حمل عنقودي.
كيف يُشخص الحمل العنقودي
قد يطلب طبيب النسائية إجراء الفحوص التالية لكشف وجود حمل عنقودي.
- ضغط الدم.
- تحليل خضاب الدم.
- إختبار تسمم الحمل.
- فرط نشاط الدرق.
- تكيس المبايض.
- فحص هرمون hCG، إذ يدخل إرتفاع نسبة هذا الهرمون في الدم على فرط تنسج الحبل السري وهذا دليل واضح على مشكلة الحمل العنقودي.
عادةً يُشخص الحبل العنقودي عن طريق جهاز الإيكو الذي يعمل بالأشعة فوق الصوتية. حيث تظهر على شاشة الإيكو مجموعة نسيجية من الأوعية الدموية تشبه عناقيد العنب. يمكن أن يطلب الطبيب القيام بتصوير رنين مغناطيسي للرحم عند المرأة الحامل للتأكد من الحالة.
علاج الحمل العنقودي
لا يمكن أن يتطور الحمل العنقودي بنفس طريقة تطور الحمل الطبيعي، لذا من الواجب إتخاذ الإجراءات اللازمة قبل الولادة. في بعض الأحيان قد يكون الحل الأفضل، والمناسب لصحة الأم هو الإجهاض. في حين قد يوافق الطبيب على بعض الأدوية الأخرى لمنع تدهور صحة الجنين.
يشمل العلاج الخيارات التالية:
الإجهاض أو كشط الكتلة النسيجية، حيث يستخدم الطبيب جهاز خاص لتوسيع عنق الرحم والتخلص من الكتلة النسيجية الزائدة. تتم العملية عادةً في المشافي بعد تخدير المريضة.
أدوية العلاج الكيميائي
في حال أدى الحمل العنقودي إلى فرط تنسج خلايا الرحم قد يضطر الطبيب لإعطاء علاجات كيميائية للمريضة. وذلك بعد إجراء عملية توسيع وكشط خلايا الحبل السري الزائدة. وبالتالي تنخفض نسبة هرمون hCG في الدم. في بعض الحالات المتقدمة قد يقوم الطبيب بعملية إجهاض كاملة للجنين تليها عملية استئصال الرحم والمبايض. إذ تعتبر عملية استئصال عملية آمنة جدًا تتم في المشفى تحت التخدير الكامل. تعتبر السرطانات الناتجة عن الحمل العنقودي نادرة جدًا، ومعظمها قابل للعلاج الطبي بنسبة 90٪ ولكن في بعض الأحيان يكون العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة أمرًا ضروريًا.
بعض النصائح لتجنب الحمل العنقودي
يجب استشارة الطبيب المختص في حال الحمل أو إذا كنتِ في شك أنك حامل. أيضًا، يتوجب القيام بجميع الفحوصات والتحاليل اللازمة على الفور. ولاشك أن أفضل علاج للحمل العنقودي يتم في الثلث الأول من الحمل، والطبيب هو الشخص الوحيد القادر على تشخيص المرض. بعد العلاج، من الضروري جدًا متابعة حالتك مع الطبيب للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات على الرحم أو الجنين. ينصح الأطباء عادة ترك فاصل زمني سنة على الأقل بين آخر جرعة من العلاج الكيميائي والحمل مرة أخرى. ولكن تبقى النصيحة الأفضل هي مراجعة طبيبك بإنتظام وإخباره في حال الشك بوجود حمل عنقودي.