ما هو اضطراب نوبات الأكل الشره

هل سبق لك وأن تساءلت حول ما هو اضطراب نوبات الأكل الشره؟! ألم تراودكم بعض الشكوك في السابق بوجود حالة مرضية جدية لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون مقاومة تناول الطعام بشراهة؟!

لابد أن يتبادر إلى أذهاننا صور لأشخاص صادفناهم ذات مرة يأكلون بنهم. وسيكون حتمًا أول ما نفكر فيه حولهم هو مدى حبهم للطعام أو شعورهم بالجوع. فهل ستصدقهم إن أخبروك أنهم يشعرون بالإكراه أثناء تناولهم لهذه الكمية الكبيرة من الطعام! في الحقيقة يدفع اضطراب نوبات الأكل الشره إلى مثل هذه الحالات المتمثلة بتناول المزيد والمزيد باستمرار. ويواجه معظم المصابين فيه إحراجًا كبيرًا بشكل متكرر. ناهيك عن الحالة النفسية والجسدية السيئة الناجمة عن الإفراط في الطعام. الأمر الذي يجعلهم في حاجة إلى العلاج الفوري بأحد الوسائل المعتمدة مع إمكانية الدمج فيما بين هذه الوسائل.

مع العلم تبلغ نسبة الإصابة بهذا الاضطراب بين الرجال حوالي 2% فقط. بينما ترتفع هذه النسبة إلى 3.5% بين النساء. فإن كنت أحد الذين يعانون من هذا الاضطراب أو أنك على معرفة مع أحد المصابين. إذًا سيتوجب عليك متابعة القراءة معنا حيث سنناقش مختلف جوانب هذه الحالة قبل البدء بأي محاولة لتحسين الاضطراب الصحي والنفسي الناجم عنها.

ما هو اضطراب نوبات الأكل الشره

يعد اضطراب نوبات الأكل الشره أو ما يسمى باضطراب نهم الطعام وإفراط الأكل القهري أحد اضطرابات التغذية النفسية. ويلاحظ الأشخاص المصابون بهذه الحالة أنهم يأكلون كميات أكبر من المعتاد من دون تفريغ تلك الأغذية. نتيجة لذلك يميل المصابون باضطراب شراهة الطعام إلى استهلاك السعرات الحرارية بمعدل يزيد عن حاجتهم الطبيعية. الأمر الذي يسهم في زيادة الوزن وحتى الوصول إلى درجة السمنة والمعاناة من أمراضها ومضاعفاتها. وناهيك عن الكمية المتزايدة التي يتناولها المصابون خلال فترات قصيرة، فهم يفقدون السيطرة بشكل كلي أثناء مرورهم بنوبة شره. ويعتمد الطبيب بشكل أساسي على الأعراض التي تظهر خلال نوبة الشره من أجل تشخيص الحالة وتحديد مستواها. بالإضافة إلى ذلك يهتم الطبيب بعدد مرات حدوث هذه النوبة أسبوعيًا لرصد التقدم في الحالة الصحية.

ما أسباب اضطراب نوبات الأكل الشره

يعد اضطراب نوبات الأكل الشره حالة نفسية تثار بمختلف العوامل المحيطة الاجتماعية منها وحتى البيئية. بالإضافة إلى ذلك تؤثر بعض العوامل الجينية والوراثية على هذا الاضطراب. ومن الممكن أن تظهر هذه الحالة بسبب النظام الغذائي القاسي. حيث يحاول الشخص أن يفقد الوزن بصورة سريعة فيتبع نظامًا غذائيًا مجهِدًا. وبعد الوصول إلى الوزن المناسب يترك هذه العادات والقوانين بشكل كلي ومفاجئ بالنسبة للجسم. نتيجة لذلك يُظهِر المخ رد فعل عكسي يتلخص بسلوك مندفع لتناول المزيد بإفراط. كما قد يعاني المراهقون من اضطراب نوبات الأكل الشره نتيجة الضغوطات والتغيرات الشخصية التي يجابهونها في هذه المرحلة. وبشكل عام ترتبط هذه الحالة بالمشاعر السلبية لدى مختلف الأعمار والشخصيات.

ما أعراض اضطراب نوبات الأكل الشره

لابد من أن يكثر أحدنا من تناول الطعام لظروف وأحداث معينة. ولا يمكن اعتبار مثل هذه الحالة اضطرابًا في السلوك الغذائي. إذ تتصف الأعراض المرضية التي تظهر لدى المصابين باضطراب نوبات الأكل الشره بكونها أكثر جدية وخطورة. كما أن هذه الأعراض تستمر لمدى طويل مع إمكانية تطورها مع تقدم حالة الاضطراب واستمراره دون علاج.

حيث يعاني المصاب باضطراب نوبات الأكل الشره من:

  • فقدان السيطرة على كمية الطعام المتناولة ضمن الوجبة الواحدة.
  • اللجوء إلى الطعام لتفريغ المشاعر السلبية.
  • تناول الطعام بنهم دون الشعور بالجوع.
  • عدم الاكتفاء من الطعام إلا عند الشعور بالتخمة غير المريحة.
  • زيادة عدد الوجبات اليومية.
  • الاستيقاظ ليلًا من أجل تناول الطعام.

ومن الجدير بالذكر وجود ارتباط وثيق بين اضطراب نوبات الأكل الشره وما يسمى بالشره العصبي. حيث يواجه المصاب بالشره العصبي أعراضًا مشابهة للغاية لنوبة الشره. لكنها تختلف بامتلاك المصابين المقدرة على تفريغ الطعام الزائد عن طريق التقيؤ الذاتي أو الصيام المتقطع والتمارين القاسية. فلا نجد مصابو الشره العصبي يعانون من السمنة في معظم الأوقات.

ما مضاعفات اضطراب نوبات الأكل الشره

ونتيجةً للأعراض التي تدفع بالمصاب إلى زيادة الوزن بشكل سريع وملحوظ. سيعاني أي مصاب باضطراب نوبات الأكل الشره من المشاكل الصحية المرافقة للسمنة في حال لم يتلق العلاج المناسب. ناهيك عن المشاكل النفسية الناتجة عن الوضع الجديد والإكراه في تناول الطعام.

يعاني المصاب بهذا الاضطراب من المضاعفات التالية:

  • أمراض السكري والأوعية الدموية.
  • مشاكل في القلب.
  • فقدان القدرة على التنفس بشكل سلس.
  • اضطرابات عظمية وعضلية.
  • الاكتئاب والقلق.
  • انعدام الثقة بالنفس.
  • الانعزال عن المجتمع.

طرق علاج اضطراب نوبات الأكل الشره

من أجل التغلب على هذا الاضطراب وتبني نظام غذائي صحي يتوجب العلاج المبكر قدر الإمكان.بحيث تتنوع سبل العلاج بالنظر إلى أن هذا الاضطراب حالة نفسية يمكن علاجها بالحوار بالإضافة إلى الأدوية.

حيث تشمل طرق علاج اضطراب نوبات الأكل الشره:

  • العلاج المعرفي السلوكي الذي يتيح تعلم المصاب أكثر عن حالته الصحية ثم التأقلم معها. الأمر الذي يعد الخطوة الأولى لمقاومة هذا الاضطراب والامتناع عن تناول الطعام بكمية كبيرة.
  • العلاج السلوكي الجدلي الذي يعزز مناعتك في مواجهة الاضطرابات والمشاعر النفسية ويعزز من قوة الإرادة والصبر لتحمل نوبات الشره والتقليل من آثارها.
  • العلاج النفسي بالتواصل مع الناس وتحسين العلاقات من خلال التفاعل المباشر مع أشخاص أكثر. ونتيجة لذلك يتوقف المصاب عن الشعور بالوحدة في مواجهة حالته الصحية معتمدًا على دعم العائلة والأصدقاء.
  • العلاج بالأدوية مثل دواء فيفانس الموافق عليه من قبل هيئة الغذاء والدواء في الحالات المعتدلة والشديدة من هذا الاضطراب.
  • العلاج بمضادات الاكتئاب لضبط الاضطرابات النفسية الملازمة لحالة زيادة الوزن.
  • استخدام مضادات التشنج أو مثبطات الشهية من أجل السيطرة على الأعراض.
  • وفي بعض الحالات النادرة يمكن اللجوء إلى العمليات الجراحية للتحكم بالوزن الزائد. ولا يعتمد الأطباء هذه الطريقة نظرًا لنتائجها الضئيلة وغير المضمونة.

 

وفي الختام نأمل أن نكون قد استطعنا تقديم ما يكفي من المعلومات للإجابة عن تساؤلكم حول ما هو اضطراب نوبات الأكل الشره. فمثل هذه الحالات النفسية التي تمتلك تأثيرًا واضحًا على الشخص وجودة حياته تستلزم الرعاية والاهتمام من قبل الأقارب والأصدقاء بطريقة واعية وحذرة.

Scroll to Top