ما هو اضطراب الشخصية الفصامية

ما هو اضطراب الشخصية الفصامية؟ وما هي أعراضه؟ وما طرق علاجه؟ الكثير من الأسئلة التي يتساءل عنها مجموعة كبيرة من الأشخاص.
تعريفًا اضطراب الشخصية الفصامية هو أحد الحالات غير الشائعة، حيث يتجنب فيها الشخص المصاب مشاركة الآخرين في نشاطاتهم الاجتماعية. كما أنه لا يتفاعل مع الآخرين بسبب معاناته من وجود حالة أشبه بالخجل، ثم تكون لديه قدرة ضعيفة للتعبير عن الانفعالات المختلفة، أو التفاعلات العاطفية. بالإضافة فقد يشعر هؤلاء الأشخاص بأن كل الأشخاص المحيطين به يحملون تجاهه أفكارًا سلبية، الأمر الذي يجعله يتجنبهم. ويرى الكثير من الأشخاص أن المصاب باضطراب الشخصية الفصامي على أنه يرفض وجود الآخرين، أو يفتقد لتكوين علاقاتٍ وطيدةٍ معهم. بمعنىً آخر لا يكترث لوجود الآخرين، أو لأي شيءٍ يدور حوله. وإلى الآن لم يعرف سبب تعرض الأشخاص للإصابة باضطراب الشخصية الفصامية، لكن يمكن أن يساعد العلاج والأدوية بالشفاء في بعض الحالات. وإذا كنت عزيزي القارئ مهتمًا بمعرفة ما هو اضطرب الشخصية الفصامية، ما عليك إلا أن تتابع مقالنا هذا.

ما هو اضطراب الشخصية الفصامية

يطلق على الأشخاص المصابين بهذا المرض بغريبي الأطوار، لأنهم على الأغلب يكونوا غريبي الأطوار فعلًا في تعاملهم مع الآخرين. ومن المعلوم أن هؤلاء الأشخاص لديهم أنماط طويلة للغاية من التفكير، أو بمعنى آخر أفكار مشوهة، وسلوكٌ مضطرب. بالإضافة لمعتقداتهم غير العادية، أو الغريبة. كما تختلف تصرفاتهم كثيرًا مقارنةً مع الأشخاص العاديين. بالإضافة إلى ذلك يعانون من إيجاد صعوباتٍ كبيرة في التأقلم، أو تكوين علاقاتٍ كبيرةٍ مع المحيط الخارجي. ومن الضروري التمييز بين الأشخاص المصابون بهذا المرض عن الأشخاص المصابون باضطرابات القلق. مثلًا المصابون باضطراب القلق يعترفون بأنه لديهم مشكلة، ومن الضروري إيجاد حلٍ لها، لكن بالمقابل لا يمكنهم السيطرة على تصرفاتهم. على عكس المصابون باضطرابات الشخصية الفصامية الذين لا يدركون، أو لا يقتنعون نهائيًا بأن لديهم مشكلةٍ ما، كما لا يمكن إقناعهم بأن لديهم شيئًا مختلفًا يجب السيطرة عليه. وبشكلٍ عام يصاب حوالي 3% من الأشخاص باضطراب الشخصية الفصامية، وهي أكثر شيوعًا عند الذكور.

أعراض اضطراب الشخصية الفصامية

تظهر على الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية مجموعة من الأعراض التي تميزهم عن غيرهم، نذكر منها:

  • التصرف بطريقة غريبة، أو غير معتادة.
  • الإصابة بما يسمى جنون العظمة.
  • لديهم القليل من الأصدقاء.
  • تفسير الأحداث بطريقةٍ غير صحيحة.
  • المعاناة من القلق الاجتماعي بشكلٍ مفرط.
  • امتلاك معتقداتٍ غريبةٍ، وسلوكيات غير عادية.
  • تصورات غير عادية، كالشعور بوجود شخصٍ غير موجود، أو التوهم بوجود شيءٍ ما.
  • ارتداء الألبسة بطرقٍ غريبةٍ، كالظهور بشكلٍ غير مرتب، أو ارتداء ملابس مختلفة الألوان وغير متوافقة.
  • وجود أسلوب مختلف وغريب في الكلام، كنمط الحديث الغامض، أو غير العادي.

التمييز بين اضطراب الشخصية الفصامية والفصام

يمكن الخلط بين المصابين باضطراب الشخصية الفصامية مع الفصام نتيجةً للأعراض المتشابهة بشكلٍ كبيرٍ. مرض الفصام تعريفًا هو مرضٌ عقليٌ يفقد الأشخاص المصابون فيه الاتصال بالواقع (الذهان)، أما اضطراب الشخصية الفصامية، فيصابون بنوباتٍ ذهانيةٍ ذات مدةٍ محددةٍ وقصيرةٍ، كما تكون حدتها أقل وغير متكررة ومدتها قصيرة. وأهم فارق موجود هو أنه يمكن توعية المصابين باضطراب الشخصية الفصامية عن طريق تمييز الأفكار المشوهة مع الاقع، أما المصابين بالفصام لا يمكن بأي حالة فصلهم عن التوهمات الموجودة في عقولهم. لكن في الحقيقة على الرغم من وجود هذه الفوارق فإن المعالجة تكون نفسها أغلب الأحيان.

شاهد أيضًا: اضطراب ثنائي القطب أسباب وعلاج.

عوامل خطر ومضاعفات الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية

يمكن أن تزيد خطورة اضطراب الشخصية الفصامية وأن يحصل بالتالي لها مضاعفات، نذكر منها:

  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • اضطرابات في الشخصية.
  • فصام الشخصية.
  • نوبات مؤقتة من الذهان، خاصةً عند التعرض للتوتر.
  • محاولات في الانتحار.
  • مشاكل مع المخدرات، أو الكحول.
  • التعرض لمشاكل في المدرسة، أو العمل، أو في الحياة الاجتماعية، والعاطفية.

علاج اضطراب الشخصية الفصامية

في أغلب الأحيان يعالج الشخص المصاب باضطراب الشخصية الفصامية معالجة نفسية طويلة الأمد. إضافةً إلى إعطاء الدواء في بعض الحالات الأخرى، ويشمل العلاج النفسي على ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يشمل على تغيير الأنماط المشوهة من التفكير، بالإضافة لتعلم مهارات جديدة، وتعلم سلوكيات صحيحة.
  • العلاج الداعم: يتمثل بتقديم التشجيع الدائم، بالإضافة لتعزيز المهارات للتكيف مع الظروف البيئية.
  • العلاج الأسري: يشمل على مساعدة أفراد الأسرة لتقليل التوتر، أو القلق بالإضافة لتحسين الثقة بين الأشخاص في الأسرة.
  • العلاج الدوائي: بشكلٍ عام لا يوجد أدوية خاصة في علاج هذا النوع من المرض، كما لم توافق إدارة الغذاء والدواء على أي نوع من الأدوية. لكن يلجأ الأطباء لوصف بعض الأدوية المضادة للذهان، والتي تعمل على تثبيت المزاجية والتقليل من القلق، أو الاكتئاب.

وفي ختام مقالنا الذي تعرفنا فيه على اضطراب الشخصية الفصامية، يجدر بنا أن نشير لكم بأنه على الأرجح لا يعترف الأشخاص المصابون بهذا النوع من المرض بإصابتهم، فقط ما يرغبون به هو التخلص من الاكتئاب الملازم لهم. لذا فأول ما يجب عليك فعله هو مراقبتهم بشكلٍ دقيق والاهتمام بهم، ثم إقناعهم بمراجعة الطبيب على الحال.

Scroll to Top