يتسبب أحد أنواع الفيروسات بالإصابة بالحصبة، ومن المهم معرفة طرق علاج مرض الحصبة عند الأطفال. الحصبة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال التطعيم. كما من الممكن أن تتحول الحصبة إلى مرض خطير ومهدد لحياة الأطفال. وعلى الرغم من انخفاض معدلات الوفيات السنوية بمرض الحصبة في جميع أنحاء العالم، بسبب زيادة أعداد الأطفال الذين يتلقون لقاح الحصبة. فإن عدد الوفيات السنوية بمرض الحصبة يتجاوز 100000 شخص سنويًا، وأغلبهم دون سن الخامسة. وتحدث معظم هذه الحالات لدى الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح في طفولتهم. وهناك نوعين للحصبة، الحصبة الألمانية، وهي الأقل خطورة حيث لا تزيد مدة ظهور الطفح الجلدي لدى الطفل لأكثر من يومين، كما أنها لا تسبب العدوى بين الأطفال. والنوع الثاني هو الحصبة العادية، وهي الأكثر انتشارًا وتبقى البثور المرافقة لها على جلد الطفل لفترة تتراوح بين سبعة إلى خمسة عشر يومًا. تتشابه الأعراض المرافقة للحصبة الألمانية مع أعراض الحصبة العادية إلى حد كبير. سنتناول في هذا المقال كيفية علاج مرض الحصبة عند الأطفال بطرق مختلفة. كما سنبين الأعراض المرافقة للمرض وكيفية التعامل مع المصاب، وإمكانية الوقاية من المرض.
ما هو علاج مرض الحصبة لدى الأطفال
لا يوجد علاج محدد عند الإصابة بمرض الحصبة، ولكن من الممكن اتخاذ الإجراءات التالية عند الإصابة:
- تلقي اللقاح بعد الإصابة بالفيروس: حيث يجب أن يتلقى الأطفال والرضع لقاح الحصبة خلال 72 ساعة من التعرض للفيروس، وذلك لتوفير المناعة لديهم ضد المرض. كما يساعد اللقاح على تخفيف الأعراض المرافقة للحصبة في حال الإصابة.
- إعطاء الغلوبولين المناعي: من الممكن إعطاء الأطفال ضعيفي المناعة حقنة من البروتينات والأجسام المضادة، تُسمى الغلوبولين المناعي. وذلك خلال الأيام الستة الأولى من التعرض للفيروس، وبذلك نمنع الإصابة بالعدوى، وفي تخفيف الأعراض في حال الإصابة.
- استخدام خافضات الحرارة: تستطيع الأم إعطاء طفلها خافضات الحرارة مثل الأسيتامينوفين أو الأيبوبروفين وغيرها، وذلك للمساعدة في تخفيف أعراض الحمى المرافقة للحصبة.
- إعطاء المضادات الحيوية: من الممكن أن تترافق الحصبة بمجموعة من الالتهابات مثل الالتهاب الرئوي أو الاتهاب الأذن. وعندها يكون من المهم تناول المضادات الحيوية المناسبة لكل التهاب.
- تناول فيتامين A: تزداد حدة الأعراض المرافقة للحصبة لدى الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين A. وقد يخفف إعطاء فيتامين A في هذه الحالة من حدة الحصبة. ويجب إعطاء جرعة كبيرة تبلغ 200000 وحدة دولية (IU) للأطفال الذين تجاوزت أعمارهم العام.
- شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل وبشكل مستمر.
علاج مرض الحصبة عند الاطفال باستخدام العلاجات الطبيعية
هناك العديد من العلاجات الطبيعية التي تساعد في علاج مرض الحصبة عند الاطفال، ومن أهمها:
- الشعير: يساعد الشعير على تقوية الجهاز المناعي للطفل، والتخفيف من شدة الطفح الجلدي المرافق للحصبة، وذلك لغناه بمضادات الأكسدة، وفيتامين C. ومن الممكن استخدامه بإحدى الطريقتين التاليتين:
- ننقع الشعير في الماء لمدة نصف ساعة، ثم نغليه على النار. وبعد التبريد والتصفية، نضيف ملعقة من العسل للتحلية، ونقدمه للطفل كمشروب لعدة مرات في اليوم.
- ننقع الشعير في الماء لمدة نصف ساعة ثم نغليه، وبعد تبريده، نحضّر كمادات من منقوع الشعير لاستخدامها في تخفيض الحرارة. كما نستطيع مسح جسم الطفل بالمنقوع للتخفيف من الطفح الجلدي.
- البرتقال:يتميز البرتقال بأنه غني بفيتامين C، ومن الممكن استخدامه في علاج الحصبة عند الاطفال من خلال تحضير عصير البرتقال، وإعطائه للطفل عدة مرات خلال اليوم.
- كما يساعد شرب عرق السوس وماء جوز الهند في التخفيف من شدة أعراض المرض.
كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالحصبة
يجب التعامل مع الطفل المصاب بالحصبة بحذر شديد للتقليل من انتشار العدوى إلى الآخرين. وعند إصابة الطفل بالحصبة يجب القيام بما يلي:
- اصطحاب الطفل إلى الطبيب بالسرعة القصوى.
- العزل: مرض الحصبة من الأمراض الشديدة العدوى، خلال الفترة الممتدة من أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي إلى أربعة أيام بعد ظهوره، لذلك يجب الحرص على عزل المصاب حال تعرضه للفيروس.
- اللقاح: يجب تطعيم جميع الأشخاص المحيطين بالمريض بلقاح الحصبة في أسرع وقت ممكن. يشمل هذا جميع الأشخاص المولودين بعد عام 1957 ولم يتم تطعيمهم، بالإضافة إلى الأطفال الرضع الذين تجاوز عمرهم 6 أشهر.
- إعطاء الأشخاص المحيطين بالطفل جرعة من المصل اللازم لتقوية جهاز المناعة.
- إعطاء الطفل المصاب الأدوية اللازمة لعلاج أعراض المرض، والتي يقوم الطبيب بوصفها.
- تقديم السوائل للطفل بشكل مستمر، مثل عصير البرتقال وعرق السوس وماء جوز الهند.
الأطعمة الممنوعة عند الإصابة بمرض الحصبة عند الأطفال
هناك العديد من الأطعمة التي يجب الابتعاد عن تقديمها للطفل عند إصابته بمرض الحصبة وهي:
- الأطعمة الغنية بالدهون.
- الأطعمة المقلية، واستبدالها بالأطعمة المسلوقة.
- منتجات الألبان بأنواعها.
- البيض بكل أشكاله.
الوقاية من مرض الحصبة عند الأطفال
للوقاية من الحصبة لدى الأطفال، يعطي الأطباء الجرعة الأولى من اللقاح للرضع في عمر ما بين 12 و 15 شهرًا، ويجب إعطاء الجرعة الثانية في العمر ما بين 4 و6 سنوات. في حال سفر الطفل قبل تلقي الجرعة الأولى فمن المهم استشارة الطبيب عن إمكانية الحصول على اللقاح في عمر أصغر.
أعراض الإصابة بمرض الحصبة عند الأطفال
تتمثل أعراض الإصابة بمرض الحصبة عند الأطفال بما يلي:
- الإصابة بالحمى، والمترافقة بالصداع.
- التهاب واحتقان في الحلق.
- طفح جلدي يتكون من بقع كبيرة ومسطحة، وقد تتصل البقع مع بعضها البعض.
- السعال الجاف.
- سيلان في الأنف.
- التهاب في العينين (التهاب الملتحمة).
- ظهور بقع صغيرة بيضاء اللون في بطانة الخد الداخلية، وتسمى بقع كوبليك.
وفي النهاية يجب أن نتعامل مع إصابة الطفل بالحصبة بهدوء، والحرص على حصوله على الراحة وتجنيبه الأضواء المتوهجة، ومتابعة الحالة مع الطبيب المختص بشكل يومي.