يعرف مرض ثر الحليب لدى المرأة غير المرضع بأنه إفراز الثدي للحليب بطريقة غير متوقعة خارج أوقات الرضاعة أو الحمل، كما يمكن أن يفرز الثدي مادة مشابهة للحليب عند الضغط عليه بأحد الطرق. ويعرف هرمون الحليب أو هرمون البرولاكتين Prolactin Hormone بأنه أحد هرمونات الغدة النخامية والمسؤول عن القيام بعدة وظائف عند الجنسين، حيث يلعب دورًا هامًا في تنظيم الحساسية اتجاه الإنسولين، بالإضافة إلى دوره في الحفاظ على ثبات مستوى الجلوكوز في الدم. كما يساهم هرمون البرولاكتين في تنظيم عمليات الأيض، وبشكل أساسي إنتاج الحليب، لذلك سُمي بهرمون الحليب.
ينتج مرض ثر الحليب لدى المرأة غير المرضع عادةً عن فرط إنتاج الجسم لهرمون الحليب (البرولاكتين) أو لهرمون الإستروجين. ومن الجدير بالذكر أن ثر الحليب قد يصيب الرجال أحيانًا أو حتى الأطفال، فقد لا يعتبر ثر الحليب مرضًا بحد ذاته، بل قد يشكل مؤشرًا للتعرض لمشاكل صحية أو لأحد الأمراض. فما هو سبب ثر الحليب لدى المرأة غير المرضع؟ وهل يعتبر هذا المرض خطيرًا؟
أسباب ثر الحليب
يوجد عدة عوامل وأسباب تزيد من فرص الإصابة بثر الحليب لدى المرأة غير المرضع، أبرزها:
- الإنتاج الزائد لهرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج الحليب.
- قد ينتج أيضا عن التحفيز المفرط للثدي الناتج عن:
- العلاقة الجنسية.
- تحفيز الحلمة بشكل مفرط نتيجة فحص الثدي المتكرر.
- الاحتكاك المطوّل للحلمة بالثياب.
- تضرر العصب المتواجد ضمن جدار الصدر نتيجة حدوث إصابة أو حرق في منطقة الصدر، كما يمكن أن يصاب العصب نتيجة إجراء عملية جراحية في الصدر.
- يمكن أن يسبب تناول بعض أنواع الأدوية أو المكملات الغذائية حدوث ثر الحليب، مثل:
- مضادات الاكتئاب.
- بعض المهدئات.
- أدوية منع الحمل.
- مكملات الحلبة.
- أدوية ضغط الدم.
- تزداد فرص الإصابة بثر الحليب لدى المرأة غير المرضع في حال تعرضها لبعض المشاكل الصحية، مثل:
- الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
- الإصابة بأحد الأمراض المزمنة للكلى.
- تشمع الكبد.
- وجود أورام حميدة في الغدة النخامية.
- الإصابة بفشل كلوي.
- قد يصيب ثر الحليب الرجال نتيجة نقص في هرمون التستوستيرون.
- كما يمكن أن يصيب الأطفال الرضع نتيجة فرط هرمون الإستروجين الموجود في جسمه.
- أسباب أخرى، مثل:
- الإصابة في النخاع الشوكي.
- الإفراط في ممارسة الرياضة.
- الحمل الكاذب.
- التوتر.
أعراض ثر الحليب ومضاعفاته
يرافق الإصابة بمرض ثر الحليب لدى المرأة غير المرضع عدة مضاعفات وأعراض، أبرزها:
- إفراز مادة حليبية القوام من حلمة أحد الثديين أو كلاهما.
- الإصابة بجفاف المهبل، مما يسبب عدم الراحة أثناء ممارسة الجنس.
- مشاكل في الرؤية.
- الشعور بألم في الرأس.
- قلة الرغبة الجنسية.
- نمو الشعر في مناطق غير اعتيادية كالصدر والذقن.
- ظهور حب الشباب.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها بشكل كامل.
- المعاناة من اضطرابات في النوم.
- يعاني الرجال المصابون بثر الحليب عادةً من الضعف الجنسي.
- وهن عام وإرهاق وتعب.
- يمكن أن يسبب ثر الحليب أحيانًا العقم عند النساء أو الرجال.
أعراض ثر الحليب لدى الرجال
ينتج عن الإصابة بثر الحليب لدى الرجال عدة أعراض، أشهرها:
- المعاناة من مشاكل في الخصوبة قد تتطور إلى الإصابة بالعقم.
- قلة الرغبة الجنسية.
- حدوث مشاكل في الانتصاب.
- الإصابة في بعض الحالات بمرض “تثدي الرجل” Gynecomastia والذي يسبب تضخم الثدي عند الرجل المصاب.
- انخفاض الكتلة العضلية للجسم.
- قد يسبب توقف نمو الشعر على الجلد.
تشخيص ثر الحليب
يمكن تشخيص مرض ثر الحليب ومعرفة سبب الإصابة به من خلال:
- التعرف على الأعراض مع الاطلاع على تاريخ المريض الصحي، ومعرفة الأدوية التي يستخدمها.
- إجراء فحص للدم، وذلك للكشف عن نسب بعض الهرمونات في جسم المريض.
- إجراء تحاليل مخبرية لإفرازات الثدي.
- قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن وجود الأورام وتشخيصها.
- إجراء فحوصات للنساء كفحص الحمل.
- إجراء فحوصات خاصة بالكشف عن السرطان، كالتصوير بالأشعة فوق الصوتية، أو طلب صورة إشعاعية للثدي.
علاج ثر الحليب
تختلف طرق العلاج المتبعة لمرض ثر الحليب باختلاف سبب الإصابة، وإليكم بعض الطرق العلاجية:
- إذا كان ثر الحليب ناتج عن تناول بعض المكملات الغذائية أو الأدوية، فيجب التوقف عن تناولها.
- وصف الأدوية المناسبة لعلاج بعض المشاكل التي قد تسبب ثر الحليب، كالأدوية المستخدمة لعلاج مشاكل الغدة الدرقية، أو الأدوية التي تعمل على تقليص الأورام.
- استئصال الأورام المسببة لمرض ثر الحليب عبر إجراء عملية جراحية.
- تناول الأدوية التي تعمل على تقليل مستوى هرمون الحليب (البرولاكتين) في الجسم.
- يمكن أن تزول حالة ثر الحليب تلقائيًا دون الحاجة إلى التدخلات الطبية، لذلك يمكن الانتظار في بعض الحالات.
القيم الطبيعية لهرمون الحليب في الجسم
- عند المرأة الحامل: يتراوح بين 10 إلى 209 نانوغرام / مل.
- عند الذكر الطبيعي: يتراوح بين 2 إلى 18 نانوغرام / مل.
- أما عند المرأة غير الحامل: بين 2 إلى 29 نانوغرام / مل.