تبدأ تغييرات كثيرة تصيب جسم الإناث بمجرد البلوغ، ومن بينها حدوث الطمث، وما ترافقه من تغيرات فيزيولوجية لذلك ما المقصود بالنزف الطمثي؟
تمتاز فترة الدورة الشهرية بالتقلبات المزاجية، والأعراض المختلفة التي تخص كل امرأة، بحسب جسمها، وحالتها الصحية العامة.
تعاني النساء باختلاف أعمارهن من مشاكل صحية مختلفة تصاحب الدورة الشهرية. تتراوح شدتها بين الخفيفة والخطرة بحسب الحالة. بالتالي، من المهم جدًا الانتباه إلى التغيرات وسؤال الطبيب عنها باستمرار لمتابعة حالتك الصحية. إحدى تلك المشاكل هي النزف الطمثي، وهو حالة تعاني منها واحدة من أصل كل 3 نساء، وغالبًا تحدث بعد السنة الخامسة والثلاثين.
حيث تنزف المرأة خلال دورتها الشهرية لأكثر من أسبوع أحيانًا، وتفقد معها كميةً كبيرةً من الدماء، مسببةً آلامًا شديدةً، تؤثر على صحتها وأنشطتها اليومية المعتادة، وقد تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم.
نظرًا لأهمية الأمر، سنشرح المقصود بالنزف الطمثي، وأسباب حدوثه، أعراضه، وطرق علاجه التي تختلف بين العلاج بالأدوية والتدخل الجراحي. لمعرفة المزيد أكملوا قراءة المقال.
المقصود بالنزف الطمثي
يقابل النزف الطمثي مصطلح غزارة الطمث في الأوساط الطبية، وهي حالة يستمر فيها النزف غير الطبيعي لمدة أسبوع تقريبًا مع غزارة في الدم، علمًا أن المدة الطبيعية هي بين اليومين إلى سبعة أيام. تتسبب الحالة إرهاقًا للمصابة بها، نظرًا لكمية الدم المفقود، حيث ينتج غالبًا عنها فقر الدم. تؤدي الأعراض المصاحبة، كالتشنج والتعب المستمر، باستحالة ممارسة الأنشطة المعتادة. لا يوجد سبب واحد محدد للنزف الطمثي أو غزارة الطمث، بل توجد عدة عوامل قد تتسبب في حدوثه، والطبيب هو الوحيد القادر على التشخيص عند كل حالة.
كيفية تشخيص غزارة الطمث
يجب الانتباه إلى كل تغير يحدث خلال الدورة الشهرية، فكل امرأة تعرف أعراضها المعتادة، بالتالي قد يعتبر طبيعيًا لها. لكن في كل الأحوال، يجب عند ملاحظة كمية غزيرة من الدم خلال الطمث، أو بعد استمرار النزف لعدة أيام، عدم إهمال الأمر واللجوء إلى مختص، لمعالجة الحالة، خاصةً إن تكرر لعدة مرات. توجد خطوات مهمة سيلجأ إليها الطبيب في البداية لتحديد أسباب النزف، بالتالي إعطاء التشخيص المناسب.
كإجراء أولي، ستُسألين عن تاريخك الطبي، ومدى انتظام دورتك الشهرية. بعدها، سيُطلب منك غالبًا إجراء اختبارات وفحوصات طبية، مثل تحليل الدم لمعرفة وجود فقر الدم من عدمه. حيث أن الأنيميا دليل مهم على إمكانية الإصابة بالنزف الطمثي. يمكن أن يطلب فحص عنق الرحم أيضًا، للتأكد من عدم وجود التهابات أو خلايا سرطانية. توجد بعدها خيارات متعددة يمكن اللجوء إليها، مثل التنظير والموجات فوق الصوتية، وغيرها من الفحوصات. فمجرد العلامات الأولية لا تكفي، حيث من المهم استبعاد الاحتمالات الأخرى للأمراض المتشابهة في الأعراض.
أسباب النزف الطمثي
يؤسفنا إخبارك أن السبب ليس محددًا لحدوث النزف الطمثي، أو غزارة الطمث، وكما نوهنا سابقًا، الطبيب هو الوحيد المختص بتحديد السبب. إلا أننا سنعدد أهم العوامل التي قد تسبب غزارة الطمث، وهي كالتالي:
- الأدوية: تسبب أنواع محددة من الأدوية مثل حبوب منع الحمل النزف الطمثي، حيث تؤثر على الهرمونات.
- اضطرابات في تخثر الدم: تؤدي إلى عدم قدرة الرحم على معالجة نفسه بالتالي النزف.
- اللوالب: وجود اللولب في الرحم قد يكون سببًا للنزف، يجب التأكد من نوع اللولب والتحدث عن الأمر مع الطبيب في البداية.
- اضطرابات هرموني
يمكن أن يكون السبب أيضًا أمراضًا أخرى متعلقةً بالرحم، أو التي تسبب خللًا في الهرمونات فتؤدي إلى غزارة الطمث، مثل التهابات بطانة الرحم، أو وجود أورام ليفية داخل الرحم، انتباذ بطانة الرحم وغيرها.
أعراض النزف الطمثي
تعتبر من أهم العلامات التي تدل على احتمالية الإصابة بالنزف الطمثي ما يلي:
- الحاجة إلى تغيير الفوطة الصحية أكثر من مرة خلال ساعة واحدة بسبب غزارة النزف.
- وجود دلالات متعلقة بفقر الدم، كالإرهاق أو التعب أو صعوبة في التنفس.
- استمرار النزيف لأكثر من أسبوع.
- وجود تجلطات دم بنسبة كبيرة.
- آلام الرحم أو حادة في منطقة البطن ومحيطه.
- عدم القدرة على إجراء الأنشطة اليومية المعتادة.
لا تعبر أعراض الآنفة الذكر بالضرورة عن إصابتك بالنزف الطمثي، إلا أنها إشارات من المهم عدم تجاهلها وسؤال المختص عنها.
مخاطر النزف الطمثي
لا تتوقف مشاكل النزف الطمثي عند حد استحالة إكمال المهام اليومية العادية، بل لها أحيانًا مخاطر أكبر، وهي:
- فقر الدم أو الأنيميا: تسبب فقدانًا لكمية كبيرة من الدم ومعها العناصر المهمة للجسم مثل الحديد ومستوى الكريات الحمر إلى فقر الدم والتعب والإرهاق.
- احتمالية أكبر للتعرض لالتهابات المهبل.
- عسر الطمث: تسبب حالة عدم انتظام الدورة الشهرية إلى الإصابة بتشنجات شديدة في عضلات الرحم والمنطقة المحيطة.
كيفية علاج النزف الطمثي
تختلف بالتأكيد طريقة العلاج في حالات الإصابة بالنزف الطمثي بحسب المسببات والأعراض المسيطرة، إلا أن أغلب أنواع العلاج هي من ضمن الخيارات التالية:
- الأدوية، مثل العقاقير غير الستروئيدية المضادة للالتهابات، في الحالات التي تكون الالتهابات هي السبب في غزارة الطمث، حيث تساعد تلك الأدوية في التقليل من عسر الطمث أيضًا، بالإضافة إلى إمكانية إعطاء البروجسترون، أو الأدوية التي تساعد على علاج التجلطات.
- وسائل منع الحمل: يمكن لها أن تساهم عبر تنظيم الطمث إلى التقليل من النزف.
- اللولب الهرموني، حيث يقلل من ثخانة البطانة في الرحم ما يساعد على التقليل من النزف.
- التدخل الجراحي، إما عبر منظار الرحم لاستئصال الأورام في حال تواجدها، أو الرحم كاملًا كخيار أخير.
في نهاية المقال، نود أن نعيد التركيز على ضرورة الاستماع إلى ما يحاول جسدك إخبارك عنه عبر الأعراض غير الطبيعية، والاهتمام الدائم بالصحة، حيث تقي المراجعة المبكرة للطبيب من المخاطر التي تترتب على استمرار النزف.