ما المقصود بالبلوغ المبكر لدى الأنثى؟ وما هي أهم أسبابه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟ يعرف البلوغ بأنه عملية تغيّر شكل الجسم من جسم طفل إلى جسم شخص بالغ، حيث يلاحظ نمو العضلات والعظام بشكل سريع. بالإضافة إلى ظهور علامات النضج الجسدي على الشخص، والقدرة على التناسل. يحدث البلوغ الطبيعي عند الإناث عادةً بعمر من 8 إلى 12 عامًا. أما عند الذكور فيكون بعمر من 9 إلى 14 عامًا. حيث يمكن القول عن بلوغ الأنثى بأنه مبكر إذا ظهرت عليها أعراض البلوغ قبل سن الثامنة، وعند الذكور قبل سن التاسعة. قد يسبب البلوغ المبكر لدى الأنثى مضاعفات صحية خطيرة كالإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات. كما يرافق البلوغ المبكر عند الإناث ظهور عدة أعراض وعلامات واضحة. قد ينتج البلوغ المبكر في بعض الأحيان عن أسباب صحية أو غير صحية، سنستعرض هذه الأسباب في مقال اليوم للوقاية من ظاهرة البلوغ المبكر لدى الأنثى وتجنّب مضاعفاتها.
أنواع البلوغ المبكر
يوجد ثلاثة أنواع للبلوغ المبكر، هي:
- البلوغ المبكر المركزي Central precocious puberty: وهو النوع الأكثر شيوعًا، حيث يحفَّز البلوغ هنا بسبب إفراز الغدة النخامية لهرمونات جنسية مبكرًا، لتبدأ علامات البلوغ المبكر بالظهور، حيث يلاحظ حدوث طفرة في النمو تسبب زيادة الطول بشكل متسارع عند الجنسين، لكن ينتهي هذا التسارع في وقت مبكر خلافًا لحالة البلوغ الطبيعية، ليكون الشخص أقصر من أقرانه عند بلوغه سن الشباب.
- البلوغ غير الكامل Incomplete puberty، لا يلاحظ وجود أعراض أخرى كزيادة حجم المبيضين أو حدوث الدورة الشهرية. كما لا يلاحظ في هذا النوع حدوث طفرة في النمو، وتنتج هذه التغيرات عادةً عن زيادة إفراز الإندروجينات من الغدة النخامية. حيث تظهر أعراض قليلة للبلوغ المبكر في هذا النوع، أبرزها:
- نمو الثديين المبكر.
- ظهور شعر العانة المبكر.
- كما يلاحظ ظهور حب الشباب.
- كما يوجد البلوغ المبكر المحيطي Peripheral precocious puberty: وهو النوع الأقل شيوعًا، حيث لا يتحفز إفراز هرمونات التستوستيرون أو الإستروجين، بل يُنتج مستويات عالية من الإستروجين أو الإندروجينات بفعل مشاكل أو أورام في الغدة النخامية، ولا تسبب نضج المبيضين بل تساهم في تطور الصفات الجنسية الثانوية. ومن الجدير بالذكر أن الأورام التي تنتج هرمون الإستروجين في البلوغ المبكر المحيطي تسبب نمو نسيج الثدي. أما الأورام التي تنتج الإندروجينات تسبب نمو الشعر تحت الإبط، ونمو شعر العانة، وظهور حب الشباب.
أعراض البلوغ المبكر
يلاحظ عند بلوغ الأنثى المبكر ظهور العديد من الأعراض، أبرزها:
- ازدياد حجم الثديين، أو ما يعرف بتبرعم الثديين.
- يلاحظ نمو الشعر تحت الإبط.
- كما يلاحظ نمو شعر العانة.
- يرافق البلوغ المبكر أيضا نزول الطمث للمرة الأولى.
أسباب البلوغ المبكر
لم يعرف إلى الآن السبب المباشر لظاهرة البلوغ المبكر لدى الإناث، فقد ينتج عن وجود مشكلة في المنطقة المسؤولة عن إفراز الهرمونات الجنسية، أو عن مشكلة تسبب زيادة الهرمونات الجنسية من مصادر أخرى. لكن هناك عوامل رئيسة تسبب البلوغ المبكر لدى الإناث، هي:
- حدوث عدوى أو ورم في الجهاز العصبي المركزي.
- وجود عيب خلقي كالاستسقاء الدماغي Hyderocephlus.
- تعرض الجهاز العصبي المركزي للإشعاع.
- وجود فرط في نشاط الغدة الكظرية.
- وجود قصور في الغدة الدرقية.
- الإصابة بأورام في أحد الغدتين النخامية والكظرية.
- تعرض الجسم للهرمونات الجنسية الصناعية.
- الإصابة بمتلازمة ماكون أولبرايت.
- وجود أكياس أو أورام في المبيضين.
مضاعفات البلوغ المبكر
ينتج عن البلوغ المبكر مضاعفات تظهر عند الجنسين، أبرزها:
- عند الذكور: يبدأ بالنمو المبكر، حيث يصبح الطفل أطول من أقرانه في مراحل البلوغ الأولى، وأقل طولًا من المعدل في سن الشباب.
- عند الإناث: قد يسبب البلوغ المبكر الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات Polycystic ovary syndrome.
تشخيص البلوغ المبكر
يسأل الطبيب عادةً عن تاريخ البلوغ في العائلة، ثم يجري العديد من الفحوصات، منها:
- تصوير يد وذراع الطفل بالأشعة السينية.
- إجراء فحوصات لمعدل الهرمونات عند الطفل.
- تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي.
- إجراء فحص للهرمونات المفرزة من الغدة الدرقية.
علاج البلوغ المبكر
- يعالج البلوغ المبكر المركزي Central precocious puberty عن طريق الأدوية، حيث تظهر العقاقير نتائجًا جيدة في العلاج عن طريق الحقن الشهرية، وتشمل هذه الحقن هرمون منظم للغدة تحت المهاد، بالتالي يثبط عملية البلوغ المبكر. يستمر هذا العلاج حتى وصول الأنثى إلى سن البلوغ الطبيعي، لأنه في حال توقف العلاج سيستمر البلوغ المبكر.
- إذا كان مسبب البلوغ المبكر جسديًا كوجود ورم يسبب إفراز للهرمونات، فإن العلاج يكون عبر إزالة هذا الورم لتوقف البلوغ المبكر.
الوقاية من البلوغ المبكر
تعتمد طرق الوقاية من ظاهرة البلوغ المبكر على:
- الابتعاد عن كافة المستحضرات الحاوية على أي من الهرمونات الجنسية (الإستروجين والتستوستيرون)، كالأدوية أو المكملات الغذائية.
- الحفاظ قدر الإمكان على الوزن الصحي المعتدل.