تهم أمراض القلب وحالاته الكثير من الأشخاص حول العالم. ونجد الفئة الأكبر منهم يتساءلون حول ما أنواع قصور القلب. فالقصور القلبي هو مرض يخص مدى كفاءة عمل القلب في ضخ الدم. الأمر الذي يجعله يتحكم في قدرتنا على القيام بالأنشطة في حياتنا.
ومن الممكن تعريف مرض قصور القلب أو ما يسمى بفشل القلب على أنه حالة طبية مزمنة. ويواجه المريض بسببها نقصًا في كمية الدم التي تصل إلى خلاياه وأعضائه. حيث تتناقص قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كافي إلى أنحاء الجسم. ويفسر العلماء جنبًا إلى جنب مع الأطباء المتخصصين الأمر على أنه أذية في الألياف ضمن العضلة القلبية. ومن الممكن أن تكون العوامل المسببة لهذه الأذية عبارة عن ضرر خلقي في بنية العضلة القلبية أو نقص في قدرة أحد البطينين على أداء مهامه بشكل كافي ومتكامل.
فما أنواع قصور القلب؟ وكيف يميز الأطباء بين كل حالة طبية وأخرى من القصور القلبي؟ وما مدى خطورة كل نوع من الفشل القلبي على حياتنا؟
تابعوا معنا لتتعرفوا على الإجابات الشافية والتفسيرات العلمية الكامنة خلف هذه التساؤلات.
أنواع قصور القلب
في الحقيقة يعد قصور القلب أحد الأمراض القلبية المزمنة. وفي هذه الحالة يتراكم سائل في المنطقة حول العضلة القلبية. الأمر الذي يجعل القلب غير قادرًا على ضخ الدم بشكل كافي إلى خلايا الجسم. ورغم ذلك إلا أنه في معظم الحالات لا تتطور الأعراض إلى درجة خطيرة حيث يتوقف القلب عن العمل بشكل كلي. وناهيك عن المنطقة حول العضلة القلبية قد تتطور الحالة إلى تراكم هذا السائل حول الرئتين. نتيجة لذلك تصبح عملية التنفس أكثر صعوبة وإرهاقًا.
ويضم مرض قصور القلب أنواعًا عدة تختلف عن بعضها في الأسباب وحتى الأعراض. لكنها جميعها تتشابه في نقاط محددة تميزها عن باقي الأمراض التي تصيب العضلة القلبية. وترتكز تلك النقاط على أساس كمية الدم التي يتم ضخها من قبل القلب في النبضة الواحدة. حيث يمكن تمييز أربعة أنواع من مرض قصور القلب. وتشمل تلك الأنواع فشل القلب الانبساطي والانقباضي بالإضافة إلى فشل القلب الأيمن والأيسر.
قصور القلب الانبساطي
قد تفاجئك معرفة أن حوالي نصف مرضى قصور القلب هم في الحقيقة يعانون من فشل القلب الانبساطي. كذلك تزداد نسبة الأشخاص المصابين بقصور القلب الانبساطي عالميًا بشكل سريع للغاية.
وكما يظهر الاسم يتعلق هذا المرض بمرحلة الانبساط والاسترخاء التي تمر فيها العضلة القلبية بين كل نبضة وأخرى تليها. وتبرز أهمية هذه المرحلة في كونها تساعد على إعادة الدم واستقباله إلى حجراتها بسهولة. كل ذلك من أجل تهيئة الدماء اللازمة لإرسالها إلى خلايا الجسم في النبضة التالية.
وبشكل عام يستهدف هذا المرض عضلات البطين الأيسر. الأمر الذي يقلل قدرتها على الانبساط. وبالتالي استقبال دم أقل وإرساله بكمية قليلة جدًا إلى خلايا الجسم. نتيجة لذلك يظهر نوع من التصلب في عضلات الجزء الأيسر من القلب. فيحاول القلب معالجة المشكلة من خلال زيادة شدة الانقباض داخل هذه الحجرة. الأمر الذي ينعكس سلبًا عليه ليؤدي لاحقًا إلى الزيادة المرضية لنسبة الدماء ضمن الأذين الأيسر وحتى الرئتين. وبعدها يظهر السائل حول العضلة القلبية بالإضافة إلى أعراض هذا النوع من القصور القلبي. وتتمثل أعراض فشل القلب الانبساطي في:
- زيادة الوزن بشكل سريع وملحوظ.
- المعاناة من الغثيان بشكل متكرر.
- خلل واضح في ضربات القلب.
- مشاكل في الجهاز التنفسي.
- صعوبة التنفس المترافقة مع دوار.
- وهن وضعف عام.
وللكشف عن هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى فحص مخطط كل من صدى القلب وكهربيته بالإضافة إلى قسطرة القلب واختبار الجهد. وبعد تأكيد الحالة يسرع المختص إلى السيطرة على الأعراض من خلال تبني المريض لنظام صحي في كل من أنشطته وغذائه. كما قد ينصح البعض بأدوية مدرات البول وحتى الأدوية التي تساعد في السيطرة على ضغط الدم المرتفع.
قصور القلب الانقباضي
في واقع الأمر غالبًا ما يتم الخلط بين فشل القلب الانبساطي وفشل القلب الانقباضي. ويعود السبب في ذلك إلى تأثير كل منهما على الألياف العضلية في جدران العضلة القلبية وبالأخص الجزء الأيسر منها. وكما يوحي الاسم يحدث قصور عمل العضلة القلبية في هذه الحالة ضمن مرحلة انقباض القلب. حيث تقل قدرة وقوة عضلة البطين الأيسر على الضغط لدفع الدم إلى أنحاء الجسم. الأمر الذي ينقص كمية الدم التي تصل إلى الخلايا والأعضاء.
ومن الجدير بالذكر أن اعتلال عضلة القلب التوسعي هو أحد أكثر مسببات هذا المرض شيوعًا. ناهيك عن انسداد الشرايين التاجية والالتهابات الفيروسية وحتى ضغط الدم المرتفع. كما تتمثل الأعراض التي يعاني منها المصابون بفشل القلب الانقباضي بما يلي:
- تعب عام.
- إرهاق دائم.
- دوخة مستمرة.
- تشوش في الرؤية.
- ضعف القدرة على التركيز.
- المعاناة من إدرار البول.
ومن أجل علاج هذه الحالة يجب القضاء على المسببات المرضية التي تزيد الأعراض وخطورتها. حيث يصف الأطباء في البداية الأدوية التي تساعد على التحكم في ضغط الدم. ومن الممكن إجراء توسيع أو ترقيع للشرايين وحتى زيادة مرونة صمامات القلب من خلال القسطرة القلبية. بالإضافة إلى ذلك قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تزيد قوة العضلة القلبية على الانقباض أو أدوية مضادات الصفائح ومدرات البول.
فشل القلب الأيسر
ومن الجدير بالذكر أن الجانب الأيسر من القلب هو الأكثر تعرضًا لخطر القصور القلبي. ويعود السبب في ذلك إلى حجم هذا الجانب الكبير. وبالتالي يتوجب عليه الانقباض بشدة أكبر لإيصال الدم إلى أنحاء الجسم.
وتشمل الأسباب الحقيقية وراء هذا المرض تعاطي الكحول بكمية كبيرة بالإضافة إلى تواجد سجل سابق بالأمراض القلبية الأخرى مثل السكري وضغط الدم المرتفع. ناهيك عن الأمراض المتعلقة بالأوعية الدموية مثل مرض الشريان التاجي. ويعاني مريض فشل القلب الأيسر من بعض الأعراض المتمثلة بالتالي:
- زيادة الوزن.
- نوبات من السعال المزمن.
- المعاناة من ضيق التنفس وبالأخص أثناء النوم.
- انعدام الشهية.
- إعياء دائم.
- خلل في معدل ضربات القلب.
وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى الأدوية التي تساعد عمل القلب وتزيد مرونته مثل حاصرات بيتا. بالإضافة إلى الأدوية التي توسع الشرايين وتحل مشاكل الصمامات إن وجدت. ومن الممكن أن يضطر المريض لأن يجري عملية جراحية لزراعة القلب أو زراعة أجهزة مثل مزيل الرجفان القلبي.
فشل القلب الأيمن
يعد فشل القلب الأيمن أو ما يسمى بقصور الجانب الأيمن من القلب من أندر حالات قصور القلب. وبشكل مثير للدهشة تنتج هذه الحالة في معظم الأحيان عن تطور حالة قصور القلب الأيسر. بالإضافة إلى ذلك قد تؤثر صمامات القلب المتسربة بشكل سلبي على العضلة القلبية ثم تؤدي إلى فشل القلب الأيمن. وتتعدد العوامل المسببة لهذه الحالة. فيلجأ بعض الأطباء إلى قرنها مع أمراض السكر والضغط. بينما يميل الآخرون إلى ربطها بتعاطي الكوكائين والنيكوتين.
وبشكل عام نلاحظ أن مريض فشل القلب الأيمن غير قادر على ضخ الدم المليء بالأوكسجين إلى خلايا جسمه. الأمر الذي يقلل كمية الأوكسجين التي تصل إلى الخلايا لذلك تتعب بسرعة. وبعدها تظهر لدى المريض الأعراض التالية:
- تورم في القدمين وحتى البطن.
- زيادة في وزن المريض.
- زيادة في إدرار البول.
- رغبة دائمة في التقيؤ.
- فقدان الشهية.
- وهن وضعف عام.
- آلام صدرية.
أما بالنسبة لعلاج فشل القلب الأيمن فيتوجب في البداية علاج القصور في الجانب الأيسر. وبعدها يختار الطبيب الطريقة الأمثل لمحاربة العوامل المسببة لفشل القلب الأيمن. فقد تتضمن طرق العلاج الأدوية التي تخفف مرض السكري وضغط الدم المرتفع أو السبل العلاجية المتبعة لمحاربة إدمان الكوكائين والتبغ.
وفي الختام نأمل أن نكون قد قدمنا الإجابة الشافية للتساؤلات المتداولة حول ما أنواع قصور القلب. حيث يساعد تحديد نوع الفشل القلبي في التعامل الأمثل مع الحالة وأعراضها ثم الاستعداد للعلاج المناسب.