إن الاهتمام بالطفل من كل النواحي واجب على الآباء حتى يصل للعمر الذي يستطيع الاعتماد فيه على نفسه، بما في ذلك ذاكرة طفلك. تابع معنا المقال التالي لنتعرف ما أفضل الطرق لتقوية ذاكرة الأطفال.
تبدأ ذاكرة الطفل بالتبلور في الثلث الأخير من مرحلة الحمل، إذ تحفظ وتسجل ذاكرته بعض الأمور. إلا أنها تصبح أكثر وعي بعد أن يبلغ عمر طفلك 6 أشهر، حيث يخزن طفلك جميع المعلومات في دماغه الصغير منذ أن كان في بطنك إذ يعرف صوت أمه ويستطيع أن يميزه عند ولادته. كما يمكنه أن يتذكر الأناشيد التي كان يسمعها باستمرار خلال الحمل عند بلوغه الشهر الرابع من العمر.
عدا على أن طفلك يستطيع أن يتعرف على رائحتك التي تشعره بالأمان والطمأنينة، ويستطيع أن يحفظ شكل وجهك بعد مضي أربعة أيام على الولادة، ثم بعد فترة يحفظ شكل والده.
إن تكرار التجارب لطفلك يمكنه من تذكرها بشكل أسرع، وهذا يقوي ذاكرته. ومع مرور الوقت سوف يصبح قادر على أن يتذكر الكثير من الأمور.
في حال كان طفلك يعاني من النسيان أو ضعف الذاكرة الذي سيتبين لك بعد بلوغه العمر الذي يصبح قادر فيه على التعلم إليكِ أسباب ذلك لتتمكني من معرفة الطريقة المناسبة لطفلك لتقوية ذاكرته.
أسباب ضعف الذاكرة عند الأطفال
- تعرض طفلك لضربة على الرأس يمكن أن يسبب له ضعف الذاكرة، كما يمكن أن يفقدها بشكل مؤقت.
- إن قسم كبير من الأمراض المزمنة لها تأثير سلبي على ذاكرة الأطفال، ويكون ذلك نتيجة هذا المرض أو بسبب الأدوية. مثل نقص في الصفيحات الدموية أو نقص فيتامين B12، أو قصور في الكلى أو أمراض في الكبد أو الأمراض العصبية. إضافة إلى أن علاج الأورام السرطانية بالجرعات الإشعاعية أو الكيميائية يمكن أن يسبب ضعف الذاكرة ونقص السكر في الدم أيضًا يمكن أن يسبب ذلك.
- قلة النوم عند الأطفال يمكن أن تسبب ضعف الذاكرة لهم.
- إن نقص التغذية تؤثر على قوة الذكرة وبالأخص نقص الفيتامينات والصوديوم.
- تؤثر الالتهابات سلبًا على ذاكرة طفلك يمكن أن يكون هذا التأثير مرحلي أو مزمن.
- إعطاء الطفل الأدوية المهدئة يمكن أن تؤثر على ذاكرته.
- إن الأطفال المصابون بمتلازمة داون يعانون من ضعف في الذاكرة أيضًا.
- كما أن تعرض طفلك للمجالات الكهرومغناطيسية يؤثر على ذاكرته كأجهزة الـ Wi-Fi والهواتف النقالة، التي تسبب لهم اضطرابات في النوم والشهية إضافة للمشكلات النفسية لها.
الأسباب النفسية التي تؤثر على ذاكرة الطفل
- التوتر والضغط النفسي الذي يكون بكل يومي يسبب تشتت ذهن طفلك وضعف الذاكرة.
- الحزن الشديد أو الانطواء والاكتئاب أيضًا يسبب ضعف الذاكرة.
- الخوف عند الطفل يسبب له عدم احتفاظ الذاكرة بالمعلومات.
- الصدمة النفسية يمكن أن تضعف الذاكرة.
أبرز الطرق التي تساعد طفلك على تقوية ذاكرته
في حال كان طفلك لا يعاني من أي مشكلة صحية من التي ذكرناها لكي سابقًا والتي تحتاج إلى علاج تخصصي في حال وجودها، إليك بعض الطرق وأفضلها لتساعدي طفلك على تقوية ذاكرته:
- التعليم الممتع: ففي حال تعرض الطفل لضغط نفسي خلال التعليم يمنع ذلك ذاكرته من تثبيت المعلومات، لذا ينصح باتباع طرق التعليم الممتع من خلال معرفة ما يجذب انتباه طفلك لدمجه مع المعلومة، إضافة لاستخدام أيضًا الوسائل الإيضاحية المناسبة له. كما يجب أن تعود طفلك من الصغر على المثيرات التعليمية والتي تعزز قدرته على التركيز كالألعاب التعليمية.
- ربط المعلومات التي تقدمها له بمعلومات سابقة لديه: حيث إن دماغه يحفظ المعلومات أولًا في الذاكرة قصيرة الأمد، والتي تبقى فيها المعلومة لعدة دقائق فقط لذا فإن ربطها مع ذكرى سابقة يرسخ المعلومة الجديدة التي تقدمها له.
- مهارات التصوير والتخيل تقوي الذاكرة: إن الذاكرة لدى طفلك ترتبط بشكل كبير بمهارات التصور والتخيل، لذا يمكنك تشجيع طفلك على تخيل ما يسمعه أو يقرأه الذي يساعده على تقوية ذاكرنه.
- تبادل الأدوار: أي يمكنك أن تطلب من طفلك أن يعلمك ما تعرفه اليوم من دروس، وهذا يقوي ذاكرته بشكل كبير ويرسخ المعلومات لديه.
- تفهيم المعلومة للطفل: إذ لا يستطيع الطفل أن يتذكر معلومة لا يفهمها، وفي حال حفظها بالتكرار سينساها فيما بعد، لذا عليكي التأكد من استيعاب طفلك للمعلومة وربطها مع معلومة سابقة ليحفظها بشكل أفضل.
- تبسيط المعلومة وتقسيمها: إن تقسيم المعلومة وتبسيطها تساعد طفلك على الاحتفاظ بها وتقوية ذاكرته.
- النوم الكافي للطفل: يقوي ذاكرته مع توافر البيئة المريحة له إضافة للغذاء الصحي.
أغذية تحتوي على عناصر غذائية مهمة لتقوية ذاكرة طفلك
يوجد العديد من الأغذية التي تحتوي على عناصر غذائية تقوي ذاكرة طفلك، وعليكِ إدخالها في نظامه الغذائي. وهي:
- أوميغا 3: وهو عبارة عن حمض دهني غير مشبع له القدرة على تقوية ذاكرة طفلك وسهولة بالاستيعاب، كما أن تناوله خلال الحمل ينشط دماغ الجنين، وهو يوجد في زيت سمك السلمون وبذور الكتان إضافة لمشتقات الحليب.
- اللوز البني: يحتوي اللوز على نسبة كبيرة من العناصر التي تقوي الذاكرة وأبرزها الفيتامينات E و B6، والمنغنيز والبروتينات، إضافة لاحتوائه على نسبة من أوميغا 6 وأوميغا 3.
- أغذية أخرى تقوي ذاكرة طفلك: البيض وخبز القمح الكامل وزبدة الفستق، إضافة لفول الصويا والشوفان والجوز، وأيضًا من الخضراوات الفليفلة والطماطم والبصل الأحمر.
إرشادات لتقوية الذاكرة عند الطفل
- أن تكون المعلومات سهلة ومألوفة إضافة لربطها بالواقع.
- تحفيز الطفل للتعلم.
- الابتعاد عن الذي يسبب لطفلك تشتيت الذهن، إضافة لاختيار المكان والزمان المناسبان له.
- الإعادة والتكرار للمعلومة التي تقدمها له.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه.
استخدم هذه النصائح والتمارين للمساعدة في تعزيز ذاكرة طفلك حتى يصبح متعلمًا بشكلٍ أفضل. ولكي يتغلب الطفل على الكثير من صعوبات التعلم، والمشاكل الصحية والنفسية، فربطه ما تعلمه بالبيئة المحيطة به، هو ما سيساعده على الاحتفاظ بالمعلومات، وهو ما يقوي ذاكرته ويحسن أداءه.