ما هي أسباب نقص هرمون النمو عند الأطفال؟ سؤال يقلق الكثير من الأمهات. فقد تلاحظ بعض الأمهات أن أطفالهم لا ينمون بما يتناسب مع أعمارهم، أو تجد أن ولدها بعمر العشرة أعوام يبدو أقصر من أقرانه وأصغر منهم سنًا. مما يسبب لها القلق حيال نمو طفلها وصحته، ويدفعها ذلك للبحث في محركات البحث، وفي الصفحات الطبية المتنوعة عن الإجابة عنه. كما ويرتبط نقص النمو عند الأطفال ببعض الشائعات الخاطئة والتي تقول أن سببه هو نقص في الوارد الغذائي في سن الطفولة.
وهرمون النمو هرمون تفرزه الغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ. وهو مسؤول عن عمليات النمو في الجسم بما فيها نمو العظام وزيادة طولها، والنمو الجسدي والنضج الجنسي. وهنالك بعض الأسباب التي تقلل إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية، مما ينقص كميته في الدم، وينتج عن ذلك أعراض قصور النمو.
فإذا كنت تبحث عن المعلومة العلمية والطبية الدقيقة عن أسباب نقص هرمون النمو عند الأطفال، يمكنك الاطلاع على مقالنا التالي الذي ستجد فيه الإجابة عن استفساراتك حول نقص هرمون النمو عند الأطفال وأسبابه وإمكانية علاجه. تابع معنا القراءة.
قصر النمو عند الأطفال GHD
هي حالة مرضية نادرة الحدوث، ناتجة عن نقص إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية، أو غيابه تمامًا ينتج عنه عدم نمو الطفل بالسرعة الطبيعية.
وهرمون النمو Growth hormone أساسي لعمليات النمو والتطور لدى الأطفال، فهو الهرمون الذي يحفز عمليات نمو الخلايا والأنسجة وتجديدها. حيث تفرز الغدة النخامية هرمون النمو وترسله مع الدم إلى كافة أنحاء الجسم.
فإذا حدثت مشكلة في الغدة النخامية فإن ذلك يؤثر على كمية هرمون النمو في الجسم، وينتج عن ذلك تأخر سرعة النمو لدى الطفل.
وقد يحدث النقص في هرمون النمو عند الأطفال قبل العام الأول أو في مراحل لاحقة. كما ويقسم تأخر النمو لدى الأطفال إلى ثلاثة أنماط:
- قصر نمو خلقي موجود منذ الولادة ناتج عن طفرات جينية وعيوب خلقية في الدماغ. ويترافق عادة مع مشاكل هرمونية أخرى، وقد يظهر أثناء العام الأول من عمر الطفل.
- تأخر نمو مكتسب ويحدث في مرحلة لاحقة من الطفولة. وسببه الأورام التي تنمو في الدماغ، أو نتيجة صدمة على الرأس. أو عدوى، أو التعرض للإشعاع، أو بسبب بعض العمليات الجراحية في منطقة الدماغ. ويظهر في مراحل طفولية لاحقة للمشاكل التي تعرض لها الطفل.
- قصر نمو مجهول السبب.
ما هي أسباب نقص هرمون النمو الخلقي لدى الأطفال
- الجينات والاضطرابات الوراثية مثل حدوث طفرة تسبب عدم إنتاج هرمون النمو بالكميات المطلوبة للجسم.
- تشوهات بنية الدماغ مثل صغر حجم الغدة النخامية أو غيابها بشكل تام.
- يمكن أن يرتبط نقص هرمون النمو الخلقي لدى الأطفال بتشوهات الوجه، كما يمكن أن يكون جزءًا من متلازمة خلقية أخرى مثل الحنك المشقوق ومتلازمة نونان ومتلازمة لارون.
ماهي أسباب نقص هرمون النمو المكتسب لدى الأطفال
- الأورام الدماغية.
- العلاج الشعاعي للدماغ.
- عملية جراحية في الدماغ تسبب تلف في الغدة النخامية أو مشاكل في أجزاء الدماغ القريبة من النخامة مثل منطقة المهاد.
- الالتهابات أو العدوى.
- السقوط من مكان مرتفع وتعرض الطفل لإصابات بالرأس والدماغ.
ماهي علامات وأعراض إصابة الطفل بنقص هرمون النمو
بالنسبة للأطفال الذين لديهم نقص في هرمون النمو خلقي، فإنهم يولدون بوزن طبيعي ولا تظهر عليهم أية أعراض، ولكنهم يتميزون بجلد أصفر وبانخفاض مستويات سكر الدم وصغر حجم القضيب لدى المواليد الذكور.
ولكن مع تقدم العمر وفي مراحل الطفولة المبكرة والأخيرة، تتشابه أعراض نقص هرمون النمو الخلقي والمكتسب لدى الأطفال حيث يعاني الأطفال من:
- ضعف النمو بشكل عام.
- بطء نمو العظام طوليًا ينتج عنه قصر القامة والجسد الممتلئ.
- ضعف نمو عظام الوجه فيبدو الطفل أصغر من عمره الحقيقي.
- تأخر ظهور الأسنان.
- ضعف العضلات.
- ضعف نمو الشعر.
- يبقى نمو الجسم متناسبًا ولا يعاني الطفل من أية مشاكل سلوكية أو تأخر بالذكاء عن أقرانه.
- يرتبط غالبًا نقص النمو بنقص إنتاج هرمونات أخرى من الغدة النخامية مثل هرمونات الغدة الكظرية والغدة الدرقية ويؤثر ذلك على النمو، لذلك يرتبط تأخر النمو بشكل عام بنقص هرمونات إضافية.
- تأخر البلوغ.
تشخيص إصابة الطفل بنقص هرمون النمو
- تحاليل الدم: لأن من الصعب جدًا قياس مستوى هرمون النمو في الدم، ذلك أن هرمون النمو يعتمد أسلوب الرشقات فهو يتغير بسرعة بفترة وجيزة، فقد اعتمد الأطباء على إجراء اختبار لمستوى بروتينين أساسيين في الدم مرتبطان بهرمون النمو هما: IGF-I ، أو عامل النمو الشبيه بالأنسولين I ، وكذلك IGFPB-3 ، أو بروتين رابط عامل النمو الشبيه بالأنسولين -3
- التصوير بالأشعة السينية لعظام المعصم واليدين: فإذا كانت تلك العظام تعطي عمرًا أقل من عمر طفلك، عندها قد يكون طفلك مصابًا بتأخر النمو.
- اختبار تحفيز هرمون النمو: يجرى هذا الاختبار للتأكد من إصابة الطفل بنقص هرمون النمو وذلك عند تشخيصها بأحد الاختبارات الأخرى، حيث يعطى الطفل دواء يحرض إنتاج هرمون النمو ويقوم بسحب الدم من طفلك في فترات مختلفة وذلك للحصول على أعلى لقيمة لهرمون النمو عند الطفل، وإذا كانت تلك القيمة منخفضة مقارنة بأقرانه، عندها يمكننا القول بأن الطفل مصاب بنقص هرمون النمو.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والذي يعطي فكرة واضحة عن الإصابة بتشوهات الدماغ والغدة النخامية.
علاج الإصابة بنقص النمو
يكون العلاج على الشكل:
- يقوم الطبيب بفحص مستويات النمو لدى الطفل.
- يقوم إعطاء الطفل حقن يومية من هرمون النمو الاصطناعي، بجرعة مناسبة في الدهون الموجودة تحت الجلد، كما وتعطى هذه الحقن مساءً لتتناسب مع الدورة الطبيعية للجسم.
- قياس مستويات هرمون النمو في الدم ومراقبتها وتعديل الجرعة عند الحاجة.
- يعطى الطفل هرمون النمو حتى نهاية سن المراهقة واكتمال النمو.
كلما بدأنا بعلاج نقص النمو بوقت أبكر، كلما زادت كمية التحسن بالنمو لدى الطفل، وقد لايستجيب بعض الأطفال للعلاج الدوائي، ويستجيب بعضهم ويبدؤون بالنمو الطبيعي بعد ثلاثة أشهر من بدء العلاج. كما قد يعاني بعض الأطفال من الأعراض الجانبية للحقن مثل احمرار والتهاب الجلد مكان الحقنة، أو التشويش بالرؤية، وفي هذه الحالة يتوجب على الأهل مراجعة الطبيب فقد تكون الجرعة غير مناسبة لوزن الطفل ويتوجب على الطبيب تعديلها.