ما أسباب نزوف الخلاص وما مدى خطورتها من المواضيع التي يجب رفع التوعية حولها. ذلك أن غالبية النساء الحوامل تواجه مشاكل صحيةً خلال فترة الحمل، تمتدّ بعدها حتى في الفترة التالية للولادة. لا تجد الكثير من تلك النساء، المصادر الكافية لتشرح لهنّ المخاطر التي قد تواجهنها، مدى خطورتها، وكيفية التصرف. تعتبر حالة “نزوف الخلاص” إحدى تلك المشاكل. تختلف أسباب نزوف الخلاص، كما تختلف الأعراض بحسب طبيعة النزف، وهو ما سنشرحه ضمن هذا المقال، حيث سنذكر أهم ما يتعلق بهذا الموضوع.
تعريف نزوف الخلاص
تعرف نزوف الخلاص بالأوساط الأكاديمية بالنزف بعد الولادة أو النزف التال للوضع. هو نزف تناسلي تبدأ غالبًا في الطور الثالث من المخاض. تفقد فيها المرأة الحامل كمية من الدم تتراوح بين 500 إلى 1000 مل بعد الولادة مباشرةً وحتى الفترة الممتدة إلى حدود الشهر. يترافق نزوف الخلاص عادةً بانخفاض الضغط الشرياني، تسارع ضربات القلب، وزيادة معدل ضربات القلب. يسبب فقدان الدم التعرّق والشعور بالعطش، والإحساس بالبرودة.
للأسف، نتيجة عدم توافر الرعاية الصحية الصحيحة، تتوفى 3% من النساء في الدول النامية بسبب النزف سنويًا.
بشكل عام، تعود أسباب الظواهر المشابهة عادةً المرتبطة بالحمل والولادة بحقيقة أن جسم المرأة لا يعود إلى طبيعته بلحظة الولادة نفسها. تتطلّب بعض التغيرات وقتًا أطول لتختفي أو تستقر. بالتالي، ليس كل نزف بعد الولادة خطير، بل يجب أن تتوافر أعراض محددة سنذكرها ضمن فقرات تالية.
أسباب نزوف الخلاص وخطورتها
تختلف الأسباب التي تؤدي إلى حدوث النزف ما بعد الولادة ومدى خطورتها بحسب كل حالة، لكن بشكل عام يمكن تصنيف الأسباب الأساسية لنزوف الخلاص هي كالتالي:
- عطالة الرحم: وهي السبب الأكثر شيوعًا، وتتلخص بعدم قدرة الرحم على الانقباض بعد قذف المشيمة. تسبب هذه الظاهرة في إبقاء نزف الأوعية التي كانت تساعد في التقلص لطرح المشيمة.
- انحباس المشيمة: تبقى المشيمة كلها أو جزء منها داخل الرحم في الطور الثالث من المخاض. يسبب بقاء جزء من المشيمة عدم انقباض الرحم، بالتالي عدم إغلاق الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى حدوث النزف.
- تمزقات في القسم السفلي من الجهاز التناسلي: يمكن أن تكون هذه التمزقات في عنق الرحم، أو المهبل، أو انقلاب الرحم أو ظاهرة الميمة الملتحمة.
- اختلال في تخثر الدم.
كما ذكرنا سابقًا، لا يعتبر كل نزف بعد الولادة خطيرًا. يجب الانتباه إلى وجود كمية دم كبيرة، حيث يسبب ذلك انخفاض معدل وصول الدم إلى الأنسجة وحدوث الصدمات. كما يجب اللجوء إلى المختص في حال الرؤية غير الواضحة، أو الدوار، وجود آلام في البطن غير ناتجة عن أسباب أخرى، أو الشعولر بالتعب الشديد.
أعراض نزوف الخلاص
تختلف الأعراض التي قد تدلّ على وجود نزوف الخلاص، إلا أن أكثر ما يمكن الاستدلال به هو ما يلي:
- وجود نزف غير طبيعي.
- انخفاض ضغط الدم.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
- انخفاض نسبة كريات الدم البيضاء.
- تورم وألم في المهبل والمنطقة المحيطة.
لا تعني هذه الأعراض بالضرورة وجود حالة خطيرة، وليست كافية لتحديد ما تعاني منه المريضة، بالتالي من المهم في كل الأحوال استشارة الطبيب وسؤاله عن الإجراءات الواجب اتخاذها بحسب تشخيصه.
الفئات الأكثر تعرضاً لنزوف الخلاص
توجد عوامل عديدة تزيد من احتمالية حدوث نزيف بعد الولادة، وهي:
- وجود حالة انفكاك المشيمة أو المشيمة الملتحمة.
- الحمل المتعدد، مثل الحمل بتوأم أو أكثر.
- وجود ولادات سابقة.
- حدوث اضطرابات في ضغط الدم أثناء الولادة.
- البدانة.
- المخاض المديد.
- خمج الدم، أو الإنتان.
بالإضافة إلى ما ذكرناه قد توجد عوامل أخرى تزيد احتمالية حدوث النزف. لا تحدد هذه العوامل حتمية النزف، لكن معرفتها تزيد الوعي حول إمكانية مواجهة مضاعفات عند الولادة، بالتالي العمل على الوقاية منها، واتخاذ إجراءات الحماية اللازمة، للتخفيف من خطورتها.
علاج نزوف الخلاص
يرتبط نوع العلاج الذي سيعتمد عليه على تحديد أسباب حدوث النزف، بالتالي تختلف الطريقة المتبعة بحسب كل حالة، إلا أن أهم أنواع العلاجات هي:
- التدليك، أو استخدام الأدوية لتحفيز انقباض الرحم.
- استئصال أجزاء المشيمة الحبيسة في الرحم.
- بالون بكري، أو قثطرة فولي.
- التدخل الجراحي عبر فتح البطن للوصول إلى سبب النزف.
- شق البطن وربط الأوعية الدموية النازفة.
- أما الحل الأخير في حال عدم نجاج أي من طرق العلاج أو عدم. جدواها هي استئصال الرحم
حاولنا ضمن هذا المقال ذكر أهم المعلومات المتعلقة بنزوف الخلاص، أو نزف ما بعد الولادة، لرفع الوعي حول الموضوع، ومحاولة حث النساء على العمل لوقاية أنفسهن ضد هذه المضاعفات. لكن في الختام نعيد التذكير حول أهمية استشارة طبيبك عند وجود أية ظاهرة غير مطمئنة بالنسبة لك.