تنتهي أعراض الغثيان والقيء مع نهاية الثلث الأول من الحمل، ولكن يبقى هناك خطر حدوث نزوف في الثلث الثاني من الحمل. فعلى الرغم من انخفاض احتمالية حدوث إجهاض في الثلث الثاني من الحمل، فإن الحامل تبقى مهددة بالتعرض للعديد من التعقيدات في هذه المرحلة لأسباب متعددة. مثل تسمم الحمل وقصور عنق الرحم. كما تعتبر النزوف بأنواعها واحدة من هذه التعقيدات المحتملة. وقد يكون بعض هذه النزوف مهددًا لصحة الأم ولصحة جنينها. وتتسبب في بعض الأحيان بحدوث وفاة للجنين أو حتى للأم. وذلك في حال إهمال هذه النزوف وعدم طلب استشارة الطبيب العاجلة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لإيقاف هذه النزوف. كما يتوجب على الطبيب إيجاد أسباب النزوف وعلاجها مما يضمن إكمال مرحلة الحمل بدون أي مشاكل أو تداخلات أخرى. ولكن يجب عدم القلق أو الخوف في حال حدوث القليل من النزيف خلال الثلث الثاني، فقد يكون سبب هذا النزيف هو الإصابة بالتهاب بسيط، وفي حال زيادته فقد يدل على حصول مشاكل في المشيمة أو في عنق الرحم. سنبين في هذا المقال أهم أسباب حدوث نزوف في الثلث الثاني من الحمل.
ما هي أسباب النزوف خلال الثلث الثاني من الحمل
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث نزيف خلال الثلث الثاني من الحمل، وأهم هذه الأسباب:
- وجود تهيج بسيط في عنق الرحم، مما يؤدي إلى حصول نزيف.
- كما يؤدي وجود ورم في عنق الرحم إلى حدوث نزيف مهبلي.
- التعرض لمشاكل المشيمة، إذ هناك العديد من المشاكل التي قد تصيب المشيمة، وتؤدي إلى حدوث نزيف خلال الثلث الثاني، من هذه المشاكل المشيمة المزاحة، والمشيمة الملتصقة، وانفكاك المشيمة المبكر.
- حصول ولادة مبكرة، مع أن احتمالية حدوثها في هذه المرحلة منخفضة، ولكنها تتسبب بنزوف في حال حدوثها.
- إصابة الجنين بمشكلة الأوعية المتقدمة.
- الإصابة بتمزقات في الرحم، والتي قد تحدث لعدة أسباب، وتتسبب بحدوث نزوف غزيرة، وتتطلب التدخل السريع.
- يؤدي الإجهاض إلى حدوث نزيف في هذه المرحلة، على الرغم من احتماليته القليلة.
- كما قد يتسبب فحص الحوض والجماع أحيانًا بحدوث نزيف بسيط، ولا يستدعي أي قلق.
تهيج عنق الرحم يسبب نزوف الثلث الثاني من الحمل
تتعرض الأوعية الدموية في عنق الرحم إلى الالتهابات خلال فترة الحمل، وبالأخص خلال الثلث الثاني والأخير، وذلك بسبب الزيادة في حجم ووزن الجنين، مما يشكل ثقلًا ضاغطًا على الأوعية الدموية الموجودة في عنق الرحم، ويتسبب هذا الضغط بحدوث نزيف فيها، ويكون هذا النزيف خفيفًا ولا يستمر لفترة طويلة.
وجود ورم في عنق الرحم من أسباب نزوف الثلث الثاني من الحمل
قد تظهر الأورام في عنق الرحم، وتكون في غالبيتها أورامًا حميدة غير سرطانية، وهي من المشاكل الشائعة ولا تسبب المشاكل في أغلب الحالات. ولكن في حال تضخم هذه الأورام خلال الحمل فإنها قد تتسبب بحدوث نزيف، ويجب أن يقوم الطبيب في هذه الحالة بفحص للورم ليتأكد من نوعه ومن أنه المسبب للنزيف.
مشاكل المشيمة من أسباب نزوف الثلث الثاني من الحمل
المشيمة هي العضو المسؤول عن تأمين الغذاء والأكسجين والحماية للجنين. ويؤدي تعرض المشيمة لأي مشكلة إلى حدوث نزيف، وقد يهدد النزيف في هذه الحالة صحة الأم والجنين. لذلك يجب المسارعة إلى علاج مشكلة المشيمة بأسرع وقت. وأهم مشاكل المشيمة التي تسبب النزيف في الثلث الثاني من الحمل:
- المشيمة المزاحة: تحدث مشكلة المشيمة المزاحة عندما تنمو المشيمة في موقع منخفض جدصا في جوف الرحم، حيث قد تغطي عنق الرحم جزئيًا أو كليًا مما يتسبب بحدوث النزيف خلال الحمل.
- المشيمة الملتصقة: تحدث هذه المشكلة عندما تنغرس المشيمة في عضلة الرحم بشكل أعمق من الطبيعي. فتتسبب بحدوث النزوف خلال الحمل. وقد يهدد هذا النزيف حياة الجنين أو الأم لذلك يجب لإبقاء الأم في مكان مجهز بالعناية الطبية المناسبة، والذي يملك إمكانية التدخل الطارئ في أي وقت لأن هذه المشكلة قد تعرض الأم للخطر.
- انفكاك المشيمة المبكر: قد تنفصل المشيمة عن الرحم في وقت مبكر قبل موعد الولادة، مما قد يسبب نزيفًا، وآلام في الظهر، وتقلصات شديدة في البطن.
الولادة المبكرة تسبب نزوف في الثلث الثاني من الحمل
يمكن أن يكون النزيف في الثلث الثاني من العلامات التحذيرية لحدوث الولادة المبكرة، ويترافق النزيف في هذه الحالة مع خروج إفرازات مخاطية مختلطة مع الدم. وتتسبب الولادة في الثلث الثاني بإبقاء الجنين في وحدة العناية المركزة، وقد يعاني من الكثير من المضاعفات والمشاكل. كما أن الولادة في الثلث الثاني قد تسبب فقدان حياة الطفل. لذلك يجب طلب التدخل الطبي السريع عند حدوث نزيف ممزوج بإفرازات مخاطية خلال الثلث الثاني من الحمل.
مشكلة الأوعية المتقدمة من أسباب نزوف الثلث الثاني من الحمل
وهي مشكلة تصيب الأوعية الدموية للجنين، تؤدي إلى خروج بعض الأوعية الدموية الخاصة بالجنين إلى عنق الرحم، مما يترك الطفل بدون حماية المشيمة. وقد تتسبب الأوعية الدموية المتقدمة بحصول نزيف شديد. وعند تمزق الأغشية المحيطة بالجنين فإن الأوعية الدموية المتقدمة قد تتمزق أيضًا، مسببة نزيفًا شديدًا للأم مما يستدعي إجراء عملية قيصرية سريعة للأم.
حدوث تمزقات في الرحم من أسباب نزوف الثلث الثاني من الحمل
قد يتعرض جدار الرحم إلى تمزقات أثناء الحمل، وتكون هذه التمزقات مهددة لحياة الأم والجنين في الكثير من الحالات. لأنها تسبب نزيفًا حادًا، وقد تمنع هذه التمزقات إيصال الأكسجين إلى الجنين، كما قد تتسبب بحدوث الولادة المبكرة. لذلك يجب على الأم التوجه إلى الطوارئ عند الإصابة بنزيف شديد مترافق بآلام شديدة وارتفاع في درجة الحرارة.
لا يستدعي النزيف خلال الثلث الثاني من الحمل القلق أو الخوف في بعض الحالات، ولكن من المهم الذهاب إلى الطوارئ، وبالأخص في حال ترافق النزيف مع قطع دم متجلط وحدوث تقلصات، وذلك لأن التدخل الطبي الطارئ يساعد في إنقاذ حياة الأم والطفل.