يعد الجلد أكبر عضو في جسم الإنسان، حيث يتعرض للعديد من العوامل الخارجية التي تجعله عرضةً للكثير من الأمراض. فالتغيرات البيولوجية التي تحدث في جسم الإنسان كالخلل في الهرمونات يسبب الأمراض الجلدية. بالإضافة إلى التغيرات المناخية وتلوث البيئة، ومن أشهر تلك الأمراض الصدفية الذي يصنف ضمن قائمة الأمراض المزمنة، لكن ما أسباب مرض الصدفية؟
تعرف الصدفية على أنها اضطراب جلدي مناعي يسبب ظهور طبقات سميكة بيضاء وجافة، تنتشر في أي منطقة في الجسم. لكن الأكثر ظهورًا في فروة الرأس والركبتين، والمرفقين وأسفل الظهر. ليس هناك تفسير محدد للإصابة بالصدفية، لكن قد يكون السبب الرئيسي الجهاز المناعي والجينات. بالإضافة إلى ذلك فهي تصيب كافة الأعمار. الصدفية مرض عنيد ومزعج، كما يحتاج للعلاج على فترات طويلة. ما أسباب مرض الصدفية وطرق علاجه وأعراضه، سنتحدث مفصلًا عنه خلال مقالنا.
ما هي أنواع مرض الصدفية
يوجد خمسة أنواع للصدفية، تختلف شدتها ونوعها من شخص لآخر، وفيما يلي أهم أنواع الصدفية:
- صدفية الطبقات: هو أكثر الأنواع انتشارًا، حيث يسبب طبقات رقيقةً من الجلد المتقشر والأحمر التي تثير الحكة وتسبب الألم أحيانًا. قد تظهر في أي منطقة بالجسم كالأعضاء التناسلية والأنسجة الرخوة في الفم. في الحالات الحرجة من هذا النوع من الصدفية قد يتصدع الجلد وينزف حول المفاصل.
- صدفية الأظافر: قد تظهر على أصابع اليدين والقدمين، مسببةً نموًا غير طبيعي وتغيرًا في لون الأظافر. بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن تنحل الأظافر وتخرج من مكانها أو تتفتت في الحالات الحرجة.
- الصدفية القطروية: يصيب هذا النوع الأشخاص تحت سن الـ 30 سنةً، ويحدث نتيجة عدوًى بكتيريةً كالبكتيريا العقدية المقيحة التي تصيب الحلق، حيث تكون الصدفية في هذا النوع على شكل طبقات صغيرة تشبه القطرات على الظهر والساقين والذراعين وفروة الرأس.
- صدفية الثنيات أو العكسية: تنتشر غالبًا بين الفخدين، أو تحت الإبطين والثديين، وحول الأعضاء التناسلية، حيث تتميز بظهور مناطق حمراء ملتهبة في الجلد، أكثر المصابين بها من الأشخاص البدينين.
- الصدفية البثرية: يمكن أن يظهر هذا النوع على اليدين والقدمين أو أطراف الأصابع، هذا النوع من الصدفية يتطور بسرعة حيث تظهر بثور ممتلئة بالقيح بعد احمرار الجلد، من ثم تجف تلك البثور خلال يومين، لكن قد تعود بالظهور مرة ثانية كل بضعة أسابيع.
أهم أسباب مرض الصدفية
مرض الصدفية ليس معديًا، كما أنه لا ينتقل عن طريق اللمس، أو السباحة بنفس الحوض، ويشير العلماء إلى دور العوامل المناعية والجينية في حدوث المرض وتطوره، وفيما يلي أهم الأسباب المؤدية لمرض الصدفية:
- العوامل المناعية: يحدث مرض الصدفية بسبب خلل في الجهاز المناعي، في الخلايا التائية بالتحديد التي تتصدى للكائنات الغريبة التي تدخل الجسم كالفيروسات والجراثيم.
لكن في حالة الصدفية تهاجم الخلايا التائية خلايا الجلد السليم بالغلط كما لو أنها تكافح العدوى، بالإضافة إلى ذلك فإن زيادة نشاط الخلايا التائية يؤدي إلى استجابات مناعية عديدة، كتحفيز إنتاج الخلايا الجلدية الصحية، وزيادة الخلايا التائية وخلايا الدم البيضاء، الأمر الذي يسبب انتقالها إلى الجلد واحمراره وتشكل القيح، تحدث هذه العملية على شكل دورة تنتقل فيها الخلايا الجديدة إلى الطبقة الخارجية للجلد وقد تستمر أيامًا أو أسابيع، حيث تتشكل الخلايا على هيئة طبقة سميكة متقشرة على سطح الجلد. - العوامل الجينية: للعوامل الجينية والوراثية دور في حدوث الإصابة بالصدفية، فإصابة أحد الوالدين أو الأجداد يزيد من احتمالية الإصابة بها، وبحسب الدراسات فإن مجموعة معينة من الجينات تجعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بالصدفية، لكن وجود تلك الجينات لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بالصدفية، وقد حدد العلماء 25 نوعًا من الجينات التي تسبب الإصابة بالصدفية.
أبرز أعراض مرض الصدفية
عند التعرض للإصابة بمرض الصدفية تبدأ بعد الأعراض بالظهور، ومن أبرزها:
- تشكل بقع حمراء اللون على سطح الجلد مغطاة بقشور فضية سميكة تسبب الحكة والإحساس بحرقان الجلد.
- الإصابة بالجفاف وحدوث ما يدعى نزيف بالجلد، بالإضافة إلى تورم وتيبس المفاصل.
- إصابة الجلد بالحساسية أو الخدش والحساسية.
- الإصابة بالاكتئاب والضغوط النفسية.
- أظافر سميكة ومليئة بالندوب.
طرق معالجة الصدفية
الصدفية هي مرض مزمن ويحتاج للعلاج على فترات طويلة، حيث تختلف العلاجات تبعًا لنوع الصدفية وحدتها، ففي الحالات البسيطة تفيد العلاجات الموضعية التي تطبق على المنطقة المصابة فقط، بالإضافة إلى استعمال الكريمات المرطبة للبشرة التي تخفف من شدة الحكة وتقشير الجلد، وقد تحتاج تلك الحالات البسيطة إلى ستة أسابيع من العلاج، وتتضمن العلاجات الموضعية المستخدمة في علاج الصدفية:
- الستيروديات: التي تخفف من الحكة والالتهابات الجلدية.
- نظائر فيتامين د: تستعمل بالتزامن مع الكريمات الستيرويدية، حيث تقلل من إنتاج الخلايا.
- مثبطات الكالسينورين: يستخدم هذا النوع من العلاج عند عدم إفادة الكريمات الستيرودية، حيث تثبط نشاط الجهاز المناعي وتقلل من الالتهابات الجلدية.
- الرتينويدات: من مشتقات فيتامين أ التي تؤثر على نمو الخلايا الجلدية وإزالتها، يمكن استخدامها في حالات الصدفية البثرية والمحمرة للجلد، كما تنفع في علاج الصدفية اللويحية مع استخدام العلاج الضوئي.
- الميثوتريكسيت: الذي يثبط عمل الجهاز المناعي ويخفف نمو الخلايا الجلدية.
- المعالجة بالضوء: تعتمد هذه الطريقة على تعريض الجلد لأشعة الشمس الطبيعية باعتدال، كما يمكن استخدام العلاج الكيميائي الضوئي، أو العلاج الضوئي المدمج، بالإضافة إلى طريقة ليزر إكسيمر.
أهم أساليب الوقاية من الصدفية
يمكن الالتزام ببعض النصائح للتخفيف من شدة الأعراض المرافقة للصدفية، ومن أبرز تلك الإرشادات:
- استعمال الكريمات المرطبة.
- الاعتناء بالبشرة وفروة الرأس.
- الابتعاد عن الأجواء الباردة الجافة.
- تجنب الجروح والخدوش والالتهابات.
- التعرض للشمس لدة قصيرة.
الصدفية مرض مزمن لكنه ليس معديًا، ويتبر من الأمراض الشائعة التي يجب التأقلم معها لتجنب المضاعفات التي تحدثها ظهور الصدفية، وبذلك نكون قدمنا كل ما هو مهم ومرتبط بمرض الصدفية.