يعد نزول الدم بعد الجماع مشكلةً شائعةً بين النساء، إذ تعاني العديد من النساء من النزف المهبلي بعد ممارسة الجنس بين الحين والآخر. وفي الحقيقة تعاني 63% من النساء اللائي تجاوزن سن انقطاع الطمث جفافًا ونزفًا مهبليًا أو تبقيعًا خلال ممارسة الجنس، وتعاني 9% من النساء في سن الإنجاب نزفًا تاليًا للجماع.
وعمومًا النزف الخفيف لا يمثل مصدرًا للقلق. لكن تجب مراجعة الطبيب عندما يصاحب النزف التالي لممارسة الجنس عوامل خطر معينة، أو في حال تجاوزت المرأة سن انقطاع الطمث. عرَف النزف المهبلي بعد ممارسة الجنس طبيًا بالنزف بعد الجماع. إذ يصدر الدم النازف عند النساء في سن الإنجاب عن عنق الرحم. في حين يتباين مصدره عند النساء اللائي تجاوزن سن انقطاع الطمث. ققد يصدر عن عنق الرحم أو الرحم أو الشفرَيْن أو الإحليل، ويشكل سرطان عنق الرحم المصدر الأهم للقلق فيما يتعلق بالنزف. لذلك إليك أسباب النزف بعد الجماع وبعض النصائح لتخفيف حدية النزف
ما أسباب النزف بعد الجماع
نزول الدم بعد العلاقة الزوجية
يحدث نزول الدم بعد الجماع لعدة أسباب منها: وجود الحمل، وذلك نتيجةً لامتلاء الأوعية الدموية المحيطة بعنق الرحم. ولكن لا يشترط دائمًا أن نزول دم بعد العلاقة الزوجية يدل على الحمل.
نزول الدم خلال الحمل بعد الجماع
يعتبر الجماع في أثناء الحمل أمرًا طبيعيًا إذا كان الحمل طبيعيًا، ولا يسبب ذلك أي مضاعفات. ولكن قد تتعرض المرأة الحامل إلى نزول دم بعد الجماع، وذلك بسبب تزايد تدفق الدم إلى منطقة الحوض. بحيث تكون الأوعية الدموية المحيطة بعنق الرحم ممتلئةً، مما يؤدي إلى نزول دم.
لذلك يجب على المرأة الحامل توفير الراحة للجسم والبطن والظهر في أثناء الجماع، وخصوصًا في الأشهر الأولى من الحمل.
نزول الدم بعد تركيب اللولب
تركيب اللولب لا يؤثر على عملية الجماع أو الممارسة الجنسية، ولا يحدث نزيف عند الجماع، وإن حدث ذلك يكون له علاقة باللولب، فقد يحدث خطأ في تركيب اللولب.
أسباب نزول دم بعد الجماع
يحدث نزول دم بعد الجماع في جميع المراحل العمرية لدى النساء، ويزداد في مرحلة انقطاع الطمث، وإليك أسباب نزول دم بعد الجماع بالتفصيل في ما يلي:
الإصابة بالعدوى
بعض أنواع العدوى تسبب التهابًا في الأنسجة المتواجدة في المهبل، وهذا الأمر من شأنه أن يسبب نزول دم بعد الجماع. ومن أهم هذه العدوى:
- الأمراض المنقولة جنسيًا.
- التهاب عنق الرحم.
- التهاب المهبل.
- التهاب الحوض.
متلازمة الجهاز البولي التناسلي بعد انقطاع الطمث
ينتشر بين النساء بعد وصولهن مرحلة انقطاع الطمث، أو من خضعن لعملية استئصال المبايض. مع تقدم المرأة بالعمر وتوقف الدورة الشهرية يقل إنتاج هرمون الأستروجين في الجسم، وهو الهرمون الإنثوي المسؤول عن تنظيم الجهاز التناسلي.
ويؤدي انخفاض هرمون الأستروجين إلى عدة أمور، أهمها:
- الإصابة بالتهابات المهبل المتكررة.
- قلة مرونة المهبل.
- جفاف المعبل.
- ترقق أنسجة المهبل وتقلص حجمها.
جفاف المهبل
كما ذكرنا سابقًا فإن جفاف المهبل من شأنه أن يسبب نزول الدماء بعد الجماع، نذكر الأسباب الكامنة وراء الإصابة بجفاف المهبل في ما يأتي:
- الرضاعة الطبيعية.
- استئصال المبايض.
- تناول بعض أنواع الأدوية، مثل: أدوية الربو، ومضادات الاكتئاب.
- الولادة.
- الخضوع للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي.
- الجماع دون وجود إثارة لدى المرأة.
- استخدام بعض منتجات النظافة النسائية للمنطقة الحساسة والتي تحتوي على مواد كيميائية قوية.
- السباحة والبقاء في حوض السباحة لوقت طويل.
تمزق المهبل
من الممكن أن تصاب المرأة في تمزق بالمهبل نتيجة الجماع القوي والشديد مما يسبب نزول الدم بعد الجماع، وهذا الأمر من الممكن أن يحدث في حال جفاف المهبل بشكل خاص، لذا يجب الانتباه لموضوع الترطيب واستخدام المزلقات الجنسية.
الإصابة بالسرطان
هناك العديد من الأسباب الأخرى، مثل: الإصابة بالسرطانات التي قد تؤثر على الجهاز التناسلي أو الجهاز البولي التناسلي والتي تغير من أنسجة المهبل ومستويات الهرمونات، وبالتالي تسبب نزول الدم بعد الجماع.
موعد استشارة الطبيب المنصوح به
يجب عليك استشارة الطبيب بسبب نزول دم بعد الجماع في حال ترافق الأمر مع الأعراض الاتية:
- حكة وحرقة في المهبل.
- نزيف شديد.
- الشعور بالحرقة عند التبول.
- ألم خلال الجماع.
- ألم شديد في البطن.
- ألم أسفل الظهر.
- غثيان وقيء.
- وجود إفرازات مهبلية.
علاج نزيف ما بعد الممارسة الجنسية
إذا كان السبب في المشكلة هو جفاف المهبل، فقد يوصى باستخدام المواد الهلامية للتزليق. قد يجري التحويل أيضًا إلى أختصاصي مثل: طبيب نسائي متخصص أو طبيب بولي تناسلي.
مضاعفات نزيف ما بعد الممارسة الجنسية
يمكن أن يكون علامة على سرطان عنق الرحم أو الرحم أو المهبل. وخاصةً بعد سن اليأس، حيث يجب الاهتمام بالموضوع لاحتمال التحول السرطاني في هذا العمر.
نصائح لتقليل حدة النزف
- الحفاظ على رطوبة الجسم.
- استخدام المرطبات المهبلية بشكل يومي.
- استخدام الواقي الذكري خلال العلاقة الجنسية.
- استخدام مشحمات ذات أصل مائي أو سيلكون.
- تناول أطعمة تساعد في تجنب الإصابة بجفاف المهبل.
في كل الحالات يجب على كل امرأة التأكد من إجراء اختبارات عنق الرحم، والاطلاع على نتائج هذه الاختبارات بشكل دوري، والتأكد من الحصول على تطعيمات فيروس الورم الحليمي البشري حتى لو كانت المرأة متقدمة في العمر.