نواجه العديد من الاضطرابات والمشاكل المرتبطة بصحتنا بعضها نتجاهله بسعينا الدائم بتوجيه اهتمامنا لعملنا و دراستنا. والبعض الآخر من الأعراض قد يكون شديدًا للحد الذي يعيقنا من ممارسة نشاطتنا اليومية ومواصلة أعمالنا الاعتيادية البسيطة منها حتى. فهل شعرت بعد يوم طويل من التعب والإنهاك بدوار شديد ومستمر تسبب في تعطيلك عن العمل؟ قد تظن أنها حالة عرضية ولكن هكذا عرض لا يمكن تجاهله، لمعرفة المزيد عنها ولإجابتك عن سؤالك تابع معنا في هذا المقال حيث سنتحدث عن أسباب الدوخة المستمرة.
لمحة عن أسباب الدوخة المستمرة
تظهر العديد من أشكال الدوخة بشكل مفاجئ مسببة الشعور بالارتباك لدقيقة أو ساعة أو حتى لعدة أيام متواصلة وذلك قبل أن تختفي تمامًا. في بعض الأحيان لن يكون لديك أي فكرة عن سبب حدوثها، كما أن الدوخة بحد ذاتها لن تترك عقابيل تستمر لأمد طويل.
ولكن بعض أنواع الدوار قد يكون مزعجًا ومقلقًا لراحتك إلى حدٍ بعيد. فقد تستمر لفترة أطول من المعتاد وتتطلب المساعدة الطبية، والدوائية لتستمر في قيامك بأنشطتك اليومية بشكل طبيعي. والعديد من الأسباب المؤدية للدوار المستمر ما تزال غير واضحة، ولكن يوجد عدة حالات طبية معروفة قد تكون السبب لحدوث دوار مستمر أو مزمن أو يكون فيها الدوار السمة الرئيسية لها.
الأعراض المرافقة للدوخة المستمرة
يصف المريض نوبة الدوار باختلاط عدة إحساسات سويًا، على سبيل المثال:
- شعور خاطئ بالحركة أو الدوخة (الدوار).
- خفة في الرأس أو الشعور بالضعف.
- عدم القدرة على الوقوف أو الحفاظ على التوازن.
- الشعور بالوهن وفقدان القدرة على الحركة أو شعور بثقل الرأس.
تزداد هذه الأعراض مع الوقت سوءًا. وتُثار بالحركة أو الوقوف أو تغيير وضعية الرأس. قد تترافق دوختك بالغثيان أو شعور مفاجئ وشديد بالحاجة للجلوس أو الاستلقاء أرضًا. تستمر هذه الحالة لثواني معدودة أو لعدة أيام وقد تكون متكررة.
العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب
بشكل عام، يفضل استشارة الطبيب في حال اختبرت أي شعور متكرر ومفاجئ وشديد وطويل الأمد من حالة الدوار أو الدوخة.
اطلب الرعاية الصحية على الفور في حال كنت تختبر للمرة الأولى الدوار أو الدوخة الشديدة إلى جانب أي من الأعراض التالية:
- صداع حاد ومفاجئ.
- ألم صدر.
- صعوبة في التنفس وضيق نفس.
- نمل أو خدر في الساعدين أو القدمين.
- ضعف ووهن.
- شفع رؤية.
- تسارع وعدم انتظام نبض القلب.
- تشتت انتباه وعثرة كلام.
- تعثر وصعوبة في المشي.
- ترافقه مع إقياء مستمر.
- نوبات صرع.
- فقد مفاجئ للسمع.
- ضعف عضلي وخدر في الوجه.
الأسباب المحتملة للدوار المستمر
يوجد عدة أسباب محتملة للدوار المستمر، وتتضمن اضطرابات الأذن الداخلية، اضطرابات الحركة، تأثيرات جانبية لبعض الأدوية. كما يمكن لبعض الأمراض الجهازية أن تسبب الدوار كاضطرابات الدورة الدموية والضغط المنخفض، أو أمراض متعلقة بإنتان أو أذية.
أولًا أمراض الأذن الداخلية التي تسبب اضطرابًا في التوازن:
يعتمد الشعور بالتوازن على تشارك عمل عدة أعضاء حسية، وهيي:
- العين: والتي تساعد على تحديد مكان جسدك من الفضاء وطبيعة حركته.
- الأذن الداخلية: وتعتبر مركز الإحساسات التي تحدد الحركة إلى الأمام والخلف والحركات المرتبطة بالجاذبية.
- الأعصاب الحسية: والتي ترسل إشارات عصبية للدماغ حول وضعية وحركة الجسم.
ينتج إحساس الدوار عن شعور خاطئ بأن كل ما يحولك يدور أو يتحرك. تتسبب اضطرابات الأذن الداخلية إرسال إشارات عصبية شاذة وغير منسجمة مع بقية الإشارات العصبية المرسلة من بقية الحواس كالعين. نقدم إليك بعض الاضطرابات المتعلقة بالأذن الداخلية:
- دوار الوضعة الانتيابي السليم (Bppv).
- الإنتان.
- داء منيير.
- الشقيقة.
اضطرابات الدورة الدموية المسببة للدوار
إذا كان قلبك لا يضخ كمية كافية من الدم إلى دماغك فهذا قد يجعل تشعر بالدوخة والضعف أو فقدان التوازن. وتتضمن الاضطرابات ما يلي:
- انخفاض في الضغط الدموي: الانخفاض المفاجئ في الضغط الدموي الجهازي، وينتج عن ذلك خفة رأس أو شعور بالضعف. كما قد يحدث الدوار بعد الوقوف السريع والمفاجئ وتدعى هذه الحالة بانخفاض الضغط الانتصابي.
- انخفاض التروية الدموية: يمكن أن تسبب اعتلالات العضلة القلبية، و النوبات القلبية واضطرابات النظم ونوبات الذبحة الصدرية الشعور بالدوار. وإن انخفاض حجم الدم تسبب تدفق دم غير كاف للدماغ أو للأذن الداخلية.
حالات أخرى مسببة للدوار المستمر
- اضطرابات عصبية: على سبيل المثال داء باركنسون والتصلب المتعدد.
- الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن يكون لها تأثيرات جانبية مسببة للدوخة، على سبيل المثال الأدوية المضادة للاختلاجات، والأدوية المضادة للاكتئاب والمهدئات. بالإضافة للأدوية الخافضة للضغط، والتي بجرعتها الزائدة قد تسبب ضعفًا وانخفاضًا شديدًا بالضغط الدموي.
- نوبات القلق: بعضها قد يسبب خفة رأس أو شعور بالوهن وغالبًا ما تترافق بالدوار أو الدوخة. وهي تتضمن نوبات الهلع و فوبيا الخروج من المنزل أو التواجد في الأماكن الضيقة.
- انخفاض مستوى الحديد في الدم: بالإضافة للدوخة فقد يسبب فقر الدم بعوز الحديد الإرهاق، والتعب وألم في البطن.
- انخفاض سكر الدم: يحدث عمومًا للمرضى السكري الذي يستخدمون الأنسولين. وتترافق الدوخة مع التعرق الشديد و نوبات القلق.
- التسمم بأحادي أكسيد الكربون: وتتضمن أعراض التسمم، الصداع والدوخة والضعف مع انزعاج في المعدة والإقياء، وألم في الصدر وتشتت انتباه.
وبهكذا نكون وصلنا لنهاية المقال، حيث تحدثنا عن الأسباب المحتملة للدوار المستمر، وتذكر أن الضبط الجيد للأمراض الجهازية كالضغط والسكري قد يكون وسيلة الحماية الأكثر الأهمية، بالإضافة لاتباع أسلوب الحياة الصحية، وزيارة الطبيب بشكل منتظم.