تُعد الأمراض الجلديّة أكثر الأمراض شيوعًا وانتشارًا، فتختلف العوامل المسببة لتلك الأمراض بين العامل الفيروسي والعامل البكتيري. وأحد أكثر تلك الأمراض شيوعًا الثأليل أو ما يسمى مرض عين السّمكة يسببه فيروس الورم الحليمي البشري، الذّي يتسبب في نمو الجلد على شكل كتلة صغيرة لكنّها ليست سرطانيّة، بل عبارة عن كميّة فائضة من الكيراتين ينتج عنها الثأليل، ملمسها أقسى من الجلد الطّبيعيّ ولونها أغمق منه. وتظهر بشكل مفرد أو على شكل مجموعات. ينتشر بشكل كبير على أصابع القدمين واليدين وبالقرب من الأظافر وقد تظهر أحيانًا في المنطقة المحيطة بالأعضاء التّناسليّة. غالبًا تكون هذه الثأليل آمنة لكن العديد من النّاس يفضلون إزالتها لشعورهم بالحرج والانزعاج منها. ويتواجد الفيروس المسبب للثأليل بكثرة في الأماكن الرّطبة غير المعرضة للتهوية، مثل غرف تبديل الملابس في المسابح والأندية الرّياضيّة. والجدير بالذّكر أنّه يستغرق ظهور الثأليل حوالي الشّهر بعد دخول الفيروس إلى الجسم. فما هي الثأليل وما أسباب الثأليل وطرق علاجها.
أنواع الثأليل
- الثآليل المسطحة: حجم صغير جدًا وملمسها أملس ورأسها مسطح، لونها أصفر أو وردي. تنتشر في أي جزء من الجّسم لكنّها تكثر لدّى الأطفال في الوجه، ولدّى البالغين في الأماكن التّي تتعرض للحلاقة مثل منطقة الذقن لدى الرّجال والسّاقين أو اليدين لدّى النّساء. ويكون عددها كبير فقد تصل إلى 100 ثأليل في نفس الوقت.
- ثأليل القدم: يظهر على باطن القدمين، تنتشر كمجموعات متفرقة أو مجموعة واحدة. والذّي يميّزها أنّها تنمو باتجاه الدّاخل بسبب الضغط عليها أثناء المشي. مما يسبب ازعاجًا أثناء المشي وشعورًا أنّ الشخص يمشي على حصى.
- ثأليل تناسليّة: تظهر حول القضيب الذّكري أو في منطقة الشّرج، والمنطقة الخارجيّة للمهبل أو عند عنق الرّحم، وتزيد الثأليل في منطقة عنق الرّحم من احتمالية الإصابة بسرطان الرّحم.
- ثأليل خيطيّة: تنتشر حول الفم أو الأنف وعلى الرّقبة والذّقن، وحجمها صغير جدًا تبدو كأنها زوائد جلديّة لونها من لون الجلد.
- الثأليل المحيطة بالزّغب: تنمو حول أظافر القدمين واليدين وتسبب الألم وتسبب توقف نمو الأظافر.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالثأليل
- يكثر لدّى الأطفال بسبب ضعف جهازهم المناعي وعدم قدرته على الّدفاع عن الجسم ضدّ بعض الفيروسات.
- الكبار الذين يعانون من ضعف مناعة.
أسباب ظهور الثأليل
- يدخل الفيروس من خلال الجروح إلى الجلد عند الاحتكاك بشكل مباشر مع المريض أو استخدام أغراضه الشّخصية مثل شفرات الحلاقة أو المناشف.
- يمكن أن ينتقل الفيروس في جسم المصاب من مكان إلى آخر عن طريق لمس الثأليل أو التّسبب بخدشه، ومن ثمّ لمس جزء آخر في الجّسم غير مصاب.
- من الممكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي بدون استخدام عازل.
- في حال أنّ الشّخص السّليم لامس سطح ما لامسه شخص مصاب بالثأليل.
علاج الثأليل بالتّبريد
يُستخدم في هذا العلاج النتروجين السّائل الذّي يعمل على تدمير الخلايا الزّائدة في الجلد، فيقوم الطّبيب برش سائل النّتروجين على الثأليل، أو بوضع السّائل على قطعة قطن ومن ثم ضغطها على الثأليل. ولكنّ التّداوي بهذه الطّريقة له بعض السّلبيات وهي:
- يسبب الألم لذلك لا ينصح باستخدامه لعلاج الثألول لدى الأطفال.
- يتسبب في ظهور فقاعات حول المنطقة المصابة.
- ظهور ندبات.
- تهيج البشرة.
- تغير لون جلد المنطقة التّي تمّ إزالة الثألول منها.
علاج الثأليل بحمض الساليسيليك
يمكن الحصول عليه بدون وصفة طبية، ويعمل حمض الساليسيليك على تقشير الثأليل بالتدريج حتّى إزالتها.
يتم نقع الثأليل بالماء لمدّة ربع ساعة لإزالة الطبقة المتشكلة فوق الثأليل ومن ثمّ وضع الحمض على الثأليل. يطبّق مرتين يوميًا لمدّة ثلاثة أشهر. ويجب تجنب وضعه على الوجه لأنّه قد يسبب تهيج البشرة وبالتّالي يترك ندبات في الوجه.
علاج الثأليل بالليزر
يعتبر الليزر الخيار الأخير بعد علاجه بالتبريد أو بحمض الساليسيليك، وهو الاختيار الأضمن لزوال الثأليل دون عودة. والطّبيب المختص هو الذي يحدد إذا كانت الحالة تستدعي العلاج بالليزر، مراعيًا بعض الأمور منها مكان انتشار الثأليل وعددها، بالإضافة إلى عمر المريض. ولكن هذه العلاج يعتبر مكلفًا بالنسبة للعلاجات الباقية. كمّا أنّ احتماليّة عودة الثأليل وارد جدًا لأنّها عبارة عن فيروس كما ذكرنا سابقًا.
علاج الثأليل بالأشرطة اللاصقة
يتم وضع الشّريط اللّاصق مكان وجود الثالول لمدة ستّة أيام متواصلة، وبعد انقضاء المدّة تُزال اللصقة ويُنقع مكان الثاليل بالماء وتُزال بقايا الجلد الميّتة باستخدام حجر الخفاف. ويترك العضو دون تغطية ليلة كاملة. وفي اليوم التّالي يتم إعادة وضع شريط لاصق جديد. وتُكرّر هذه العملية لمدة شهرين حتّى زوال الثأليل.
الوقاية من الثأليل
للوقاية من الثأليل لا بدّ من الالتزام بالقواعد التّاليّة:
- عدم استخدام الأغراض الشّخصيّة للآخرين وخاصة المنشفة وشفرات الحلاقة.
- تجفيف القدمين بشكل دائم قبل انتعال الأحذية، ولبس جوارب قطنية في حال كانت القدمين تتعرقان بشدة.
- عدم عض الأظافر لأنّ ذلك يؤدي إلى حدوث فتحة تسمح للفيروس بالدخول داخل الجسم.
- استخدام مناشف خاصة أثناء التمرين في الصالات الرّياضيّة وعدم إعارته لأي كان.
- الامتناع عن العلاقات الجنسيّة غير المحميّة.
- غسل اليدين بانتظام وتجفيفهما بقطعة قطنية.
- الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالثأليل.
- ارتداء حذاء أثناء التنقل في غرف الصالات الرّياضيّة أو في المسبح.
في حال ظهور أي نتوءات على البشرة من الأفضل عدم خدشها أو حكها أو محاولة إزالتها بأي طريقة، ومراجعة طبيب الجلديّة على الفور لمعرفة أسبابها ومعالجتها.