يُعتبر البلوغ مرحلة حرجة من مراحل حياة الفتاة. يحدث البلوغ عادةً لدى الفتيات في سن بين 8 إلى 13 سنة. عندما تبدأ الغدّة النّخامية في إفراز هرمونين هما (الهرمون المنبه للجريب والهرمون اللوتيني). ما يؤدي إلى تضخم المبايض وبدء إفراز هرمون الإستروجين. وأول دلالة من دلائل النّمو لدّى الإناث هو نمو الثّديين وامتلاء الأرداف ومن ثمّ نزول دم الطّمث. ولكن يحدث أحيانًا أن يكون البلوغ مبكر فتظهر لدّى الفتاة أعراض البلوغ في سن صغيرة. أو قد تتأخر هذه التغيرات في الحدوث لدى بعض الفتيات. فعندما لا ينمو الثدي في عمر 13 ولا تبدأ فترة الحيض في عمر 16 نقول حينها أنّ الفتاة تعاني من بلوغ متأخر. في بعض الحالات لا داعي للقلق ولكن لابد من معرفة ما أسباب البلوغ المتأخر عند الفتاة.
أسباب البلوغ المتأخر عند الفتاة
من الممكن أن تؤدي بعض الاضطرابات إلى تأخر في بلوغ الفتاة، ومن هذه الأسباب:
- رتق غشاء البكارة الخلقي.
- قد يكون السّبب وراثي ويسمى أيضًا بالتأخير الدّستوري ويكون موروث من الأم وفي هذه الحالة لا تحتاج الفتاة إلى علاج.
- قصور الغدد التناسلية وسببه عدم انتاج المبيض الهرمونات أو أنّه ينتجها بكميات قليلة.
- تلف في المبايض أو أنّ المبايض لا تتطور بالشكل المثالي.
- انخفاض نسبة الدّهون في الجسم ومن المعروف أنّ جسم الفتاة يحتاج إلى دهون كافية حتى يبلغ قد يكون سبب انخفاض نسبة الدّهون هو ممارسة الرياضة بشكل كبير. مثل رياضة الجمباز والسّباحة.
- الفتيات المصابات بفقدان الشّهيّة العصبي مما يؤدي إلى فقدان الكثير من الوزن وبذلك لا يستطيع النّمو بشكل صحيح.
- تلف الغدة النخامية أو منطقة ما تحت المهاد في الدماغ. وهي المسؤولة عن إفراز هرمونات الغدد التناسلية.
- مرض الأمعاء الالتهابي ويشمل إما التهاب القولون التّقرحي أو داء كرون.
- التليف الكيسي.
- ضمور في الجهاز العصبي.
- مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.
- خلل هرموني في افراز الغدة الدرقية
- الإصابة بمتلازمة تيرنر.
- مرض السّكري.
- الرّبو الشّديد.
- ضعف عام بالجسم بسبب نقص التّغذيّة.
- أمراض الكلى أو الكبد.
- فقر الدّم المنجلي.
- أسباب نفسية.
أعراض تأخر البلوغ لدى الفتاة
تختلف أعراض تأخر البلوغ لدى الفتاة من فتاة لأخرى ومن هذه الأعراض:
- قصر في القامة مقارنةً بالفتيات اللواتي من عمرها.
- لا تتطور الأثداء حتى عمر 13 عامًا.
- تأخر حدوث الطّمث بعد سن السادسة عشر.
- لا يظهر شعر في منطقة العانة.
- لا يتطوّر الرّحم بشكل طبيعي.
- يكون عمر العظام أقل من عمر العظام لدى الفتيات في نفس العمر.
تشخيص تأخر البلوغ لدى الفتاة
قد لا يظهر تأخر البلوغ من خلال الفحص البدني أو التاريخ الصّحي للفتاة، فيلجأ الطبيب إلى مجموعة من الفحوصات وهي:
- تحليل الدّم: يبيّن تحليل الدّم مستويات الهرمونات في الجسم، بالإضافة إلى وجود مشاكل في الكروموسومات كما أنّه يكشف وجود أمراض مثل مرض السّكري أو فقر الدّم.
- صورة الأشعة السّينيّة: تكشف صورة الأشعة السّينيّة لمنطقة محددة في الجسم كاليد والمعصم مثلًا عمر عظام الفتاة.
- فحص بالأمواج فوق الصوتية للرحم والمبيضين.
- التّصوير بالرّنين المغناطيسي: تظهر صورة الرّنين المغناطيسي تفصيل كامل لأنسجة الجسم.
علاج تأخر البلوغ لدى الفتيات
يختلف علاج تأخر لدى الفتيات باختلاف سبب التّأخر، فبعد معرفة السّبب يبدأ العلاج:
- إذا كان سببه رتق غشاء البكارة فيتم العلاج بإجراء عمل جراحي بسيط لفتحه ليسمح للدّم بالنزول.
- لدى الفتيات اللواتي يعانين من تأخر بلوغ طبيعي ستبدأ الأثداء بالنمو تلقائيًا، عند الضّرورة يصف الطبيب هرمون الأستروجين لمدة ستة أشهر.
- عندما يكون تأخر البلوغ سببه انخفاض نسبة الدّهون في الجسم أو سوء التّغذية يكون العلاج عند طبيب تغذية مختص لوضع نظام غذائي فعال لزيادة الوزن.
- علاج هرمون النّمو.
- أما في حال كان التّأخر سببه قصور في عمل أعضاء الجهاز التّناسلي فالعلاج هو تناول هرمون الأستروجين لمدة طويلة، ويتم الحصول عليه إما على شكل قرص يوميًا أو لصاقة توضع على الجلد مرتين في الأسبوع.
- وبالنسبة للحالات المرضية الأخرى يجب معالجة المرض أولًا ومن ثم معالجة تأخر البلوغ.
- يلجأ الأطباء عادةً إلى إعطاء جرعة منخفضة من الاستروجين ويزيدون الجرعة كل ستة شهور.
علامات البلوغ عند الإناث
تبدأ علامات البلوغ عند الإناث بالظهور أبكر من الذّكور، حيث تختلف العلامات من فتاة لأخرى، تبعًا للتغيرات الهرمونية في الجسم التي يرتكز عليها النضوج الجسدي والنفسي، ومن أبرز علامات البلوغ عند الفتيات مايلي:
- كبر حجم الثدي: أول العلامات التي تظهر على الفتاة هو بروز الأثداء، حيث يلاحظ انتفاخ قليل عند الحلمتين، وهذا ما يسمى ببراعم الثدي، قد يسبب نمو الثديين الإحساس بالألم عند لمسهما، بالإضافة إلى الحكة الناتجة عن زيادة حجم الجلد.
- نمو الشعر الزائد: يبدأ شعر العانة والإبط بالنمو بعد نمو الثديين عند بعض الفتيات، أو بالعكس عند البعض الآخر، بداية يكون الشعر عبارة عن شعيرات خفيفة وقليلة.
- تغير شكل الجسم: يزداد وزن الفتيات في مرحلة البلوغ، بسبب زيادة الطول والوزن.
- التعرق وظهور حب الشباب: في مرحلة البلوغ تحدث العديد من التغيرات الهرمونية، التي تؤثر على الغدد الدّهنية والعرقية، ما يسبب إغلاق المسامات في الجلد وتشكل البثور لتتطور إلى حب الشباب.
- حدوث طفرة في النمو: أي النّمو السّريع خلال فترة زمنية قصيرة، وغالبًا ما تحدث تلك الحالة قبل نزول الدّورة الشّهرية بسنة.
- الإفرازات المهبلية: يلاحظ بعض الإفرازات المهبلية، نتيجة التغيرات الهرمونية، وتكون طبيعية إذا كانت عديمة الرّائحة.
- الدّورة الشّهرية: يبدأ نزول الدّورة الشّهريّة بعد سنتين من ظهور علامات البلوغ، إذ تبدأ فترة الحيض عند غالبية الفتيات في 12- 13 سنة، ويمكن أن تتأخر حتى 15 سنة.
تعتبر مرحلة البلوغ مرحلة مرهقة بالنسبة للأهل والأولاد لما يرافقها من التّحولات الجسديّة والعاطفيّة وتغيير في المزاج العام، نتيجة تغير الهرمونات.