“أنت أم الأشياء جميعًا.. سيدة العناصر.. بادئة الحياة..” منذ فجرٍ سطع فيه ضوء الفكر الإنساني خطّت الحضارات العريقة أجمل المأثورات التاريخية التبجيلية للمرأة، وإذا ما بدأنا باستشهاد من أقدم الشعوب التي أهلت الأرض وهي الحضارة المصرية القديمة. فما هو إلا دلالة على عمق وعينا لقيمة المرأة وإنما هو واجب علينا الاهتمام بكل ما يتعلق بها والحفاظ على صحتها، والإجابة عن جميع الأسئلة التي قد تبادر لذهنها وأحد الأسئلة التي سنجيبك عنها، ماهي أمراض الرحم الخطيرة؟
نظرة عامة عن الرحم
الرحم هو بنية عضلية كمثرية الشكل، يقع إلى الخلف من المثانة وإلى الأمام من المستقيم. يتضخم الرحم أثناء الولادة ويعود إلى شكله الطبيعي بعد الولادة بعدة أسابيع. يمتد من الرحم في قسمه العلوي قناتا فالوب ثم المبيضان. وبسبب موقع الرحم في الحوض قد يكون الألم الحوضي لعدة أسباب خلاف الرحم.
أعراض وجود مرض في الرحم
تتضمن بعض الأعراض الشائعة لمشاكل الرحم:
- ألم في منطقة الرحم.
- نزف مهبلي غير طبيعي أو شديد.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- ضائعات مهبلية غير طبيعية.
- ألم في الحوض، وأسفل البطن، وفي منطقة المستقيم.
- إلحاح بولي، أو تعدد بيلات.
- عسرة جماع.
- النزف بعد الجماع.
- طول مدة الطمث.
- انتفاخ بطني.
- إمساك، وعدم الراحة في حركة الأمعاء.
- أخماج مثانة متكررة.
- تعب.
- حمى.
تشخيص الأمراض الرحمية
لتشخيص آفات الرحم. على طبيبك أن يطلب قصة مرضية وعائلية مفصلة ودقيقة. يتم القيام بالفحص المهبلي للتحقق من وجود أي تشوهات أو تظاهرات غير طبيعية. كما قد يتطلب ذلك إجرائك بعض الفحوص المخبرية، ومسحة PAP للمساعدة في تحديد سبب المشكلة.
كما يمكن طلب بعض الفحوص الشعاعية كالصور الشعاعية البسيطة، أو الطبقي المحوري، أو تصوير بالأمواج فوق الصوتية، أو بالرنين المغناطيسي.
علاج الأمراض المتعلقة بالرحم
تعالج الأمراض المتعلقة بالرحم بعدة طرق ومنها الأدوية (كالهرمونات)، بالإضافة للتمارين الرياضية، أو الجراحة كاستئصال الآفات المسببة للمرض، وفي حال الضرورة قد يضطر المعالج لاستئصال الرحم. كما يوصى في بعض الحالات ” الانتظار اليقظ”، وفيها لا يقدم أي علاج ولكن يتوجب عليكي زيارة طبيبك بانتظام لتتبع حالتك.
أورام الرحم الليفية
هي أكثر أورام السبيل التناسلي شيوعًا، ويتكون الورم من حزم من الألياف العضلية الملساء يتخللها جدائل من النسيج الضام ومحاطة بمحفظة رقيقة.
يظهر الورم ضمن أي جزء في الجهاز التناسلي وليس فقط في الرحم. كما تحدث الأورام الليفية في 5% من النساء في سن النشاط التناسلي، وتنمو ببطء لتتظاهر سريرًا في العقد الرابع من الحياة، حيث يرتفع حدوثها إلى 20% وهي أكثر عند عديمات الولادة أو من لديهن طفل واحد.
وتعتمد الأعراض على حجم الورم وموقعه فمعظم الأورام الليفية الصغيرة وبعض الأورام الليفية الكبيرة لاعرضية وقد لا تكتشف إلا خلال فحص روتيني طبيعي. الأورام تحت المخاطية تتظاهر بغزارة نزف طمثي، كما قد تعاني السيدة من ألم ماغص أثناء التقلصات الرحمية.
وبغض النظر عن موقعها يسبب الورم الليفي الكبير الحجم أعراضًا انضغاطية حوضية، وعسر تبول، وتعدد بيلات، وإمساك أو ألم في الظهر. في حين يسبب الورم الليفي العنقي ألمًا حوضيًا وعسرة جماع.
ويمكن التشخيص بإجراء الفحص المهبلي أو البطني، حيث يظهر رحمًا متضخمة ملساء أو عقدية. وتتحرك الكتلة بمجملها عند تحريك عنق الرحم. يكون التشخيص واضحًا في بعض الحالات، ولكن في الحمل قد نلجأ للتصوير بالأمواج فوق الصوتية. كما يوجدأ أربعخيارات للتدبير وهي:
- المراقبة.
- استئصال الورم الليفي.
- استئصال الرحم.
- العلاج الدوائي.
مع العلم يجب أن يشرح الطبيب كل خطوة على حدى، كما يجب على المريضة الموافقة على الإجراءات التي قد تكون ضرورية في حال حدوث أي اختلاط من العلاج، بل يجب عليها التفكير مليًا ومناقشة جميع تلك الخيارات.
فرط تنسج بطانة الرحم
وهي حالة يحدث فيها تكاثر مفرط للخلايا القاعدية في بطانة الرحم، مما يؤدي إلى زيادة سماكتها وحدوث نزف غير طبيعي. إنها ليست حالة سرطانية ولكنها قد تؤدي لتشكل سرطان الرحم. وتشمل أعراضه نزيف مهبلي غير طبيعي، أو ضائعات مهبلية غير طبيعية ومسحة عنق رحم مشكوك بها.
أما عن بطانة الرحم الهاجرة، فهي من نفس نوع الأنسجة التي تبطن الرحم، وقد تنمو في أي جزء آخر من الجسم، غالبًا في البطن أو المبيضين، ويؤدي هذا لنمو نسيج ندبي حول الأعضاء المصابة. وغالبًا تترافق بطانة الرحم الهاجرة مع فرط تنسج بطانة الرحم عند بعض السيدات.
وتشمل أعراضه: عسرة طمث، نزف أو تمشيح غير منتظم، ألم أثناء أو بعد الجماع، آلام في البطن والأمعاء، ألم أثناء التغوط أو التبول.
ندبات الرحم (متلازمة آشرمان)
يسمى ظهور الالتصاقات (الندبات) التالية لعمل جراحي في الرحم أو لعلاج شعاعي بمتلازمة آشرمان، وقد تؤدي لانقطاع طمث أو لنزف خفيف أثناء الدورة الشهرية، وقد تترافق الحالات الشديدة بإنتان أو ألم.
وبهكذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا، تذكري دائمًا أنه لكل داء دواء لذلك لاداعي للخوف أو القلق جميع التطورات العلمية كانت ومازالت تسعى لجعل حياتك آمنة وصحية وما عليكي سوى الاهتمام بصحتك واستشارة طبيبك عند ظهور أي عرض مزعج وغير مريح.