ماذا يسمى صوت الخيل؟ لا تحتاج الإجابة على هذا السؤال إلى الغوص عميقًا في بحر اللغة العربية. إذ يعرف معظم الناس أن صوت الخيل يدعى صهيلًا، وذلك لما يتمتع به الحصان من مكانةٍ مرموقةٍ في الثقافة البشرية عامةً، والعربية خاصةً. إلا أن ما قد لا يعرفه الكثيرون أن الصهيل ليس الصوت الوحيد الذي يصدره الحصان، إنما هناك العديد من الأصوات الأخرى التي تصدرها الخيول، سواءً للتعبير عن حماسها، أو للتواصل فيما بينها.
حظيت الخيول على مر العصور باهتمام مختلف طبقات المجتمع كبيرها وصغيرها، أميرها وفقيرها، فارسها وشاعرها. إذ يعتبر الحصان في كثيرٍ من الثقافات العالمية رمزًا للأصالة والشجاعة والقوة. فكثيرًا ما تجاوزت العلاقة بين الإنسان والحصان حدها الوظيفي لتكون بمثابة صداقةٍ متينةٍ شعارها الثقة والوفاء.
تعتبر الخيول من الحيوانات عالية الذكاء، فهي تعرف صاحبها، وتفهم ماذا يطلب منها، وترد على اللطف باللطف، وعلى القسوة بالشراسة، وقد طورت لغتها الخاصة للتواصل فيما بينها. كما أن معظم أصحاب الخيول ومربيها يتعلمون لغة الخيل أثناء تعاملهم معها، ويدركون ما تقصده خيولهم تبعًا لنوع النغمة التي تصدرها وشدة هذه النغمة. فإذا كنت عزيزي القارئ تملك جوادًا، أو كنت من محبي الخيول، وترغب بمعرفة ماذا يسمى صوت الخيل؟ وما هي دلالات هذا الصوت؟ فستجد في مقالنا التالي الكثير عن هذه الأمور. إضافةً إلى الكثير من المعلومات الممتعة عن الخيول ومواصفاتها.
ماذا يسمى صوت الخيل
تدفع الغريزة الحيوانية الخيول إلى اعتماد لغة الجسد للتواصل فيما بينها، وذلك عندما تكون معرضةً لخطر الحيوانات المفترسة. إلا أن هناك حالات لا بد فيها من التواصل الصوتي بينها، كالتواصل في الظلام، والتواصل مع الخيول البعيدة عنها. إضافةً إلى التواصل مع صغارها حديثة العهد، والتي لم تتقن لغة الجسد بعد. في حين يصدر الجواد، عندما يشعر بالأمان، أنواعًا مختلفةً من الأصوات تعرف بالصهيل، والجلجلة، والحمحمة، والنحيم، والنحط، والشخير، والقبع، والقبقبة، واللجب، والصراخ، والنخر. بعضها يخرج من الفم فقط، وبعضها يخرج من الأنف، بينما يصدر بعضها الآخر من جوف الصدر. فلنتعرف معًا عزيزي القارئ متى يصدر الحصان هذه الأصوات، وما هي دلالات كلٍ منها.
دلالات صوت الخيل
تختلف شدة الأصوات التي يطلقها الحصان ونغمتها باختلاف الحالة التي يريد التعبير عنها، وفيما يلي أهم دلالات الأصوات التي يصدرها الجواد بحسب مسمياتها:
- الصهيل، يكون الصهيل طويلًا ومتكررًا، وتستخدم الخيول الصهيل للتواصل مع الخيول التائهة عن القطيع وتوجيهها للعودة، كما تستخدم للتعبير عن الفرح أيضًا.
- الحمحمة، وهي الصهيل بصوتٍ خافتٍ، ويستخدم الحصان هذا الصوت كنوعٍ من التحية للفارس، أو للخيول الأخرى التي تشاركها الطعام.
- الصراخ، يستخدم للتعبير عن الخوف أو الغضب، فمثلًا يصرخ الحصان عندما يلتقي بحصانٍ غريبٍ كنوعٍ من فرض السيطرة.
- النخر، يستخدم الحصان هذا الصوت للتعبير عن التعب بعد المشي أو الركض لمسافاتٍ طويلةٍ.
- النحط، يصدره الحصان عن الشعور بالإعياء والثقل.
- القبع، يصدر الحصان هذا الصوت عن الشعور بالخوف.
- الشخير، تستخدم الخيول هذا الصوت لتنبيه الخيول الأخرى من الخطر.
- اللجب، وهو صوت يصدره الحصان عندما يكون مضطربًا، وفيه الكثير من الجلبة.
ماذا يدعى صوت الخيل عند المشي والعدو
تصدر الخيول أصواتًا مختلفةً عند ارتطام قوائمها بالأرض، وذلك تبعًا لطريقة سيرها، وسرعته. كما تروي بعض المراجع أن العرب قالوا الشعر على أوزان النغمات التي سمعوها من ارتطام حوافر الخيل وغيرها من الحيوانات بالأرض، ومن الأصوات التي تطلق على ارتطام قوائم الخيل بالأرض:
- الخفيق، صوت مشي ذكر الخيل.
- الوعيق، صوت مشي أنثى الخيل.
- الخواية، صوت ارتطام قوائم الخيل بالأرض أثناء العدو.
- الطقطقة، صوت قوائم الخيل على الأرض الصلبة.
- الاهتزام، صوت ارتطام قوائم الحصان بالأرض عند انطلاقها.
- الهطاهط، صوت ارتطام حوافر الخيل عندما يمشي بسرعة.
- الخنفقيق، يطلق على صوت قوائم الخيل على الأرض عندما تكون مضطربةً.
دلالات لغة الجسد للحصان
قد يدرب الإنسان الحصان أحيانًا غير مدركٍ لأهمية الإشارات الدقيقة التي يصدرها، مما قد يعرضه للخطر. إذ أن الحصان قد يستخدم في نهاية الأمر الأشكال الأكثر تطرفًا للتعبير عن حالته. لهذا من المهم لمن يتعامل مع الخيول أن يكون على درايةٍ كاملةٍ بلغة جسد الخيل، وفيما يلي بعض دلالات هذه اللغة:
إشارات ذيل الحصان
- إذا كان عاليًا، فهو مستعد ومتحمس.
- إذا كان منخفضًا، فهو دليل على التعب والألم والخضوع.
- إذا حف الحصان ذيله، فهذا دليل على الغضب.
- مرفوعًا على ظهره، فهذا دليل على السعادة أحيانًا، وعلى الجزع أحيانًا أخرى.
إشارات أقدام الحصان
- ساق أمامية مرفوعة، تشير إلى تهديدٍ خفيفٍ، وقد يرفع الحصان أحد قوائمه الأمامية عند تناول الطعام أيضًا.
- ساق خلفية مرفوعة، يتخذ الحصان هذه الوضعية عند شعوره بالتهديد.
- ركل الأرض، يدل على احتجاج الحصان، وأحيانًا يدل على وجود خطرٍ خفيفٍ.
- نبش الأرض، يشير إلى شعور الحصان بالإحباط.
إشارات وجه الخيل
- الطقطقة بالأفواه، لإظهار الإذعان للخيول الأكبر منها سنًا.
- فك مفتوح وأسنان بارزة، تشير هذه الوضعية إلى عدوانية الحصان، وأنه يستعد لهجومٍ محتملٍ.
- فتح الخياشيم وتوسعها، دليل على تأهب الخيل واستعدادها.
- توسع العينين حتى يظهر بياضها، دليل على الخوف، أو الغضب.
معلومات عن الحصان
تعتبر الخيول من الحيوانات العاشبة ذات الحوافر الكبيرة، وهي حيوانات برية أساسًا بدأ تدجينها منذ ما يقارب خمسة آلاف عامٍ، ويتراوح وزن الحصان بين ثلاثمائةٍ وخمسين، وأربعمائةٍ وخمسين كيلو غرامًا، في حين يبلغ ارتفاعه بين مترٍ وأربعمائة سنتيمترًا، ومترًا وسبعمائة سنتيمترًا. كما أن للخيول أنواعًا عديدةً أشهرها الخيول العربية المعروفة بأصالتها ونقاء سلالتها، والخيول الأندلسية، والخيول الغجرية، والكثير من الأنواع الأخرى.
يمتلك الحصان حاستي بصرٍ وشمٍ مميزتين، كما يمتلك أذنين حساستين قابلتين للدوران بزاوية مئة وثمانين درجةً، لذا فهو قادر على سماع الأصوات من مسافة خمسة كيلومتراتٍ تقريبًا. وتبلغ أقصى سرعةً وصل إليها الحصان ثمانيةٍ وثمانين كيلو مترًا في الساعة. في حين يعيش الحصان وسطيًا خمسةً وعشرين عامًا، وقد جعله ذكاءه الكبير وذاكرته الممتازة من أفضل الحيوانات الأليفة التي رباها الإنسان.