من هو ليونيداس Leonidas وكيف تبدو سيرته الذاتية؟ فمن منا لم يشاهد التحفة الملحمية الشهيرة 300؟ ذلك البطل الأسبرطي الذي أشاد التاريخ بتضحياته وخلّد اسمه بين العظام، فأصبح رمزًا للوطنية يحتفل به شعب اليونان جيلًا بعد جيل، كما عرف الأسبرطيين بولائهم الشديد له فقد أحبوه وآمنوا به وقذفوه بمنجنيق الوفاء نحو قمم الخلود. وهكذا رحل ليونيداس تاركًا وراءه بصمةً تاريخيةً في التضحية والإنسانية على مر العصور. لذا دعونا نغوص في بحر من الصمود والوفاء اللامتناهي حول حياة هذا القائد التاريخي وكيف انتهت مسيرته البطولية في هذه الحياة.
من هو ليونيداس Leonidas
ليونيداس الأول ملك أسبرطة السابع عشر والابن الاوسط للملك أنكساندريداس الثاني الذي يدّعي أنه من أسلاف هرقل. فقد صعد إلى عرش أسبرطة منذ عام 490 قبل الميلاد وحتى وفاته في معركة تيرموبيلاي ضد الفرس عام 480 قبل الميلاد والتي قدّم فيها تضحية بطولية عظيمة. حيث أمر جيشه بالانسحاب بعيدًا عندما أدرك أن الجيش الفارسي قد تفوق عليه وأبقى على 300 جندي معه للقتال والموت.
شاهد أيضًا: ما لا تعرفه عن ثور THOR من هو سيرته الذاتية
الحياة الشخصية لليونيداس Leonidas
إن صدق تاريخ اليوناني هيرودوت فإن ليونيداس كان الابن الأوسط لملك أسبرطة انكساندريداس الثاني وزوجته الأولى بعد معاناة طويلة من عدم الإنجاب تخللها زواج انكساندريداس من امرأة أخرى وإنجابه لابنه البكر كليومينيس الأول.
وبعد عام من ولادة كليومينيس، أنجبت زوجة الملك الأولى له ابنًا اسمه دوريوس ألحقته بعد سنوات بطفلين هما ليونيداس وكليومبروتوس.
تزوج ليونيداس من غورغو ابنة أخيه كليومينيس الأول، وشغل الفرد السابع عشر من سلالة آغياد التي تدعي النسب من هيجليس الأسطوري. ولم يذكر شيئًا عن أبنائه ولكن بحسب فيلم 300 الذي تناول سيرة حياته كان يملك طفلًا واحدًا اسمه بليستارخوس الذي تولى حكم إسبرطة من بعده.
حقائق حول حياة الملك ليونيداس Leonidas
- بعد مقتل ليونيداس على يد الملك زركسيس في معركة تيرموبلاي أمر الأخير بصلب جسد ليونيداس وقطع رأسه. ولكن الأسبارطيين لم يسمحوا بذلك وتمكنوا من حماية جسد ملكهم فدفنوه في أرض المعركة. وبعد حوالي 40 عامًا أعيد رفاته إلى أسبرطة.
- بعد تضحية ليونيداس البطولية في الدفاع عن أرضه. أقام له شعبه نصبًا تذكاريًا في أسبرطه تكريمًا له. وعلى الجانب الآخر من النصب يشير أسد حجري إلى التل الصغير، حيث دفن الأسبرطيين. كما استمرت طقوس الاحتفال بذكراه حتى القرن الثاني الميلادي.
- بالرغم من أن هيوليود صوّرت ليونيداس على أنه شخصٌ مغرورٌ ويصعب التعامل معه إلا أنه في الواقع كان شخصًا دبلوماسيًا متواضعًا ومحبًّا لشعبه. فخلال فترة حكمه الوجيزة تمكن من إنشاء ائتلاف من عدة دول يونانية لمواجهة تهديدات الفرس.
- كان له مشاركةً بازرةً في المعركة الثانية ضد الفرس. فقد ترأس القوات اليونانية المتحالفة في معركة تيرموبيلاي عام 480 قبل الميلاد و حاول التصدي للهجمات الغارية الفارسية حتى آخر رمق.
شاهد أيضًا: من هو أخيل ACHILLES سيرته الذاتية
عهد ليونيداس Leonidas
صعد ليونيداس إلى عرش أجياد بعد وفاة أخيه غير الشقيق الملك كليومينيس في ظروف غامضة عام 490 قبل الميلاد. فقد حكمت أسبرطة تاريخيًا من قبل عائلتين هما أجياد ويوريبونتيد الذين ادعوا أنهم من سلالة البطل الأسطوري هرقل.
كما تكونت اليونان القديمة من عدة دول صغيرة أهمها كانت مدينتي أسبرطة وأثينا. وبالرغم من سوء العلاقات بين هذه الدول وتنافسها مع بعضها للسيطرة على الأرض والموارد إلا أنها توحدت معًا لحماية الأرض من الغزو الفارسي. وقد حدث ذلك مرتين أولهما في بداية القرن الخامس قبل الميلاد عندما هاجم الملك الفارسي داريوس الأول مدينة أثينا عام 490 قبل الميلاد ولكن تم التصدي له من قبل قوة يونانية مشتركة في معركة “ماراثون” أجبرت الجيش الفارسي على التراجع والاستسلام وأطلق على هذه المعركة “بالحرب الفارسية الأولى”.
وبحلول عام 480 قبل الميلاد أطلق نجل داريوس الملك خشايارشا الأول الملقب بزركسيس الغزو الفارسي الثاني للسيطرة على اليونان بأكملها في معركة تيرموبيلاي. وفيها تم اختيار ليونيداس لقيادة المقاومة اليونانية. حيث أطلق على هذه المعركة “بالحرب الفارسية الثانية”.
شاهد أيضًا: ما لا تعرفه عن أفلاطون من هو سيرته الذاتية
أحداث معركة تيرموبيلاي
بقيادة الملك زركسيس الأول انتقل الجيش الفارسي جنوبًا على الساحل الشرقي اليوناني. مصحوبًا بالاسطول الفارسي الموازي للشاطئ متوجهين إلى أتيكا الخاضعة لسيطرة مدينة أثينا. ولكن لكي يتمكنوا من الوصول إليها كان عليهم أن يعبروا المرور الساحلي لتيرموبيلاي. وخلال هذه الأثناء كان ليونيداس يجهز جيشًا يتكون من 7000 محارب يوناني بينهم 300 محارب أسبرطي. وذلك لمنع الجيش الفارسي من المرور عبر تيرموبيلاي.
تمركز ليونيداس مع جيشه في تيرموبيلاي، متوقعًا أن يوجّه الجيش الفارسي ضربته من جهة واحدة فقط. وبالفعل نجحت خطته في البداية فقد تمكّن الجيش اليوناني من الصمود في أول ليلتين من المعركة بوجه عدوه الأقوى منه عدةً وعتادًا. ولكن جهل ليونيداس بالمنطقة وضعه في مأزق كبير فهو لم يكن يعلم بوجود طريق آخر عبر الجبال وغربًا من تيرموبيلاي يمكّن العدو من تجاوز موقعه المحصن على طول الساحل. الأمر الذي مكّنهم من محاصرة اليونانيين وعندئذ أدرك ليونيداس أن الفرس قد تفوقوا عليه وأن نجاته بعد الآن تعد أمرًا مستحيلًا. لذلك قرر اختيار الرجال الذين يملكون أبناءً أحياء لمرافقته في موقف أخير شجاع، أودى بحياتهم جميعًا.
وفي سبتمبر 480 قبل الميلاد واصل الفرس زحفهم الساحلي وصولًا إلى بويوتيا. فلم تمنعهم تضحية ليونيداس ومجرزة أسبرطه من مواصلة غزواتهم في اليونان ولكنها ألهمت اليونانيين للفوز في نهاية المطاف بانتصار عظيم ضد الفرس في معركة “سلاميس” البحرية، والتي أجبرت الفرس على التراجع والعودة إلى ديارهم. فقد أظهر عمل ليونيداس البطولي استعداد أسبرطة الكامل للتضحية بنفسها لإنقاذ المنطقة اليونانية.
شاهد أيضًا: من هو الإسكندر الأكبر ALEXANDER THE GREAT سيرته الذاتية
وفاة ليونيداس Leonidas
قتل ليونيداس مع المحاربين الثلاثمائة من الأسبارطيين في معركة تيرموبيلاي على يد ملك الفرس زركسيس الاول، والذي أمر بقطع رأس جثته باعتبارها إهانة كبيرة له ولأسبرطة.
وبهذه السطور نختم معكم مقالنا الذي تحدثنا فيه عن حياة البطل لِيونيداس، مسلطين الضوء على أعماله البطولية وتضحيته الأخيرة التي ما زالت حتى يومنا هذا إحدى الرموز الوطنية المقدسة في المنطقة اليونانية.