لماذا غيرت شركة فيس بوك اسمها؟ سؤال حلق في فضاء محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية، حيث تعتبر شركة فيسبوك عملاق مواقع التواصل الاجتماعي والنافذة الكبرى التي يطل بها مئات ملايين الناس على العالم الافتراضي. إضافة إلى كونها الطريق الأفضل والأوسع لكي يتعرف الناس من خلاله على بعضهم من شتى أنحاء العالم. ناهيك عن كونها تؤمن الدخل المادي لشريحة واسعة جدًا من الناس عن طريق الإعلانات وغيرها. والأهم من ذلك كله أنها تعتبر من أهم الوسائل الإعلامية حول العالم. بحيث تمكن المتصفح من معرفة أخبار العالم كله لحظة بلحظة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والرياضية. ومن الواجب ذكره هنا هو ضرورة التمييز بين اسم الشركة الكبرى فيس بوك وتطبيق الفيس بوك. فشركة فيس بوك تضم تطبيقاتها الضخمة وهي فبس بوك وانستغرام و واتساب. وكثيرًا ما سمعنا في الآونة الأخيرة عن تغير شركة فيسبوك لاسمها، فهل هذه المعلومات صحيحة؟ وما هو اسمها الجديد؟ ولماذا تم تغيير الاسم؟ وما المقصود بميتافيرس كل هذه الاستفسارات سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
لماذا غيرت شركة فيس بوك اسمها
تناقلت الكثير من وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية عن خبر تغيير شركة فيس بوك لاسمها. وفي الحقيقة أتى الاسم الجديد بعد ما حدثت فضيحة طالت الشركة بأكملها. حيث كشفت فرانسيس هوغن المسؤولة في فريق النزاهة المدنية بالموقع عن مخالفات بحق الإنسانية بأكملها. كان أهمها تأجيج الصراعات العرقية في إثيوبيا وميانمار، فجمعت فرانسيس هوغن الأوراق والمستندات وتم تقديم المستندات إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، وقدمها مستشار فرانسيس هوغن إلى الكونغرس بعد تدقيقها وتنقيحها إضافة إلى تكتم الموقع عن ممارسات غير إنسانية ارتكبها كبار ورجال أعمال ومشاهير وشخصيات عامة وسياسية.كما اتهمت الشركة بتنسيق هجوم ٦يناير على مبنى الكابيتول في العاصمة الأمريكية واشنطن. إضافة إلى اتهام الشركة بتفضيل مصالحها المادية على مصالح مستخدميها، ولذلك قررت الشركة بالعمل جاهدةً على تقديم خدمات مميزة لمستخدميها، وكان ذلك متمثلًة بالبدء باتخاذ أولى خطوات انشاء واقع افتراضي ومعزز وإقامة منصة ثلاثية الأبعاد من خلال الميتافيرس. كما بدأت باتخاذ خطوات جدية للعمل على إهمال الهواتف والحواسيب المحمولة والانتقال من العالم المادي الى العالم الافتراضي.
الهيكل الجديد لفيسبوك
كان تغيير اسم هذه الشركة والتي تعد من أهم الشركات في العالم يحمل في باطنه نوايا واضحة للشركة برهن مستقبلها بمنصة حوسبة جديدة وهي الميتا فيرس. فحسب رأي الشركة فإن الأشخاص سوف يتجمعون ويتواصلون من خلال الدخول إلى بيئة أو بيئات افتراضية. سواء كانوا يتحدثون مع زملائهم في غرفة اجتماعات أو يتسكعون مع أصدقائهم في أماكن نائية حول العالم. والجدير بالذكر أنه لن يتغير طريقة تعامل الشركة مع البيانات ومشاركتها ولن يحدث أي يتغير في البنية الهيكلية للشركة. وسوف تحتفظ الشركة ببيانتها وتطبيقاتها بما في ذلك شبكاتها الاجتماعية الضخمة كالفيس بوك والانستغرام وواتساب. في حين أن التغيير الجذري سيطال اسم الشركة الكبرى والذي أصبح ميتا.
وقد كان من أهم خطط الشركة المستقبلية استثمار القاعدة الاجتماعية الضخمة التي تمتلكها والي تبلغ حوالي 3 مليارات مستخدم. فكانت خطتها تحويل هذا العدد الكبير إلى جمهور يتبنى تجاربها الرقمية من خلال الأجهزة والتقنيات التي تدعمها برامج الواقع الافتراضي والمعزز. وهذا المجال التي أرادات ميتافيرس أن تكون سباقة على منافسيها به.
وبالرغم من ذلك فإن هذه الخطة لم تكن جديدة في برامج عمل الشركة فقد تم إصدار سماعة الرأس أوكولوس التي تم وصفها بمنتج متواضع انحصر تطبيقه على الألعاب والتطبيقات الترفيهية. أما اليوم فتسعى شركة ميتافيرس إلى نطاق واسع الرؤيا.
ماذا يعني اسم ميتافيرس
أعلن زوكربيرغ المدير التنفيذي للشركة والتي تضم فيس بوك وانستغرام و واتس اب عبر بث شاركه مع مستخدميه في كل أنحاء العالم عن تغيير اسم شركته المعروفة باسم فيس بوك ليصبح ميتا. مع العلم أن ميتا هي كلمة يونانية الأصل تعني إلى ما بعد وهذا الاسم يتوافق مع خطط الشركة المستقبلية في تغيير الواقع المادي إلى واقع افتراضي ومعزز عبر استخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد تعرف باسم ميتافيرس.
كما أن كلمة ميتا فيرس تجمع بين كلمتي ميتا ويونيفرس، وهذا ما يعرف بالكون الفوقي. ومن المتوقع أن يزيد هذا التغير من عدد التفاعلات البشرية مع الشركة بكونها تشكل بديلًا للعالم الرقمي يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت إضافة إلى تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
منافع تغيير اسم شركة فيس بوك
أفاد زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة ميتا أن تغيير اسم شركته جاء بعد الانتقادات الواسعة التي طالت الشركة بوصفها شركة مادية بحتة لا تهتم بمستخدميها. فأشار زوكربيرغ عن إعلان شركة فيس بوك توفير ما يقارب عشرات آلاف الوظائف لتطوير الميتا فيرس. كما رصدت الشركة مبلغ 50 مليون دولار لتمويل جهات وهيئات غير ربحية للمساعدة في تصميم هذه المنصة التي من المتوقع أن تغير مستقبل الإنترنت في العالم بأكمله. والأهم من ذلك أن هذا التغيير سوف يخلق عالمًا افتراضيًا ومعززًا يعتمد بصورة أساسية على تقنيات ثلاثية الأبعاد مع العمل على تقليل الاعتناء على الهواتف المحمولة.
وأخيرًا وبناءً على تصريحات زوكربيرغ فإن هذه القرارات والتعديلات تشكل جزءًا بسيطًا من الخطط التي تسعى شركة فيس بوك لتنفيذها اليوم، وهذا يدل على مدى المشاريع الواسعة التي تتطلع شركة فيس بوك لتحقيقها خدمةً لمصالح مستخدميها ولمواجهة الهجومات والانتقادات الواسعة التي تتعرض لها اليوم.