كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل؟ استفسارٌ يطوفُ بخاطرةِ كلّ عاملٍ باتَ أسير العمل. فالإنسان بطبعه يميل إلى الاستقرار والثبات، الأمرُ الذي يتضحُ بصورةٍ جليّةٍ في عمله الذي يصبح في كثيرٍ من الأحيان مجرّدُ روتينٍ مملٍّ ينعكسُ على إنتاجيتهم أو حتّى حماسهم للعمل. ما يجعل الإجابة على سؤالهم كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل؟ مطلبًا وحاجةً عَلّ وعسى يظفرون بأفكارٍ تعيد لهم شغف العمل.
في كثيرٍ من الأحيان لا يمكن للإنسان أن يتخطّى هذا الروتين، فيجدّ نفسه مأخوذًا بفكرة تكرار الأعمال نفسها. وفي هذه الحالة يصبح تغيير الظروف المحيطةِ بالعمل أمرًا ضروريًّا للتغلب على هذا الملل. قليلٌ من التغيير سواءً في اللّباس أو الطعام أو حتّى إضافة بعض الديكورات لموقع العمل، طريقةٌ ناجعةٌ لكسر الروتين وإحداثٍ تغييرٍ إيجابيٍّ، ممّا يؤدي لزيادة الإنجاز والأداء بشكلٍ أفضل. وفي هذا الصّدد جاء مقالنا “كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل” ليمدّ يدّ العون لِمن سيطر الروتين على عمله وأفقده حماسه.
شاهد أيضًا: نصائح للقيام بعمل إضافي مع الحفاظ على وظيفتك
كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل
قبل الإجابة عن سؤالك ” كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل. ينبغي القول أن الملالة والسّآمة أمرٌ فطريٌّ يصيب كلّ نفسٍ بشريّةٍ، لا سيما في العمل اليوميّ الذي يستولي على الوقت والجهد. لذلك عليك إضفاء جوٍّ من المرح والراحة على بيئة العمل، وإدراك بعض الطرق التي تساعد على اكتشاف المتعة في العمل. إليكَ أبرزها:
الاستفادة من نقاط القوة
إذ يفترض علماء النفس أن إدراكنا لنقاط القوّة لدينا قد يكون محفزًا كبيرًا لإعادة اكتشاف المتعة في العمل. ما عليك إلّا تحديد مكامن القوة عندك، ومن الطبيعي أن ما يُحفزّك ويزيد نشاطك للعمل قد لا يحفزّ الآخرين. لذلك ابدأ بسؤال نفسك الأسئلة التاليّة:
- ما هي الأوقات التي شعرت فيها مؤخرًا بالنشاط أثناء العمل؟
- ماذا كنتُ أفعل عندما كُنتُ نشيطًا ومندفعًا في العمل؟
والآن وبعد إجابتك على هذه الأسئلة أصبح بإمكانك تحديد نقاط قوتك بوضوح. ما ينبغي عليك الآن هو التفكير في كيفيّة الاستفادة من هذه النقاط حتّى تعيد اكتشاف المتعة في العمل. على سبيل المثال شاركت إحدى السيدات تجربتها والتي تحدّثت فيها عن عبورها لفترةٍ من اليأس والإحباط خلال العمل. ما دفعها للتفكير في أكثر اللّحظات التي شعرت فيها بالفرح والاندفاع للعمل. وعبرت السيدة أنّها من محبيّ التخطيط الاستراتيجيّ والتفكير بالمستقبل والفرص طويلة الأمد، وأنّ التفكير والتخطيط يمدّناها بالطاقة. لذلك خصصت ساعتين من برنامجها الأسبوعيّ تنعزل فيه عن فريق عملها وتخطط للمستقبل. حيث كانت هذه السّاعات القليلة كافيّةً لاستعادة نشاطها في العمل.
التركيز على النمو المهني
مع الروتين الملل والسّيناريو المعاد يوميًّا خلال العمل يسيطر الإحباط على العامل. ويبدأ بطرح أسئلةٍ عن طريقةٍ يعرف فيها كيف يعيد اكتشاف المتعة في العمل. جميعنا يعلم أنّ الشيء المكرر يدفع بنا للضجر، ولكن عندما نتحدث عن العمل فإنّنا أمام بحرٍ واسع من التّجديد. ما عليك إلّا البدء بتطوير نفسك وعملك، لا سيما أنّ متعة العمل تنتج عن الجهد المبذول من الكدِّ المستمرّ والتي تؤدي لتحقيق النجاح. لذا حدد أهدافًا ذات مغزى وابدأ رحلتك نحو التّغيير دون الاكتراث للعوائق التي تعترضك فالتغلب عليها هي أوّل خطوةٍ لنجاحك في إعادة المتعة للعمل.
حيث جاء في حديثٍ شارك فيه مجموعةٌ من الشبان العاملين في إحدى الشركات تجاربهم. إذ أجمعوا أنّ أمتع اللّحظات التي قضوّها كانت خلال الدورات التدريبيّة القصيرة وورشات العمل التي أقيمت في الشركة. لذلك وحتى تعيد اكتشاف المتعة في العمل يمكنك الانخراط في:
- مجموعةٍ من خبرات التّعلم.
- دوراتٍ تدريبيةٍ قصيرةٍ ومكثفةٍ عبر الإنترنت أو في مراكز العمل.
- مجموعات التّطوير وتبادل الخبرات والتي تقوم على مشاركة الأفكار والتحديات.
- كذلك دورات القيادة الافتراضيّة والتي تتطلبُّ العمل الجاد لتحقيق أهدافٍ قياديّةٍ.
شاهد أيضًا: الحوافز غير النقدية لمكأفاة موظفيك
مشاركة معاناتك مع الآخرين
جميعنا يدرك مدّى الجديّة والعلاقات المحدودة خلال العمل. وفي أغلب الأحيان يقتصر الحديث على تحيّة الصباح وأحاديثٍ تدور حول محور العمل، ما يحوّل بيئة العمل إلى مكانٍ مملٍ. وحتّى تعرف كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل عليكَ بمحاولة التّعرف إلى الوسط المحيط بك من الزملاء والتّقرب إليهن، لا بأس باتخاذ صديقٍ واحدٍ من بين العاملين في نفس المكان. الأمرّ الذي يعطيك المجال للتّحدث والنقاش عن الأمور التي تزعجك سواءً في عملك أو خارجه. خاصّةً أنّ الحديث عن ما يزعجنا يريحنا ويخفف من تعبنا. فحديثٌ قصيرٌ ترمي فيه الأعباء عن عاتقك كفيلٌ لاستعادة نشاطك ودافعك خلال العمل.
إعادة بناء العلاقات من خلال العمل
ذلك من خلال تعزيز التّواصل الإيجابيّ مع فريق العمل، ومشاركة الخبرات والمساعدة. إذ ينبغي أن نخلقَ بيئةَ عملٍ ودودةٍ خاليّةٍ من المشاحنات والخلافات، وأن ندرك أنّ الاختلاف أمرٌ طبيعيٌّ جدًا ما لم يتحوّل لخلافٍ. حيث يؤدي التواصل إلى تعزيز الطاقة ما ينعكسٌ إيجابًا على نتاجِ العمل. إذ تحسّنُ هذه الطاقة من التعاون بين الفريق، وقد تخفف من الآثار الفيسيولوجيّة والنفسيّة الناجمة عن ضغوطات العمل. إليكَ بعض الأفكار الجيدة حتّى تحافظ على العلاقات الحيدّة خلال العمل:
- إلقاء التحيّة.
- الحفاظ على الودِّ والابتسام في وجه الزملاء.
- لا تأكل وحيدًا، تشارك الطعام مع الزملاء.
- من جهةٍ ثانيّةٍ إنّ القيام بجولةٍ قصيرةٍ مع أحد الزملاء خلال مكان العمل من شأنه أن يعيد المتعة في العمل.
مع كل هذه ينبغي عليك احترام حدود الطرف الآخر، ومحاولة تعزيز التّواصل مع الزملاء دون التّسببِّ بإزعاجٍ. لا سيما أنّ هناك العديد من الأشخاص الذين لا يحبون خلق العلاقات في موقع العمل.
تذكر السبب الدافع
في كلّ مرةٍ تفقد فيها شغفك للعمل، يكون تذكرّك للسّبب الذي تعمل من أجله أهمّ جوابًا لسؤالك كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل. على سبيل المثال أنّك تعمل للحصول على ترقيّةٍ، أو أنّ هذا العمل سيعود عليك بمنفعةٍ ماديّةٍ تساعدك على القيام بالعديد من الأمور التي ترغب بها كشراء سيارةٍ أو القيام برحلةٍ لبضعة أيام. على الرغم من بساطة القول إلّا أنّه بمجرد التّفكير في نتائج العمل التي تنتظرها سيعود الحماس والاندفاع للعمل.
شاهد أيضًا: أهمية العمل في حياة الإنسان
احتفظ بدفتر يوميات
إنّ الاحتفاظ بدفتر يومياتٍ لتدوين الملاحظات أو الإنجازات التي قُمت بها خلال العمل، أو حتّى لإلقاء ما يجول في نفسك بين ثنايا. سواءً كتابةً أو رسمًا أو حتّى مجردُ رؤوس أقلامٍ لأعمالٍ تنوي فِعلها، قد يعطيك الحافز للعودة إلى العمل بنشاطٍ.
فكر في الفوائد الناتجة عن العمل
إنّ التّفكير في الفوائد التي تعود عليك أو على الآخرين أمرٌ محفزٌ لاستكمال العمل بنشاطٍ. فكر قليلًا بكمية الامتنان من أحدّ الأشخاص العابرين الذين سهلت عليهم عملهم أو مقدار سعادة طفلك عند حصوله على لعبةٍ جديدةٍ بعد أخذ أجرك الشهريّ.
لا تسع إلى الكمال
أن تتخلص من أفكارك الخاطئة في السّعي نحو الكمال إجابةٌ شافيّةٌ لسؤالك كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل. لا سيما أن الفشل في تحقيق الكمال يولدُّ الإحباط والحزن ما يفقد الشغف للعمل. ما عليك إلّا بقبول أنّك لن تكون في أفضل حالاتك كلّ الوقت، وأنّه قد يطغى عليك أحد الأشخاص بعمله. الأمر الذي يجلبُ لك السّلام الذي بدوره سيقودك إلى الفرح.
كيف تحسن حالتك المزاجية خلال التواجد في العمل
سؤالٌ آخر ينضمُّ لقائمة المتسائل عن كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل. لا شكّ أنّ بيئة العمل ليست بالبيئة المثاليّة ولا يخلو الأمر من الإزعاج أو تعكرّ المزاج. سواءً تعرضتَ لإساءةٍ من المدير أو أنهكك العمل المتراكمُ ودفع بك إلى التّوتر والاكتئاب. يمكنك تحسين مزاجك ببعض الأشياء البسيطة، إليكَ منها:
رتب مكان عملك
لمساتٌ خفيفةٌ من تنظيف الغبار أو ترتيب المصنفات والأوراق إلى فتح الشبابيك لتجديد الهواء كافيّةٌ لتحسين مزاجك خلال العمل.
وزع الزهور في مكان العمل
إنّ للزهور قدرةٌ رائعةٌ على تحسين المزاج، لا سيما ذوات الروائح الفوّاحة. لذا من الضروري أن تحرص على وجود إحدى أنواع الزهور في مكان عملك لتخلصّك من التّوتر. يمكنك وضع نباتات خضراء مثل الصّبار أو ساق البامبو أو الرّيحان.
استمع لموسيقاك المفضلة
احرصْ على الاستماع إلى موسيقاك المفضلة عند شعورك بالتّوتر الشديد. إذ تعمل على تشتيت الانتباه وتخفيف التّوتر والضغط الناجم عن العمل.
تجنب مصادر التوتر الأخرى
عندما يتعكر مزاجك خلال العمل حاول قدر الإمكان أن تتجنبَ مصادر التّوتر الأُخرى. على سبيل المثال:
- لا تستمعْ لنشرات الأخبار التي تتحدّث عن الكوارث والحروب.
- ابتعد عن الزملاء السّلبيين.
- لا تفكرْ في الأشياء التي تحزنك أو مشاكلك حتّى لا يزيد الأمرُ سوءًا.
احصل على بعض المرح
بالرغم من أنّ العمل يحتاج إلى الجديّة فإن إضفاء عنصر المرح سوف يحسن من مزاجك، كما قد يكون عونًا لك على معرفة كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل. لذا ينبغي أن تحرص في وقت الراحة على تبادل الأحاديث المبهجة مع الزملاء أو حضور بعض المقاطع الكوميديّة. كما يمكنك الخروج لتناول الطعام في مكان بعيد عن جو العمل المملّ.
تذكر الذكريات السعيدة خلال العمل
من الطرق السّريعة في تحسين المزاج تذكر اللّحظات السّعيدة، لا بأس برحلةٍ قصيرةٍ إلى الماضي الجميل. كلحظة وقوعك في الحب أو حفل الزفاف، أو حتّى لحظاتك السّعيدة خلال حياتك المهنيّة. لا بأس بالاطلاع على بعض الصّور والتي ستحسنّ حالتك وتدخل السّرور لقلبك.
شاهد أيضًا: التسوية الودية مكتب العمل
وصلنا إلى نهاية مقالنا “كيف تعيد اكتشاف المتعة في العمل” والذي تحدّثنا فيه عن طرقٍ لإعادة اكتشاف المتعة في العمل، كما تحدّثنا عن كيفية تحسين الحالة المزاجيّة خلال العمل. فدَعني ودَعكَ من الشكوى والتّذمر من روتين العمل، ولتبدأ بالتغيير حتّى تعود إلى أوجِ نشاطك في العمل. وتذكر دائمًا أنّ الذي لا يمكن مواجهته لا يمكن تغييره، ومن واجبك تخطي ملل العمل الذي يمرّ بك لأنّه لن يقدم رسالة اعتذارٍ وتأسفٍ لما يجري ولن يعدك أنّها المرة الأخيرة التي تضجرُ فيها.