كيف تتخلص من الإحساس بالضياع

هل تشعر بالضياع وتفتقد إلى التركيز على أهدافك؟ هل تشعر بتخبطٍ شديد في الأفكار وأضعت وجهتك؟ لا بد أنك تريد أن تعرف كيف تتخلص من الإحساس بالضياع، لكن لا بد أولًا من أن تعرف ما هو الشعور بالضياع في الحياة.

الشعور بالضياع هو أحد أثقل وأسوأ المشاعر في العالم. إحساسٌ من المحتمل أن يختبره الكثير من الناس في مرحلة ما من حياتهم. كما يمكن أن يكون الشعور بالضياع ناتجًا عن عدة عوامل، أهمها الافتقار إلى الهدف أو الإنجاز أو الاتجاه.

وقد يأتي الإحساس بالضياع بعد فشل أو خيبة أو ملل من الحياة، فيشعر الشخص وكأنه تائه في مكانه. وفي حالاتٍ أخرى يعود الضياع إلى عدم التصالح مع الذات، وفقدان الصلة بين القلب والروح. حيث لا يستجيب الإنسان لصوته الداخلي.

بالإضافة لذلك يمكن أن ينتج هذا الشعور عن قلة العلاقات الشخصية أو قلة الثقة بالنفس أو عند الإحساس بالخوف.

ونظرًا لمرور الكثير من الأشخاص بمشاعر الضياع في إحدى مراحل حياتهم، يغدو التعرف على الطرق الصحيحة للتخلص من هذا الشعور السلبي أمرًا في غاية الأهمية.

لذا سنتعرف من خلال هذا المقال على أفضل الطرق المدروسة لكيفية التخلص من الإحساس بالضياع.

ما هو الشعور بالضياع في الحياة

ما هو الشعور بالضياع في الحياة
ما هو الشعور بالضياع في الحياة

عندما تشعر بالضياع، فأنت لا تعرف ماذا تفعل، وكيف تشعر، وأي اتجاه تقوده لنفسك أو كيف ستكون خياراتك. عندما نشعر بالضياع، فإننا نميل إلى التشكيك في كل جانب من جوانب حياتنا، مما يخرجنا عن نطاق السيطرة.

كما يؤدي الشعور بالإرهاق من المواقف الصعبة أحيانًا إلى الشعور بالضياع. ومن أخطر جوانب الشعور بالضياع هو عدم إدراكك لهويتك أو شخصيتك، مما يؤثر على صورتك الذاتية وعلى ثقتك بنفسك. وغالبًا ما يخلق هذا الشعور إحساسًا بالانفصال لأنك لم تعد تعرف نفسك.

ومع ذلك، فإن الشعور بالضياع ضروري في بعض الأحيان لأننا نميل إلى الهروب من مشاعرنا المؤلمة، والعلاقات المعقدة، والصدمات الماضية، والأحداث الصعبة الأخرى. كل ذلك لنتخذ طريقًا جديدًا بشكل أفضل نحو المستقبل.

فعندما تشعر بالضياع، يمكن أن يدق جرس الإنذار ليخبرك بأن الوقت قد حان للانتباه إلى الحقيقة التي تهرب منها وإجراء التغييرات اللازمة في حياتك.

قد يتعرض شخص ما لانتكاسة أو مشكلة صغيرة فيشعر بعدها بالضياع ولكن ضياعه هذا قد يمتد لفترة طويلة. أو أنه يمتد لجوانب أخرى من حياته أو يعرقل حياته بأكملها، وكثيرًا ما تُعرف هذه الحالة بالكارثية. فما يبدأ كمشكلة صغيرة سينمو بسرعة كبيرة بسبب الافتقار إلى الدعم والتوجيه والحل المناسب. وهنا تكمن المشكلة.

وقد ينتهي المطاف إلى إعادة تخمين الشخص لنفسه التي أصبح لا يعرفها أبدًا والأشياء التي كان يؤمن بها. لينتقل هذا الشعور في النهاية إلى مجالات لا حصر لها، مثل الصداقات والعلاقات والمسارات الوظيفية والنمو الشخصي.

كيف تتخلص من الإحساس بالضياع

"كيف

قد يبدو لك أن الحياة ليس لها معنى. لكن إذا شعرت بذلك، تذكر أنك بحاجة إلى أن تكون هادئًا مع نفسك بدلًا من لومها لأنها تشعر بالضياع. ولا تقلق كثيرًا فهناك الكثير من الطرق التي تمكنك من التعامل مع هذا الموقف الصعب.

أما أهم الأساليب التي تساعدك على التخلص من الإحساس بالضياع:

  • حاول ألا تتجنب الشعور بالضياع حتى لا تقع في مصيدة عدم التكيف المؤقت مع هذا الشعور، وبالتالي عدم التمكن من التخلص منه. فالأشخاص الذين يحاولون معرفة سبب المشكلة وتحليلها غالبًا ما يجعلون الموقف أسوأ. ويعد الإفراط في تحليل الشعور العابر سببًا لدوامه فترة أطول.
  • أدرك أنك تستطيع السيطرة على عواطفك وأفكارك، وأنك ستقوى على كل المشاعر السلبية. فأنت وحدك من يصنع حياتك ويشكلها ويقودها للمسار الصحيح.
  • ابدأ بالتركيز على نقاط القوة لديك والقدرات التي تتمتع بها.
  • عليك خلال هذه الفترة التخلص من العادات غير الصحية في حياتك، وخاصةً إدمان تصفح المواقع الاجتماعية، واستبدلها بالرياضة أو التأمل أو الاستجمام.

نصائح لتتخلص من مشاعر الإحساس بالضياع

سنقدم إليك قائمة من النصائح التي تساعدك على التخلص من الإحساس بالضياع:

  • عليك بدايةً أن تتقبل شعورك بالضياع وأنك لست الوحيد الذي ينتابه هذا الشعور، لكن لا تنسى أن الوقت من ذهب، فلا تسمح لهذا الشعور أن يسيطر عليك.
  • اعترف بالشخص الذي أنت عليه الآن وأنك لديك من السيطرة على زمام الأمور أكثر مما تعتقد.
  • عليك أن تتأكد أن كل شيء سيكون قريبًا على ما يرام، أو ربما بشكل أفضل من السابق.
  • ابتعد عن الضوضاء وأدرك أن شعورك الآن سيساعدك كيف تواجه الحقيقة واسأل نفسك الأسئلة المباشرة، واجعل من مشاعر الوحدة والضياع أدوات للتوجيه الذاتي.
  • تذكر أن الأشياء تحدث دائمًا لسبب ما، فاستبدل التفكير بدور الضحية بالتفكير بحكمة.
  • ركز دائمًا على قدراتك واستفد من إنجازاتك الماضية لإعادة استخدام نقاط القوة لديك.
  • اقرأ عن مزايا التنمية الشخصية والمساعدة الذاتية لتطوير الذات واتخذ شخصًا ناجحًا كقدوة لك.
  • عليك بتغيير البيئة أو المكان، فمن السهل التفكير في المشاعر السلبية عندما يبقى الشخص في مكان واحد لفترات طويلة.
  • إذا استمرت المشكلة اطلب المساعدة من أحد المختصين في التنمية البشرية.
  • ستكون الرياضة مساعدك الأول في التخلص من مشاعر الضياع، فقد أثبتت الدراسات العلمية أثرها الكبير في تحسين الحالة النفسية والمزاجية. كما أنها تستبدل أفكارك السلبية بأفكار جديدة وتحثك على اتخاذ الخطوات المناسبة للخروج من هذه الحالة.

كيف يتخلص الشباب والطلاب من الإحساس بالضياع

كثيرًا ما تنتشر مشاعر الضياع بين الشباب والمراهقين، ويرجع ذلك إلى التغيرات النفسجسمية المرافقة للمرحلة العمرية لديهم. بالإضافة إلى التغيرات التي تطرأ على بعض مراحل حياتهم. فإذا كنت شابًا لابد وأنك مررت في هذه المرحلة وأردت معرفة كيف تتخلص من الإحساس بالضياع. وربما تساعدك دراسة تجارب الآخرين في تخطي هذه المرحلة من حياتك.

وسنقدم إليكم دراسة بحثية صينية لإحدى حالات الضياع التي ترجع لطالبة في مرحلة انتقالها من التعليم في المدرسة إلى التعليم الجامعي. حيث تعد الدراسات المقدمة لتوضيح تكوين الشخصية في السنة الأولى من الجامعة قليلة لكونها تحتاج لبيانات طولية نوعية وغنية.

تتناول الدراسة حالة كريستي، وهي طالبة صينية تدرس بجامعة في هونغ كونغ، والتي كافحت في عامها الدراسي الأول.

حيث يمثل الانتقال إلى الحياة الجامعية تحديًا كبيرًا أمام الشباب أو المراهقين. وذلك لأنه يتضمن التكيف الأكاديمي والتكيف الاجتماعي مع نمط الحياة الجديد، وخاصة إذا ترافق هذا الانتقال مع السفر أو انتقال الإقامة بهدف الدراسة. لذلك ليس من المستغرب أن يكون التناقص والضياع خلال هذه المرحلة الانتقالية في أعلى مستوياته.

كما حققت هذه الدراسة في العوامل التي تؤثر على تكيف الطلاب، وقد ثبت أن تشكيل الشخصية الجديدة للمتعلم داخل الجامعة أمرًا بالغ الأهمية.

مراحل الإحساس بالضياع في بداية المرحلة الجامعية حالة دراسية

مراحل الإحساس بالضياع
مراحل الإحساس بالضياع
  • وفقًا لبيانات كريستي يبدو أن انتقالها إلى الجامعة يتبع في المرحلة الأولى له لنمط “طقوس المرور” (وفقًا للأبحاث السابقة). وهذا يعني أنها حالة انفصال ثم انتقال ثم دمج. حيث كانت كريستي في البداية متحمسة للانفصال، حريصة على فصل نفسها عن المنزل والمدرسة والروتين. وبعد ذلك، أثار الانتقال للحياة الجديدة صعوبات غير متوقعة، مما جعلها تشعر بالضياع والوحدة، واستغرق ذلك بعض الوقت.
  • ووجدت الدراسة أن طريقة تحضير كريستي للحياة الجامعية تتسم بالإيجابية. لكنها كانت تفتقر إلى دراسة الفروق الدقيقة كدراسة القيم والنمط الجديد للشخصية الجامعية، وكيفية الانتقال الصحيح. بالإضافة إلى ضرورة الاستعانة بإرشاد والدتها أو معلميها في المدرسة. وعلى الرغم من أنها أشارت إلى الاستعداد للتغيير، لكن لم يكن هناك دليل على التخطيط الجيد للمرحلة الجديدة.
  • شعرت في المرحلة الثانية بعدم التوازن بين الشخصية التي تخيلتها وواقع تجربتها. وقد أدى هذا الصراع إلى المرحلة الثالثة، وهي استخدام أسلوب معالجة تجنب الانتشار المتمثل في التسويف في اتخاذ القرار، والوعي الاستبطاني المحدود، واستراتيجيات إدارة تجنب الإجهاد، والصعوبات الأكاديمية والاجتماعية، والمشكلات العاطفية والسلوكية.
  • وقادها ذلك إلى اليأس والارتباك ولوم الذات والخمول والعزلة المفروضة على الذات والحنين إلى الوطن. وهنا اتبعت أسلوب الإغلاق (البقاء في هذه المرحلة). ووفقًا لما روته كريستي، فكانت محاطة بأفكار انتحارية (الإجراء الأسوأ كدليل على الضعف وإغلاق المسار). ولم تعرف كيف تتخلص من الإحساس بالضياع، واستمر ذلك حتى رأت طبيبًا وأنقذها تزامنًا مع وصول والدتها إلى هونغ كونغ.

مرحلة التخلص من الشعور بالضياع عند الطلاب

تم تحديد تعافي الطالبة كريستين على أنه المرحلة الرابعة من مراحل الشعور بالضياع، حيث كانت تميل إلى شخصيتها الجديدة بالاعتراف بالحاجة إلى بذل جهد معرفي، بالإضافة إلى التفكير والانفتاح على الأفكار والتجارب الجديدة. ولقد طورت مهارات إدارة الوقت والتنظيم، وأجبرت نفسها على إعادة تفعيل رياضتها وهواياتها، وتعلمت تنظيم نفسها. كما أدركت أن نهجها التبسيطي في دراستها الأكاديمية لم يكن كافيًا وزادت من جهودها، وقبلت حاجتها للدعم من والدتها لكنها وضعت حدودًا مناسبة. كما تعلمت أسلوبًا إعلاميًا بعد حالة عدم التوازن وتجنب الاندماج الاجتماعي من خلال تفعيل التواصل وتكوين صداقات جديدة وحسن اختيار الأصدقاء. وكان هذا كفيلًا في تعلمها كيف تتخلص من الإحساس بالضياع من خلال إيصالها إلى حالة النجاح في إنجاز الشخصية الجامعية.

وختامًا على الرغم من أن الإحساس بالضياع حالة طبيعية في بعض الأحيان، ولكن ننصحك بألا تمكث طويلًا في مرحلة الإحساس بالضياع. فمن الضروري عدم التهويل بالمشاعر السلبية وألا تغرق نفسك بالأسباب حتى لا تتفاقم المشكلة لتنتج مشاكل أكبر في الحياة.

وتأكد أنك لن تشعر بهذه الطريقة إلى الأبد مثل أي شيء في هذه الحياة. وننصحك بالإكثار من مساعدة الآخرين لمساعدتك على إيجاد معنى في حياتك لتستعيد الثقة وتمضي قدمًا. واجعل من مشاعر الضياع فرصة وفترة تأمل لانطلاقة جديدة لتحقيق إنجازاتك الكبيرة.

Scroll to Top