كيف اجعل الاخرة اكبر همي وابتعد عن ملذات الدنيا، دائماً ما يسعى المؤمن من أجل نيل رضوان الله عليه، وكسب الحياة الآخر والفوز بجنات النعيم التي وعد الله عز وجل بها المؤمنون، إلا أن هنالك بعض الأفراد ضعاف الإيمان من تزوغ قلوبهم، بحيث يميلون للشهوات وما في الحياة الدنيا من نعيم وينسون الحياة الآخرة، واليوم من خلال مقالنا سنتعرف على كيف اجعل الاخرة اكبر همي وابتعد عن ملذات الدنيا.
كيف اجعل الاخرة اكبر همي وابتعد عن ملذات الدنيا
على المسلم أن يسيطر على نفسه بشكل دائم، بحيث يبقي قلبه معلق بالله عز وجل، فلا يلتفت لمتاع الدنيا، فمن السبل والطرق التي تساعدك من أجل أن تبقي الآخرة هي أكبر همك هي:
- معرفة الطريق الصحيح، بحيث على المسلم أن يكون قادر على تحديد طريق الدنيا عن طريق الآخرة، وذلك من خلال اتباع أوامر الله عز وجل، وشرائعه في كافة الأمور والاوقات.
- العمل من أجل السعي في طلب العلم، والكسب الحلال.
- يتوجب عليك الإيمان بعدم تواجد أي تعارض او تناقض ما بين القرآن الكريم أو حتى السنة النبوية، من خلال أوامر الله عز وجل ونواهيه.
- كما وعليك أن تغلب أمور الحياة الدنيا عن العمل في الحياة الآخرة، ففي حال تواجد أن خلاف أو تعارض ما بين الحياة الدنيا مع إحدى شرائع الله عز وجل عليك الابتعاد عنها على الفور.
- تكون قادر على إبصار الأمور والتفرقة فيما بينها بشكل كامل.
حب الآخرة وترك الدنيا
على المسلم القيام بالتوفيق ما بين أمور الدنيا وأمور الآخرة، ويكون ذلك من خلال تعلق قلبك بالآخرة على الدنيا، كما وعليك القيام ببعض الأمور في الحياة الدنيا وهي:
- الاستمرار في العمل أو الدراسة، ويكون ذلك في كافة المجالات المباحة، البعيدة كل البعد عن المحرمات أو الشبهات.
- الكسب الحلال في الحياة الدنيا من خلال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في كافة أمور الدنيا.
- التأكد بان الإنسان مهما بلغ علمه، إلا أنه في نهاية المطاف من الممكن أن يقع في ظلم غيره من الأفراد.
- اتباع قول رسول الله عليه الصلاة والسلام (إنَّ الدنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرَ اللهِ وما والاه وعالمًا أو متعلمًا).
اللهم اجعل همي الآخرة ما معناها
فذلك من أشهر الأحاديث التي وردت عن نبي الله عليه الصلاة والسلام بحيث رواه أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمه، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له”، فيكون المقصد والمعنى من قول رسول الله عليه السلام على النحو التالي:
- يقصد بمن كانت الآخرة همه، أي أن نيته في قلبه نيل الآخرة عن الحياة الدنيا.
- أما في قول (جعل الله غناه في قلبه)، فتعني أن يجعل الله تعالي مقتنعاً ومكتفياً من كل تعب.
- ويكون في قوله (وجمع له شمله)، أي كافة الأمور المتفرقة، بحيث جعله مجموع الخاطر بتهيئة أسبابه.
- وفي قول (وأتته الدنيا)، يقصد ما قدر وقسم له في الحياة الدنيا.
- وقوله صلى الله عليه وسلم (وهي راغمة )، يعني العيش في الحياة الدنيا التي ما هي إلا ذليلة وحقيرة.
- وفي قوله (ومن كانت الدنيا همه)، يقصد بها أن يكون مطلبه الدنيا.
- وقوله صلى الله عليه وسلم (جعل الله فقره بين عينيه)، أن يجعله يحتاج للخلق كالأمر المحسوس الذي يكون منصوبا ما بين عينيه.
أحاديث عن العمل الدنيا والآخرة
هنالك العديد من الأحاديث النبوية التي ذكرت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بالعمل في الدنيا والآخرة، وكان منها:
- رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الدُّنْيَا ولَمْ يَشْبَعْ مِن خُبْزِ الشَّعِيرِ)
- رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (لَمْ يَأْكُلِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى خِوَانٍ حتَّى مَاتَ، وما أكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حتَّى مَاتَ).
- رُوي عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- أنه قال: (لقد رأيتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وما يجدُ منَ الدَّقلِ ما يملأُ بِهِ بطنَهُ).
- رُوي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: (وَاللَّهِ إنِّي لأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ العَرَبِ، رَمَى بسَهْمٍ في سَبيلِ اللهِ، وَلقَدْ كُنَّا نَغْزُو مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ما لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إلَّا وَرَقُ الحُبْلَةِ وَهذا السَّمُرُ، حتَّى إنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كما تَضَعُ الشَّاةُ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن كانتْ نيتُه طلبَ الآخِرَةِ؛ جعل الله غِناه في قلبِه، وجَمَع له شملَه، وأتَتْه الدنيا وهي راغِمةٌ، ومَنْ كانت نيتُه طَلَبَ الدنيا؛ جعل اللهُ الفقرَ بين عينيه، وشَتَّتَ عليه أمرَه، ولا يأتِيه مِنها إلا ما كُتِبَ له).
وفي ختام مقالنا نكون قد تعرفنا على كيف اجعل الاخرة اكبر همي وابتعد عن ملذات الدنيا، والعديد من الأمور التي من الممكن أن يقوم بها المسلم من أجل أن ينال الآخرة، والتخلص من شهوات الحياة الدنيا الفانية التي لا تغني بشيء، وأخيراً تطرقنا حول الحديث عن كافة الأحاديث الواردة عن العمل في الحياة الدنيا والآخرة.