كيف أتخلص من شخص لا أحبه، كيف تجيب لمن يوجه لك هذا السؤال؟ أسئلة كهذه وحده القلب من يجيب عنها على اعتبار أنّ العاطفة هي منحة رب كريم وليست طوع اليد. إنّ العاطفة تحديدًا لا يمكن الحصول عليها إلا إن زرعها الله في القلب فكم من الأشخاص المناسبين الذين نتعرف عليهم في حياتنا ولكننا نسأل أنفسنا كيف أحب شخص بهذا الصفات وأنا لا أتقبله.
كيف يمكنني أن أميل لتلك العيون ولا شيء يجذبني لها؟ وكيف عساني أتلهف لضمةٍ من هذا الشخص وأنا لا أتقبله؟ الحب إحساس مركب هائل من عدّة أمزجة وتخالف حوله تعريف الماهية الخاصة به. فالحب هو شعور ممتزج بين الجسد والروح، فكم نعرف أشخاصًا نشعر بالنفور نحوهم على الرغم من أننا لا نعرفهم وبالعكس يوجد أشخاص نتمنى لو يبقون ولا يفارقوننا وكأنه ثمة خيط خفي يربط بين قلبينا.
كيف أتخلص من شخص لا أحبه
الشيء المحير في القصة عندما يحبك شخص ما ويتمناك لتكون نصفه الآخر وأنت تتمنى أن يخرج من دائرة حياتك وأن لا يربطك به أيّ شيء وكأنه تهمة قد لصقتك بك. فتجلس مع صديق مقرب أو شخص موثوق وتسر له برغبتك: كيف أتخلص من شخص لا أحبه ولكن من دون أن أجرحه؟ كيف سأتقبله إن منحته فرصة وأنا لا أحبه؟
صراعات القلب والروح والعقل لا تنتهي وللأسف فثمة أشخاص يفرضهم العقل ولكن القلب يرفضهم بالرغم من امتلاكهم لصفات رائعة. ولكن القلب وما يهوى.
اقرأ أيضًا: كيف أتخلص من الحزن
كيف أرفض وأتخلص من شخص لا أحبه
حدث مع صديقة لي تسكن مدينة باريس الفرنسية، قصدتها لإتمام دراستها في الأزياء على اعتبار أنّ المنطقة هناك مقصد لما تمثله من هذه الناحية، تعرفت على شابٍ عربي يعمل هناك في أحد المطاعم. وقد أحبها بجنون فكان ينتظرها صباحًا ومساءً بكل فرصةٍ مؤاتية له حتى يتمكن فقط من رؤيتها ولكنها كانت تحادثني هاتفيًا، تقول لي بأنها تود التخلص منه بأي شكل فهو يقيد حياتها ويمنعها من فكرة الارتباط فهي باتت تخاف منه.
وكنت أمازحها بأن تمنحه فرصة فتجيبني كيف أحب شخص وأنا لا أتقبله؟ قلت لها إذًا عليك التخلص منه ولكن بطريقة ودودة. فقالت لي وهي تهمس:” كيف أتخلص من شخص لا أحبه؟”، أغمضت عيناها وأجابت: لا شيء يفيد كالصراحة، غدًا سأخبره بكل ما يعتمل داخلي من أفكار.
انتظرته الصباح التالي وعندما رأته اقتربت منه وألقت التحية عليه فصدم، فهي المرة الأولى التي تسمح له بالجلوس معها. وقالت له بأنها تود شرب فنجانٍ من القهوة معه في الكافتيريا القريبة. وعندما جلسا صارحته بكل ما يعتمل في ذهنها وقالت له بأنها لا تود جرحه ولكنها تنتظر شيئًا معينًا ولا زالت تنتظر هذا الحلم وإن كان بعيدًا.
كان الموقف محرجًا فهو لطالما حاول أن يصل إليها ويكلمها وكانت تصدّه في كل مرة. وكانت هذه المرة حاسمةً ولم تتردد ومضت في حال سبيلها. وعندما عادت للمنزل هاتفتني وكانت تعلوها مشاعر مضطربة من الراحة والسعادة والانزعاج عليه. ولكنها خاطبتني بشيء من الود: كنت سأظلمه لو منحته فرصة فكيف أحب شخص وأنا لا أتقبله، كان الرفض أحسن حلٍ لهذه المعضلة فأنا أحلم بشخص آخر وأخيرًا عرفت كيف أتخلص من شخص لا أحبه.
كيف أحب شخص وأنا لا أتقبله
كنا مع مجموعة من الصديقات مجتمعين في بيتي، وفجأةً اقترحت إحدى الصديقات أن نستغل وجودنا سويةً لنجيب عن أسئلة بعضنا البعض. فأعجبتنا الفكرة وخاصةً أن اختلاف الآراء قد يكون مفيدًا فاقترحت إحداهن علينا سؤالًا وكان: كيف أحب شخص وأنا لا أتقبله؟ وكيف أتخلص منه إن كنت لا أحبه؟ فبدأت الآراء بين مؤيدٍ ومعارض. فالبعض قال إن التعامل مع الشخص قد يولد الحب. فالحب هو نتاج التفاهم الفكري واللحظات اللطيفة.
وقالت أخرى أنّ الحب قد ينشأ مع العشرة الطويلة ومن هنا يخلق التقبل. أومأت بعضهنَّ موافقات على هذه الفكرة بينما صديقتنا الرسامة التي كانت قد عادت من إيطاليا حديثًا فقالت بأن الحب إن لم ينشأ منذ البداية فهو لن ينشأ إطلاقًا. فالحب هو بذرة إما يغرسها الله في القلب أو لن تنبت أبدًا. عارضتها حيث إنني أظن أنه من المحتمل أن يخلق التقبل بعد معرفة الشخص ومعرفة معدنه الطيب ونفسيته اللطيفة. كما أنَّ الأسلوب السلس والمحب يجعلك تنظر للشخص من ناحية أخرى فترى جوهره ومعدنه المذهل. لذا امنح الشخص فرصةً لمعرفة معدنه وجوهره. لذا قبل أن أتخلص من شخص لا أحبه عليّ أن أعرفه علَّ رأيي به يتغير وأحب هذا الشخص وأتقبله.
اقرأ أيضًا: عبارات توديع صديق عمل كلمة وداع وشكر لصديق
كيف أعرف إن كنت أحب هذا الشخص
خلال هذه الجلسة النسائية بامتياز نظرت إلينا كارلا الفتاة الجميلة التي تمتلك عيونًا سوداء ساحرةً، ووجهًا أبيض مضيئًا بخدودٍ ورديةٍ وشفاهٍ قرمزية. وينسدل على رقبتها شعر أسود حالك كالليل وبعد نظرتها برقت عينيها بنورٍ شعرنا بطاقةٍ تلف المكان. وسألتنا موجهةً سؤالها لي: كيف أعرف إن كنت أحب هذا الشخص. ضحكت وسألتها ممازحةً إياها: من هذا الشخص الذي تودين معرفة إن كنت تحبينه؟
فقالت بصوتٍ يعلوه الخجل: محمد. صفنت قليلًا من محمد هذا ولماذا افترضت أني أعرفه؟ أيعقل أنها تقصد أخي؟ قلت بتردد: أخي فابتسمت وتورد خدها.
قلت في لطفٍ: عزيزتي كارلا، كيف تشعرين وأنت بقربه؟
قالت:” أشعر برغبةٍ بأن ألمسه، أضع يدّي على شعره، أتأمل عينيه وأذوب بهما حتى الثمالة، أشتمّ رائحة جسده. والأهم من هذا كله هو أن أستمر وأنا أحدثه. أرغب لو يكون لي فقط وأخاف أن يكون شعوري نحوه من باب الوحدة وليس لأنه هو.
قلت وأنا أمسك يديها الصغيرتين:” عزيزتي هذه المشاعر لا يمكن أن تكون من باب الوحدة، لو كان ذلك صحيحًا كنت رغبت فقط في الحديث معه لتملأي فراغ وقتك. ولكن ما علاقة عينيه وشعره وذقنه وعطره بالقصة؟”.
ابتسمت وكأنها اكتشفت معجزةً للتو وهتفت: ” يا إلهي إني بالفعل أحبه!”
اقرأ أيضًا: متى يندم الزوج المعدد
تساؤلات العشاق التي لا تنتهي
يال المسكينة، يال هؤلاء العشاق كم هم محظوظون وحمقى ولطفاء للغاية. بعضهم يهرب إلى الحب وآخرون يسأل كيف أتخلص من شخص لا أحبه وآخرون يتساءلون كيف أحب شخص وأنا لا أتقبله. إنّ الحب لهو معجزة إلهية فسبحان من سخر القلب بأمره ليحمل هذا الشعور لهذا الشخص دون سواه.
انزويت في غرفتي مساءً ووجدت نفسي أخربش سطورًا تملأها أسئلة اليوم المحيرة كيف أتخلص من شخص لا أحبه وكيف أحب شخص وأنا لا أتقبله وكيف أعرف إن كنت أحب هذا الشخص دونًا عن سواه. حيرني هذا القلب وتساؤلاته التي لا تنتهي وتجارب المحيطين بنا. حيرني كيف لجسدٍ بأن يرغب بهذا دون سواه ويتقبل هذا دون سواه ويحاول أن يتخلص من شخص لاعتقاده أنه لا يحبه. وأغلقت عينيَّ عليّ أجد أجوبةً لتساؤلاتي.
في الختام فإن المشاعر الإنسانية حالات فردية ولا يمكن تطبيق نظريةٍ على الآخرين. فكل حالة في حد ذاتها هي متفردةٍ ويجب النظر إليها على حدّة. ولذا فكل تساؤل سيأتيك عن كيف أتخلص من شخص لا أحبه أو كيف أحب شخص وأنا لا أتقبله يجب دراسته من منظور فردي قبل الحكم على هذه القصة دون سواها. آمل أن يكون ما قصصته لكم عن كيف أتخلص من شخص لا أحبه كيف أحب شخص وأنا لا أتقبله قد أجاب على البعض من استفساراتكم ودمتم بخير.