تشكل الأسابيع الأخيرة من الحمل فترة نمو مهمةً للجنين، لذا لا يكون إنهاء الحمل بشكل مبكر خيارًا آمنًا، ويجب العمل على الوقاية من الولادة الباكرة. بالرغم من أنّ الأم الحامل تتوق شوقًا لملاقاة جنينها الذي أمضى الشهور الأخيرة ينمو داخلها، إلا أنّ إكمال مدة الحمل حتى نهايتها هي الخيار الأكثر أمانًا. حيثُ تختلف نسب البُقيا والنجاة للجنين بعد الولادة الباكرة بحسب الأسبوع الذي ولد فيه، وتنخفض إلى نسبٍ متدنية في بعض الحالات.
يجب أن يكون الحفاظ على صحة الجنين أحد الأهداف الأساسية للأهل، حتى وإن عنى ذلك أن يتأخر قدومه إلى هذا العالم لبضع أسابيع أخرى. لذا من المهم أن يكون الأهل والأم خصوصًا على دراية بأسباب وكيفية الوقاية من الولادة الباكرة.
الخطوات المنصوح بها للوقاية من حدوث الولادة الباكرة
هناك العديد من الخطوات التي ينصح بها للوقاية من الولادة الباكرة، ومن هذه الخطوات على سبيل المثال:
الالتزام بنمط حياة صحي
- الابتعاد عن التبغ، التدخين السلبي وحتى السجائر الإلكترونية.
- عدم شرب الكحول خلال الحمل، وحتى خلال فترة المحاولة لحدوث الحمل.
- الالتزام بحمية غذائية متوازنة، غنية بالحديد وحمض الفوليك.
- ممارسة الأنشطة الرياضية المناسبة لحوالي 30 دقيقةً يوميًّا.
- مراقبة الحالات المرضية المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم بشكل مستمر.
- الحرص على الإبقاء على الوزن في مجال مناسب، حيثُ يجب خسارة الوزن في حالة الزيادة وكسب الوزن في حالة النقصان.
- الابتعاد عن التوتر وخفض مستوياته، جربي تمارين اليوغا، التأمل، مجموعات الدعم.
- الحرص على إبقاء العلاقة مع الشريك سليمةً ومتوازنةً، خاليةً من العنف.
الاعتناء بالنفس وبالجنين خلال فترة الحمل
- الحرص على تلقي العناية اللازمة منذ بداية الحمل. وخصوصًا في حال امتلكت الأم أحد عوامل الخطورة المسببة للولادة الباكرة كأن تكون ولدت مسبقًا بشكل مبكر.
- زيارة الطبيب المشرف على الحمل بشكل منتظم مع الشريك.
- أخبري طبيبك المشرف إذا لاحظتي ظهور أي عرض من أعراض الولادة الباكرة.
- إذا لم يكن هناك أي داعٍ صحي لتبكير الولادة، فمن الأفضل الانتظار حتى الأسبوع التاسع والثلاثين من الحمل لبدء الطلق من تلقاء نفسه.
أعراض الطلق المبكر
- انقباضات، مغص، تقلصات رحمية أكثر من 4-5 مرات في الساعة.
- مغص بطني، قد يكون مترافقًا أو غير مترافق مع إسهال.
- الإحساس بالضغط في المهبل ومنطقة الحوض، وألم في الوجه الداخلي للفخذين.
- تسرب السوائل من المهبل، حيثُ أن انبثاق الأغشية السلوية يمكن أن يؤدي لتسرب السوائل بشكل متدفق أو على شكل قطرات.
- أي كمية من النزيف المهبلي.
التعامل مع الحمل التالي لحمل رافقته ولادة باكرة
- اسألي طبيبك المعالج عن العلاج بالبروجسترون، حيثُ يمكن لأحد أنواعه (والمسمى بـ 17-alpha hydroxyprogesterone caproate) أن يساعد على استمرار الحمل لمدة أطول من الحمل السابق.
- إذا كان عنق الرحم أقصر من المتوقع، يمكن للطبيب المعالج أن يقترح استخدام نوع آخر من البروجسترون أو إجراء التطويق. والتطويق هو عبارة عن غرزة في عنق الرحم تحافظ عليه مغلقًا حتى نهاية فترة الحمل.
فوائد الوقاية من حدوث الولادة الباكرة
- إن العمر الكامل للحمل هو 40 أسبوعًا، وأظهرت الدراسات أن نسبة قد تصل إلى النصف من النساء تظن أن الولادة بحدود الأسبوع الرابع والثلاثين آمنة. ولكن الوقت المتبقي يفيد الجنين ويسهم في نموه وتطوره.
- تستمر الأعضاء الهامة كالدماغ، الرئتين والكبد بالنمو والتطور حتى نهاية الحمل.
- يمكن أن يعاني الطفل المولود باكرًا من مشاكل في الرؤية والسمع، كما يمكن أن يعاني من مشاكل في التغذية ودرجة حرارة الجسم.
الخطوات الممكنة في حالة الطلق المبكر
يفضل في هذه الحالة اللجوء لمشفى تحوي وحدة عناية مركز للمولودين حديثًا، وذات طاقم مؤهل للعناية بالأطفال الخُدّج. أما بالنسبة للأم فيمكن أن تتضمن الخطوات على سبيل المثال:
- الصادات الحيوية: والتي تعالج أو تمنع الإصابة بالإنتانات سواءً لدى الأم أو الجنين.
- الستيروئيدات: تساعد هذه الأدوية في تسريع نمو الرئتين لدى الجنين، وتخفض من فرص ولادته مصابًا بمشاكل تنفسية.
- أدوية تساعد على إبطاء أو إيقاف التقلصات بشكل مؤقت: حيثُ إن تأخير الطلق حتى ليوم أو يومين يمكن أن يكون كافيًا لمساعدة رئتي الجنين على النمو. كما يمكن أن تعطي الفرصة لنقل الأم إلى مشفى مجهز بوحدة عناية مركزة للمولودين حديثًا في حال الحاجة إليها.
إذا كان عمر الحمل يتجاوز الأسبوع الرابع والثلاثين ورئتي الجنين قد تطورتا بشكلٍ كافٍ، فلن يحاول الأطباء إيقاف التقلصات الرحمية. كما لن يحاول الأطباء إيقافها في حالة وجود خطر على حياة الأم أو الجنين.
إنّ دور الشريك في عملية الحمل دور مهم ومفصلي، فالحفاظ على راحة الأم الحامل النفسية والجسدية والتأكد من اتباع التعليمات بالشكل الأمثل وحتى متابعة ظهور أي عرض غريب على الأم الحامل كلها مهام تقع على عاتق الشريك. كما أنّ العلاقة الصحية السليمة ما بين الشريكين هي الأساس لبناء عائلة سليمة سواءً من الناحية النفسية أو حتى الجسدية كما شاهدنا في هذا المقال.