عندما تصبح شخصًا ناضجًا لا بد أن تمر في بالك يومًا ما ذكريات الطفولة وخاصةً في مرحلة المراهقة. تلك المرحلة العمرية التي سيعيشها كل إنسان حتى يصل إلى مرحلة النضوج. عندها ستبدأ بالبحث عن كيفية التعامل مع الطفل في سن المراهقة، وذلك من أجل مستقبلك مع أطفالك كي تتفادى الأمور الخاطئة التي عانيت منها سابقًا. وكما هو معروفٌ للجميع أن هذه المرحلة تتطلب اهتمامًا كبيرًا من الأهل نظرًا لما تحمله من تغييراتٍ كثيرة. لهذا السبب سيحتاج المراهق إلى الشعور الدائم بالثقة في النفس والاهتمام من قبل الجميع. فهو ما يزال ذو عقلٍ غير ناضجٍ بعد بالرغم من التغييرات الجسدية التي تظهره كالبالغين.
في الواقع إن ما يحدث في معظم الحالات هو جوٌ من التوتر الدائم الذي يسود المنزل، مؤديًا لحدوث المشاكل بين المراهق والأهل. فعادةً لا يستطيع الوالدان التحكم في انفعالاتهم اتجاه تصرفات طفلهم فتبدأ التصادمات بينهم معلنةً مرحلةً زمنيةً صعبة. لذلك ترى الجميع في حالة تساؤلٍ دائمٍ عن سبب صعوبة هذه المرحلة وكيفية اجتيازها بأقل الخسائر. فجاء الرد عبر البحث العلمي الذي بين وجود نظامين في دماغ المراهق أحدهما ينضج قبل الآخر.
فينضج النظام الأول حول سن البلوغ وهو مسؤولٌ عن البحث عن كل شيء والتمرد على القوانين وإثارة الشغب. أما النظام الثاني فهو الذي ينضج في منتصف العشرينات من العمر ويعد مسؤولًا عن ضبط الأمور النفسية. ومن هذا المنطلق أكد الأطباء النفسيون على أهمية تعلم الأهل كيفية التعامل مع الطفل في سن المراهقة ومراعاته ضمن الحدود المنطقية.
كيفية التعامل مع الطفل في سن المراهقة
يجب بناء علاقةٍ سليمةٍ بين الوالدين والطفل المراهق التي تعتمد على وجود الثقة المتبادلة بين الطرفين. ولضمان نجاح تلك العلاقة لا بد من الاطلاع على بعض النصائح الهامة التي تفصح عن كيفية التعامل مع الطفل في سن المراهقة. سنذكر منها ما يلي:
- الاستماع الدائم له: من الأفضل أن يبتعد الوالدين عن كثرة الأسئلة لطفلهما المراهق مع عدم ملاحقته ومراقبته بشكلٍ دائم. كذلك من الضروري الصبر عليه وانتظاره حتى يتحدث من تلقاء نفسه، ومن ثم الاستماع له بكل رحابة صدر. وهذا ما سيجعله منفتحًا ومتقبلًا لأي نصيحة أو نقد من قبل الأهل.
- منح الثقة للمراهق: يرغب معظم الأطفال وهم في سن المراهقة بأداء الأعمال التي تظهرهم كأصحاب للمسؤولية. لذلك يجب على الوالدين منح ابنهم الثقة بالنفس من خلال توكيل بعض المهام له، التي ستقوي شخصيته وتزيد روح المحبة والألفة بينه وبين والديه.
- استخدام كلمات المديح التشجيعية للمراهق بشكلٍ دائم: يحتاج المراهق بشكل عام إلى سماع المديح الدائم والدعم المتواصل من الآخرين وخاصةً الوالدين. مما يستدعي ضرورة التحدث معه بكل إيجابيةٍ ودعم كي يشعر بالثقة في النفس في كل ما يقوم به.
- مساعدته على حل المشكلات: تزداد احتمالية ارتكاب الأخطاء لدى المراهق في هذا السن، مما قد يسبب له مشاكلًا دائمةً في كل مكان وخاصةً المدرسة. ففي هذه الحالة سيكون من الواجب على الأهل استيعاب ابنهم والوقوف إلى جانبه ومساعدته في حل المشاكل التي تعترضه.
- التحكم بالانفعالات أمام المراهق: يجب التعود على ضبط الأعصاب والهدوء أثناء التعامل مع المراهق وخاصًة في حالات التوتر والغضب. هذا الأمر سيعزز من العلاقة بينه وبين أهله ويمنع أي حالات جدالٍ انفعالية قد تؤدي غلى نتائج سلبية على الطرفين.
العوامل المؤثرة على الطفل في سن المراهقة
هناك مجموعةٌ من العوامل التي قد تؤثر على طريقة تصرفات المراهق وتتحكم بها نوعًا ما، إليك أهمها:
- تؤثر التغيرات الهرمونية التي تحدث في هذا العمر على مزاجية المراهق مسببةً له تقلبات نفسية قد تكون عنيفة نوعًا ما.
- من الممكن أن تلعب التغييرات الجسدية التي تحدث للمراهق دورًا في جعله شخصًا غير متقبلٍ لذاته، وبالتالي عدم تقبل الآخرين من حوله.
- عادةً ما يصيب المراهق عنفوانٌ كبير عند البلوغ مما يؤدي إلى تمرده على القوانين ورغبته الدائمة فيكسر أي قواعدٍ توضع أمامه.
- وجود المشاكل العائلية أو الغيرة التي تحدث عادةً بين الأخوة.
- عدم قدرته على البوح بمشاعره وخاصةً حينما يشعر بالقلق أو التوتر، وذلك نتيجة خوفه من الأحكام والانتقادات التي ستطاله.
- .عدم حصول المراهق في هذا العمر على الحاجة الكافية من النوم أو التغذية الصحية السليمة.
أهم الميزات التي تظهر على الطفل في سن المراهقة
يعتبر وصول الطفل إلى المراهقة أمرًا دالًا على بداية نضجه، لذلك ستكون هذه الفترة مليئةً بالميزات. وأهمها:
- وصول الطفل لمظاهر البلوغ والتغييرات الجسدية التي تحصل له عند وصوله لمرحلة المراهقة.
- رغبة الطفل الدائمة في تحمل المسؤولية بشكلٍ ذاتي وتمكنه من ذلك في معظم الحالات.
- الرغبة في اتخاذ القرارات المصيرية بشكلٍ فردي.
- زيادة النضج العقلي والمهارات الإدراكية.
- الاستقلالية في العلاقات الاجتماعية وخاصةً الجديدة منها.
المشاكل النفسية التي تواجه الطفل في سن المراهقة
تعتبر التغييرات النفسية المتعلقة بالسلوك في مرحلة المراهقة من أهم المشاكل التي قد تحدث للمراهق. وتستدعي من الاهل التفهم والمراقبة الدائمة من أجل اتخاذ التدابير الضرورية عند الحاجة. ومن أهم تلك التغييرات ما يلي:
- ميل المراهق إلى العزلة والاكتئاب.
- ظهور القلق الواضح والمستمر على المراهق مع تقلبات المزاج السريعة.
- المعاناة من الاضطرابات في التفكير وصعوبة تمييز الأمور.
- الإصابة بفقدان الشهية أو الاضطراب الهضمية التي تحدث بعد تناول الطعام.
- التمسك بالرأي حتى لو كان خاطئًا والعناد على أغلب الأشياء.
أخيرًا وكما نعلم أن مرحلة المراهقة تعتبر من أصعب المراحل العمرية التي تمر في حياة الطفل. ولكن إذا أحسن الوالدين التصرف مع طفلهما المراهق ستمضي هذه الفترة بهدوءٍ وسلام دون وجود أي مشاكل. بالإضافة إلى بناء شخصيةٍ قويةٍ له تجعله قادرًا على مواجهة مراحل العمر القادمة بكل سلاسة وسهولة.