بات أمرًا ضروريًا على كل أبٍ وأم البحث والتعرف على كيفية التعامل مع الطفل العنيد. وذلك نتيجة معاناة معظم الأهالي مع عناد أطفالهم ورفضهم القاطع لأكثر الأمور. فإن لم تمر بهذا المشهد من المؤكد أنك شاهدت طفلًا متمسكًا برأيه أمام والديه ومظهرًا غضبه ورفضه لما يملى عليه. بدايةً وعلى الجميع فهم العناد بشكلٍ جيدٍ قبل إطلاق أي حكمٍ على الطفل. ففي الواقع لا يعتبر العناد سلوكًا مكتسبًا، إنما هو مرحلة يعيشها الطفل في صغره لفترة زمنية مؤقتة في حال تعامل معه والداه بالشكل السليم. لذلك من الضروري تعرف الأبوين على أهم صفات الطفل العنيد التي تتلخص بالنشاط والذكاء. أو كما يطلق عليها بعض الناس بالمشاكسة. ومن وجهة نظر العلم يجب اعتباره صفةً إيجابيةً كونه يساهم في تنمية مهارات الطفل. لهذا السبب ينبغي عدم القلق من قبل الأهل بل توفير الاهتمام الكبير.
في العموم تختلف شخصيات الأطفال وطباعهم من طفلٍ لآخر، فلكل طفل أسلوبه الخاص في التعبير عن رغباته وردود أفعاله. لذلك يجب على الوالدين الاهتمام بالتعرف على شخصية طفلهم وطباعه، ومن ثم التعامل معه بالطريقة المناسبة. فكما هو معروف بأن التربية السليمة تتطلب من الوالدين كثيرًا من الجهود المتناسقة فيما بينهما. فمن الممكن أن يحصدا نتائج سلبيةً تنعكس على علاقتهما بالطفل بمجرد قيامهما بأي تصرفٍ خاطئٍ وغير مدروس. مما يؤدي إلى عواقب كبيرة قد ترافق طفلهم طيلة حياته.
تعلم كيفية التعامل مع الطفل العنيد
كي تتعلم كيفية التعامل مع الطفل العنيد. عليك التعرف إلى مجموعةٍ من الأمور وفهمها بشكلٍ جيد، لتطبقها مع طفلك العنيد، إليك أهمها:
- تشجيع الطفل: يعد تشجيع الطفل سواءً كان ماديًا أم معنويًا من أهم الطرق التي تجعله يبتعد عن العناد. فمن المهم تقديم الثناء له لقاء أي عملٍ يقوم به ولو كان بسيطًا مع تجنب مقارنته بغيره من الأطفال.
- الابتعاد عن إعطاء الأوامر المباشرة: من الضروري تجنب إعطاء المهام إلى الطفل بطريقة الأمر واعتماد طريقة صحيحة ومناسبة لطلب المهمة، فطريقة الأمر تجعله يميل إلى العناد بشكل كبير.
- الإنصات إلى جميع رغبات الطفل: من أهم الأشياء التي يجب الانتباه لها هو الاستماع الجيد والمستمر مع التعرف على مشكلات الطفل سواء داخل المنزل أوفي أي مكانٍ آخر. والعمل على مساعدته للوصول إلى الحلول المناسبة بالإضافة إلى الاستماع لجميع رغباته واحترامها.
- تجنب التوتر والغضب أمام الطفل: في حال مجابهة الطفل في موقفٍ ما وهو في حالة عنادٍ وإصرارٍ على رأيه يجب على الأهل التحكم بالنفس وضبط الأعصاب قدر الإمكان، ومن ثم مناقشته بهدوء تام لكبح الغضب الظاهر منه.
- استشارة الأخصائي في سلوك الأطفال: يمكنك اللجوء إلى أخصائي علم النفس وسلوك الأطفال عند الوصول إلى مرحلة عدم السيطرة على عناد الطفل، وبعد تجربة جميع الطرق السابقة وعدم نجاحها.
الأسباب المؤدية إلى ظهور الطفل العنيد
توجد أسبابٌ عديدةٌ تؤدي إلى ظهور الطفل العنيد، عليك التعرف إليها بتجنبها قدر الإمكان، وهي:
- عدم إسناد المسؤولية في بعض الأمور للطفل ليعتمد على نفسه، مما يشعره بالإهمال ويحفز العناد لديه.
- عادةً يكون الطفل الأول معرضًا لاكتساب العناد نتيجة سيطرة والديه التامة على سلوكياته ومراقبته بشكلٍ مبالغٍ فيه.
- معاملة الطفل بقسوة والاستمرار بإصدار الأوامر المتكررة له بشكل يحثه على العناد الشديد.
- فقدان الحنان الأسري وعدم تقديم الدعم المعنوي والنفسي من قبل الأبوين.
- وضع الطفل في حالة من المقارنة الدائمة مع الأطفال الآخرين سواءً أخوته أم أقربائه أم أصدقائه.
- إظهار المشاكل الأسرية بين الأبوين أمام الطفل.
- الدلال الزائد للطفل يجعله يزيد في عناده لاعتقاده بأن كل شيء مسموح له.
علامات تظهر على الطفل العنيد
هناك علامات كثيرةٌ تدل على أن الطفل يمتلك صفة العناد، لذلك عليك الانتباه جيدًا لطريقة التعامل بمجرد ظهور علامةٍ من هذه العلامات، وهي كالآتي :
- الرفض التام لأي أمرٍ يعطى له مهما كان.
- إصرار الطفل على الأفعال المرفوضة من قبل الأسرة.
- ردود الأفعال المبالغ فيها من قبل الطفل، والغضب الشديد على أي أمرٍ صادرٍ عن الأبوين.
- إصرار الطفل على السلوك الخاطئ لتحقيق رغباته.
- عدم تنازل الطفل عن رأيه واعتبار نفسه بأنه على صواب بشكلٍ دائم.
- تجاهل الطفل لأي عمل مسند إليه والقيام به على مزاجه الخاص.
أشكال العناد عند الأطفال
قسّم أخصائيو سلوك الأطفال العناد لدى الأطفال إلى ثلاثة أنواع مختلفة وهي :
- عناد مرضي: يعتبر نوعًا نادرًا مصاحب لمرض عصبي ونفسي قد يصيب الطفل في مراحله المبكرة من العمر ويجب التعامل مع هذا النوع تحت إشراف أخصائي نفسي.
- عناد عرضي: وهو نوعٌ مؤقتٌ وليس دائمًا يحدث نتيجة ظرفٍ محددٍ ويؤدي إلى العناد من قبل الطفل، وقد يحدث نتيجة تقلب نفسي أو مزاجي يزول بزوال السبب.
- عناد متكرر: وهو أكثر نوع شائع عند الأطفال ويلاقي الرفض التام من قبل الأسرة، كونه يعتبر عائقًا اجتماعيًا وتربويًا، ففي مثل هذه الحالة يرفض الطفل كل الأوامر الصادرة قبل الأبوين لدرجة أنه يصبح غير مرغوبٍ به بين الآخرين.
ما هو سن العناد عند الأطفال
إن أول سنتين من حياة الطفل تسير بهدوء تام ، تشير بعض الدراسات النفسية والتربوية إلى أن أول سنتين من حياة الطفل تعتبر الأهدأ والأكثر سلاسة، ليظهر العناد بعد السنتين ونصف، ويتزايد في عمر ثلاث وأربعة سنوات، وبمجرد استيعاب الطفل من قبل الأهل والتصرف معه بالحكمة سيزول عناده في عمر الخمس أو ست سنوات، ومن الممكن أن يؤدي الإهمال إلى اضطرابات نفسية وسلوكية عدوانية تستمر معه إلى أن يصبح في عمر العشرينات.
وبهذا نكون قد وضحنا أهم الامور التي تعلمك كيفية التعامل مع الطفل العنيد، مع ضرورة الانتباه إلى سلوك الطفل بشكلٍ عام منذ صغره، لتجنب ظهور أي مشاكل نفسية فيما بعد، فمسؤولية تربية الأطفال ليست بالأمر السهل، لذلك كن على حذرٍ دائمٍ فيما تفعله مع طفلك أو أمامه ولا مانع من استشارة الأخصائيين في أي أمرٍ تربوي.