تتساءل الكثير من الحوامل أو الأمهات عن كيفية إرضاع طفل مصاب بمتلازمة داون بطريقة صحيحة وآمنة. حيث تواجه أي سيدة العديد من المصاعب والتحديات حالما تعرف إصابة طفلها بهذه المتلازمة.
وبشكل عام يمكننا التعريف بمتلازمة داون على أنها اضطراب جيني في عدد في المورثات أكثر من كونها مرضًا وراثيًا متناقلَا من الأبوين إلى طفلهما. إذ ينتج هذا الاضطراب عن وجود كروموسوم زائد ضمن الشفع 21 في خلايا الجسم. الأمر الذي قد يحدث نتيجة طفرة وراثية دون الحاجة لإصابة أحد الأبوين أو كلاهما. ونتيجة لهذه الزيادة تظهر مجموعة من الاختلالات في الصفات الجسدية وحتى العقلية. وأحد تلك الصفات الجسمية غير الطبيعية هي انخفاض النغمة العضلية في الجسم، وذلك يشمل عضلات الرقبة والوجه بالإضافة إلى تضخم اللسان. الأمر الذي يزيد من صعوبة امتصاص أو بلع حليب الأم أثناء الرضاعة الطبيعية.
وعلى الرغم من الانتشار الضئيل لهذه المتلازمة حيث يولد طفل واحد مصاب فيها من بين حوالي 700 طفل في العالم، إلا أن هذا الموضوع يهم فئة كبيرة من السيدات. فإن أثار هذا الأمر فضولك سيدتي وأردت معرفة المزيد عنه ما عليك سوى أن تتابعي معنا في هذا المقال. سنشرح طرق ونصائح بالإضافة إلى بعض الدلائل المؤكدة حول كيفية إرضاع طفل مصاب بمتلازمة داون.
كيفية تشخيص الطفل المصاب بمتلازمة داون
حتى الوقت الراهن لم تتواجد الأدلة التي تفيد في إعلام السيدة قبل الحمل بكون طفلها القادم سيولد مصابًا بمتلازمة داون. وتتضمن عوامل الخطر تأثير تقدم المرأة في العمر فحسب. لكن تختلف الأمور في حال كانت الأم حاملًا. فتلجأ الحوامل إلى إجراء اختبار للدم أو اختبار الشفوفية القفوية برغم أنها تكتشف بعض الحالات فقط. في المقابل إن إجراء بزل السلى يفيد في الكشف عن وجود نسخة إضافية من الكروموسوم بدقة. برغم ذلك تتزايد مخاوف الإجهاض لدى معظم الحوامل بعد إجراء هذا الاختبار بسبب مخاطره. ومن الممكن أخذ عينة من خلايا المشيمة للكشف عن إصابة الجنين بمتلازمة داون خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. بينما يتم التشخيص الأساسي بعد الولادة بالاعتماد على مظهر الطفل وسمات المتلازمة الواضحة للغاية. وفي حال الاشتباه بحالة مرضية أخرى يمكن إجراء اختبار النمط النووي الكروموسومي الذي سيؤكد بشكل كلي الإصابة من عدمها.
كيفية إرضاع طفل مصاب بمتلازمة داون
في الحقيقة تواجه الأم تحديات وصعوبات كبيرة في التعامل مع طفلها حديث الولادة بالأخص في حال إصابته بمتلازمة داون. وتتجلى تلك التحديات في عملية الرضاعة الطبيعية للطفل، والتي تحتاج إلى كم هائل من الصبر والعناية من قبل الأم. وبالاستعانة بمتخصص في شؤون الرضاعة الطبيعية لأطفال الاحتياجات الخاصة يمكن للأم الحصول على بعض الإرشادات والخطوات في سبيل التغلب على عوائق الرضاعة الطبيعية. ومن أهم التوصيات التي يقدمها المتخصصون:
- مداومة الأم لإيقاظ طفلها من نومه لمحاولة إطعامه خلال فترات متقاربة من أجل تشجيعه على تقديم إشارات تدل على حاجته للطعام فيما بعد.
- اختيار الوضعية المثلى للطفل أثناء الرضاعة والتي تدعم جسده بشكل صحيح من أجل استمراره بالرضاعة وهو يشعر بالراحة والاسترخاء.
- الانتباه إلى حالة الطفل خلال الرضاعة ومحاولة إيقاظه في حال كان نائمًا لتجنب اختناقه أو شعوره بالوهن والتعب.
- قد يفيد استخدام واقي حلمة الثدي على طفل متلازمة داون بالعودة إلى كونه يمتلك فم صغير ولسان متضخم.
نصائح لإرضاع طفل مصاب بمتلازمة داون
وعلى الرغم من اتباع الأم الطريقة الصحيحة للرضاعة الطبيعية مع طفلها المصاب بمتلازمة داون، إلا أنها ومن دون شك ستواجه مشاكل كثيرة في البداية. حيث يتوجب على الأم تشجيع طفلها على تقبل الرضاعة الطبيعية. ومن أهم الإجراءات التي تقوم بها الأم لتهيئة طفلها على ذلك:
- قضاء المزيد من الوقت مع الطفل لاكتساب ثقته وشعوره بالأمان والطمأنينة في أحضانها.
- استمرار الأم في محاولة وضع طفلها على ثديها لترغيبه بالرضاعة الطبيعية وتشجيعه عليها.
- زيادة وعي الأم بحالة طفلها وعوائق مقدرته على الرضاعة الطبيعية لتحفيزها على الاستمرار في التعامل معه بلطف وعناية.
- البقاء على تواصل مع فريق الرعاية الصحية ومتخصصي الرضاعة الطبيعية لمشاركتهم الأسئلة والاقتراحات.
دلائل شبع رضيع متلازمة داون
في واقع الأمر تعد أكبر مخاوف الأم هو بقاء طفلها الرضيع جائعًا. وتشكل قضية ما إذا كان طفل متلازمة داون قد أكمل وجبته أم لا أمرًا يؤرق الكثير من الأمهات. تبعًا لذلك تبحث الأم بشكل دائم عن دلائل تؤكد اكتفاء طفلها من رضاعته. وتلاحظ السيدة التي يحصل طفلها على رضاعة كاملة حاجته إلى تغيير حفاضاته ست مرات على الأقل في اليوم الواحد. بالإضافة إلى زيادة وزن الرضيع بملاحظة أن هذه العملية بطيئة نتيجة الإصابة بمتلازمة داون. وفي حال لم تختف شكوك الأم أو مخاوفها قد يلجأ الطبيب إلى التوصية بمكمل غذائي أو خلط الرضاعة الطبيعية مع الرضاعة الصناعية.
فوائد الإرضاع الطبيعي لطفل متلازمة داون
ومن المعروف بأن الرضاعة الطبيعية هي الوسيلة الأفضل لإطعام الطفل حديث الولادة. ولا يختلف الأمر مع الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون. في واقع الأمر يعود الإرضاع الطبيعي لكل من طفل متلازمة داون ووالدته بالمزيد من الفوائد، ومن أهمها:
- الترابط المعزز بين الأم وطفلها المصاب بمتلازمة داون للقضاء على المشاعر السلبية والمخاوف التي ترافق الأم حول طريقة التعامل الأفضل معه لتجنب أذيته أو حرمانه من أحد احتياجاته دون علمها.
- الابتعاد عن إحساس الأم بالعجز أمام حالة طفلها المريض. حيث تشعر الأم عند الرضاعة الطبيعية بأنها تستطيع القيام بشيء ما لمساعدة طفلها على التأقلم مع حالته الطبية الراهنة.
- تقوية عضلات وجه ورقبة الطفل المصاب بمتلازمة داون، حيث تعمل وضعية الرضاعة الطبيعية الصحيحة على تمرين العضلات الضعيفة. الأمر الذي سيؤثر بشكل إيجابي على قدرته في المستقبل على النطق والتحدث.
- تقوية مناعة الرضيع لمحاربة العدوى والالتهابات نظرًا لما يحتويه حليب الأم من مضادات وخصائص مناعية ووقائية تقدمها للرضيع.
وفي الختام نأمل أن نكون قد استطعنا مساعدة كل سيدة تبحث عن كيفية إرضاع طفل مصاب بمتلازمة داون. من دون أن ننسى أن نخبرك سيدتي بأنك حتمًا ستنجحين في دعم طفلك المصاب بهذه المتلازمة على التأقلم والاستمرار مع حالته باعتمادك الصبر والمودة في تعاملك معه.