كم سنة استمرت الدعوة في المدينة بعد الهجرة، بعث الله عز وجل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالدين الإسلامي رحمة للناس، حيثُ أنه كان خاتم الأنبياء والرسل لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وأكم الله تعالى نبينا بعدة معجزات من أبرزها أنّ دعوته خالدة إلى يوم الدين، بالإضافة إلى القرآن الكريم، وكثيراً ما نِجد أنّهم يجهلون لتفاصيل الدعوة الإسلامية في المدينة كذلك في مكة، وهُنا في مقالنا نتعرف وإياكم على كم سنة استمرت الدعوة في المدينة بعد الهجرة، حيثُ أنها كانت في بداية الأمر سرية ثمّ أصبحت جهرية بأمر من الله تعالى.
كم سنة استمرت الدعوة في المدينة بعد الهجرة
الجدير بالذكر أنّ الدعوة الإسلامية التي جاء بِها النبي صلى الله عليه وسلم كانت في مكة المكرمة، وفي بداية الأمر كانت سرية بأمر من الله عز وجل في سورة الكوثر، وقد استمرت إلى ثلاث سنوات حتى أمر الله عز وجل بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، نظراً للأذى الكبير الذي تعرّض له هو والذي أمن معه من قوم قريش، حيثُ استمرت الدعوة في المدينة بعد الهجرة لمدة 10 سنوات، إذ كانت الهجرة في تاريخ السابع والعشرين من صفر، وذلك في رابع سنة للبعثة.
شاهد أيضاً: أفضل سورة في القران لراحة النفس مكتوبة تويتر
كم استمرت الدعوة في مكة قبل الهجرة
استمرت الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة قبل الهجرة مدة ثلاث عشر سنوات، حيثُ أنها كانت مقتصرة على النبي صلى الله عليه وسلم والمقربين منه، نظراً لأنها في بداية الدعوة أمره الله تعالى أن تكون سرية، خشية من بطش قريش وأذيتهم له، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لوحده، حتى آمن معه أربعون مسلم من المقربين منه، وجاء في رواية لابن كثير أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابًا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فقالوا: يا نبي الله، كنا في عِزَّة ونحن مشركون، فلما آمنا صِرنا أذلَّة؟! قال: “إني أُمِرتُ بالعفو، فلا تُقاتِلوا القوم”.
كم دامت دعوة الرسول السرية والجهرية
دامت دعوة الرسول السرية والجهرية قرابة الثلاث عشر عاماً، حيثُ أنّه كان بأمر من الله عز وجل، وجاءت كل من الدعوة السرية والجهرية كما يلي:
الدعوة السرية
كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم سرية في البداية، حيثُ أنه كان بأمر من الله عز وجل، وذلك في قوله تعالى:” {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}، وقد بدأ النبي بدعوة أهل بيته، والأقرباء منه، دون عِلم قريش بذلك الأمر، وقد وصل عدد المستجبين إليه أربعين فرداً، منهم: خديجة بنت خويلد، زيد بن حارثة، علي بن أبي طالب، أبو بكر الصديق، وفي تِلك المرحلة عُرفت الدعوة بالمرحلة الأرقمية، نظراً إلى دار الأرقم التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلم الصحابة فيها، وذلك هرباً من قريش وظلمها وبطشها، واستمر لتلك الأونة لمدة ثلاث سنوات حتى جاء الأمر بالجهر بِها من الله عز وجل.
الدعوة الجهرية
بعد ذلك بدأت الدعوة جهراً بأمر من الله سبحانه وتعالى، وذلك بقوله تعالى:” {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، حيثُ أنّ قريش لم تكتفي بالسكوت، بل أنها تصدت للدعوة وبدأت ببطشها بكافة أساليب الظلم والتعذيب، علاوة على ذلك التهديد والتخويف، وبالرغم من ذلك لم يتزعزع أحد منهم عن الدعوة وظلّ النبي ثابتاً في دعوته، كما تعرّض للظلم والأذى من قِبل قريش، وذلك بحجة مزعومة أنه يثين عن دين أباءهم، بالإضافة إلى أنّ الصحابة قد تعرضوا للأذى والتعذيب وكل منهم كان له مثال وقصة يُحتذى بِها حول الصبر والثبات على الدين الإسلامي.
العبادات التي نزلت أثناء الدعوة سراً
إنّ أول العبادات التي فرضها الله عز وجل على المسلمين الاوائل في الدعوة السرية هي الصلاة، والجدير بالذكر أنها كانت مختلفة في بداية الأمر عن ما هي عليه الآن، إذ عُرفت الصلاة بكعتين إثنين قبل مطلع الشمس، واثنان قبل الغروب، في ذلك الوقت كان المسلمون يختبئون عن أهل مكة عند القيام بالصلاة، حتى لا يتعرضون للأذى منهم.
شاهد أيضاً: أفضل سورة تقرأ في الصباح لتيسير الأمور وراحة النفس
أسباب رفض قريش للدعوة الإسلامية
هُنالك عدة أسباب ترجع إلى رفض قريش للدعوة الإسلامية، لذلك الأمر كانت الدعوة في البداية سراً، وقد استمرت لمدة ثلاث سنوات، حتى أمر الله تعالى أن تكون جهراً، وإليكم أبرز أسباب رفض قريش للدعوة الإسلامية:
- الحسد، وذلك لما ورد في قوله تعالى: ﴿وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم﴾.
- الخوف من مساواة السيد بالعبد.
- سيادة المعاصي والشهوات وتعلقهم بِها.
- بالإضافة إلى خوفهم من طرج القبائل العربية لأرضهم.
توصلنا إلى خِتام مقالنا وقد تعرفنا وياكم على كم سنة استمرت الدعوة في المدينة بعد الهجرة، بالإضافة إلى كم استمرت الدعوة في مكة بعد الهجرة، كذلك الدعوة الإسلامية سراً وجهراً.