كم سنة استمرت الدعوة سرا ومتى بدأت، بحيث جاء رسول الله محمد وهو خاتم الأنبياء والمرسلين من أجل هداية الناس كافة، من دون الاختصاص في قوم أو فئة معينة، وذلك من أجل إخراج الناس من الظلمات للنور، وأنزل عليه آخر الكتب السماوية وهي القرآن الكريم الذي جاء للناس كافة، فمرت دعوته بالعديد من المراحل، فكانت في البداية بالسر، ومن ثم انتقلت من أجل ان تصبح بالعلن، وتنتقل من مكة المكرمة للمدينة المنورة، واليوم من خلال مقالنا سنتعرف على كم سنة استمرت الدعوة سرا ومتى بدأت.
كم سنة استمرت الدعوة سرا ومتى بدأت
بدأ نبي الله عليه السلام دعوته في السر، وكان ذلك بعدما نزل عليه الوحي جبريل بأمر من الله عز وجل، فكان سورة العلق هي أول ما نزل على رسول الله عليه السلام في غار حراء، ومن ثم انقطع عنه الوحي جبريل لمدة ستة أشهر، ومن بعدها نزلت سورة المدثر، إلا ان البعض رجح انقطاع الوحي جبريل عن نبي الله لمدة أربعين يوماً، وهو الأمر المختلف عليه ما بين العلماء وأهل العلم، فاستمرت الدعوة في السر لمدة ثلاث سنوات متواصلة، وبدأ في البداية بدعوة أهل بيته، والمقربون منه، فكان أول من آمن به وصدقه هي زوجته خديجة بنت خويلد، ومن بعدها أبو بكر الصديق من الرجال، وأصبح يدعو كافة المقربين منه، وكان له دور في دخول الكثير من الأفراد في الدعوة الإسلامية والتوحيد بالله.
العبادات التي نزلت أثناء الدعوة سراً
إن هنالك العديد من العبادات التي نزلت خلال الدعوة السرية، فتعد الصلاة هي أول عبادة فرضها الله عز وجل على كافة المسلمين، وبالتالي تكون هي أول عبادة فرضت في السر، بحيث كانت في ذلك الوقت تختلف عن الصلاة التي أصبح يؤديها المسلمين فيما بعد، فكانت في البداية عبارة عن ركعتين اثنتين فقط قبل مطلع الشمس، وركعتان قبيل الغروب، بحيث كان كافة المسلمين يؤدوها بشكل سري خوفاً من بطش الكفار، وأن يراهم أي أحد من أخل مكة لتجنب إيذائهم.
تحول الدعوة من سرية إلى جهرية
يعد ما يقارب مرور ثلاثة سنوات من ممارسة الدعوة بشكل سري، كما أن خبر انتشار الدعوة بدأ بالتداول والتناقل، ومن بعد مكة المكرمة، أنزل الله عز وجل على النبي عليه السلام بالدعوة جهراً، ونزل في تلك الأثناء الوحي جبريل على النبي الكريم، وذلك في قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين)، وبدأت الدعوة فيما بعد بالانتشار بشكل جهري من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتوسعت الدعوة الإسلامية لتطال الكثير من الافراد.
كم استمرت دعوة الرسول في مكة
إن دعوة رسول الله عليه السلام استمرت في مكة المكرمة لما يقارب ثلاثة عشر سنة، فكان الجزء الأكبر من تلك الدعوة في مكة المكرمة، فيكون للدعوة الإسلامية دور كبير في تواجدها في مكة المكرمة، ومن ثم ثام رسول الله عليه السلام بالعمل على توسيع الدعوة للمدينة المنورة، والبدأ في أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن أي منكر قد يصيبهم، كما وأنهم امتنعوا عن القتال، بحيث لم يقوموا برفع أي سيف أو سلاح في وجه الأعداء أو من أجل الدعوة في ذلك الوقت، وجاءت بعض الأقاويل والروايات ومنها رواية ابن كثير أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابًا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فقالوا: يا نبي الله، كنا في عِزَّة ونحن مشركون، فلما آمنا صِرنا أذلَّة؟! قال: “إني أُمِرتُ بالعفو، فلا تُقاتِلوا القوم”.
أسباب رفض قريش للدعوة الإسلامية
لم يقابل أهل قريش الدعوة بصدر رحب، بل واجهت الدعوة الكثير من الرفض والعداوة بشكل كبير، وكان من أبرز تلك الأسباب هي أنهم يعتقدون أن النبي قد جاء من أجل أن يغير دين آبائهم وأجدادهم الذين كانوا يؤمنون به، وكان من أبرز تلك الأسباب هي:
- ما يكنه أسياد قريش من حسد لنبي الله عليه السلام، وذلك نتيجة للمكانة التي حظي بها، بحيث لم يحظى بها أي أحد من قبله، وجاء ذلك في سورة الزخرف في قوله تعالى ﴿وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم﴾.
- كان لديهم خوف كبير من تواجد مساواة ما بين السيد والعبيد، بحيث كانوا يفرقون فيما بينهم بشكل كبير.
- التعلق الشديد بالشهوات والمعاصي والمكابرة من أجل القيام بها واتباعها من دون تفكير أو دراية.
- خوفهم من أن يقوموا القبائل العربية الأخرى من طردهم من أرضهم، وعلى وجه التحديد في حال أسلموا.
- ظناً منهم أن نبي الله جاء ليغير دين آبائهم.
وفي ختام مقالنا نكون قد تعرفنا على كم سنة استمرت الدعوة سرا ومتى بدأت، والعديد من العبادات التي نزلت في أثناء الدعوة بالسر، وكيفية تحول الدعوة من سرية لجهرية، والمدة الزمنية التي استمرت خلالها الدعوة في مكة المكرمة، وأخيراً التعرف على كافة الأسباب التي جعلت قريش يرفضون الدخول في الدعوة الإسلامية.