ألديك معلومات عن فوائد التوت البري الذي تتناوله والأضرار التي يمكن أن يسببها؟ ما هي المركبات والعناصر الغذائية التي يحتويها؟ هل تعلم أن التوت البري غني بمضادات الأكسدة المفيدة لصحة الجسم؟ هل تستطيع المرأة الحامل تناول التوت البري؟ تابع معنا عزيزي القارئ، سنقدم لك نبذة عامة عن هذه الفاكهة اللذيذة ذي الطعم الشهي واللون الزاهي، بالإضافة إلى أبرز فوائد التوت البري الصحية التي سنحصل عليها عند تناولنا لهذه الثمرة الشهية.
يعتبر سكان أمريكا الأصليين أول من استخدم التوت البري في تحضير العديد من المأكولات المتنوعة، وصباغة الأقمشة والسجاد وغير ذلك. ينمو في المناطق التي تتضمن مرتفعات منخفضة، ويمتلك أوراقًا ذي شكل بيضوي. كما يتميز بطول ساقه الأفقية والتي قد تصل إلى مترين تقريبًا. تمتد فترة نمو هذه الفاكهة (الموسم) بين شهر نيسان وشهر تشرين الثاني. بينما تتفتح أزهاره الوردية الجذابة في فصل الربيع، فتضفي على الطبيعة لمسة من السحر والجمال. له نوعان رئيسيان هما (التوت البري الأمريكي Vaccinium macrocarpon والأوروبي oxycoccos). ظهرت عدة دراسات علمية تشير إلى فعالية التوت البري وفوائده الطبية الكثيرة، سنعرض أبرزها في مقالنا هذا.
فوائد التوت البري
- إصلاح الخلايا التالفة في الجسم: من أبرز فوائد التوت البري الناضج التي يجب ذكرها. حيث تساهم المواد المضادة للأكسدة الموجوة بداخله في إصلاح أي ضرر تسببه الجذور الحرة في خلايا الجسم.
- الحماية من الإصابة بالتهابات المسالك البولية: أشارت بعض الدراسات إلى أن التوت البري يحتوي على مركب طبيعي يمنع الجراثيم والبكتيريا من النمو والالتصاق على جدار المثانة والمسالك البولية أيضًا. لذلك له دور في خفض نسبة الإصابة بالالتهابات والإنتانات الخطيرة.
- المحافظة على صحة الفم: يؤثر التوت البري على الأحماض الضارة الموجودة داخل الفم. حيث أنه يتحكم بالكمية التي تفرز من الأحماض ويمنعها من الالتصاق بالجوف الفموي. لذلك يلعب دورًا أساسيًا في التقليل من خطورة تسوس الأسنان والإصابة بأمراض اللثة أو تطور سرطان فموي خبيث.
- تعزيز صحة الأمعاء: يحرض نمو البكتيريا الجيدة والمفيدة في الأمعاء ويزيد من فعاليتها، بينما يقلل من نسبة إفراز الحموض الصفراوية بكميات كبيرة، فهي مؤذية لبطانة الأمعاء والقولون.
- التقليل من خطر حدوث السرطان: يحتوي التوت البري على مركبات صحية تقلل من خطر حدوث السرطان في الجسم. كما أنها تعمل على إبطاء نمو الخلايا السرطانية ويسيطر على سرعة نموها العشوائية غير المنتظمة. ومن أهم السرطانات المستجيبة لهذه الحدثية لدينا (سرطان الكبد، والثدي، والبروستات).
- التقليل من ضرر الهيليكوباكتر: هذه الجرثومة تصيب بطانة المعدة وتسبب أذية وتقرح في بطانتها، وقد تتطور هذه الأذية إلى سرطان. لذا يساهم التوت من خلال محاربته لهذه البكتيريا في حماية بطانة المعدة من أثر الأضرار التي يمكن أن تصيبها.
- دور مضادات الأكسدة: لدى التوت البري محتوى غني بمضادات الأكسدة القوية. كما أن لهذه المضادات دور فعال في حماية القلب والحفاظ على سلامته، بالإضافة إلى تقليل خطورة الإصابة بالسرطان مهما كان نوعه.
القيمة الغذائية للتوت البري
يحتوي التوت البري الناضج والطازج على نسبة كبيرة من الماء تصل إلى 90 %. بينما يتوزع الجزء المتبقي من محتواه ونسبته (10 %)، بين الألياف الغذائية والكربوهيدرات ومواد مغذية أخرى.
لنلقي نظرة على مكونات التوت البري الغذائية والنسبة المئوية لكل منها كجزء من محتوى 100 غرام من التوت البري الناضج:
- البروتين: ونسبته 0.46 غرام.
- سعرات حرارية: 46 سعرة حرارية (مصدر الطاقة).
- الكربوهيدرات: 11.97 غرام.
- الألياف الغذائية: 3.6 غرام.
- الدهون: 0.13 غرام.
- الكالسيوم: 8 ميليغرام.
- الحديد: 0.23 ميليغرام.
- المغنيسيوم: 6 ميليغرام.
- الزنك: 0.09 ميليغرام.
- الصوديوم: 2 ميليغرام.
- الفيتامين (C): 14 ميليغرام.
- الفيتامين (B2): 0.02 ميليغرام.
- الفيتامين (B6): 0.057 ميليغرام.
- الفولات: 1 ميكروغرام.
- الفيتامين (ك): 5 ميكروغرام.
محتوى التوت البري من المركبات المفيدة
يتضمن التوت البري مصادرًا غذائية جيدة ومفيدة لخلايا الجسم والعمليات الاستقلابية والحيوية التي تجرى بداخله، كما تحتوي موادًا تحارب الالتهاب وتخفف من الأذية والضرر الذي يمكن أن يلحق بأي عضو. سنتعرف على أهم هذه المركبات وهي كما يلي:
- الكيرسيتين (Quercetin): من أهم المركبات المكونة للتوت البري، ويشكل الجزء الأكبر فيه. له دور فعال في الحفاظ على صحة الجسم والتقليل من حدوث السرطانات، وذلك لاحتوائه على مواد مضادة للأكسدة.
- الميريستين (Myricetin): من المركبات البوليفينولية المهمة أيضًا، وله فوائد صحية جسيمة.
- البيونيدين (Peonidin): يعتبر المكون الأساسي من مكونات التوت البري الناضج المسؤول عن منحه اللون الأحمر. كذلك يعتبر مصدرًا غذائيًا غنيًا ومفيدًا للجسم.
- حمض اليورسوليك (Triterpene compound): يلعب هذا المركب التريتيربيني دورًا فعالًا تجاه الأذية، كأنه مضادًا للالتهاب. كما نجده بتركيز كبير في الطبقة القشرية للثمار.
- البروتينات السيانيدية من النوع A (A-type proanthocyanidins): غالبًا دوره الأساسي يكون في الحماية من إنتانات المسالك البولية والعدوى الالتهابية.
هل التوت البري مفيد لخسارة الوزن والتخسيس
كما نعلم إن خسارة الوزن وتخفيضه للحصول على جسم مثالي وطبيعي أكثر، تحتاج لفترة معينة وتكون تدريجية، ولا يجب أن تكون حادة أو مفاجئة. وذلك يعتمد بشكل أساسي على اتباع نظام غذائي صحي من جهة وممارسة الرياضة بطريقة صحيحة وبانتظام من جهة أخرى. بالإضافة إلى تغيير بعض العادات السيئة والخاطئة في نظام حياتنا اليومي. كما يجب أن يكون النظام الغذائي فيها صحيًا، ويحتوي كافة العناصر الغذائية المهمة للجسم، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الأطعمة الصحية الطبيعية، بشرط أن تكون السعرات الحرارية مدروسة ومناسبة للشخص وطبيعة جسده واستقلابه.
أشارت بعض الدراسات إلى دور التوت البري في التأثير على الوزن وضبطه. حيث أجريت دراسة علمية حول تأثير التوت البري على الفئران الذين يتناولون السكر والدهون بكميات كبيرة. كانت نتيجة الدراسة كما يلي:
- يعمل التوت البري على ضبط الوزن وخفضه بالرغم من السعرات الحرارية المرتفعة المتناولة، كما وجد له دور في خفض الدهون والشحوم الثلاثية، بالإضافة إلى التقليل من تشكل سمنة حشوية في المركز.
- إن التوت البري غني بمركب البوليفينولات التي تضبط المتلازمة الأيضية الاستقلابية في الجسم. كما أنه يقلل من خطر الإصابة بالاختلاطات والتأثيرات الجانبية الخطيرة الناتجة عن هذه المتلازمة.
درجة أمان ومحاذير استخدام التوت البري
على الرغم من فائدة التوت البري الكبيرة وأهميته الغذائية التي يمكن أن نحصل عليها من مستخلصاته (كالتوت الطازج والعصائر وغير ذلك)، إلا أن تناوله بكميات مفرطة وغير مدروسة قد يسبب ظهور بعض الآثار الجانبية السيئة. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب أعراضًا هضمية كالإسهالات والغثيان والإقياء واضطرابات معوية مختلفة. أضف إلى ذلك تطور الحساسية عند البعض تجاه المواد الموجودة في التوت البري، فقد يحدث لديهم ضيق في النفس وتوذم في الشفتين وانتفاخ في الوجه وظهور الشري على الجلد.
وسنعرض بعض الحالات المميزة التي يجب أن يجب أن تتوخى الحيطة والحذر عند تناولها للتوت البري:
- الحامل والمرضع: لا يوجد دلائل موثوقة حول أهمية استخدام التوت البري ودرجة أمانه بالنسبة لهن.
- الأطفال: يستطيع الطفل تناوله على شكل ثمرة طازجة وناضجة أو عصير مستحضر منها.
- حساسية الأسبرين: يحتوي التوت البري على كمية من حمض الساليسيليك المشابه لمركب الأسبرين، لذا يفضل التقليل من استخدامه عند الأشخاص الحساسين للأسبرين.
- التفاعلات الدوائية: غالبًا يتداخل التوت مع مركب الورافارين، حيث يمكن أن يسبب زيادة فعالية هذا الدواء، مما يؤثر في الجسم، وبالتالي يرتفع خطر الإصابة بالنزف. لدينا أيضًا التداخل الدوائي مع الزمر التالية (ديازيبام، والإيبوبروفين، وتوراسيميد).
مخاطر التوت البري
إن كل شيء في هذه الحياة، يعتبر سلاحًا ذا حدين. له منافع ومخاطر عديدة، وذلك بالاعتماد على حجم الكمية المتناولة. لذا فإن الإفراط في تناول التوت البري بكميات كبيرة جدًا، ينعكس سلبًا على الإنسان ويسبب مخاطرًا صحية عديدة، ومنها:
- يحرض من حدوث تهيجات في المعدة والأمعاء.
- يزيد من نسبة حدوث الإسهالات.
- تزداد خطورة تشكل الحصى في الكلية.
وأخيرًا، يمكن القول يعتبر التوت البري من المصادر الغذائية المفيدة للجسم. حيث يتكون محتواه من عناصر غذائية عديدة ومركبات صحية متنوعة تعود بالفائدة الكبيرة على صحة الإنسان. كما يفضل تناول التوت البري طازجًا، وذلك للحصول على الفائدة العظمى منه. حيث أن العناصر المفيدة والمغذية يكون تركيزها أكبر في الطبقة القشرية للثمرة، بينما ينخفض تركيزها في العصائر المتسخلصة منه.